دائما نرى المخالفين يستدلون براوية عن الامام الصادق عليه السلام (ولدني أبو بكر مرتين)) للاستدلال بخلافة ابي بكر ابن ابي قحافه
أغلب المصدر يذكرون : كشف الغمة/ للأربلي 2 / 373
وبالاضافة هناك مصادر أخرى
تهذيب التهذيب ج2 ص1
3 وتذكرة الحفاظ ج1 ص166 وعمدة الطالب ص176 مطبعة الصدر سنة 1417هـ قم
وغاية الاختصار ص1
وكشف الغمة ج2 ص161 ط سنة 1381 هـ. المطبعة العلمية قم المقدسة عن
الجنابذي وعن جواهر الكلام لابن وهيب ص13 وسير أعلام النبلاء ج6 ص255
والصواعق المحرقة ص84 وأورده السيد الخوئي في مستند العروة كتاب الخمس ج1
ص317 وتنقيح المقال
ج3 ص73 وعن الدر المنثور ج1 ص24
ولم أجده.
أولا: صّرح الأربلي في خطبة كتابه وقال: واعتمدت في الغالب النقل من كتب الجمهور ليكون ادعى لتقبله بالقبول)).
ثانيا: لم نجد لهذا الكلام أصلاً في أسانيد أصحابنا، نعم نقله بعضهم عن أهل السنة وهو لا يدلّ على فضلٍ لأبي بكر
ملاحظة: الرواية نقله بعضهم عن اهل السنة
ثالثاً: اذا سلمنا أن الامام الصادق (عليه السلام) قال ولدني أبو بكر
مرتين، فلا دلالة في كلامه هذا على الثناء والتعظيم، بل الظاهر انه ذكر ذلك
عند تفصيل حال الآباء والامهات، لأن أم الإمام (عليه السلام) هي أم فروة
بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر
فيكون أبو بكر جداً لأم فروة من جهة الأب ومن جهة الأم، فعبر الامام بهذا
التعبير، ولا يكون فضلاً لأن الحديث عن الرسول الأكرم: (تزوجوا المرأة
العفيفة المأمون دينها وخلقها) وخلفها ولم يشرك للأب شيء أو للأم والآية
قاضية بذلك (( ولا تزروا وازرة وزره أخرى )) (( وكل نفس بما كسبت رهينة ))،
فإن أبا بكر وان كان ما كان فانه يخرج الخبيث من الطيب ويخرج الطيب من
الخبيث، فهذا سام بن نبي الله نوح(ع) ما ضرّ أبوه عمله ولا نفعه قربه من
أبيه (( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ))، وهذا نفس محمد بن أبي بكر على طرف
نقيض مع أبيه فهو من خلّص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقتل في سبيل
الدفاع عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ولعله يكون السبب في التناسب بين
الإمام (عليه السلام) وبين أبناء محمد بن أبي بكر.
رابعاً: قال جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة ( ت 828
هـ ) في كتابه " عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب " ص 195 ( وأمه أم فروة
بنت القاسم الفقيه ابن محمد بن أبى بكر. وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن
أبى بكر، ولهذا كان الصادق " ع " يقول : ولدنى أبو بكر مرتين ويقال له عمود
الشرف ) انتهى.
وأيضا قال العلامة المجلسي – عليه الرحمة - في بحار الأنوار ج 29 ص 651 :
(( وقال صاحب إحقاق الحق رحمه الله تعالى : إن الحكاية عن كشف الغمة
افتراء على صاحبه، وليس فيه من الرواية عين ولا أثر.. . ثم نقل عن الكتاب
المذكور قول الصادق عليه السلام : ولدني أبو بكر مرتين، وزاد فيه لفظا :
الصديق )) انتهى.
وأيضا جاء في حاشية بحار الأنوار : (( قال في كشف الغمة 2 / 378 نقلا
عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي - وهو من أعلام العامة - قال في
ترجمة الإمام الصادق عليه السلام :.. وأمه أم فروة، واسمها : قريبة بنت
القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق، وأمها : أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي
بكر الصديق، ولذلك قال جعفر عليه السلام : ولقد ولدني أبو بكر مرتين. وانظر
: إحقاق الحق 1 / 64 و 66 - 67. فلفظ الصديق من الحافظ لا الصادق عليه
السلام )) انتهى
وأيضا أن بحار الأنوار ينقله عن كشف الغمة, الذي ينقله بدوره عن
الجنابذي و هو من أهل السنة, و قد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء ج
22 ص 31.
خامساً: دأب كثير من المؤلفين على نقل هذا الحديث بدون أي سند, و من
هؤلاء المزي في تهذيب الكمال ج 5 ص 75, و ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 2 ص
88.
و النتيجة أنه لم يثبت نسبة هذا الحديث إلى الإمام الصادق – عليه
السلام -. كما أن الحديث لا يخلو من غرابة, إذ الولادة مرتين باعتبار أمه و
أمها, و هذا غريب. فلماذا لم يدخل في العد أبناء أبي بكر)
محمد و عبد الرحمن ) و لا حفيده القاسم !!!! ؟.
سادسا: أن وجود أي إنسان في سلسلة أجداد الإمام المعصوم لا يدل على
تبرئته. و ها هم أهل السنة و الجماعة يعتقدون بكفر أبي الرسول و أمه, كما
يعتقدون بكفر أبي طالب, فإذا كانت الولادة و النسل دليل على الطهارة و
العدالة فليجر هذا الدليل في حق أبوي الرسول و أبي طالب أيضاً.
سابعا: حاشا عن الامام الصادق عليه السلام ان يستدل من غير ضرورة تقية
على عدم وقوعه في ابى بكر وعمر بانهما والدى لظهور ان عبد الله بن عبد
المطلب وآمنة بنت وهب كانا والدى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم مع انه
صلوات الله عليه وآله كان عند أهل السنة بريئا عنهما ممنوعا من الاستغفار
لهما فلا وجه لذلك إلا مجاراة السائل الزائغ الضليل، ودفع غائلة شره
بالمموه من الدليل، على انه لم يظهر من تقريره كيفية كون عمر احد والديه
فيكون ذلك كلاما مختلا لا يليق بجناب الامام عليه السلام، كما لا يخفى على
اولى الافهام
ثامناً: الروايات نقلا عن اهل السنة كما قلنا سابقاً، فاذن رواية سنية وليست شيعية، هي كما ذكرها الدارقطني التالية:
عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي، عن محمد بن الحسين الحنيني، عن عبد
العزيز بن محمد الأزدي، عن حفص بن غياث قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: «ما
أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله. لقد ولدني
مرتين..»
راجع: تهذيب الكمال ج5 ص81 و82 وراجع: سير أعلام النبلاء ج2 ص259 وطبقات الحفاظ ج1 ص167 ونقل عن تاريخ دمشق ج44 ص455
وهذه الرواية ساقطه لوجودة عدة أوجه:
أولا: قد ذكر القرماني: أن أم الإمام الصادق عليه السلام هي «أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة»
راجع: أخبار الدول وآثار الأول مطبوع بهامش الكامل في التاريخ سنة 13
2 هـ ج1 ص234
وعدم ورود القاسم بن محمد بن أبي سمرة في كتب الرجال لا يعني أنه شخصية
موهومة، إذ ما أكثر الشخصيات الحقيقية التي أهمل التاريخ ذكرها لأكثر من
سبب.. ولعل هذا هو السبب في أن الشهيد قد اكتفى
بالقول: «أم فروة بنت القاسم بن محمد» راجع: البحار ج47 ص1.
ثانياً: هناك جماعة ـ ومنهم الجنابذي ـ تقول: إن أم فروة هي جدة الإمام الباقر عليه السلام لأمه، وليست زوجته، ولا هي أم الإمام الصادق عليه السلام راجع : كشف الغمة ج2 ص12
ط سنة 1381 هـ المطبعة العلمية ـ قم وناسخ التواريخ، حياة الإمام الصادق ج1 ص11 والبحار ج46 ص218
ولعل شهرة القاسم بن محمد بن أبي بكر تجعل اسمه دون سواه يسبق إلى ذهن
الرواة، فإذا كتبوا القاسم بن محمد، فإنهم يضيفون كلمة « ابن أبي بكر»،
جرياً على الإلف والعادة.
وأيضا أن القاسم بن محمد أكثر من رجل، كما يعلم من مراجعة كتب التاريخ والتراجم..
ثالثاً: الرواية ضعيفة السند، فإنها ـ كما قلنا ـ لم ترو من طرق شيعة أهل البيت عليهم السلام، فكيف صح لهذا البعض أن ينسب هذا القول إلى الإمام عليه السلام من دون أن يَتثبَّت من صحة الرواية؟!
رابعاً: إن الإمام الصادق عليه السلام ليس بحاجة إلى الشفاعة ليرجوها من أبي بكر..
خامساً: إن شفاعة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، هي التي ترتجى وتطلب، فكيف يطلب حفيد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الشفاعة من أبي بكر، ويترك جدّه الرسول صلى الله عليه
وآله؟!
وأبو بكر ومن هم على شاكلته بحاجة إلى شفاعته صلى الله عليه وآله..
فهوصلى الله عليه وآله الذي يشفع لمن يستحق الشفاعة، ويساق من لا يستحقها إلى الجحيم، وإلى العذاب الأليم..
ولماذا رجا شفاعة أبي بكر، ولم يرج شفاعة سلمان مثلاً.
فإن كان قد تعلق أمله بشفاعة أبي بكر، وعلي، لأجل القرابة، فهو أمر يستحيل أن يمر في ذهن الإمام عليه السلام خصوصاً وأن القرآن الكريم قد صرح برفض هذا المنطق وأدانه، فقد قال تعالى: ( يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ).
كما أن الشفاعة إنما هي مقام ومنصب يعطيه الله لأشخاص معينين، هم صفوة
الخلق، قد عهد الله إليهم بالشفاعة بالمذنبين من أمته.. والإمام الصادق عليه السلام هو أحد هؤلاء الصفوة الذين يشفعون في الأمة
بدون ريب..
سادساً: إن بيت أبي بكر قد عرف بالمهانة والذل، فلاحظ ما يلي:
قال عوف بن عطية:
وأمـا الأ لأمان بنـو عدي وتيـم حين تزدحم الأمـور
فلا تشهد بهم فتيان حـرب ولكن ادن من حلب وعير
إذا رهنوا رمـاحهم بزبـد فإن رماح تيـم لا تضير
راجع : طبقات الشعراء لابن سلام ص38
وأيضاً ذكر البلاذري: أن أبا سفيان قال لعلي عليه السلام: «يا علي بايعتم رجلاً من أذل قبيلة من قريش»
راجع: أنساب الأشراف، قسم حياة النبي صلى الله عليه وآله ص588
وأيضاً: حين بويع أبو بكر نادى أبو سفيان: « غلبكم على هذا الأمر أذل أهل بيت في قريش».
وفي نص الحاكم: « ما بال هذا الأمر في أقل قريش قلة، وأذلها ذلة؟! يعني أبا بكر »
راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ج3 ص98
والمصنف للصنعاني ج5 ص451 ومستدرك الحاكم ج3 ص78 عن ابن عساكر، وأبي أحمد
الدهقان وراجع: الكامل لابن الأثير ج2 ص326 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص944
والنزاع والتخاصم ص19 وكنز العمال ج5 ص383 و385 عن ابن عساكر وأبي أحمد
الدهقان.
وأيضاً: حج أبو بكر ومعه أبو سفيان، فرفع صوته عليه، فقال أبو قحافة: اخفض صوتك يا أبا بكر عن ابن حرب.
فقال أبو بكر: «يا أبا قحافة، إن الله بنى في الإسلام بيوتاً كانت غير
مبنية، وهدم بيوتاً كانت في الجاهلية مبنية. وبيت أبي سفيان مما هدم»