SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
لم تكن ام مؤيد المرأة الوحيدة التي سجلت موقفاً شجاعا بين نساء الانبار في المعارك البطولية التي تخوضها القوات الامنية ورجال العشائر ضد التنظيمات الارهابية في المحافظة، بل هناك المئات من الانباريات اللواتي سجلن مواقف خطت بماء الذهب دفاعاً عن الوطن والعرض والمحافظة.
عمر عبد الكريم احد اقرباء ام مؤيد، يؤكد لـصحيفة "الصباح” انها تعمد بشكل مستمر على تفقد نقاط المرابطة والحراسة عند ساعات الليل وتقدم الدعم المعنوي لابنائها واخوتها واهلها المرابطين من اجل حماية مدنهم من تنظيم "داعش” الاجرامي، وتطلب منهم الاستراحة والنوم لساعات، وتقف هي عوضا عنهم كالطود الشامخ تترصد بعيون النسر وقلب الاسد وتنادي بجهاز "الموتورلا” على النقاط والحراس لتشحذ همم الرجال، كما انها لا تتوانى في التصدي لاي حركة غير طبيعية فتزاحم الرجال لردع أي ارهابي وتردد ان "داعش” ومن ينتمي له ويسانده ويدعمه هم غرباء عن ارضنا ولا يصح للمرأة والرجل السماح للغرباء بالتسلط على رقابنا.
ولاقت بطولة وبسالة أم مؤيد، استحسانا من قبل جميع النسوة في الانبار، اللواتي بادرن الى حمل السلاح للذود عن مدينتهن، وللوقوف مع ابناء العشائر الثائرين بوجه الارهاب، فتلك هي "ام عبد الله” التي تقطن في منطقة البو بالي تقول "ان الرجال انخرطوا في قتال الإرهابيين مساندين في ذلك القوات الامنية، ومع ظهور حاجة ملحة لتوفير العديد من الامور اللوجستية انتخت عدد من نسوة المنطقة لتشكيل فريق دعم مهم جداً لهم”.
وتبين "ام عبد الله” ان ذلك الفريق الذي تشرف عليه الحاجة "ام قتيبة” وهي امرأة كبيرة السن، اخذ على عاتقه توزيع المهام بين عدد من نسوة المدينة تقودهن "ام عمر” كلفن باعداد الطعام والشراب، واتفقن على التقنين باستخدام الكميات المخزونة لصعوبة التنقل بين الازقة بعد ان عمد الى استهدافهن القناصين الإرهابيين.وتروي "ام عبد الله” لـ”الصباح” كيف ان العديد من نسوة البو البالي بادرن الى الالتفاف حول الرجال قبل تحرير منطقتهم، فتلك هي "ام مريم” التي كلفت مع مجموعة من بناتها وقريباتها بقطع خشب الاشجار الى احجام صغيرة ومتوسطة لتوفير الوقود اللازم لطبخ الطعام وتدفئة البيوت ونقاط الحراسة للمقاتلين بعد شحة النفط الابيض واسطوانات الغاز السائل بسبب استهداف الإرهابيين لجميع الشاحنات التي حاولت القوات الامنية ارسالها الى مدن الانبار لتوفير مشتقات الوقود، بينما تحملت "ام نصير” واثنتان من شقيقاتها مسؤولية ادامة الاسلحة واملاء مخازن الاعتدة لما تمتلكه من خبرة في هذا المجال دربها عليها زوجها "ابو نصير” الذي قتلته عصابات القاعدة في اعوام سابقة لعدم موافقته على ايواء الإرهابيين في بيته بعد انتفاضة عشائر الانبار عليها.
لم تتوقف مواقف النساء الانباريات عند هذا الحد بل تعدته الى الاستفادة من دروس المعارك السابقة التي تعرضت لها مدن المحافظة في اعوام 2005 ــ 2006 حيث صعوبة تنقل المدنيين خلال الاشتباكات الشرسة بين القوات الاميركية وتنظيم القاعدة انذاك، فظهرت الحاجة الى تعلم الاسعافات الاولية، ذلك الامر الذي تصدت له "ام احمد” المرأة التي تمتهن التمريض، والتي قامت بتدريب العديد من نسوة مناطق البوبالي والبوعبيد على كيفية زرق الابرق وتداوي الجروح وتحديد الدواء للحالات المرضية الاولية ومعالجة الكسور والحروق، وكذلك توفير صيدلية منزلية مكنتها وعدد من النسوة على تلافي المواقف المحرجة من جراء صعوبة التحرك، كما اسهمن في معالجة اصابات العديد من المقاتلين التي تحصل في المعارك دون الحاجة الى المجازفة بالذهاب الى المستشفيات البعيدة.
وشهدت مناطق مدينة الرمادي المترامية خلال حصول المعارك لطرد تنظيم ما يسمى ب”داعش” الارهابي حالتي ولادة، تصدت لهما الحاجة "ام ايمن” المتخصصة بتوليد النساء لاجراء عمليات الولادة بعد رحلتين مضنيتين مليئة بالمخاطر بين الازقة والبساتين للهرب من نيران القناصة الإرهابيين وقذائفهم بغية الوصول الى بيوت النسوة اللواتي ينتظرن الولادة، لكن هذه المرأة عمدت الى تعميم الفائدة من تجربتها هذه عندما دعت اكثر من ثلاث نساء في كل عملية توليد ليدخلن معها وتدربهن على توليد النساء واشرفت هي على العمليات لتأمين وجود نساء يتصدين لاجراء عمليات الولادة دون الاضطرار الى السير بين نيران الإرهابيين، لاسيما مع وجود عدد من النساء الحوامل في مدن وقرى الرمادي.
وهكذا اثبتت محافظة الانبار، التي انتفضت بشيبها وشبابها ونسائها على جميع التنظيمات الارهابية التي تريد صناعة دويلة مشوهة لتغيير دين واخلاق وعادات وتقاليد اهالي الغربية المعروفين باصولهم وانسابهم وعشائرهم وحرائرنسائهم و بسالة اهلها وشجاعتهم، وتكاتفهم بشكل كبير ضد تلك التنظيمات التي سعت في اوقات سابقة الى استباحة حرية وكرامة اهل الانبار.
النهاية