منع تنظيم "داعش" في مدينة الفلوجة العراقية أمس الاثنين، من مغادرة المدينة لاستخدامهم كدروع بشرية رغم القصف العشوائي العنيف الذي تتعرض له المدينة.
وقال شهود عيان من أهالي المدينة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن "المئات من العوائل تحاول مغادرة الفلوجة وضواحيها الخارجية بعد ازدياد القصف من قبل القوات العراقية المتواجدة خارج أسوار المدينة وضواحيها كالصقلاوية والأزركية وأبوسديرة والكرمة".
وأضافوا أن "القيادات الميدانية في تنظيم داعش أمروا بمنع تلك العوائل من مغادرة المدينة من خلال قرارات جديدة صدرت عنهم بغية جعل المدنيين دروعاً بشرية للقصف الذي يطال المدينة منذ عدة أيام".
وتابع الشهود: أن "البعض من عناصر التنظيم يقومون بأخذ الرشاوي بشكل خفي وبمبالغ تصل /500/دولار للفرد الواحد، مقابل السماح له بمغادرة المدينة ولكن بدون علم القيادات البارزة".
وأكد الشهود: "لقد أصبحنا بين مطرقة داعش وسندان القصف العشوائي للقوات العسكرية ومعاناتنا لا يمكن وصفها واختزالها بكلمات سوى الدعوة من الله الفرج".
وتشهد مدينة الفلوجة منذ نحو شهرين قصفاً عشوائياً مكثفاً، وبشكل متواصل بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ من قبل القوات العسكرية العراقية المتواجدة خارج محيط المدينة ،ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال بشكل يومي فضلاً على تدمير العديد من المنازل السكنية والمباني الحكومية داخل المدينة.
وسيطر تنظيم "داعش" على الفلوجة منذ منتصف عام 2014 مستغلاً الخلافات الحادة ما بين أبناء المحافظة ووجهائها وبين الحكومة المركزية برئاسة نوري المالكي، أعقبتها الاعتصامات والتظاهرة التي أستمرت لعام كامل ،ما جعل التنظيم يدخل المدينة بدون قتال ويسيطر على جميع مناطقها والمؤسسات الحكومية وقام بالإفراج عن جميع السجناء ومن ضمنهم قيادات إرهابية .
وعلى الرغم من الفترة الطويلة لسيطرة تنظيم داعش على مدينة الفلوجة، إلا أنه لم ينجح في إدارة شؤون الناس وتسيير حياتهم بشكل صحيح نتيجة الأساليب التعسفية والقاسية التي يتبعها مع جميع أبناء المناطق التي يسيطر عليها من ضمنها الفلوجة.