من أدلة ضعف الصحيحين
من أدلة ضعف الصحيحين
من أدلة ضعف الصحيحين : الضعف من ناحية السند:
أول المؤخذات على ضعف أحاديث الصحيحين، والسبب في عدم الوثوق بهما، هو ضعف أسناد رواة بعض أحاديثهما.
إذ من الشروط المعتبرة في قبول الحديث والاعتماد عليه، هو توفر شرط الإيمان في راويه، والاطمئنان من عدم كذبه، وانحرافه.
وعند المراجعة لبعض رواة أحاديث الصحيحين، نجد أنهم لم يكونوا مستقيمي
الإيمان، كما ثبت بالبراهين التاريخية، والشواهد القويمة التي لا ريب فيها،
انحرافهم، وعدم وثاقتهم.
بل إن بعض رواتهما مشهورين بالعداء لأمير المؤمنين علي(عليه السلام)، وهذا الأمر
من أبرز صفاتهم، مضافاً إلى أنهم كانوا من وضاعي الحديث الذين كذبوا على
رسول الله(صلى الله عليه وآله).
تناقض هذه الصفات مع الإيمان:
ومن الواضح أن وجود صفة واحدة من هذه الصفات التي ذكرنا، كفيلة بسقوط
المتصف بها عن الاعتماد عليه، فلا يكون لخبره أية قيمة واعتبار، لأن هذه
الصفات لن تجتمع أبداً مع الإيمان الصحيح في قلب المؤمن.
ونكتفي بالإشارة إلى التناقض الموجود بين الإيمان وعداوة أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، ومن ثم نـتطرق إلى دراسة بعض رواة الصحيحين:
1-قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.
2-قال (صلى الله عليه وآله): سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر.
3-قال أمير المؤمنين(عليه السلام): والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي(صلى الله عليه وآله) إليّ: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يـبغضني إلا منافق.
تقيـيم إيمان بعض رواة الصحيحين:
من خلال ما ذكرناه من اعتبار شرطية الإيمان في قبول خبر الراوي، وأن
معيار الإيمان حب أمير المؤمنين(عليه السلام) وحب الأنصار، وأن عداواتهم، وبغضهم
علامة النفاق، كما علمنا أن محاربة المسلم ومقاتلته كفر وإلحاد، وخروج عن
دائرة الإيمان، يمكن للمطالع الحر أن يقيم رواة أحاديث الصحيحين، وخاصة
أولئك الذين سوف نـتطرق إلى ذكرهم، ومن ثم يحكم بصحة بعض ما رواه البخاري
ومسلم من الأحاديث، أو عدم صحتها.
فلا يعجب القارئ إذا سمع بعض المحققيـين الرجاليـين، يقول: إن بعض رواة الصحيحين، لم يكن في عداد الذين ثبت الإيمان في قلوبهم.
وكذا قال المؤرخون، أن بين رواة أحاديث الصحيحين، كذابين، وممن لا يوثق به.
كما أن بعض رواة الصحيحين، كان من المشتهرين بعداوة أمير المؤمنين(عليه السلام)،
حتى أن ابن حجر المعروف بالتساهل والإغماض عن كشف الحقيقة عما هو موجود في
بعض أسناد أحاديث البخاري ومتونها، لم يسعه أحياناً إلا أن يزيل حجب
العصبية، والتعنت عن نفسه، ويكشف عن بعض الحقائق، فلذا تراه عندما يأتي
بذكر أسماء الرواة الذين ضعفهم وجرحهم السلف من العلماء، يقول: بأنهم كانوا
من النواصب وأعداء الإمام علي(عليه السلام).
ولنسمع كلاماً لابن أبي الحديث يكشف لنا شيئاً عن حقيقة رواة الصحيحين،
قال: إن معاوية وضع قوماً من الصحابة، وقوماً من التابعين على رواية أخبار
قبيحة في علي(عليه السلام) تقتضي الطعن فيه، والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلاً
في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن
شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير.
ومن المعلوم أن هؤلاء المذكورين في كلام ابن أبي الحديد، من أبرز رواة الصحيحين.
هذا ولنجعل ما ذكرناه من الحديث حول افتقاد بعض رواة الصحيحين لصفة
الإيمان، فضلاً عن امتلاكهم صفة الكذب والنصب، وقيامهم بعملية الوضع، نشير
لبعض الأسماء والنماذج من الرواة:
1-أبو هريرة: أخرج الصحيحان عنه أحاديث كثيرة وهائلة، وقد ضبط الجهابذة
من الحفاظ أحاديثه فكانت خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين مسنداً، وله
في البخاري فقط أربعمائة وستة وأربعين حديثاً.
وقد اشتهر أبو هريرة بكثرة الرواية للحديث عن النبي الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله)، بل
حاز الرتبة الأولى في ذلك، وتظهر كثافة ما رواه إذا قيس بالأحاديث التي
رويت عن الخلفاء الراشدين في الكتب، ومسانيد أهل السنة، والتي بلغ مجموعها
ألفاً وأربعمائة وأحد عشرة حديثاً، وهذه النسبة أقل من سبعة وعشرين في
المائة من مجموع الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة.
وعلى أي حال، فهو ينحدر من أصل يماني، هاجر إلى المدينة بعد فتح خيبر،
في السنة السابعة من الهجرة، فأظهر إسلامه بها، وقد صرح هو بنفسه أن
مصاحبته للنبي(صلى الله عليه وآله) لم تـتجاوز ثلاث سنوات.
وكان أبو هريرة من الذين اتهموا في زمانه بالكذب، وإكثار الحديث، ولكنه كان يتدارك التهم ويبرئ نفسه منها في كل فرصة تسنح له.
وقد كان أبو هريرة أحد أعضاء المؤسسة الأموية التي أسسها معاوية لوضع
الحديث، ورواية المطاعن في الإمام علي(عليه السلام)، وأهل بيته(عليهم السلام) كما عرفت قبل قليل
عن ابن أبي الحديد.
كيس أبي هريرة:
وهو أمر اتخذه أبو هريرة لمدارة كذبه، حيث أنه كان في كل مورد علم بأنه
قد كشف كذبه، وفشا، كان يتدارك الموقف ضمن اعترافه بالكذب، ويسد باب النقد
والاعتراض أمام الآخرين، ويخرج نفسه من ورطة الاتهامات والاستنكارات، بكيس
أبي هريرة، فقد أخرج البخاري في صحيحه حديثاً، جاء في آخره ما يلفت النظر،
وذلك لما سئل أبو هريرة: هل سمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ قال: لا، هذا من
كيس أبي هريرة.
وأصل الحديث هو أن أبا هريرة نقل خبراً عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) فتعجب
السامعون، واندهشوا مما جاء في آخر حديثه، فسألوه: هل سمعت هذا من رسول
الله(ص) يا أبا هريرة؟ فتحير أبو هريرة، وكشف ما كان يـبطنه من الحقيقة
التي كان يستند إليها دائماً، ولذلك قال في جوابهم: لا، هذا من كيس أبي
هريرة.
2-أبو موسى الأشعري:أحد رجال الصحيحين، وقد ذكر له حفاظ أهل السنة،
وأصحاب التراجم حسب ما تقتضيه عادتهم، الكثير من المناقب والفضائل.
وقد نقل عنه البخاري في صحيحه سبعة وخمسين حديثاً.
وقد كان أبو موسى من ألدّ مبغضي الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأكثرهم
عداء، وهو رأس الفئة التي أشعلت نيران الفتن، التي قصمت شوكة الإسلام، وكان
أمير المؤمنين(عليه السلام) يلعنه في صلاته.
3-عمرو بن العاص بن وائل: أحد رجال الصحيحين، وعداؤه لأمير المؤمنين(عليه السلام)، ليس يخفى على أحد ممن له أدنى معرفة بالتاريخ وقضاياه.
ومما يشهد على هذا العداء الدفين، صفحات حياة عمرو بن العاص المليئة
بالخزي والعار، ومشاركته في المؤسسة الأموية مع الشرذمة التي نصبها معاوية،
لوضع الحديث، واشتراكه في واقعة صفين إلى جانب معاوية، هذه الحروب
والوقائع الدامية التي تلت صفين، كلها كانت من خططه التي رسمها، واحتياله
المعروف، مثل قضية التحكيم ورفع المصاحف على الرماح في صفين التي آلت فيما
بعد ذلك إلى الجريمة العظمى، التي كسرت شوكة الدين، وهزت أركانه، وثلمت في
الإسلام ثلمة ما سدها شيء، وهو استشهاد أمير المؤمنين(عليه السلام).
هذا ولما كان الحديث عن نصبه لأمير المؤمنين، وتعداد مثالبه يحتاج
كتاباً مستقلاً، نكتفي بذكر كلام لأمير المؤمنين(عليه السلام) في شأنه، قال(عليه السلام): عجباً
لابن النابغة-أم عمرو، وكانت معروفة في الجاهلية أنها ذات راية حمراء-يزعم
لأهل الشام أن فيّ دعابة، وأني امرؤ تلعابة، أعافس وأمارس، لقد قال
باطلاً، ونطق آثماً، أما وشرّ القول الكذب، وإنه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف،
ويسأل فيـبخل، ويسأل فيحلف، ويخون العهد، ويقطع الإلّ، فإذا كان عند الحرب،
فأي زاجر وآمر هو! ما لم تأخذ السيوف مآخذها، فإذا كان ذلك كان أكبر
مكيدته أن يمنح القرم سبّته، أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت،
وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة، إنه يـبايع معاوية حتى شرط أن يؤتيه
آتية، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة.
هذا بيان الحق عن عقيدة عمرو بن العاص، وأخلاقه، وهو من أولئك الذين كان أمير المؤمنين(عليه السلام)، يلعنهم كل صباح ومساء.
4-عبد الله بن الزبير بن العوام: من رواة الحديث عند أهل السنة، وهو من
رجال الصحيحين، ونقل عنه البخاري في صحيحه عشرة أحاديث، وكان من الخوارج
والنواصب الألداء، الذين نصبوا العداء والبغض لأبي الحسن علي بن أبي
طالب(عليه السلام)، وقد تصدى للإمامة في الصلاة يوم الجمل رغم حضور أبيه الزبير
وطلحة.
هذا وتنص بعض النصوص على أن عبد الله هو الذي حرض أباه الزبير على أن
يعادي علياً(عليه السلام)، قال أمير المؤمنين(عليه السلام): ما زال الزبير منا أهل البيت حتى
شبّ ابنه عبد الله.
وقد نص بعضها الآخر، على أنه(عليه السلام) حينما التقى بالزبير قبل واقعة الجمل
قال له: قد كنا نعدك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء-عبد
الله-ففرق بيننا وبينك.
وفي يوم الجمل لما انتهى جيش عائشة إلى ماء الحوأب، ومعهم عائشة نبحتها
كلاب الحوأب، فقالت لمحمد بن طلحة: أي ماء هذا؟ قال: هذا ماء الحوأب.
فقالت: ما أراني إلا راجعة. قال: ولم؟ قالت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول
لنسائه: كأني بإحداكن قد نبحتها كلاب الحوأب، وإياك أن تكوني أنتِ يا
حميراء.
فقال لها محمد بن طلحة: تقدمي رحمك الله، ودعي هذا القول-أي لا تكوني
مفرقة الجمع-وأتى عبد الله بن الزبير، فحلف لها بالله لقد خلفتيه أول
الليل، وأتاها ببينة زور من الأعراب-خمسين رجلاً-فشهدوا بذلك، فزعموا أنها
أول شهادة زور شهد بها في الإسلام.
وروى الواقدي وابن الكلبي وغيرهما من رواة السير والمؤرخين، أنه قد أدى
عداء ابن الزبير لعلي(عليه السلام) إلى حد أنه ما كان يترك فرصة إلا واغتنمها حتى
ينال من الإمام علي(عليه السلام) ويشفي غيظه، وأنه مكث أيام خلافته أربعين جمعة لم
يصل فيها على الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) حتى أن اعترض عليه بعض الناس، وانـتقدوه
لتركه الصلاة على محمد(ص).
فقال ابن الزبير في جوابهم: إني لا يمنعني من ذكر النبي(صلى الله عليه وآله) إلا أنه كان
له عشيرة لا أريد أن يرفعوا رؤوسهم لذكر النبي(ص)، وإني لا أريد أن تشمخ
رجال من عشيرته(صلى الله عليه وآله) بآنافها.
5-عمران بن حطان: أحد قادة الخوارج، وزعمائهم وأحد فقهائهم وخطبائهم،
وهو من رواة الحديث عند السنة، ومن رجال الصحيحين، وروى عنه البخاري في
صحيحه.
وقد بلغ بغضه وعداوته لأمير المؤمنين(عليه السلام) أن يمتدح قاتله ابن ملجم في
قصيدة له، ويثني عليه فيها، ويعتبر قتله للإمام علي(عليه السلام) وسيلة تقربه إلى
الرضوان ودخول الجنة.
ويزعم أن الجناية العظمى التي ارتكبها ابن ملجم، عندما قتل أمير
المؤمنين(عليه السلام) تفوق عند الله سبحانه، أعمال الثقلين الجن والإنس، وكفة ميزان
ابن ملجم ترجّح العمال الحسنة لكافة الناس.
جماعة آخرين:
هذا وهناك العديد من رواة البخاري الذين تعرضوا للنقد، واتهموا
بالانحراف، فمن هؤلاء:
1-عكرمة مولى عبد الله ابن العباس: فقد تعرض لأعنف
الهجمات، وأسوأ الاتهامات من المتقدمين على البخاري، والمتأخرين عنه، ومرد
الطعون الموجهة إليه الأمور التالية:
الأول: أنه كان يكذب في الحديث، وينسب لعبد الله بن العباس، وجاء عن
ابن سيرين وسعيد بن المسيب، وعطاء ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك ابن أنس،
والقاسم بن محمد، وغيرهم، أنه كان من الكذابين المعروفين، وحبسه علي بن عبد
الله في بيت الخلاء، لأنه أسرف في الكذب على أبيه، وقال سعيد بن المسيب
لغلامه: لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على عبد الله، إلى غير ذلك من النصوص
التي تصفه بالكذب، والوضع.
الثاني: أنه كان يعتنق فكرة الخوارج، ويدعو إليها في أفريقيا وغيرها، وانتشرت في تلك البلاد بسببه.
الثالث: أنه كان يساير الأمراء، ويقف على أبوابهم طمعاً في جوائزهم، ومن كانت هذه حالته يضطر إلى مجاراتهم، وتقريض أعمالهم.
2-اسماعيل بن أويس: وقد ضعفه النسائي، وقال فيه سلمة بن شبيب ما يوجب
طرح روايته على حدّ تعبير ابن حجر في مقدمة فتح الباري، كما ضعفه ابن معين
والدارقطني، وغيرهما، ولم يستطع ابن حجر أن يثبت أمام الطعون الموجهة إليه،
ولكنه أعتذر عنه، بأنه قد اجتمع بمحمد بن إسماعيل البخاري، وأخرج له
أحاديثه لينـتقي منها، وطلب منه أن يرشده إلى الصحيح من غيره، ليحدث به،
واستنـتج من ذلك أن البخاري لم يدّون في صحيحه إلا الصحيح منها.
3-أحمد بن بشير الكوفي: روى عنه البخاري في صحيحه، وعدّه النسائي،
وعثمان الدارمي من الضعفاء، وأكد عثمان الدارمي بأنه من المتروكين الذين لا
يعتمد على مروياتهم.
4-أحمد بن صالح المصري: أبو جعفر الحافظ، قال النسائي فيه: ليس بثقة،
ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ووصفه ابن معين بالكذب، وقال معاوية بن
صالح: سألت يحيى بن معين عن أحمد بن صالح، فقال: كذاب يتفلسف، وقد دافع عنه
ابن حجر في مقدمته فتح الباري، على عادته مع المتهمين من رجال البخاري.
5-أحمد بن أبي الطيب المروزي: وصف أحاديثه أبو حاتم الرازي بالضعف،
وجاء في ميزان الاعتدال: أنه كان يروي المناكير، وتولى شرطة بخارى من قبل
حكامها.
6-إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي: ضعفه أحمد بن حنبل، ويحيى ابن سعيد،
وترك حديثه الدارقطني، ورجح تركه النسائي، ومع ذلك فقد روى عنه البخاري
حديثين، واعتمد عليه في بعض الأسانيد.
7-أحمد بن عيسى المصري: قال في التهذيب: لقد حلف ابن معين بأنه كذاب،
وقال سعيد بن عمرو اليربوعي: لقد أنكر أبو زرعة على مسلم روايته عنه، وأضاف
إلى ذلك: أن أبا زرعة قال: ما رأي أهل مصر يشكون في أنه-وأشار إلى
لسانه-أي أنه كذاب.
8-إسحاق بن سويد بن هبيرة العدوي: كان ناصبياً يهاجم الإمام علي بن أبي
طالب(عليه السلام)، ضعفه جماعة من المحدثين، ومع ذلك فقد روى عنه البخاري، ومسلم
وأبو داوود، والنسائي.
9-إسحاق بن محمد بن إسماعيل: ضعفه أبو داوود، والنسائي، وقال الدارقطني
والحاكم في المستدرك، لقد تعرض البخاري للنقد من جهة روايته عنه.
01-أسيد بن زيد الجمال: ضعفه كل من النسائي وابن معين، والدارقطني،
ورجح ضعفه كل من ابن عدي، وابن حيان، وأضاف ابن حيان أنه كان يروي
المناكير، ويسرق الحديث، ويظهر منهم أنه كان متهماً بالتشيع، مع أنه ليس في
كتب الرجال ما يشير إلى تشيعه، ولا هو من الشيعة، نعم الظاهر أنه كان
معتدلاً في انتسابه لمذهب السنة والجماعة.
ولنكتفي بهذه الأمثلة من المشبوهين والمتهمين في دينهم، وروايتهم بين
رجال صحيح البخاري، مع أننا لو أردنا الاستقصاء لظفرنا منهم بالمئات، لكننا
أعرضنا عن الاستقصاء خيفة الإطالة، ولترك المجال للقارئ العزيز للبحث
بنفسه والمتابعة.