SHIA-NEWS شیعه نیوز :
العلماء يرون اليوم أن تركيبة جسم البشر المعروف حالياً ﻻ يتحمل
البقاء طويلاً، وهم يبحثون عما يساعده على البقاء لفترة أطول. وهذا يعني
عدم استحالة البقاء الطويل، كما يعني أنهم يتوقعون العثور على وسيلة للبقاء
الطويل، فلا مفاجئة إذا عرفوا شخصاً عثر على تلك الوسيلة وجربها في نفسه.
الثالث: لقد توصل علم الطب إلى أن الجسم البشري صالح للبقاء الطويل إذا
لم يتعرض لنكسات صحية، ذلك أن الجسم مركب من خلايا عادية وخلايا نبيلة،
فالخلايا العادية، وإن كانت تستهلك بسرعة على أثر الفعاليات العضلية، إلا
أن الجسم مزود بأجهزة لتوليد كل أنواع الخلايا العادية التي يحتاجها الجسم.
والخلايا النبيلة وإن كان عددها معيّناً منذ الولادة، ولا يوجد في الجسم
جهاز لتوليد بدل ما يتحلل منها، إلا أنها قوية وصالحة للبقاء الطويل إن لم
تتعرض لصدمات.
صحيح أن الإنسان قد يولد وهو يحمل في داخله آفات تفتك به من الداخل
باستمرار، وصحيح أن البيئة المعاصرة ملوّثة تحرم جسم الإنسان من الظروف
الصحية الملائمة، ولكن هذا ﻻ يعني أنه ﻻ يمكن لأي إنسان أن يتخلص منها،
فإذا ولد إنسان سليماً من الآفات الداخلية، وتخلص من البيئة الملوثة،
فالمفروض أن يعمر طويلاً.
الرابع: إن تجارب التحنيط أثبتت أن الجسم البشري قابل لمقاومة الزمان
مدى السنين، بمسحة بسيطة من مواد كيماوية اسمها (المومياء) وخلايا جسم
الميت - رغم عدم تجددها - إذا كانت صالحة للبقاء، فهل تكون خلايا جسم الحيّ
- مع تجددها - غير صالحة للبقاء؟!، غير أن البشر استطاع أن يعرف وسيلة
لحفظ جسم الميت ولم يستطع أن يعرف وسيلة لحفظ جسم الحيّ، ولكن نجاح التحنيط
ألقى الضوء الأخضر على طريق البقاء.
الخامس: إن التشكيك في طول عمر الإمام المنتظر ناتج من (استبعاد) أن
يعيش إنسان أكثر من ألف عام في الوقت الذي ﻻ يعيش الناس - غالباً - مائة
عام، و(الاستبعاد) ليس دليلاً علمياً، فكل علماء الأمس كانوا يقولون:
(استبعاد) أو(استحالة) جميع حصائل العلم الحديث اليوم، وكل علماء اليوم
يقولون: (استبعاد) أو(استحالة) أشياء ستحقق في الغد. فـ (الاستبعاد) ليس
دليلاً يمكن الاعتماد عليه لنفي شيء.
تفنيد التشكيك دينياً:
2- وأما مناقشته دينياً فكما يلي:
الأول: تقول المصادر الدينية بأن العديدين من البشر عاشوا طويلاً،
فالنبي نوح كانت فترة رسالته قبل الطوفان تسعمائة وخمسين سنة كما يقول
القرآن الكريم: (فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان)
وحياة نوح وسعت ثلاث مراحل، المرحلة الأولى، تبدأ بميلاده وتنتهي ببعثته
رسولاً إلى قومه. المرحلة الثانية، تبدأ ببعثته رسولاً إلى قومه وتنتهي
بالطوفان، المرحلة الثالثة تبدأ بالطوفان وتنتهي بوفاته. وفي بعض الحديث أن
مجموع حياته بلغت ألفين وخمسمائة سنة.
والخضر وإلياس كانا من قبل موسى بن عمران، ولا زالا حيين يرزقان. وعيسى
ابن مريم ولد قبل حوالي ألفي سنة وعاش إلى اليوم، ولن يموت قبل أن ينزل من
السماء، ويوجّه المسيحيين إلى الدين الحق، كما يقول القرآن: (وإن من أهل
الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً) سورة النساء: الآية 159.
والأعور الدجال كان قبل أيام النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ولا زال
حياً. وسيبقي حتى يقتل بيد عيسى ابن مريم عند ظهور الإمام المنتظر، وعوج بن
عناق - سبط آدم - عاش ثلاثة آلاف سنة حتى قتله موسى بن عمران حسب النصوص
الواردة في شأنه.
وإذا عاش غير الإمام المنتظر طويلاً فماذا يمنع أن يعيش الإمام المنتظر طويلاً، وهو لم يبلغ حتى الآن من العمر ما بلغه أولئك؟