انچه در این نوشتار می آید نصیحت های پیامبر اعظم ـ صلی الله علیه و آله ـ به ابوذر غفاری است. این حدیث در کتاب «مکارم الاخلاق» اثر رضى الدین، حسن بن فضل طبرسى، از علماى قرن ششم هجرى، فرزند امین الإسلام طبرسى(صاحب تفسیر مجمع البیان) آمده است. ایشان این حدیث را از پدرشان با ذکر سلسه سند ذکر می نماید؛[1] سپس این حدیث در کتاب« تنبیه الخواطر و نزهة النواظر» معروف به« مجموعه ورّام» نوشته ورام بن ابى فراس مالکى اشترى (متوفاى 605 هجرى) آمده است. [2] مرحوم مجلسی نیز این حدیث را به نقل از کتاب«مکارم الاخلاق» در جلد 74 بحار الانوار آورده است. ایشان پس از نقل این روایت، سندهای دیگری را ذکر می نمایند.[3] این روایت از طریق ابو أسود دؤلی نقل شده است.
در ترجمه این متن از ترجمه آقای سید ابراهیم میر باقری استفاده شده است.
نصایح پیامبر ـ صلی الله علیه و آله ـ به ابوذر
أَبُو حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ عَنْ أَبِی الْأَسْوَدِ قَالَ:
قَدِمْتُ الرَّبَذَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِی ذَرٍّ جُنْدَبِ بْنِ جُنَادَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَنِی أَبُو ذَرٍّ قَالَ، دَخَلْتُ ذَاتَ یَوْمٍ فِی صَدْرِ نَهَارِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِی مَسْجِدِهِ، فَلَمْ أَرَ فِی الْمَسْجِدِ أَحَداً مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ عَلِیٌّ إِلَى جَانِبِهِ جَالِسٌ، فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَةَ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَوْصِنِی بِوَصِیَّةٍ یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهَا، فَقَالَ نَعَمْ وَ أَکْرِمْ بِکَ. یَا ابا ذر! إِنَّکَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ، وَ إِنِّی مُوصِیکَ بِوَصِیَّةٍ فَاحْفَظْهَا، فَإِنَّهَا جَامِعَةٌ لِطُرُقِ الْخَیْرِ وَ سُبُلِهِ، فَإِنَّکَ إِنْ حَفِظْتَهَا کَانَ لَکَ بِهَا کِفْلَانِ.
یَا ابا ذر! اعْبُدِ اللَّهَ کَأَنَّکَ تَرَاهُ، فَإِنْ کُنْتَ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاکَ، وَ اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ عِبَادَةِ اللَّهِ الْمَعْرِفَةُ بِهِ، فَهُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ کُلِّ شَیْءٍ فَلَا شَیْءَ قَبْلَهُ، وَ الْفَرْدُ فَلَا ثَانِیَ لَهُ وَ الْبَاقِی لَا إِلَى غَایَةٍ، فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا مِنْ شَیْءٍ، وَ هُوَ اللَّهُ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ هُوَ عَلى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ، ثُمَّ الْإِیمَانُ بِی، وَ الْإِقْرَارُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَنِی إِلَى کَافَّةِ النَّاسِ، بَشِیراً وَ نَذِیراً وَ داعِیاً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً، ثُمَّ حُبُّ أَهْلِ بَیْتِیَ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً،
وَ اعْلَمْ یَا ابا ذر! أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَهْلَ بَیْتِی فِی أُمَّتِی کَسَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَکِبَهَا نَجَا وَ مَنْ رَغِبَ عَنْهَا غَرِقَ، وَ مِثْلِ بَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ مَنْ دَخَلَهُ کَانَ آمِناً،
یَا ابا ذر! احْفَظْ مَا أُوصِیکَ بِهِ تَکُنْ سَعِیداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ
یَا ابا ذر! نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِیهِمَا کَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغُ،
یَا ابا ذر! اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ، شَبَابَکَ قَبْلَ هَرَمِکَ وَ صِحَّتَکَ قَبْلَ سُقْمِکَ وَ غِنَاکَ قَبْلَ فَقْرِکَ وَ فَرَاغَکَ قَبْلَ شُغُلِکَ وَ حَیَاتَکَ قَبْلَ مَوْتِکَ،
یَا ابا ذر! إِیَّاکَ وَ التَّسْوِیفَ بِأَمَلِکَ فَإِنَّکَ بِیَوْمِکَ وَ لَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ، فَإِنْ یَکُنْ غَدٌ لَکَ فَکُنْ فِی الْغَدِ کَمَا کُنْتَ فِی الْیَوْمِ، وَ إِنْ لَمْ یَکُنْ غَدٌ لَکَ لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِی الْیَوْمِ،
یَا ابا ذر! کَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ یَوْماً لَا یَسْتَکْمِلُهُ وَ مُنْتَظِرٍ غَداً لَا یَبْلُغُهُ
یَا ابا ذر! لَوْ نَظَرْتَ إِلَى الْأَجَلِ وَ مَصِیرِهِ، لَأَبْغَضْتَ الْأَمَلَ وَ غُرُورَهُ،
یَا ابا ذر! کُنْ کَأَنَّکَ فِی الدُّنْیَا غَرِیبٌ أَوْ کَعَابِرِ سَبِیلٍ، وَ عُدَّ نَفْسَکَ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ،
یَا ابا ذر! إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَکَ بِالْمَسَاءِ، وَ إِذَا أَمْسَیْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَکَ بِالصَّبَاحِ، وَ خُذْ مِنْ صِحَّتِکَ قَبْلَ سُقْمِکَ وَ حَیَاتِکَ قَبْلَ مَوْتِکَ، فَإِنَّکَ لَا تَدْرِی مَا اسْمُکَ غَداً،
یَا ابا ذر! إِیَّاکَ أَنْ تُدْرِکَکَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْعَثْرَةِ، فَلَا تُقَالَ الْعَثْرَةُ وَ لَا تُمَکَّنَ مِنَ الرَّجْعَةِ، وَ لَا یَحْمَدَکَ مَنْ خَلَّفْتَ بِمَا تَرَکْتَ، وَ لَا یَعْذِرَکَ مَنْ تَقْدَمُ عَلَیْهِ بِمَا اشْتَغَلْتَ بِهِ ،
یَا ابا ذر! کُنْ عَلَى عُمُرِکَ أَشَحَّ مِنْکَ عَلَى دِرْهَمِکَ وَ دِینَارِکَ
یَا ابا ذر! هَلْ یَنْتَظِرُ أَحَدٌ إِلَّا غِنًى مُطْغِیاً، أَوْ فَقْراً مُنْسِیاً أَوْ مَرَضاً مُفْسِداً أَوْ هَرَماً مُفْنِداً أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً، أَوِ الدَّجَّالَ فَإِنَّهُ شَرُّ غَائِبٍ یُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَ السَّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ،
یَا ابا ذر! إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَالِمٌ لَا یُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ وَ مَنْ طَلَبَ عِلْماً لِیَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَیْهِ، لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ
یَا ابا ذر! مَنِ ابْتَغَى الْعِلْمَ لِیَخْدَعَ بِهِ النَّاسَ، لَمْ یَجِدْ رِیحَ الْجَنَّةِ
یَا ابا ذر! إِذَا سُئِلْتَ عَنْ عِلْمٍ لَا تَعْلَمُهُ، فَقُلْ لَا أَعْلَمُهُ تَنْجُ مِنْ تَبِعَتِهِ، وَ لَا تُفْتِ بِمَا لَا عِلْمَ لَکَ بِهِ، تَنْجُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا ابا ذر! یَطَّلِعُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَیَقُولُونَ مَا أَدْخَلَکُمُ النَّارَ، وَ قَدْ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ لِفَضْلِ تَأْدِیبِکُمْ وَ تَعْلِیمِکُمْ، فَیَقُولُونَ إِنَّا کُنَّا نَأْمُرُ بِالْخَیْرِ وَ لَا نَفْعَلُهُ
یَا ابا ذر! إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ، وَ إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصِیَهَا الْعِبَادُ، وَ لَکِنْ أَمْسُوا وَ أَصْبِحُوا تَائِبِینَ،
یَا ابا ذر! إِنَّکُمْ فِی مَمَرِّ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ، فِی آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ وَ أَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ وَ الْمَوْتُ یَأْتِی بَغْتَةً، وَ مَنْ یَزْرَعْ خَیْراً یُوشِکْ أَنْ یَحْصُدَ خَیْراً، وَ مَنْ یَزْرَعْ شَرّاً یُوشِکْ أَنْ یَحْصُدَ نَدَامَةً، وَ لِکُلِّ زَارِعٍ مِثْلُ مَا زَرَعَ،
یَا ابا ذر! لَا یُسْبَقُ بَطِیءٌ بِحَظِّهِ، وَ لَا یُدْرِکُ حَرِیصٌ مَا لَمْ یُقَدَّرْ لَهُ، وَ مَنْ أُعْطِیَ خَیْراً فَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُ، وَ مَنْ وُقِیَ شَرّاً فَإِنَّ اللَّهَ وَقَاهُ،
یَا ابا ذر! الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَ الْفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَ مُجَالَسَتُهُمْ زِیَادَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیَرَى ذَنْبَهُ کَأَنَّهُ تَحْتَ صَخْرَةٍ یَخَافُ أَنْ تَقَعَ عَلَیْهِ، وَ إِنَّ الْکَافِرَ لَیَرَى ذَنْبَهُ کَأَنَّهُ ذُبَابٌ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَیْراً، جَعَلَ ذُنُوبَهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُمَثَّلَةً وَ الْإِثْمَ عَلَیْهِ ثَقِیلًا وَبِیلًا، وَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرّاً أَنْسَاهُ ذُنُوبَهُ،
یَا ابا ذر! لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِیئَةِ، وَ لَکِنِ انْظُرْ إِلَى مَنْ عَصَیْتَ
یَا ابا ذر! إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِکَاضاً مِنَ الْخَطِیئَةِ مِنَ الْعُصْفُورِ، حِینَ یُقْذَفُ بِهِ فِی شَرِکِهِ ،
یَا ابا ذر! مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَذَاکَ الَّذِی أَصَابَ حَظَّهُ، وَ مَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَإِنَّمَا یُوَبِّخُ نَفْسَهُ
یَا ابا ذر! إِنَّ الرَّجُلَ لَیُحْرَمُ رِزْقَهُ بِالذَّنْبِ یُصِیبُهُ
یَا ابا ذر! دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِی شَیْءٍ وَ لَا تَنْطِقْ فِیمَا لَا یَعْنِیکَ، وَ اخْزُنْ لِسَانَکَ کَمَا تَخْزُنُ وَرِقَکَ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَیُدْخِلُ قَوْماً الْجَنَّةَ فَیُعْطِیهِمْ حَتَّى یَمَلُّوا، وَ فَوْقَهُمْ قَوْمٌ فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَى، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَیْهِمْ عَرَفُوهُمْ، فَیَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا کُنَّا مَعَهُمْ فِی الدُّنْیَا، فَبِمَ فَضَّلْتَهُمْ عَلَیْنَا، فَیُقَالُ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ، إِنَّهُمْ کَانُوا یَجُوعُونَ حِینَ تَشْبَعُونَ، وَ یَظْمَئُونَ حِینَ تَرْوَوْنَ وَ یَقُومُونَ حِینَ تَنَامُونَ، وَ یَشْخَصُونَ حِینَ تَحْفَظُونَ،
یَا ابا ذر! جَعَلَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُرَّةَ عَیْنِی فِی الصَّلَاةِ، وَ حَبَّبَ إِلَیَّ الصَّلَاةَ، کَمَا حَبَّبَ إِلَى الْجَائِعِ الطَّعَامَ وَ إِلَى الظَّمْآنِ الْمَاءَ، وَ إِنَّ الْجَائِعَ إِذَا أَکَلَ شَبِعَ وَ إِنَ الظَّمْآنَ إِذَا شَرِبَ رَوِیَ، وَ أَنَا لَا أَشْبَعُ مِنَ الصَّلَاةِ،
یَا ابا ذر! أَیُّمَا رَجُلٍ تَطَوَّعَ فِی یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ، اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَکْعَةً سِوَى الْمَکْتُوبَةِ، کَانَ لَهُ حَقّاً وَاجِباً بَیْتٌ فِی الْجَنَّةِ،
یَا ابا ذر! مَا دُمْتَ فِی الصَّلَاةِ فَإِنَّکَ تَقْرَعُ بَابَ الْمَلِکِ الْجَبَّارِ، وَ مَنْ یُکْثِرْ قَرْعَ بَابِ الْمَلِکِ یُفْتَحْ لَهُ:
یَا ابا ذر! مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقُومُ مُصَلِّیاً، إِلَّا تَنَاثَرَ عَلَیْهِ الْبِرُّ مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَرْشِ وَ وُکِّلَ بِهِ مَلَکٌ یُنَادِی یَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ تَعْلَمُ مَا لَکَ فِی الصَّلَاةِ وَ مَنْ تُنَاجِی مَا انْفَتَلْتَ
یَا ابا ذر! طُوبَى لِأَصْحَابِ الْأَلْوِیَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَحْمِلُونَهَا فَیَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَى الْجَنَّةِ، أَلَا وَ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالْأَسْحَارِ وَ غَیْرِ الْأَسْحَارِ،
یَا ابا ذر! الصَّلَاةُ عِمَادُ الدِّینِ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ، وَ الصَّدَقَةُ تَمْحُو الْخَطِیئَةَ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ، وَ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ، وَ الْجِهَادُ نَبَاهَةٌ وَ اللِّسَانُ أَکْبَرُ،
یَا ابا ذر! الدَّرَجَةُ فِی الْجَنَّةِ کَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ إِنَّ الْعَبْدَ لَیَرْفَعُ بَصَرَهُ فَیَلْمَعُ لَهُ نُورٌ یَکَادُ، یَخْطَفُ بَصَرَهُ، فَیَفْزَعُ لِذَلِکَ فَیَقُولُ مَا هَذَا، فَیُقَالُ هَذَا نُورُ أَخِیکَ، فَیَقُولُ أَخِی فُلَانٌ کُنَّا نَعْمَلُ جَمِیعاً فِی الدُّنْیَا، وَ قَدْ فُضِّلَ عَلَیَّ هَکَذَا، فَیُقَالُ لَهُ إِنَّهُ کَانَ أَفْضَلَ مِنْکَ عَمَلًا، ثُمَّ یُجْعَلُ فِی قَلْبِهِ الرِّضَا حَتَّى یَرْضَى،
یَا ابا ذر! الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْکَافِرِ، وَ مَا أَصْبَحَ فِیهَا مُؤْمِنٌ إِلَّا حَزِیناً فَکَیْفَ لَا یَحْزَنُ الْمُؤْمِنُ وَ قَدْ أَوْعَدَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، أَنَّهُ وَارِدُ جَهَنَّمَ وَ لَمْ یُعِدْهُ أَنَّهُ صَادِرٌ عَنْهَا ، وَ لَیَلْقَیَنَّ أَمْرَاضاً وَ مُصِیبَاتٍ وَ أُمُوراً تَغِیظُهُ، وَ لَیُظْلَمَنَّ فَلَا یُنْتَصَرُ، یَبْتَغِی ثَوَاباً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَمَا یَزَالُ فِیهَا حَزِیناً حَتَّى یُفَارِقَهَا، فَإِذَا فَارَقَهَا أَفْضَى إِلَى الرَّاحَةِ وَ الْکَرَامَةِ
یَا ابا ذر! مَا عُبِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مِثْلِ طُولِ الْحُزْنِ
یَا ابا ذر! مَنْ أُوتِیَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا یُبْکِیهِ، لَحَقِیقٌ أَنْ یَکُونَ قَدْ أُوتِیَ عِلْمَ مَا لَا یَنْفَعُهُ، لِأَنَّ اللَّهَ نَعَتَ الْعُلَمَاءَ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ، إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا یُتْلى عَلَیْهِمْ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً، وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا وَ یَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ یَبْکُونَ وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً ،
یَا ابا ذر! مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ یَبْکِیَ فَلْیَبْکِ، وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَلْیُشْعِرْ قَلْبَهُ الْحُزْنَ وَ لْیَتَبَاکَ، إِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِیَ بَعِیدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَ لَکِنْ لَا تَشْعُرُونَ،
یَا ابا ذر! یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدٍ خَوْفَیْنِ، وَ لَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَیْنِ فَإِذَا أَمِنَنِی فِی الدُّنْیَا أَخَفْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِذَا خَافَنِی فِی الدُّنْیَا آمَنْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا ابا ذر! إِنَّ الْعَبْدَ لَیُعْرَضُ عَلَیْهِ ذُنُوبُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ أَمَا إِنِّی کُنْتُ مُشْفِقاً فَیُغْفَرُ لَهُ،
یَا ابا ذر! إِنَّ الرَّجُلَ لَیَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَیَتَّکِلُ عَلَیْهَا، وَ یَعْمَلُ الْمُحَقَّرَاتِ حَتَّى یَأْتِیَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ، وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَعْمَلُ السَّیِّئَةَ فَیَفْرَقُ مِنْهَا، فَیَأْتِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ آمِناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا ابا ذر! إِنَّ الْعَبْدَ لَیُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ وَ کَیْفَ ذَلِکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ یَکُونُ ذَلِکَ الذَّنْبُ نُصْبَ عَیْنَیْهِ تَائِباً مِنْهُ، فَارّاً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّى یَدْخُلَ الْجَنَّةَ
یَا ابا ذر! الْکَیِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَ عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَ الْعَاجِزُ مَنِ اتَّبَعَ نَفْسَهُ وَ هَوَاهَا وَ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَمَانِیَّ،
یَا ابا ذر! إِنَّ أَوَّلَ شَیْءٍ یُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَمَانَةُ وَ الْخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَکَادَ تَرَى خَاشِعاً،
یَا ابا ذر! وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ، لَوْ أَنَّ الدُّنْیَا کَانَتْ تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ أَوْ ذُبَابٍ، مَا سَقَى الْکَافِرَ مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ،
یَا ابا ذر! الدُّنْیَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِیهَا إِلَّا مَنِ ابْتَغَى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، وَ مَا مِنْ شَیْءٍ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّنْیَا، خَلَقَهَا ثُمَّ عَرَضَهَا، فَلَمْ یَنْظُرْ إِلَیْهَا وَ لَا یَنْظُرُ إِلَیْهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَ مَا مِنْ شَیْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْإِیمَانِ بِهِ، وَ تَرْکِ مَا أَمَرَ بِتَرْکِهِ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى أَخِی عِیسَى ع، یَا عِیسَى لَا تُحِبَّ الدُّنْیَا فَإِنِّی لَسْتُ أُحِبُّهَا، وَ أَحِبَّ الْآخِرَةَ فَإِنَّمَا هِیَ دَارُ الْمَعَادِ،
یَا ابا ذر! إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی بِخَزَائِنِ الدُّنْیَا عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ خَزَائِنُ الدُّنْیَا وَ لَا یَنْقُصُکَ مِنْ حَظِّکَ عِنْدَ رَبِّکَ، فَقُلْتُ یَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا، إِذَا شَبِعْتُ شَکَرْتُ رَبِّی وَ إِذَا جُعْتُ سَأَلْتُهُ،
یَا ابا ذر! إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَیْراً فَقَّهَهُ فِی الدِّینِ، وَ زَهَّدَهُ فِی الدُّنْیَا وَ بَصَّرَهُ بِعُیُوبِ نَفْسِهِ
یَا ابا ذر! مَا زَهِدَ عَبْدٌ فِی الدُّنْیَا إِلَّا أَنْبَتَ اللَّهُ الْحِکْمَةَ فِی قَلْبِهِ، وَ أَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ وَ یُبَصِّرُهُ عُیُوبَ الدُّنْیَا وَ دَاءَهَا وَ دَوَاءَهَا، وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلَى دَارِ السَّلَامِ،
یَا ابا ذر! إِذَا رَأَیْتَ أَخَاکَ قَدْ زَهِدَ فِی الدُّنْیَا فَاسْتَمِعْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ یُلْقِی الْحِکْمَةَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ، قَالَ مَنْ لَمْ یَنْسَ الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَى وَ تَرَکَ فَضْلَ زِینَةِ الدُّنْیَا، وَ آثَرَ مَا یَبْقَى عَلَى مَا یَفْنَى، وَ لَمْ یَعُدَّ غَداً مِنْ أَیَّامِهِ وَ عَدَّ نَفْسَهُ فِی الْمَوْتَى،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لَمْ یُوحِ إِلَیَّ أَنْ أَجْمَعَ الْمَالَ، وَ لَکِنْ أَوْحَى إِلَیَّ أَنْ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ کُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ، وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ،
یَا ابا ذر! إِنِّی أَلْبَسُ الْغَلِیظَ وَ أَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ، وَ أَلْعَقُ أَصَابِعِی وَ أَرْکَبُ الْحِمَارَ بِغَیْرِ سَرْجٍ وَ أُرْدِفُ خَلْفِی، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی
یَا ابا ذر! حُبُّ الْمَالِ وَ الشَّرَفِ أَذْهَبُ لِدِینِ الرَّجُلِ، مِنْ ذِئْبَیْنِ ضَارِیَیْنِ فِی زِرْبِ الْغَنَمِ ، فَأَغَارَا فِیهَا حَتَّى أَصْبَحَا فَمَا ذَا أَبْقَیَا مِنْهَا،
قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ، الْخَائِفُونَ الْخَائِضُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاکِرُونَ اللَّهَ کَثِیراً، أَ هُمْ یَسْبِقُونَ النَّاسَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَا، وَ لَکِنْ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّهُمْ یَتَخَطَّوْنَ رِقَابَ النَّاسِ، فَیَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ کَمَا أَنْتُمْ حَتَّى تُحَاسَبُوا، فَیَقُولُونَ بِمَ نُحَاسَبُ فَوَ اللَّهِ مَا مَلَکْنَا فَنَجُودَ وَ نَعْدِلَ، وَ لَا أُفِیضَ عَلَیْنَا فَنَقْبِضَ وَ نَبْسُطَ، وَ لَکُنَّا عَبَدْنَا رَبَّنَا حَتَّى دَعَانَا فَأَجَبْنَا،
یَا ابا ذر! إِنَّ الدُّنْیَا مَشْغَلَةٌ لِلْقُلُوبِ وَ الْأَبْدَانِ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى سَائِلُنَا عَمَّا نَعَّمَنَا فِی حَلَالِهِ، فَکَیْفَ بِمَا نَعَّمَنَا فِی حَرَامِهِ،
یَا ابا ذر! إِنِّی قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، أَنْ یَجْعَلَ رِزْقَ مَنْ یُحِبُّنِی الْکَفَافَ، وَ أَنْ یُعْطِیَ مَنْ یُبْغِضُنِی کَثْرَةَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ،
یَا ابا ذر! طُوبَى لِلزَّاهِدِینَ فِی الدُّنْیَا الرَّاغِبِینَ فِی الْآخِرَةِ، الَّذِینَ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللَّهِ بِسَاطاً، وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِیباً، وَ اتَّخَذُوا کِتَابَ اللَّهِ شِعَاراً وَ دُعَاءَهُ دِثَاراً یَقْرِضُونَ الدُّنْیَا قَرْضاً،
یَا ابا ذر! حَرْثُ الْآخِرَةِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ، وَ حَرْثُ الدُّنْیَا الْمَالُ وَ الْبَنُونَ
یَا ابا ذر! إِنَّ رَبِّی أَخْبَرَنِی، فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا أَدْرَکَ الْعَابِدُونَ دَرْکَ الْبُکَاءِ، وَ إِنِّی لَأَبْنِی لَهُمْ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَى قَصْراً، لَا یُشَارِکُهُمْ فِیهِ أَحَدٌ،
قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ الْمُؤْمِنِینَ أَکْیَسُ، قَالَ أَکْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِکْراً وَ أَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً،
یَا ابا ذر! إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ الْقَلْبُ وَ اسْتَوْسَعَ، قُلْتُ فَمَا عَلَامَةُ ذَلِکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَ التَّجَافِی عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَ الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ
یَا ابا ذر! اتَّقِ اللَّهَ، وَ لَا تُرِی النَّاسَ أَنَّکَ تَخْشَى اللَّهَ فَیُکْرِمُوکَ وَ قَلْبُکَ فَاجِرٌ
یَا ابا ذر! لِیَکُنْ لَکَ فِی کُلِّ شَیْءٍ نِیَّةٌ حَتَّى فِی النَّوْمِ وَ الْأَکْلِ
یَا ابا ذر! لِیَعْظُمْ جَلَالُ اللَّهِ فِی صَدْرِکَ، فَلَا تَذْکُرْهُ کَمَا یَذْکُرُهُ الْجَاهِلُ عِنْدَ الْکَلْبِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ، وَ عِنْدَ الْخِنْزِیرِ اللَّهُمَّ أَخْزِهِ،
یَا ابا ذر! إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِکَةً قِیَاماً مِنْ خِیفَتِهِ، مَا رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ حَتَّى یُنْفَخَ فِی الصُّورِ النَّفْخَةُ الْآخِرَةُ، فَیَقُولُونَ جَمِیعاً سُبْحَانَکَ وَ بِحَمْدِکَ، مَا عَبَدْنَاکَ کَمَا یَنْبَغِی لَکَ أَنْ تُعْبَدَ،
یَا ابا ذر! وَ لَوْ کَانَ لِرَجُلٍ عَمَلُ سَبْعِینَ نَبِیّاً، لَاسْتَقَلَّ عَمَلَهُ مِنْ شِدَّةِ مَا یَرَى یَوْمَئِذٍ وَ لَوْ أَنَّ دَلْواً صُبَّتْ مِنْ غِسْلِینٍ فِی مَطْلَعِ الشَّمْسِ، لَغَلَتْ مِنْهُ جَمَاجِمُ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ لَوْ زَفَرَتْ جَهَنَّمُ زَفْرَةً، لَمْ یَبْقَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا خَرَّ جَاثِیاً عَلَى رُکْبَتَیْهِ یَقُولُ رَبِّ نَفْسِی نَفْسِی حَتَّى یَنْسَى إِبْرَاهِیمُ إِسْحَاقَ ع، یَقُولُ یَا رَبِّ أَنَا خَلِیلُکَ إِبْرَاهِیمُ فَلَا تُنْسِنِی،
یَا ابا ذر! لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اطَّلَعَتْ مِنْ سَمَاءِ الدُّنْیَا فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ، لَأَضَاءَتْ لَهَا الْأَرْضُ أَفْضَلَ مِمَّا یُضِیئُهَا الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ، وَ لَوَجَدَ رِیحَ نَشْرِهَا جَمِیعُ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَ لَوْ أَنَّ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ نُشِرَ الْیَوْمَ فِی الدُّنْیَا، لَصَعِقَ مَنْ یَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ مَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ،
یَا ابا ذر! اخْفِضْ صَوْتَکَ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَ عِنْدَ الْقِتَالِ وَ عِنْدَ الْقُرْآنِ
یَا ابا ذر! إِذَا تَبِعْتَ جَنَازَةً، فَلْیَکُنْ عَقْلُکَ فِیهَا مَشْغُولًا بِالتَّفَکُّرِ وَ الْخُشُوعِ، وَ اعْلَمْ أَنَّکَ لَاحِقٌ بِهِ
یَا ابا ذر! اعْلَمْ أَنَّ کُلَّ شَیْءٍ إِذَا فَسَدَ فَالْمِلْحُ دَوَاؤُهُ، فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ فَلَیْسَ لَهُ دَوَاءٌ وَ اعْلَمْ أَنَّ فِیکُمْ خُلُقَیْنِ، الضَّحِکَ مِنْ غَیْرِ عَجَبٍ وَ الْکَسَلَ مِنْ غَیْرِ سَهْوٍ،
یَا ابا ذر! رَکْعَتَانِ مُقْتَصَدَتَانِ فِی تَفَکُّرٍ، خَیْرٌ مِنْ قِیَامِ لَیْلَةٍ وَ الْقَلْبُ سَاهٍ
یَا ابا ذر! الْحَقُّ ثَقِیلٌ مُرٌّ وَ الْبَاطِلُ خَفِیفٌ حُلْوٌ، وَ رُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ تُورِثُ حُزْناً طَوِیلًا ،
یَا ابا ذر! لَا یَفْقَهُ الرَّجُلُ کُلَّ الْفِقْهِ، حَتَّى یَرَى النَّاسَ فِی جَنْبِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى أَمْثَالَ الْأَبَاعِرِ ، ثُمَّ یَرْجِعَ إِلَى نَفْسِهِ فَیَکُونَ هُوَ أَحْقَرَ حَاقِرٍ لَهَا،
یَا ابا ذر! لَا تُصِیبُ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ، حَتَّى تَرَى النَّاسَ کُلَّهُمْ حَمْقَاءَ فِی دِینِهِمْ عُقَلَاءَ فِی دُنْیَاهُمْ،
یَا ابا ذر! حَاسِبْ نَفْسَکَ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، فَهُوَ أَهْوَنُ لِحِسَابِکَ غَداً، وَ زِنْ نَفْسَکَ قَبْلَ أَنْ تُوزَنَ، وَ تَجَهَّزْ لِلْعَرْضِ الْأَکْبَرِ یَوْمَ تُعْرَضُ لَا تَخْفَى عَلَى اللَّهِ خَافِیَةٌ،
یَا ابا ذر! اسْتَحْیِ مِنَ اللَّهِ، فَإِنِّی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ، لَأُظِلُّ حِینَ أَذْهَبُ إِلَى الْغَائِطِ مُتَقَنِّعاً بِثَوْبِی، أَسْتَحِی مِنَ الْمَلَکَیْنِ اللَّذَیْنِ مَعِی
یَا ابا ذر! أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ نَعَمْ فِدَاکَ أَبِی، قَالَ فَاقْصِرْ مِنَ الْأَمَلِ وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ نُصْبَ عَیْنَیْکَ، وَ اسْتَحِ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَیَاءِ، قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ کُلُّنَا نَسْتَحِی مِنَ اللَّهِ، قَالَ لَیْسَ ذَلِکَ الْحَیَاءَ، وَ لَکِنَّ الْحَیَاءَ مِنَ اللَّهِ أَنْ لَا تَنْسَى الْمَقَابِرَ وَ الْبِلَى، وَ الْجَوْفَ وَ مَا وَعَى وَ الرَّأْسَ وَ مَنْ حَوَى، وَ مَنْ أَرَادَ کَرَامَةَ الْآخِرَةِ فَلْیَدَعْ زِینَةَ الدُّنْیَا، فَإِذَا کُنْتَ کَذَلِکَ أَصَبْتَ وَلَایَةَ اللَّهِ،
یَا ابا ذر! یَکْفِی مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْبِرِّ مَا یَکْفِی الطَّعَامَ مِنَ الْمِلْحِ
یَا ابا ذر! مَثَلُ الَّذِی یَدْعُو بِغَیْرِ عَمَلٍ کَمَثَلِ الَّذِی یَرْمِی بِغَیْرِ وَتَرٍ
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ یُصْلِحُ بِصَلَاحِ الْعَبْدِ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ وُلْدِهِ، وَ یَحْفَظُهُ فِی دُوَیْرَتِهِ وَ الدُّورَ حَوْلَهُ مَا دَامَ فِیهِمْ،
یَا ابا ذر! إِنَّ رَبَّکَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبَاهِی الْمَلَائِکَةَ بِثَلَاثَةِ نَفَرٍ، رَجُلٍ فِی أَرْضٍ قَفْرٍ فَیُؤَذِّنُ ثُمَّ یُقِیمُ ثُمَّ یُصَلِّی، فَیَقُولُ رَبُّکَ لِلْمَلَائِکَةِ، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِی یُصَلِّی وَ لَا یَرَاهُ غَیْرِی، فَیَنْزِلُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَکٍ یُصَلُّونَ وَرَاءَهُ، وَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى الْغَدِ مِنْ ذَلِکَ الْیَوْمِ، وَ رَجُلٍ قَامَ مِنَ اللَّیْلِ فَصَلَّى وَحْدَهُ فَسَجَدَ وَ نَامَ وَ هُوَ سَاجِدٌ، فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى انْظُرُوا إِلَى عَبْدِی، رُوحُهُ عِنْدِی وَ جَسَدُهُ سَاجِدٌ، وَ رَجُلٍ فِی زَحْفٍ فَرَّ أَصْحَابُهُ وَ ثَبَتَ هُوَ وَ یُقَاتِلُ حَتَّى یُقْتَلَ،
یَا ابا ذر! مَا مِنْ رَجُلٍ یَجْعَلُ جَبْهَتَهُ فِی بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ، إِلَّا شَهِدَتْ لَهُ بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَا مِنْ مَنْزِلٍ یَنْزِلُهُ قَوْمٌ، إِلَّا وَ أَصْبَحَ ذَلِکَ الْمَنْزِلُ یُصَلِّی عَلَیْهِمْ أَوْ یَلْعَنُهُمْ
یَا ابا ذر! مَا مِنْ صَبَاحٍ وَ لَا رَوَاحٍ، إِلَّا وَ بِقَاعُ الْأَرْضِ تُنَادِی بَعْضُهَا بَعْضاً، یَا جَارُ هَلْ مَرَّ بِکِ ذَاکِرٌ لِلَّهِ تَعَالَى، أَوْ عَبْدٌ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَیْکِ سَاجِداً لِلَّهِ، فَمِنْ قَائِلَةٍ لَا وَ مِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ، فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ اهْتَزَّتْ وَ انْشَرَحَتْ، وَ تَرَى أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى جَارَتِهَا
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمَّا خَلَقَ الْأَرْضَ، وَ خَلَقَ مَا فِیهَا مِنَ الشَّجَرِ، لَمْ یَکُنْ فِی الْأَرْضِ شَجَرَةٌ یَأْتِیهَا بَنُو آدَمَ، إِلَّا أَصَابُوا مِنْهَا مَنْفَعَةً، فَلَمْ تَزَلِ الْأَرْضُ وَ الشَّجَرُ کَذَلِکَ حَتَّى تَتَکَلَّمَ فَجَرَةُ بَنِی آدَمَ، بِالْکَلِمَةِ الْعَظِیمَةِ، قَوْلِهِمْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً فَلَمَّا قَالُوهَا اقْشَعَرَّتِ الْأَرْضُ وَ ذَهَبَتْ مَنْفَعَةُ الْأَشْجَارِ:
یَا ابا ذر! إِنَّ الْأَرْضَ لَتَبْکِی عَلَى الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً
یَا ابا ذر! إِذَا کَانَ الْعَبْدُ فِی أَرْضٍ قِیٍّ یَعْنِی قَفْرٍ، فَتَوَضَّأَ أَوْ تَیَمَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ صَلَّى أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَلَائِکَةَ فَصَفُّوا خَلْفَهُ صَفّاً، لَا یُرَى طَرَفَاهُ یَرْکَعُونَ بِرُکُوعِهِ وَ یَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ وَ یُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ
یَا ابا ذر! مَنْ أَقَامَ وَ لَمْ یُؤَذِّنْ لَمْ یُصَلِّ مَعَهُ إِلَّا مَلَکَاهُ اللَّذَانِ مَعَهُ،
یَا ابا ذر! مَا مِنْ شَابٍّ یَدَعُ لِلَّهِ الدُّنْیَا وَ لَهْوَهَا، وَ أَهْرَمَ شَبَابَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ صِدِّیقاً،
یَا ابا ذر! الذَّاکِرُ فِی الْغَافِلِینَ کَالْمُقَاتِلِ فِی الْفَارِّینَ
یَا ابا ذر! الْجَلِیسُ الصَّالِحُ خَیْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ، وَ الْوَحْدَةُ خَیْرٌ مِنْ جَلِیسِ السَّوْءِ وَ إِمْلَاءُ الْخَیْرِ خَیْرٌ مِنَ السُّکُوتِ، وَ السُّکُوتُ خَیْرٌ مِنْ إِمْلَاءِ الشَّرِّ
یَا ابا ذر! لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِناً، وَ لَا یَأْکُلْ طَعَامَکَ إِلَّا تَقِیٌّ وَ لَا تَأْکُلْ طَعَامَ الْفَاسِقِینَ،
یَا ابا ذر! أَطْعِمْ طَعَامَکَ مَنْ تُحِبُّهُ فِی اللَّهِ، وَ کُلْ طَعَامَ مَنْ یُحِبُّکَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ لِسَانِ کُلِّ قَائِلٍ، فَلْیَتَّقِ اللَّهَ امْرُؤٌ وَ لْیَعْلَمْ مَا یَقُولُ
یَا ابا ذر! اتْرُکْ فُضُولَ الْکَلَامِ، وَ حَسْبُکَ مِنَ الْکَلَامِ مَا تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَکَ،
یَا ابا ذر! کَفَى بِالْمَرْءِ کَذِباً أَنْ یُحَدِّثَ بِکُلِّ مَا یَسْمَعُ
یَا ابا ذر! مَا مِنْ شَیْءٍ أَحَقَّ بِطُولِ السِّجْنِ مِنَ اللِّسَانِ،
یَا ابا ذر! إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِکْرَامَ ذِی الشَّیْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَ إِکْرَامَ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ الْعَامِلِینَ وَ إِکْرَامَ السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ
یَا ابا ذر! مَا عَمِلَ مَنْ لَمْ یَحْفَظْ لِسَانَهُ
یَا ابا ذر! لَا تَکُنْ عَیَّاباً وَ لَا مَدَّاحاً وَ لَا طَعَّاناً وَ لَا مُمَارِیاً،
یَا ابا ذر! لَا یَزَالُ الْعَبْدُ یَزْدَادُ مِنَ اللَّهِ بُعْداً مَا سَاءَ خُلُقُهُ
یَا ابا ذر! الْکَلِمَةُ الطَّیِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَ کُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ،
یَا ابا ذر! مَنْ أَجَابَ دَاعِیَ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ عِمَارَةَ مَسَاجِدِ اللَّهِ، کَانَ ثَوَابُهُ مِنَ اللَّهِ الْجَنَّةَ،
فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ کَیْفَ تُعْمَرُ مَسَاجِدُ اللَّهِ، قَالَ لَا تُرْفَعُ فِیهَا الْأَصْوَاتُ وَ لَا یُخَاضُ فِیهَا بِالْبَاطِلِ، وَ لَا یشتر [یُشْتَرَى فِیهَا وَ لَا یُبَاعُ وَ اتْرُکِ اللَّغْوَ مَا دُمْتَ فِیهَا فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَا تَلُومَنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا نَفْسَکَ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى یُعْطِیکَ مَا دُمْتَ جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ، بِکُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ وَ تُصَلِّی عَلَیْکَ الْمَلَائِکَةُ، وَ تُکْتَبُ لَکَ بِکُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَ فِیهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَ تُمْحَى عَنْکَ عَشْرُ سَیِّئَاتٍ،
یَا ابا ذر! أَ تَعْلَمُ فِی أَیِّ شَیْءٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ، اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ قُلْتُ لَا أَدْرِی فِدَاکَ أَبِی وَ أُمِّی، قَالَ فِی انْتِظَارِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الصَّلَاةِ
یَا ابا ذر! إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِی الْمَکَارِهِ مِنَ الْکَفَّارَاتِ، وَ کَثْرَةُ الِاخْتِلَافِ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَذَلِکُمُ الرِّبَاطُ،
یَا ابا ذر! یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى، إِنَّ أَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَیَّ الْمُتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِی الْمُتَعَلِّقَةُ قُلُوبُهُمْ بِالْمَسَاجِدِ وَ الْمُسْتَغْفِرُونَ بِالْأَسْحَارِ، أُولَئِکَ إِذَا أَرَدْتُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ عُقُوبَةً، ذَکَرْتُهُمْ فَصَرَفْتُ الْعُقُوبَةَ عَنْهُمْ
یَا ابا ذر! کُلُّ جُلُوسٍ فِی الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إِلَّا ثَلَاثَةً، قِرَاءَةُ مُصَلٍّ أَوْ ذِکْرُ اللَّهِ أَوْ سَائِلٌ عَنْ عِلْمٍ،
یَا ابا ذر! کُنْ بِالْعَمَلِ بِالتَّقْوَى أَشَدَّ اهْتِمَاماً مِنْکَ بِالْعَمَلِ، فَإِنَّهُ لَا یَقِلُّ عَمَلٌ بِالتَّقْوَى وَ کَیْفَ یَقِلُّ عَمَلٌ یَتَقَبَّلُ، یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ ،
یَا ابا ذر! لَا یَکُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِینَ، حَتَّى یُحَاسِبَ نَفْسَهُ، أَشَدَّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّرِیکِ شَرِیکَهُ، فَیَعْلَمَ مِنْ أَیْنَ مَطْعَمُهُ وَ مِنْ أَیْنَ مَشْرَبُهُ وَ مِنْ أَیْنَ مَلْبَسُهُ، أَ مِنْ حِلٍّ ذَلِکَ أَمْ مِنْ حَرَامٍ،
یَا ابا ذر! مَنْ لَمْ یُبَالِ مِنْ أَیْنَ اکْتَسَبَ الْمَالَ، لَمْ یُبَالِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَیْنَ أَدْخَلَهُ النَّارَ
یَا ابا ذر! مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَکُونَ أَکْرَمَ النَّاسِ فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ،
یَا ابا ذر! إِنَّ أَحَبَّکُمْ إِلَى اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَکْثَرُکُمْ ذِکْراً لَهُ، وَ أَکْرَمُکُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَتْقَاکُمْ لَهُ، وَ أَنْجَاکُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَشَدُّکُمْ لَهُ خَوْفاً،
یَا ابا ذر! إِنَّ الْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یَتَّقُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الشَّیْءِ، الَّذِی لَا یُتَّقَى مِنْهُ خَوْفاً مِنَ الدُّخُولِ فِی الشُّبْهَةِ
یَا ابا ذر! مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ ذَکَرَ اللَّهَ، وَ إِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ وَ تِلَاوَتُهُ لِلْقُرْآنِ،
یَا ابا ذر! أَصْلُ الدِّینِ الْوَرَعُ وَ رَأْسُهُ الطَّاعَةُ
یَا ابا ذر! کُنْ وَرِعاً تَکُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَ خَیْرُ دِینِکُمُ الْوَرَعُ
یَا ابا ذر! فَضْلُ الْعِلْمِ خَیْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَ اعْلَمْ أَنَّکُمْ لَوْ صَلَّیْتُمْ حَتَّى تَکُونُوا کَالْحَنَایَا ، وَ صُمْتُمْ حَتَّى تَکُونُوا کَالْأَوْتَارِ مَا یَنْفَعُکُمْ ذَلِکَ إِلَّا بِوَرَعٍ
یَا ابا ذر! إِنَّ أَهْلَ الْوَرَعِ وَ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا هُمْ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ حَقّاً،
یَا ابا ذر! مَنْ لَمْ یَأْتِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِثَلَاثٍ فَقَدْ خَسِرَ، قُلْتُ وَ مَا الثَّلَاثُ فِدَاکَ أَبِی وَ أُمِّی، قَالَ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ، وَ حِلْمٌ یَرُدُّ بِهِ جَهْلَ السَّفِیهِ وَ خُلُقٌ یُدَارِی بِهِ النَّاسَ،
یَا ابا ذر! إِنْ سَرَّکَ أَنْ تَکُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ، وَ إِنْ سَرَّکَ أَنْ تَکُونَ أَکْرَمَ النَّاسِ فَاتَّقِ اللَّهَ، وَ إِنْ سَرَّکَ أَنْ تَکُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَکُنْ بِمَا فِی یَدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْثَقَ مِنْکَ بِمَا فِی یَدَیْکَ،
یَا ابا ذر! لَوْ أَنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَذِهِ الْآیَةِ لَکَفَتْهُمْ، وَ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ یَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُ، وَ مَنْ یَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ ،
یَا ابا ذر! یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُؤْثِرُ عَبْدِیَ هَوَایَ عَلَى هَوَاهُ إِلَّا جَعَلْتُ غِنَاهُ فِی نَفْسِهِ وَ هُمُومَهُ فِی آخِرَتِهِ، وَ ضَمَّنْتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ رِزْقَهُ وَ کَفَفْتُ عَلَیْهِ ضَیْعَتَهُ ، وَ کُنْتُ لَهُ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَةِ کُلِّ تَاجِرٍ،
یَا ابا ذر! لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ کَمَا یَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَدْرَکَهُ رِزْقُهُ کَمَا یُدْرِکُهُ الْمَوْتُ
یَا ابا ذر! أَ لَا أُعَلِّمُکَ کَلِمَاتٍ یَنْفَعُکَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِنَّ، قُلْتُ بَلَى یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ احْفَظِ اللَّهَ یَحْفَظْکَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَکَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِی الرَّخَاءِ یَعْرِفْکَ فِی الشِّدَّةِ، وَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، فَقَدْ جَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ کَائِنٌ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ کُلَّهُمْ جَهَدُوا أَنْ یَنْفَعُوکَ بِشَیْءٍ لَمْ یُکْتَبْ لَکَ، مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ، وَ لَوْ جَهَدُوا أَنْ یَضُرُّوکَ بِشَیْءٍ لَمْ یَکْتُبْهُ اللَّهُ عَلَیْکَ، مَا قَدَرُوا عَلَیْهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالرِّضَا فِی الْیَقِینِ فَافْعَلْ، وَ إِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِی الصَّبْرِ عَلَى مَا تَکْرَهُ خَیْراً کَثِیراً، وَ إِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَ الْفَرَجَ مَعَ الْکَرْبِ، وَ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ یُسْراً،
یَا ابا ذر! اسْتَغْنِ بِغِنَى اللَّهِ یُغْنِکَ اللَّهُ، فَقُلْتُ وَ مَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ غَدَاءَةُ یَوْمٍ وَ عَشَاءَةُ لَیْلٍَ، فَمَنْ قَنِعَ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ فَهُوَ أَغْنَى النَّاسِ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ، إِنِّی لَسْتُ کَلَامَ الْحَکِیمِ أَتَقَبَّلُ وَ لَکِنْ هَمَّهُ وَ هَوَاهُ، فَإِنْ کَانَ هَمُّهُ وَ هَوَاهُ فِیمَا أُحِبُّ وَ أَرْضَى، جَعَلْتُ صَمْتَهُ حَمْداً لِی وَ ذِکْراً وَ وَقَاراً وَ إِنْ لَمْ یَتَکَلَّمْ،
یَا ابا ذر! إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لَا یَنْظُرُ إِلَى صُوَرِکُمْ، وَ لَا إِلَى أَمْوَالِکُمْ وَ لَکِنْ یَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِکُمْ وَ أَعْمَالِکُمْ
یَا ابا ذر! التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ،
یَا ابا ذر! أَرْبَعٌ لَا یُصِیبُهُنَّ إِلَّا مُؤْمِنٌ، الصَّمْتُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَ التَّوَاضُعُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ، وَ ذِکْرُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى کُلِّ حَالٍ، وَ قِلَّةُ الشَّیْءِ یَعْنِی قِلَّةَ الْمَالِ
یَا ابا ذر! هُمَّ بِالْحَسَنَةِ وَ إِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِکَیْلَا تُکْتَبَ مِنَ الْغَافِلِینَ
یَا ابا ذر! مَنْ مَلَکَ مَا بَیْنَ فَخِذَیْهِ وَ بَیْنَ لَحْیَیْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ،
قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنُؤْخَذُ بِمَا یَنْطِقُ بِهِ أَلْسِنَتُنَا،
قَالَ: یَا ابا ذر! وَ هَلْ یَکُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ، إِنَّکَ لَا تَزَالُ سَالِماً مَا سَکَتَّ، فَإِذَا تَکَلَّمْتَ کُتِبَ لَکَ أَوْ عَلَیْکَ،
یَا ابا ذر! إِنَّ الرَّجُلَ یَتَکَلَّمُ بِالْکَلِمَةِ فِی الْمَجْلِسِ لِیُضْحِکَهُمْ بِهَا، فَیَهْوِی فِی جَهَنَّمَ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ
یَا ابا ذر! وَیْلٌ لِلَّذِی یُحَدِّثُ فَیَکْذِبُ لِیُضْحِکَ بِهِ الْقَوْمَ، وَیْلٌ لَهُ وَیْلٌ لَهُ وَیْلٌ لَهُ
یَا ابا ذر! مَنْ صَمَتَ نَجَا فَعَلَیْکَ بِالصِّدْقِ وَ لَا تَخْرُجَنَّ مِنْ فِیکَ کَذِبَةٌ أَبَداً،
قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَوْبَةُ الرَّجُلِ الَّذِی یَکْذِبُ مُتَعَمِّداً،
فَقَالَ : الِاسْتِغْفَارُ وَ صَلَوَاتُ الْخَمْسِ تَغْسِلُ ذَلِکَ،
یَا ابا ذر! إِیَّاکَ وَ الْغِیبَةَ فَإِنَّ الْغِیبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَ ذَاکَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی، قَالَ لِأَنَّ الرَّجُلَ یَزْنِی فَیَتُوبُ إِلَى اللَّهِ فَیَتُوبُ اللَّهُ عَلَیْهِ، وَ الْغِیبَةُ لَا تُغْفَرُ حَتَّى یَغْفِرَهَا صَاحِبُهَا،
یَا ابا ذر! سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ کُفْرٌ، وَ أَکْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِی اللَّهِ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ کَحُرْمَةِ دَمِهِ، قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْغِیبَةُ؟
قَالَ: ذِکْرُکَ أَخَاکَ بِمَا یَکْرَهُ،
قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ کَانَ فِیهِ ذَاکَ الَّذِی یُذْکَرُ بِهِ.
قَالَ: اعْلَمْ أَنَّکَ إِذَا ذَکَرْتَهُ بِمَا هُوَ فِیهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَ إِذَا ذَکَرْتَهُ بِمَا لَیْسَ فِیهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ،
یَا ابا ذر! مَنْ ذَبَّ عَنْ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ الْغِیبَةَ، کَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ
یَا ابا ذر! مَنِ اغْتِیبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ نَصْرَهُ فَنَصَرَهُ، نَصَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ، فَإِنْ خَذَلَهُ وَ هُوَ یَسْتَطِیعُ نَصْرَهُ خَذَلَهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ،
یَا ابا ذر! لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ، قُلْتُ وَ مَا الْقَتَّاتُ قَالَ النَّمَّامُ
یَا ابا ذر! صَاحِبُ النَّمِیمَةِ لَا یَسْتَرِیحُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْآخِرَةِ
یَا ابا ذر! مَنْ کَانَ ذَا وَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ فِی الدُّنْیَا، فَهُوَ ذُو لِسَانَیْنِ فِی النَّارِ،
یَا ابا ذر! الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ وَ إِفْشَاءُ سِرِّ أَخِیکَ خِیَانَةٌ، فَاجْتَنِبْ ذَلِکَ وَ اجْتَنِبْ مَجْلِسَ الْعَشِیرَةِ،
یَا ابا ذر! تُعْرَضُ أَعْمَالُ أَهْلِ الدُّنْیَا عَلَى اللَّهِ، مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ فِی یَوْمَیْنِ الْإِثْنَیْنِ وَ الْخَمِیسِ، فَیَغْفِرُ لِکُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْداً کَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَخِیهِ شَحْنَاءُ فَقَالَ اتْرُکُوا عَمَلَ هَذَیْنِ حَتَّى یَصْطَلِحَا
یَا ابا ذر! إِیَّاکَ وَ هِجْرَانَ أَخِیکَ فَإِنَّ الْعَمَلَ لَا یُتَقَبَّلُ مِنَ الْهِجْرَانِ
یَا ابا ذر! أَنْهَاکَ عَنِ الْهِجْرَانِ، وَ إِنْ کُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَلَا تَهْجُرْهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ کَمَلًا، فَمَنْ مَاتَ فِیهَا مُهَاجِراً لِأَخِیهِ کَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ،
یَا ابا ذر! مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِیَاماً ، فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، یَا ابا ذر! مَنْ مَاتَ وَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ کِبْرٍ، لَمْ یَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ یَتُوبَ قَبْلَ ذَلِکَ، فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَیُعْجِبُنِی الْجَمَالُ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنَّ عِلَاقَةَ سَوْطِی وَ قِبَالَ نَعْلِی حَسَنٌ، فَهَلْ یُرْهَبُ عَلَى ذَلِکَ، قَالَ کَیْفَ تَجِدُ قَلْبَکَ قَالَ أَجِدُهُ عَارِفاً لِلْحَقِّ مُطْمَئِنّاً إِلَیْهِ، قَالَ لَیْسَ ذَلِکَ بِالْکِبْرِ، وَ لَکِنَّ الْکِبْرَ أَنْ تَتْرُکَ الْحَقَّ وَ تَتَجَاوَزَهُ إِلَى غَیْرِهِ، وَ تَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ وَ لَا تَرَى أَنَّ أَحَداً عِرْضُهُ کَعِرْضِکَ وَ لَا دَمُهُ کَدَمِکَ،
یَا ابا ذر! أَکْثَرُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ الْمُسْتَکْبِرُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ وَ هَلْ یَنْجُو مِنَ الْکِبْرِ أَحَدٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ نَعَمْ مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ وَ رَکِبَ الْحِمَارَ، وَ حَلَبَ الْعَنْزَ وَ جَالَسَ الْمَسَاکِینَ
یَا ابا ذر! مَنْ حَمَلَ بِضَاعَتَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْکِبْرِ، یَعْنِی مَا یَشْتَرِی مِنَ السُّوقِ
یَا ابا ذر! مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُیَلَاءَ، لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
یَا ابا ذر! إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَیْهِ، وَ لَا جُنَاحَ عَلَیْهِ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ کَعْبَیْهِ،
یَا ابا ذر! مَنْ رَفَعَ ذَیْلَهُ وَ خَصَفَ نَعْلَهُ وَ عَفَّرَ وَجْهَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الْکِبْرِ
یَا ابا ذر! مَنْ کَانَ لَهُ قَمِیصَانِ فَلْیَلْبَسْ أَحَدَهُمَا وَ لْیُلْبِسِ الْآخَرَ أَخَاهُ
یَا ابا ذر! سَیَکُونُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِی یُولَدُونَ فِی النَّعِیمِ وَ یُغَذَّوْنَ بِهِ، هِمَّتُهُمْ أَلْوَانُ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ یُمْدَحُونَ بِالْقَوْلِ، أُولَئِکَ شِرَارُ أُمَّتِی
یَا ابا ذر! مَنْ تَرَکَ لُبْسَ الْجَمَالِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَدْ کَسَاهُ حُلَّةَ الْکَرَامَةِ،
یَا ابا ذر! طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ تَعَالَى فِی غَیْرِ مَنْقَصَةٍ، وَ أَذَلَّ نَفْسَهُ فِی غَیْرِ مَسْکَنَةٍ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِی غَیْرِ مَعْصِیَةٍ، وَ رَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْکَنَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَ الْحِکْمَةِ طُوبَى لِمَنْ صَلَحَتْ سَرِیرَتُهُ، وَ حَسُنَتْ عَلَانِیَتُهُ وَ عَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، طُوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَ أَمْسَکَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ،
یَا ابا ذر! الْبَسِ الْخَشِنَ مِنَ اللِّبَاسِ، وَ الصَّفِیقَ مِنَ الثِّیَابِ لِئَلَّا یَجِدَ الْفَخْرُ فِیکَ مَسْلَکاً
یَا ابا ذر! یَکُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ یَلْبَسُونَ الصُّوفَ فِی صَیْفِهِمْ وَ شِتَائِهِمْ، یَرَوْنَ أَنَّ لَهُمُ الْفَضْلَ بِذَلِکَ عَلَى غَیْرِهِمْ، أُولَئِکَ تَلْعَنُهُمْ مَلَائِکَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ،
یَا ابا ذر! أَ لَا أُخْبِرُکَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى یَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ کُلُّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِی طِمْرَیْنِ لَا یُؤْبَهُ بِهِ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ.
ترجمه:
ابوذر گفت: روزی در مسجد، خدمت رسول گرامی رسیدم.در مسجد، جز پیامبر اسلام و علی ـ علیهما و آلهما السلام ـ کسی دیگر نبود .خلوت مسجد را مغتنم شمردم و پیش رسول اللّه رفته، گفتم:«ای رسول خدا!پدر و مادرم فدایت ... مرا وصیت و سفارشی کن، تا خداوند مرا به خاطر آن سود دهد.»
فرمود: چه خوب، ای ابوذر ! تو از مایی.تو از خانواده مایی، و تو را سفارش می کنم که آن را خوب فراگیری، وصیت و توصیه ای که در بردارنده تمام راه ها و روش های خیر و خوبی است. اگر آن را بیاموزی و پاسدارش باشی به منزله دو بالی خواهد بود که تو را در پرواز مدد کند.
ای ابوذر!خدا را آنگونه عبادت کن که گویا او را می بینی.اگر تو او را نمی بینی، او تو را می بیند. بدان که سرآغاز عبادت و خداپرستی، «معرفت» و «شناخت» است. او قبل از هرچیز، «اوّل» است و چیزی پیش از او نبوده است.او یکتایی است که دوّمی ندارد.پایندهای است که نهایت ندارد. آسمانها و زمین و آنچه در آنهاست، پدید آمده از قدرت اوست.او«آگاه» و «توانا» است.
پس از توحید، مرحله دوم «بندگی خدا»، ایمان آوردن به من است و اعتراف و اقرار به این که خداوند مرا به سوی تمامی بشریت، به عنوان «بشیر» و «نذیر» فرستاده است، تا این که خلایق را به فرمان خدا به سوی حق (که خداوند است)دعوت کنم.
پس از توحید و اعتراف به رسالت من، دوستی کردن با «اهلبیت من» است، این خانه و خانوادهای که به خواست خدا و اراده او نجس و پلیدی از آن رفته و به «طهارت» رسیده است و بدان اى ابا ذر! که خداوند خاندان مرا در میان امتم مانند کشتى نوح قرار داده هر کس سوار شد نجات یافت و هر کس دورى کرد نابود شد و مانند باب حطه است در بنى اسرائیل هر کس وارد شد در امان بود.
اى ابا ذر! وصیت مرا یاد بگیر که خوشبخت دنیا و آخرت باشى.
اى ابا ذر! دو نعمت است که در آن دو بسیارى از مردم مغبونند تندرستى و آسودگى.
اى ابا ذر! پنج چیز را پیش از پنج تا غنیمت بشمار: جوانیت را پیش از پیرى؛ تندرستیت را پیش از بیمارى؛ دارائیت را پیش از نادارى؛ آسودگیت را پیش از سرگرمى؛ زندگیت را پیش از مُردن.
ای ابا ذر! از این که کاری را به آینده موکول کنی (و کار امروز را به فردا بیفکنی «تسویف») بپرهیز.تو امروز، در مقابل امروزت هستی، از آینده چه خبر داری؟اگر فردایی داشتی، برای فردایت چنان باش که برای امروزت بودی.و اگر به فردا نرسیدی، بر کوتاهی و قصور امروز، اندوه نخواهی داشت.
ای ابا ذر! چه بسا کسانی که به استقبال روزی می شتابند و در انتظار فردایی هستند ولی هرگز به آن نمی رسند.اگر به اجل و سرنوشت آن بیندیشی، آرزوهای دور و دراز، و مغرور شدن به آنها را دشمن خواهی دانست.
ای ابا ذر!در دنیا چنان باش که گویی غریبی هستی، یا یک رهگذر، و خود را از اهل گور به حساب آور.
اى ابا ذر! بامداد که شد وعدهى شام را به خود مده. هر گاه شام کردى سخن فردا را مگو.
ای ابوذر! قبل از بیمار شدن، از سلامتی ات بهره برداری کن و قبل از مرگ، از حیات خود، چرا که، نمی دانی نام و نشان تو در فردا چیست.
ای ابا ذر! بپرهیز از این که مرگ، در حال لغزش و خطا تو را دریابد، که دیگر نه امکان بازگشتی هست و نه پوزش، پذیرفته می شود و نه تو را برای آنچه به جا نهاده ای می ستایند و نه اشتغالات، عذری به حساب می آید.
اى ابا ذر! بر عمرت، از درهم و دینارت حریصتر باش.
ای ابا ذر! هر یک از شما منتظر چیست؟ ثروتی که طغیان آور است؟ فقری که نسیان آور است؟ مرضی که به فساد می کشد؟ پیری و کهولتی که زمین گیر می کند؟ یا مرگی که شتابان به سراغ می آید؟ یا دجّالی که بدترین غایب مورد انتظار است؟ یا فرا رسیدن قیامت را ؟ و ساعت قیامت، وحشت بارتر و تلخ تر است.
همانا بدترین مردم در قیامت عالمى است که از علمش بهره نگیرد، و هر که علم را براى جلب خاطر و نظر مردم طلب کند به سوى بهشت راه نیابد.
اى ابا ذر! هر که علم را براى فریب مردم تحصیل کند بوى بهشت را استشمام نکند.
اى ابا ذر! چون چیزى از تو بپرسند که ندانى، بگو: «نمی دانم» تا ازعواقب آن آسوده باشى و به آنچه ندانى فتوى مده تا از عذاب قیامت برهى.
اى ابا ذر! جمعى از بهشتیان بر دوزخیان در آیند و از آنها بپرسند: چرا شما جهنمى شُدید که ما از تعلیم و تربیت شما به بهشت در آمدیم؟ جواب دهند: ما به خوبىها امر مىکردیم و خود خوبى نمی کردیم.
اى ابا ذر! حقوق خداوند متعال بیش از آن است که بندگان بتوانند حق همه آنها را اداء کنند و نعمت هاى او بیش از آن است که بندگان شماره توانند کرد؛ ولى صبح و شام در حال توبه باشید.
اى ابا ذر! حقوق پروردگار، بیش از آن است که بندگانش بتوانند ادا کنند. نعمت های خدا ، افزون تر از آن است که بندگان، قدرت شمارش آن را داشته باشند.
ای ابا ذر! تو، در گذشت شب و روز، در حالی به سر می بری که اَجَل ها کم می شود. کارها دقیقاً محفوظ است. مرگ هم ناگهان می رسد. هر زارع و کشتکاری، آنچه را کاشته درو می کند (گندم از گندم بروید، جو ز جو) هرکس به هر چیزی برسد، خداوند عطا کرده، و هرکه از گزند و شرّی محفوظ مانده، خداوند نگهبانش بوده است.
ای ابا ذر! پرهیزکاران، سرورانند و فقها، رهبران هستند. همنشینی با اهل تقوا و فقه، سبب فزونی دانش و دین است. مؤمن، گناهش را همچون صخره ای سنگین می بیند که می ترسد بر سرش بیفتد و کافر، گناه خود را همچون مگسی می بیند که بر بینی اش می گذرد.
ای ابا ذر! هرگاه خداوند، اراده نیکی به بنده ای بکند، گناهانش را همیشه پیش چشمش قرار می دهد و هرگاه خوبی کسی را نخواهد، گناهانش را از یادش می برد.
اى ابا ذر! به خُردى گناه نگاه نکن و لکن عظمت خدایى را که عصیانش کردهاى توجه کن.
اى ابا ذر! مؤمن بر گناهى که کرده از گنجشکى که گرفتار قفس شده (و براى آزادى تقلّا می کند) مضطرب تر و پر هیجانتر است.
اى ابا ذر! هر که عملش با گفتهاش یکى باشد نصیب و بهره خویش را برگیرد و هر که عملش خلاف سخنش باشد به خود ستم روا داشته است.
اى ابا ذر! انسان به واسطه گناهى که می کند از روزى محروم می گردد.
اى ابا ذر! کارى را که به تو هیچ ارتباطى ندارد رها کن و جز به آنچه تو را سود بخشد سخن مگو و زبانت را نگه دار چنان که زر و سیمت را حفاظت مىکنى.
اى ابا ذر! خداوند متعال گروهى را به بهشت مىبرد و چندان که ملال یابند به ایشان عطا مىکند و قومى دیگر در درجات بالاتر فوق آنها منزل می گیرند، دسته اول وقتى ایشان را مىبینند می شناسند و مىگویند: خداوندا اینها دوستان ما بودند که در دنیا با هم بودیم چرا آنها را در مقامى برتر نشاندى؟
جواب آید که: آنها در وقتى که شما سیر بودید گرسنه و روزه دار بودند، و در شب که چشمان شما در خواب خوش بود آنها (به عبادت) بیدار بودند.
اى ابا ذر! خداوند روشنى چشم مرا در نماز قرار داده و نماز را چنان محبوب من ساخته که غذاى لذیذ را براى گرسنه و آب گوارا را در کام تشنه؛ اما گرسنه از غذا سیر شود ولى من از نماز هرگز سیر نمىشوم.
اى ابا ذر! هر که در شبانه روز غیر از نمازهاى واجب 12 رکعت نماز مستحب گزارد خانهاى در بهشت حق واجب اوست.
اى ابا ذر! تو مادام که مشغول نماز مىباشى درب پادشاه جبار و پیروزى را مىکوبى و هر کس باب سلطانى را بکوبد سرانجام به رویش باز گردد.
اى ابا ذر! هیچ مؤمنى به نماز نایستد مگر آن که خوبىها و اجرها بین او تا عرش پراکنده شود و فرشتهاى بر او گماشته شود که بگوید: اى پسر آدم اگر بدانى که چه اجرى براى تو هست از طرف آن که با او در نماز مناجات مىکنى، هرگز از نماز روز نگردانى.
اى ابا ذر! خوشا به حال پرچمداران در قیامت که آن را برداشته بر مردم به سوى بهشت پیشى می گیرند، آنها کسانی اند که در سَحر و غیر سَحر به مساجد مىشتابند.
اى ابا ذر! نماز ستون دین و زبان بزرگ تر است، و صدقه خطا را مىشوید، و زبان بزرگ تر است و روزه سپر از آتش است و زبان بزرگ تر است و جهاد بزرگى و شرف است و زبان بزرگ تر است.
اى ابا ذر! هر درجه بالاتر بهشت نسبت به درجه پائینتر به اندازه بلندى آسمان برترى دارد و گاه بندهاى سر به آسمان بر می دارد نورى بر او می زند که چشمش را خیره می کند در این وقت به فغان آید که این نور چیست؟ پاسخ شنود که این نور برادر مؤمن تو است، پس گِله آغاز کند که خداوندا در دنیا با هم عمل مىنمودیم و چرا مقام او این چنین بر من فزونى دارد، جوابش دهند که عمل او از تو برتر و بهتر بود، بعد به دل وى رضایت داده شود که به مقام خود خشنود باشد.
اى ابا ذر! دنیا زندان مؤمن و بهشت کافر است و هیچ مؤمنى در دنیا صبح نکند مگر آن که حزین باشد و چرا حزین نباشد که خداوند به وى بیم داده است که حتما به دوزخ در خواهد آمد ولى وعده بیرون شدن از دوزخ حتمى نیست و در دنیا دچار گرفتاری ها و مصیبت ها و رنج هاى جانگاه مىشود و ستم مىبیند و کمک نمی شود و دل به ثواب خدا بسته و همواره محزون است تا از دنیا جدا شود و آنگاه است که به راحت و مقام ارجمند نایل آید.
اى ابا ذر! خداوند به هیچ عبادتى که بالاتر از حزن طولانى باشد بندگى نشده است.
یا ابا ذر! هر که را علمى داده شده که او را به گریه نیاورد حقیقتاً به او دانشى بىسود داده شده، که خداوند علما را چنین مدح می کند: «آنان که پیش از آن دانش داده شدهاند چون (قرآن و کلمات حق) بر آنها خوانده شود به سجده مىافتند و بینى به خاک مىسایند و می گویند: خداى ما منزه است که وعده او انجام پذیر است، و به سجده افتند و بگریند و بر خشوعشان افزوده گردد.»[4]
یا ابا ذر! هر که مىتواند گریه کند بگرید و هر که نمىتواند گریه کند در دل همواره محزون باشد و حالت گریه بر خود گیرد، که آدم سنگدل از خداى متعال دور است؛ ولى نمىفهمند.
اى ابا ذر! خداوند می فرماید: براى یک بنده، دو بیم و خوف را جمع نمی کنم و نیز وی را دو امن و راحت نمىبخشم. اگر در دنیا از خوف من در امان و فارغ باشد در قیامت گرفتار بیمش سازم و اگر در دنیا از من بترسد از خوف در قیامت در امانش بدارم.
یا ابا ذر! اگر کسى به قدر هفتاد پیغمبر عمل (صالح) دارد باید آنها را به چیزى نشمرد، و همواره در اضطراب باشد که نکند در قیامت نجات نیابد.
یا ابا ذر! بنده گناهکارى را در قیامت مىآوردند و گناهانش را در برابر دیدهاش مىنهند، مىگوید من در دنیا همواره بر این گناه خود ترسان بودم و در نتیجه همین سخن، بخشوده مىگردد.
یا ابا ذر! مردی که به کارهاى خوب خودش تکیه و خاطر جمعى دارد و به نظر خود گناهان صغیره و کوچکى انجام می دهد و (آنها را تا دم مرگ رها نمىکند) در روز قیامت خداوند بر او خشمگین خواهد بود و مرد دیگرى که گناه مرتکب مىشود ولى بعدا آنها را ترک نماید در قیامت در امان خواهد بود.
اى ابا ذر! گاه بندهاى گناه مىکند و بهشت مىرود.
پرسیدم: چگونه یا رسول الله؟
فرمود: گناهش همواره در برابر چشمش مىباشد و از آن توبه می کند و به سوى حق باز می گردد تا به بهشت می رود.
اى ابا ذر! زیرک کسى است که نفس را پَست گرداند و براى پس از مرگ کوشش کند، و عاجز کسى است که از هواى نفس پیروى کند و از خدا آرزوها طلبد.
اى ابا ذر! اول چیزى که از میان امت من برداشته مىشود امانت و خشوع است تا جایى که یک اهل خشوع پیدا نمىکنى.
اى ابا ذر! قسم به آن کس که جانم به دست اوست، اگر دنیا به قدر بال مگسى نزد خدا قیمت داشت به کافرى، شربت آب گوارایى نمی داد.
اى ابا ذر! دنیا و آنچه در آن است ملعون خداست؛ مگر آنچه را که به وسیله آن رضاى خدا به دست آید و براى خدا باشد، و نزد خدا هیچ چیز دشمنتر از دنیا نمىباشد، چون آن را آفرید و از آن روى گردانید و به آن نظر و توجهى نفرمود و تا قیامت نیز نخواهد کرد، و هیچ چیز نزد خدا از ایمان و ترک چیزهایى را که ترک آن را خواسته است محبوب تر نمىباشد.
یا ابا ذر! خداوند متعال به برادرم عیسى وحى کرد: یا عیسى! دنیا را دوست مدار که من آن را دوست ندارم و دل به آخرت ببند که خانه بازگشت تو است (و ابدى می باشد).
یا ابا ذر! جبرئیل همه گنجینههاى دنیا را بر پشت استرى براى من آورد، و به من گفت: که این خزینههاى دنیا است، و قبول آن از ثواب و مقام تو در نزد خداوند نخواهد کاست. گفتم: حبیب من جبرئیل! من به این ها نیازى ندارم که چون سیر باشم خدا را شکر می گویم و چون گرسنه شوم از او غذا مىطلبم.
یا ابا ذر! چون خداوند خواهد به بندهاى نیکى کند و خیر و سعادت را نصیب او گرداند به وى بصیرت در دین و زهد در دنیا و آگاهى به عیوب خویش عطا کند.
یا ابا ذر! هیچ بندهاى در دنیا زاهد نباشد مگر آن که خداوند درخت حکمت را در دلش بنشاند و زبانش را به حکمت گویا کند و او را به عیوب و بیماری هاى دنیا و آرمان هاى آن آگاه سازد و او را به سلامت از دنیا بیرون برد و به بهشت برساند.
یا ابا ذر! چون برادر مسلمان را دیدى که نسبت به دنیا بىرغبت و زاهد است حرف او را گوش ده که به تو حکمت مىآموزد.
گفتم: یا رسول الله! زاهدترین مردم کیست؟
فرمود: آن کس که قبر و پوسیدگى تن در خاک را فراموش نکند و زینتهاى دنیا و اضافه بر ضرورت را رها کند، و جهان باقى ابدى را بر دنیاى فانى برگزیند، و فردا را از عمر خود به حساب نیاورد، و هر آن، چنان پندارد که خواهد مُرد و به سر منزل مردگان خواهد رفت.
اى ابا ذر! خداوند متعال به من وحى نفرموده که مال گرد آورم و لکن وحى فرموده که: خداوند خود را تسبیح گوى و از ساجدین باش، چندان خدا را عبادت کن تا به مقام یقین نایل آیى.
اى ابا ذر! من جامه خشن مىپوشم و بر خاک مىنشینم و انگشت هایم را پس از غذا مى لیسم و بر الاغ برهنه سوار مىشوم و مردم را بر ترک خود مىنشانم (که این ها همه علامت تواضع است) هر کس از روش من رو گرداند از من نیست.
ای ابا ذر! عشق به مال و مقام، از دو گرگ خون خوارى که به آغل گوسفندان زنند و تا صبح از آنها بدرند براى دین انسان خطرناک تر است، بنگر که پس از این واقعهاى از گله گوسفند چه خواهد ماند.
پرسیدم: یا رسول الله! مردم خاضع و فروتن که زودتر از دیگران به بهشت مىروند کسانى هستند که بیشتر به یاد خدا مىباشند؟
فرمود: نه! بلکه فقرای مسلمین، که پاى بر دوش مردم می گذارند (و به سوى بهشت مىروند). خازنان و نگهبانان بهشت به آنها مىگویند که: بمانید تا حساب پس دهید. جواب می دهند که: چه حسابى پس دهیم که به خدا، نه قدرت و منصبى داشتیم که عدل و یا ستم روا داریم و نه مال فراوانى که بخل یا اسراف بکار بریم و لکن خدا را عبادت مىکردیم و دعوت او را اجابت نمودیم.
یا ابا ذر! دنیا دل ها و بدن ها را به خود مشغول می دارد و خداوند از نعمت هاى حلال ما را باز پرسى مىکند تا چه رسد به حرام.
یا ابا ذر! از خداوند خواستهام که رزق دوستان مرا به قدر کفاف قرار دهد و به دشمنانم مال و فرزند بسیار ببخشد.
یا ابا ذر! خوشا به حال زاهدان در دنیا و راغبان به آخرت، آنان که زمین را نشیمن و خاک را بستر و آب را نوشابه خود ساختند، و کتاب خدا را شعار و دعا را دثار(لباس رویین) خود قرار دادند و دنیا را از خود قیچى کردند و خود را از دنیا جدا ساختند.
یا ابا ذر! کِشت براى آخرت، عمل صالح است و کشت دنیا، مال و فرزند.
یا ابا ذر! خداوند به من خبر داد، که: قسم به عزّت و جلالم که عابدان اجر و مقام گریه را در نیافتهاند که من در اعلاى بهشت بر ایشان کاخى خواهم ساخت که هیچ کس را در آن شریک ایشان قرار نمىدهم.
پرسیدم یا رسول الله! زیرک ترین فرد مؤمنان کیست؟
فرمود: آن کس که بیشتر بیاد مرگ باشد و خود را بهتر براى آن آماده سازد.
یا ابا ذر! چون نور الهى بدل راه یابد دل را وسعت بخشد.
گفتم علامت آن نور چیست؟
فرمود: توجه به جهان ابدى، و کنارهگیرى از دنیاى فریبا، و آمادگى براى مرگ قبل از رسیدن آن.
یا ابا ذر! از خدا بترس؛ ولى براى این که مردم تو را گرامى دارند تظاهر به خداپرستى مکن در حالى که دلت فاسد باشد.
یا ابا ذر! بکوش که در هر کار نیّت صالح داشته باشى حتى در خورد و خواب خود.
اى ابا ذر! خدا را در دل خود بزرگ بدان، نه آنچنان که نادانى، خدا را در نظر مىگیرد چون گرفتار سگى شود به یاد او مىافتد و مىگوید: خدایا این را از من بران، و در پیش خوک می گوید: خدایا! او را رام گردان.
یا ابا ذر! خدا را فرشتگانى است که از خوف او همیشه در حال قیامند و تا نفخ صور سر بر نمی دارند و همى گویند: پاک و منزّهى و ما آن طور که شایسته مقام تو است تو را نمىپرستیم.
یا ابا ذر! اگر کسى عمل هفتاد پیغمبر را داشته باشد از هول قیامت، عمل خود را ناچیز مىبیند که اگر سطلى از آب جوشان دوزخ در شرق عالم ریخته شود، مغز مغربیان به جوش آید، و اگر دوزخ نفس بر آرَد هیچ مَلک و رسولى نماند مگر آن که به زانو در آید و بگوید: خداوندا! به من رحم کن و قیامت چنان است که ابراهیم، اسحاق را از یاد می برد و مىگوید:خداوندا من خلیل توأم، فراموشم مکن.
یا ابا ذر! اگر زنى از بهشت در شبى تیره سر از آسمان دنیا بر آرَد جهان را بهتر از ماه شب چهارده روشن کند، و بوى خوشش به مشام همه مردم زمین برسد، و اگر جامهاى از بهشت به دنیا آید همه از دیدارش دل از دست بدهند، و چشمان از دیدارش خیره گردد.
یا ابا ذر! در تشییع جنازه و به هنگام قرائت قرآن و در وقت جنگ و میدان جهاد، خاموش بمان.
یا ابا ذر! چون به دنبال جنازهاى مىروى عقلت مشغول تفکر و خشوع باشد که تو هم به او ملحق خواهى شد.
یا ابا ذر! نمک نگهدارِ هر چیزى از فساد است؛ ولى اگر نمک فاسد شود چاره و دوایى ندارد، و بدان که دو خوى در شما هست: خنده بىتعجّب و بی جا، و تنبلى بدون فراموشى.
یا ابا ذر! دو رکعت نماز مختصر و با تفکر بهتر است از یک شب نماز بدون حضور قلب.
یا ابا ذر! حق، تلخ و سنگین است، و باطل سبک و شیرین، و چه بسا یک ساعت لذّت و شهوت موجب اندوهى دراز شود.
یا ابا ذر! انسان (در دین خود) کاملا بینا و بصیر نگردد مگر آن که مردم را در راه خدا و انجام وظیفه چون چهارپایان بداند و در عین حال چون بخود مىنگرد، بگوید من از همه کوچکترم.
اى ابا ذر! به حقیقت ایمان نرسى مگر آن که همه مردم را در دینشان، احمق و در دنیاشان، عاقل بدانى.
اى ابا ذر! پیش از آن که به حسابت برسند خود را محاسبه کن، که این محاسبه براى حساب فردایت بهتر است، و پیش از آن که تو را به میزان سنجش نهند خود را بسنج، و خود را براى روز حساب بزرگ آماده کن؛ روزى که هیچ امر پنهانى بر خدا مستور نماند.
یا ابا ذر! از خدا شرم داشته باش، که به خدا من هر گاه به مستراح می روم جامه بر سر مىکشم و از دو فرشتهاى که با من هستند خجالت می کشم
یا ابا ذر! مىخواهى به بهشت بروى؟
گفتم: آرى یا رسول الله پدرم فدایت.
فرمود: آرزوهایت را کم کن و مرگ را جلو و در برابر دیده بدار، و آن طور که باید از خدا شرم داشته باش.
گفتم: یا رسول الله همگى ما از خدا می ترسیم.
فرمود: آن شرم را نمىگویم، و لکن حیاء از خدا این است که مرگ را فراموش نکنى، و شکم را (از حرام) نگهدارى و فکر خود را (از بد اندیشى) حفظ کنى، و هر که مقام عالى آخرت را مىخواهد باید زیور دنیا را رها کند، که اگر چنین باشى به ولایت خدا نایل گشتهاى
یا ابا ذر! دعا براى کار نیک همان قدر کافی است که نمک براى طعام کافی است.
یا ابا ذر! مَثَل آن کس که بدون عمل، دعا مىکند مثل کسى است که بدون کمان، تیر بیندازد.
یا ابا ذر! خداوند به واسطه خوب بودن بندهاى کار فرزند و نوه او را به اصلاح مىآورد و مقام او را در اطرافیان و همسایگان تا زمانى که با آنها است رعایت مىنماید.
یا ابا ذر! خداوند متعال از سه کس به ملائکه می بالد:
کسى که در بیابان بىآب و علفى اذان بگوید و برخیزد و نماز بگزارد، خداوند به ملائکه می فرماید: به این بنده من بنگرید که نماز مىخواند و هیچ کس جز من او را نمىبیند، و هفتاد هزار فرشته نازل مىشوند و پشت سر او نماز مىخوانند و تا فرداى آن روز برایش استغفار مىکنند،
و مردی که شب بر مىخیزد و به تنهایى نماز می خواند و در سجده خوابش مىبرد، خداوند متعال می فرماید: به بندهام بنگرید که روحش نزد من است و بدنش در سجده
و مردی که در میدان جهاد است همه همراهانش فرار کردهاند و او می جنگد تا شهید گردد.
یا ابا ذر! هیچ بندهاى براى سجده من پیشانى بر یکى از نقطههاى زمین نمىنهد مگر آن که آن زمین روز قیامت به سجده او شهادت می دهد و هیچ زمینى نیست که مردمى شب در آن فرود آیند مگر آن که صبحگاه آن زمین بر آنها درود یا لعنت فرستد.
اى ابا ذر! هیچ صبح و شامى نشود مگر آن که نقاط زمین به یکدیگر گویند: اى همسایه من آیا کسى به یاد و ذکر خدا از روى تو گذشته باشد؟ یا سجدهکنندهاى براى خدا پیشانى بر تو نهاده؟ که قسمت هایى از آن جواب دهند:«آرى» و قسمتهایى گویند:«نه» و آن قسمت که جواب مىدهد: «آرى» به جنبش و شادى مىآید که بر همسایهاش برترى یافته.
یا ابا ذر! خداوند متعال چون زمین و درختان را در آن آفرید هیچ درختى نبوده جز آن که بنى آدم از آن سودى می برده، و زمین و درختان همه بر همین منوال بودهاند تا آن که مردم به این کلام کفر آمیز و زشت تکلم کردند که: (خداوند فرزند اختیار کرده)، زمین از این سخن به لرزه آمد و منفعت بعضى از درختان از بین رفت.
یا ابا ذر! زمین بر مرگ مؤمن تا چهل روز مىگرید.
یا ابا ذر! چون بندهاى که در زمین خشک و بىآب و علفى باشد وضو یا تیمم بسازد و اذان گوید و به نماز ایستد، خداوند فرشتگان را فرماید که: پشت سر او صفى چنان طولانى از نماز ببندند که دو طرفش ناپیدا باشد، و با رکوع او به رکوع روند و با سجده او، سجده کنند و بر دعاى او، آمین گویند.
یا ابا ذر! هر که اقامه گوید بدون اذان، جز همان دو ملک موکل او با او نماز نخوانند.
یا ابا ذر! هیچ جوانى نیست که ترک دنیا گوید و جوانى خود را در اطاعت خدا به سر آرَد مگر آن که خداوند اجر هفتاد و دو پیغمبر به او عطا کند.
یا ابا ذر! آن کس که میان جمعى غافل، ذکر خدا گوید چون کسى است که در میان سربازان فرارى به جهاد ادامه دهد.
اى ابا ذر! همنشین خوب، بهتر از تنهایى است، و تنهایى، بهتر از همنشین بد است، و سخن خوب گفتن، بهتر از سکوت است و سکوت از سخن شرّ، بهتر است.
یا ابا ذر! جز با مؤمن منشین، و جز آدم متقى غذاى تو را نخورد و غذاى فاسقان را مخور.
یا ابا ذر! غذاى خود را به کسى ده که براى خدا دوستش دارى و غذاى کسى را بخور که تو را براى خداوند متعال دوست دارد.
یا ابا ذر! خداوند نزد هر سخنگویى، حاضر است، و انسان باید از خدا بترسد و او را در نظر گیرد و بداند که چه مىگوید.
یا ابا ذر! زیادى سخن را رها کن و آن اندازه سخن که حاجت تو را انجام دهد و زندگى تو را اداره کند براى تو کافی است.
یا ابا ذر! براى انسان همین اندازه دروغ کافى است که هر چهمی شنود به زبان آرَد.
یا ابا ذر! هیچ چیز براى زندانى نگهداشتن، بهتر از زبان نیست.
یا ابا ذر! یکى از بزرگداشت هاى خدا، احترام به پیرمرد مسلمان است، و احترام به کسانى که به قرآن، عالم و بدان عاملند، و احترام به سلطان عادل.
یا ابا ذر! کسى که زبانش را نگه ندارد، عملى انجام نداده.
یا ابا ذر! عیب جوى خَلق و مدیحه گو و طعنه زن و ظاهر ساز، مباش.
یا ابا ذر! بنده مادام که اخلاقش بد است مرتباً از خدا دور مىگردد.
یا ابا ذر! کلمه طیّبه صدقه است، و هر قدمى که به طرف نماز بر مىدارى صدقه است.
یا ابا ذر! هر که نداى دعوتکننده خدا (مؤذن) را جواب گوید (و به نماز شتابد) و مساجد را نیکو آباد کند پاداش عمل او بهشت است.
گفتم: پدر و مادرم فدایت یا رسول الله چگونه مساجد را آباد کند؟
فرمود: صدا در آن بلند نکند، و در باطل فرو نرود، و در آن خرید و فروش ننماید و تا در مسجد است لغو را ترک گوید، و اگر نکند در قیامت جز خود را ملامت منماید.
یا ابا ذر! تا در مسجد نشستهاى خداوند به هر نفسى درجهاى در بهشت به تو عنایت مىکند، و ملائکه با تو به نماز مىایستند، و به هر نفسى، ده حسنه برایت مىنویسد و ده گناه از نامهات محو مىسازد.
یا ابا ذر! می دانى که این آیه در چه باره آمده؟ «شکیبایى پیشه کنید و از خدا بترسید، خدا را در نظر داشته باشید تا رستگار شوید.»[5]
گفتم: نه یا رسول اللَّه پدر و مادرم فدایت.
فرمود: پس از نمازى به انتظار نماز دیگر نشستن.
یا ابا ذر! وضو کامل و خوب گرفتن در هواى سرد از کفّارات است، و بسیار به مساجد رفتن، جهاد مىباشد.
یا ابا ذر! خداوند متعال می فرماید: محبوب ترین بندگان نزد من کسى است که به خاطر من با مردم دوستى نماید، و دلش به مساجد بسته باشد، و نیمههاى شب به استغفار برخیزد، اینانند که چون خواهم به مردم زمین عقوبتى فرستم به یاد آنها عقوبت را از ایشان بر می گردانم.
یا ابا ذر! هر نشستنى در مسجد بیهوده است؛ مگر براى سه چیز: نماز خواندن، ذکر خدا، فراگیرى دانش.
یا ابا ذر! به عمل با تقوى بیشتر همّت داشته باش تا به عمل (تنها) که عمل با تقوى کاسته نشود و چگونه عمل مقبول کاسته گردد؟ و حال آن که خداوند متعال می فرماید:« فقط خداوند عمل متقیان را مىپذیرد.»[6]
یا ابا ذر! انسان متقى نخواهد بود مگر آن که از خویشتن حساب کِشد دقیق تر از حساب کشیدن شریکى از شریک خود، تا بداند که لباس و غذا و نوشابهاش از چه ممرّى است، از حرام یا حلال.
یا ابا ذر! هر که خواهد گرامىترین مردم باشد تقوى پیشه کند.
یا ابا ذر! هر که در کسب ثروت بىباک باشد و از هر جا (حلال یا حرام) که رسد ابا نکند خداوند نیز باک نخواهد داشت که از کدام در به دوزخش اندازد.
یا ابا ذر! محبوب ترین شما نزد خدا کسى است که بیشتر به یاد خدا باشد و گرامىترین شما نزد خداوند متقىترین شماست، و نجات یابنده ترین شما از عذاب خدا خائفترین شما است از خدا.
یا ابا ذر! متقیان کسانی هستند که از چیزهایى که از آنها پرهیز لازم نیست پرهیز کنند که به شبههها گرفتار نشوند.
اى ابا ذر! هر که خدا را اطاعت کند ذکر او را گفته؛ اگر چه نماز و روزه و قرائت قرآن او کم باشد.
یا ابا ذر! ملاک و اصل دین، ورع و پارسایى است و سَر دین، اطاعت است.
یا ابا ذر! پارسا باش که عابدترین مردم خواهى بود، و بهترین چیز در دین، ورع است.
یا ابا ذر! فضیلت علم از عبادت بیشتر است، و بدان که اگر چندان نماز گزارید که خمیده شوید، و آن قدر روزه بگیرید که چون نى، لاغر شوید این اعمال سودى نبخشد؛ مگر آن که با ورع و پارسایى همراه باشد.
یا ابا ذر! مردم پارسا و زاهد در دنیا، حقیقتاً از اولیاء الله هستند.
یا ابا ذر! هر که در قیامت بدون سه چیز بیاید زیانکار است.
پرسیدم آنها چیست؟
فرمود: ورع و پارسایى که او را از گناهان حفظ کند، و حلمى که در برابر نادان کارىِ سفیهان او را نگه دارد، و اخلاقى که به وسیله آن با مردم مدارا نماید.
اى ابا ذر! اگر خواهى که قوىترین مردم باشى بر خداى متعال تکیه و توکل کن، و اگر خواهى که گرامی ترین مردم باشى از خدا بترس، و اگر دوست دارى که غنىترین مردم باشى به آنچه نزد خدا است امیدوارتر باش از آنچه در اختیار و در دست تو است.
یا ابا ذر! اگر همه مردم به این آیه عمل کنند خداوند همه آنها را کفایت کند: «هر که تقوى پیشه کند خداوند گشایشى بر او پدید آرَد و از جاى بی گمان به او روزى رساند و هر که به خدا توکل کند خداوند براى او کافى است که خدا هدف و خواسته خود را به انجام مىرساند»[7]
یا ابا ذر! خداى متعال گوید: به عزّت و جلالم هیچ بندهاى خواسته مرا بر خواهش خود مقدم نمی دارد مگر آن که بىنیازیش را در وجودش قرار می دهم و همّتش را متوّجه آخرت می گردانم و آسمان ها و زمین روزیش را به عهده گیرند و تنگى روزى او را بر طرف گردانم، و من براى او برتر از تجارت هر تاجرى باشم.
یا ابا ذر! اگر فرزند آدم از روزى گریزد چنان که از مرگ می گریزد روزى همانند مرگ بىتردید به او خواهد رسید.
یا ابا ذر! می خواهى کلماتى به تو بیاموزم که خداوند به آنها تو را سود دهد؟
گفتم: آرى یا رسول الله!
فرمود: خدا را حفظ کن تا او نیز تو را حفظ کند(یعنى از حدود الهى محافظت نما و آنها را مراعات کن و از حد و مرز الهى خارج نشو) مراقب خدا باش تا همواره او را در جلوى خود بیابى. در راحتى در فکر خدا باش تا در سختى او به یاد تو باشد، و چون حاجتى دارى از خدا بخواه و چون یارى می جویى از خدا بجوى، که قلم آنچه را که تا قیامت شدنى است نوشته است، و اگر همه مردم بکوشند تا نفعى به تو رسانند که خدا مقدر نکرده نخواهند توانست، و اگر بکوشند که ضررى به تو وارد آورند که خداوند مقدر ننموده نخواهند توانست و اگر مىتوانى که با رضا و یقین براى خداى عزّ و جل عمل کنى البته بکن، و اگر نتوانى بدان که در شکیبایى بر ناگواری ها سود نهفته است، و پیروزى در صبر است و گشایش با سختىها است و به دنبال هر سختى، راحتى است.
یا ابا ذر! به غناى خدا بىنیازى بجوى تا خدا تو را بىنیاز کند.
گفتم: آن چیست یا رسول الله؟
فرمود: خوراک صبح و شام است. اگر کسى به روزى الهى قانع باشد، بىنیازترین مردمان است.
یا ابا ذر! خداى متعال فرماید: من از حکیم حرف قبول نمی کنم؛ ولى به همّت و هدف او مىنگرم اگر میل و همّ او در چیزى است که من راضى و خشنود باشم، سکوت او را ثواب حمد می دهم.
یا ابا ذر! خداوند متعال به چهرهها و اموال شما نگاه نمىکند بلکه به دل ها و اعمال شما می نگرد.
یا ابا ذر! تقوى در اینجا است (حضرت اشاره به سینه فرمود).
یا ابا ذر! چهار چیز است که غیر از مؤمن به آن نمىرسد: سکوت که اول عبادت است، فروتنى براى خداى سبحان، و در هر جا به یاد خداى متعال بودن، و کمى ثروت.
یا ابا ذر! همواره در فکر انجام حسنه باش؛ اگر چه به انجام آن نرسى تا از غافلان نوشته نشوى.
یا ابا ذر! هر که اختیار دامن (شهوت جنسى) و دهانش را داشته باشد به بهشت خواهد رفت.
گفتم یا رسول الله ما به گفتههایمان مؤاخذه خواهیم شد؟
فرمود: یا ابا ذر! مگر چیزى جز کشتههاى زبان مردم را به صورت به جهنم مىاندازد؟ که تا خاموش هستى در سلامتى و چون زبان به حرف بگشایى چیزى به نفع یا ضرر تو نوشته مىشود.
یا ابا ذر! گاه کسى در مجلسى کلمهاى مىگوید که مجلسیان را بخنداند و به واسطه همان به قدر زمین تا آسمان به سوى جهنم سقوط مىکند.
یا ابا ذر! واى بر کسى که سخن هاى دروغ می گوید تا مردم را بخنداند. واى بر او! واى بر او! واى بر او!
یا ابا ذر! هر که سکوت کند نجات یابد، بر تو باد به راستگویى، و هرگز کلمهاى دروغ از دهانت بیرون نشود.
گفتم یا رسول اللَّه آن کس که عمدا دروغى گفته توبهاش چیست؟
فرمود: استغفار و نماز پنجگانه گناه آن را مىشوید.
یا ابا ذر! از غیبت بپرهیز، که غیبت از زنا بدتر است.
گفتم چرا یا رسول الله (ص) پدر و مادرم فدایت؟
فرمود: زیرا کسى که زنا می کند و توبه مىنماید خداوند او را می بخشد؛ ولى غیبت بخشوده نشود تا کسى که غیبت او شده راضى گردد.
یا ابا ذر! دشنام به مؤمن، فسق است، و زد و خورد و جنگ با او، کفر است، و خوردن گوشتش از گناهان است، و احترام مال او مثل احترام خون اوست.
گفتم: یا رسول الله (ص) غیبت چیست؟
فرمود: پشت سر برادر مسلمانت چیزى بگویى که بدش بیاید.
گفتم: اگر چه آن چیز در او باشد؟
فرمود: اگر آنچه را که در او است بگویى غیبت است و اگر آنچه در او نیست بگویى تهمت زدهاى.
یا ابا ذر! هر که از غیبت برادر مسلمانى جلو گیرد و از او دفاع کند، بر خداوند عزّ و جل حق است که از آتش نگهش دارد.
یا ابا ذر! هر که پیش او غیبت مسلمانى شود و بتواند او را یارى کند خداى عزّ و جل او را در دنیا و آخرت مدد نماید، و اگر بتواند و او را یارى نکند و از او دفاع ننماید خداوند در دنیا و آخرت او را خوار و بىیاور گزارد.
یا ابا ذر! سخن چین به بهشت نمی رود.
یا ابا ذر! سخن چین در آخرت از عذاب الهى در امان نخواهد بود.
یا ابا ذر! هر که در دنیا دو زبان و دو رو (منافق) باشد در جهنم نیز دو زبانه باشد.
یا ابا ذر! آنچه در مجالس مىگذرد امانت است، و علنى کردن سرّ مسلمان خیانت مىباشد.
یا ابا ذر! در هر هفته روزهاى دوشنبه و پنجشنبه اعمال مردم دنیا به خدا عرضه مىگردد، و براى هر مؤمنى استغفار مىشود مگر براى بندهاى که بین او و برادر مسلمانش کینه باشد، و دستور می رسد که عمل این دو تن را رها کنید تا با هم صلح کنند.
یا ابا ذر! بپرهیز که از برادر مسلمان کناره و قطع رابطه کنى که اعمال تو قبول نخواهد شد.
یا ابا ذر! تو را از کنارهگیرى از برادر مؤمن بر حذر مىدارم و اگر با وى قهر کردى بیش از سه روز طول نکشد که اگر کسى در این حال بمیرد به آتش سزاوارتر است.
یا ابا ذر! هر که دوست دارد مردم در برابرش بایستند جایگاه خود را در جهنم قرار داده.
یا ابا ذر! هر که بمیرد با ذرّهاى تکبر بوى بهشت را نشنود مگر آن که قبل از مرگ توبه کند.
مردى پرسید یا رسول الله من زیبایى و آراستگى را خیلى دوست دارم چنان که می خواهم لباس و کمربند و کفشم قشنگ باشد آیا اشکال دارد؟
فرمود: در دل چگونهاى؟ گفت: دلم به حق عارف است و آرامش دارد.
فرمود: این کبر نیست؛ ولى کبر آن است که حق را رها کنى و روى به غیر حق آورى، و چون مردم را ببینى گمان برى که مال و آبروى هیچ کس به اندازه مال و آبروى تو ارزنده نیست.
یا ابا ذر! بیشتر کسانى که به دوزخ می روند متکبّرانند.
مردى پرسید: یا رسول الله! ممکن است کسى کاملا از کبر پاک شود؟
فرمود: آرى هر که جامه خشن بىارزشى بپوشد و بر الاغ نشیند، و گوسفند بدوشد و با فقرا مجالست کند.[8]
یا ابا ذر! هر که وسایل خانه را خود به دوش کِشد از کبر راحت شود.
یا ابا ذر! هر که از کبر و نخوت، جامهاش به زمین کشیده شود خداوند متعال در قیامت به او نظر نکند.
یا ابا ذر! شلوار مؤمن باید تا نصف ساق باشد و تا غوزک پا نیز اشکال ندارد.
یا ابا ذر! هر که دامنش را بالا برد[9]، و کفش خود را وصله زند، و صورت به خاک نهد از کِبر بِرَهد.
یا ابا ذر! آن که دو جامه دارد، یکى را خود بپوشد و دیگرى را به رفیقش دهد.
یا ابا ذر! مردمى در امت من بیایند و در ناز و نعمت زاییده و بزرگ شوند و همّشان، خور و خواب باشد و چرب زبانى کنند، آنها بدترین امت من هستند.
یا ابا ذر! هر که به پوشیدن لباس زیبا، قدرت داشته باشد و براى فروتنى در پیشگاه حق آن را نپوشد در صورتى که براى آبرو و حیثیت او مضر نباشد و خود را بىآن که مسکنت داشته باشد خوار بدارد، و مالش را در غیر معصیت خرج و انفاق نماید و به بیچارگان و مسکینان کمک کند و با اهل علم و حکمت مجالست نماید، خوش به حال آن که باطنش صالح و ظاهرش نیکو باشد و مردم از شرّ او در امان بمانند، خوش به حال آنکه به علم خود عمل کند و اضافه مال و در آمدش را انفاق نماید، و اضافه بر ضرورت سخن نگوید.
یا ابا ذر! آیا لباس خشن و جامه کهنه براى آن نیست که خود خواهى و فخر فروشى به تو راه نیابد؟
یا ابا ذر! در آخر الزمان مردمى مىآیند که در زمستان و تابستان لباس پشمى مىپوشند و این را وسیله برترى خود بر دیگران مىدانند، که ملائکه زمین و آسمان ها آنها را لعنت خواهند کرد.
یا ابا ذر! مىخواهى از بهشتیان به تو خبر دهم؟
گفتم آرى یا رسول الله!
فرمود: ژولیده غبار آلودى که دو جامه کهنه دارد که مورد توجه و شناسایى مردم نباشد، که اگر این کس خداى را قسم دهد خداوند جوابش دهد.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] . رضى الدین، حسن بن فضل طبرسى ؛ مکارم الأخلاق؛ انتشارات شریف رضى ، قم، چهارم، 1370 ش.
[2] . ورام ابن ابى فراس؛ مجموعة ورام (تنبیه الخواطر)؛ مکتبه فقیه ، قم، اول .
[3] . علامه مجلسى، محمد باقر؛ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار؛ اسلامیه ، تهران.
[4] . اسراء/108- 109.
[5] .آل عمران/200.
[6] . مائده/30.
[7] . طلاق/2-3 .
[8] . مراد حضرت این است که کارهایی که تکبر را از بین می برد انجام دهد که در آن وقت آن کارها این گونه چیزها بوده است.
[9] . در جاهلیت مردم متکبر و اشراف لباس بسیار بلندی می پوشیدند که دامن آن به زمین ساییده می شد.
بنده هم اگر خدا توفیق بده یک سایت قرآنی راه اندازی کردم که توصیه میکنم ببینید و نظر بدید.
www.quran.ga
ضمن تشکر از مطلب خوبتون
استفاده از رنگ و فونت مختلف یا ریزو ودرشت و مخصوصا پررنگ کردن عناوین و تیترها باعث آسان شدن مطالعه و تاثیر بیشتر یادگیری و تصمیم بر انتشار در دیگر وبلاگها و سایتها می شود.