يتعجب الإنسان عندما يقرأ عن الحنابلة في القديم وحتى في الحاضر، فيجد أنهم يعترفون أن إمامهم أحمد وكبار أئمتهم كانوا يزورون القبور ويتوسلون إلى الله تعالى بأصحابها!
ويرى أنهم هم بنوا على قبر أحمد بن حنبل في بغداد مسجداً وقبة، وجعلوه مزاراً يزورونه ويصلون عند قبره، ويتوسلون ويتبركون ويتمسحون به! وما زال ذلك دين الحنابلة وديدنهم إلى اليوم!
فما بالهم يسكتون عن قبر أحمد بن حنبل وعمن يزوره، ولا يمنعون الناس من التوسل والتبرك والتمسح به، ولايفتون بوجوب هدم قبته؟!
فهل كان إمامهم أحمد وأسلافهم وإخوانهم مشركون؟
وكيف صار ذلك حلالاً، بينا صار قصد زيارة أفضل الخلق وسيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) حراماً، والتوسل به إلى الله بدعةً وشركاً وكفراً؟!
فهل أحمد بن حنبل، وأحمد بن تيمية، أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
ففي النهاية لابن كثير:12/ 323: (وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غفر له. قال: فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره، وعقدت يومئذ ثم مجلساً، فاجتمع فيه ألوفٌ من الناس)!!
وفي وفيات الأعيان لابن خلكان:1/64: (أحمد بن حنبل... توفي ضحوة الجمعه لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول... ودفن بمقبرة باب حرب وباب حرب منسوب إلى حرب بن عبد الله أحد أصحاب أبي جعفر المنصور وإلى حرب هذا تنسب المحلة المعروفة بالحربية، وقبر أحمد بن حنبل مشهور بها يزار).
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي الحنبلي ص 454: (حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين، فقلت:إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث! فسمعته من القبر وهو يقول: لا، بل هذا من هيبة الحق عزوجل لأنه عز وجل قد زارني!! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل: يا أحمد، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب. فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت: يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ فقال لي: يا بني، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (ص)! لأن معي شعرات من شعره! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان! قال ذلك مرتين)!!
وفي طبقات الحنابلة لأبي يعلى الموصلي:2/186: (سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد
صحبة القاضي الشريف أبو علي فرأيته يقبل رجل القبر! فقلت له: في هذا أثر؟ قال لي: أحمد في نفسي شئ عظيم، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا)!!
وفي تاريخ بغداد للخطيب:4/423: (عن أبي الفرج الهندباني يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي: لمَ تركت زيارة إمام السنة)!!
وفي عمدة القاري في شرح البخاري للعيني:5 جزء 9/241: (سعيد العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل.. أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي (ص) وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك. قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية، فصار يتعجب من ذلك ويقول: (عجبت! أحمد عندي جليل، يقول هذا الكلام)! وأي عجب وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به!!
وفي تاريخ الإسلام للذهبي:14/335: (قال ابن خزيمة: هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي؟).
و هنا نوجه اسئلة لأتباع ابن تيمية:
1ـ لايمكنكم المكابرة وإنكار هذه النصوص عن إمامكم وأسلافكم، فأمركم يدور بين رد رأي ابن تيمية الذي كفر المسلمين لتوسلهم بالأموات، وبين الحكم بكفر إمامكم ابن حنبل وأسلافكم! فأيهما تختارون؟!
2- إذا كنتم تخالفون أحمد ابن حنبل في كثير من عقائده وفقهه، وتتبعون ابن تيمية، فلماذا لاتجهرون بانكم أتباع مذهب ابن تيمية، وليس ابن حنبل؟!
و السلام