(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ ببَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
سنواتٌ من الألم قد تصرمت، و نحنُ من کَثَبٍ نرقب الأحداث المأساویة التی تمرُّ بها البحرینُ العزیزة، و کنّا نرجو خلالها أن یتوقف مسلسلُ الإنتهاکات الإجرامیة عند حدٍّ ینتهي إلیه، غیر أنَّ الرجاء قد انقطع و الآمال قد خابت، و لم نزل نسمع بما یندی له الجبین و یتألم له القلب من الأحداث المؤسفة و الإنتهاکات الطائفیة التي تمارسها الحکومة الظالمة ضدّ مواطنیها العُزَّل.
و إنَّ من أبشع هذه الجرائم الفادحة ما قامت بهِ الحکومة أخیراً من حلّ (المجلس العلمائي) الذي کان یضمُّ نخبةً من علماء البحرین و فضلائها، و بهدا تکون قد کشفت کلّ اوراقها الحاکیه عن موقفها الطائفي المقیت تجاه شیعة اهل البیت (علیهم السلام) و علماء الدین و الشریعة.
و إننا فی الوقت الذي تستنکر فیه هذا العمل الجائر، و نعتبره انتهاکاً صارخاً للقیم الإنسانیة و حرمة العلم و العلماء، ندعوا إخواننا و أبنائنا في البحرین العزیزة لتعمیق صلتهم و تعزیز علاقتهم بأهل العلم و الفضل فیها، لیکون هذا التلاحم الجماهیري شوکة فی عیون الظالمین، و ملحمةً خالدةً ضدّ المستکبرین، وإحباطاً لمؤامرة التفکیک بین العلماء و قواعدهم الشعبیة.
کما و ندعو إخواننا و أبنائنا العلماء إلی المزید من الإصرار علی موقعهم القیادي و مرجعیتهم الروحیة، من خلال إحتواء الجماهیر، و السعي للقیام بشؤونهم الدینیة و الدنیویة، و شدّ أواصر العلاقة بینهم و بین المبادی الدین القویم و أحکام الشریعة المقدسة.
و إعتقادنا أنَّ عملیة التلاحم هذهِ من الجانبین هی مشروع المرحلة، و بما یتمّ الإستثمار الإیجابی لهذه الأزمة، و بالإصرار علیها ستبقی أرض البحرین الصامدة قلعةَ الولاء، و موطنَ العلم و الفقاهة، و منارة العزّة و الکرامة (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
محمد صادق الحسیني الروحاني
الأحد 2 ربیع الثانی 1435
النهاية