تتسارع وتيرة كشف ملابسات التفجير الانتحاري الارهابي الذي إستهدف أمس الشارع العريض في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثانية في غضون اسبوعين.
معلومات صحيفة "الأخبار” عن التفجير الإرهابي الذي ضرب بالأمس شارع الاستشهادي أحمد قصير في حارة حريك، أشارت أن "السيارة التي فُجّرت، والمسروقة من قبل المدعو نبيل الموسوي، بيعت الى أحد عناصر مجموعة الفلسطيني أحمد طه، وتم نقلها إلى داخل الأراضي السورية، حيث تم تفخيخها في منطقة يبرود في القلمون أيضاً، حيث فُخّخت كل السيارات التي استهدفت الضاحية وغيرها في الفترة السابقة أو تلك التي عثر عليها، وقد أُرسلت السيارة الى لبنان، ونجحت في عبور حواجز أمنية في اكثر من منطقة، رغم أن مواصفاتها معمّمة على العناصر الأمنية كافة، ولم يحصل أي تعديل على شكلها، مع تعديل وحيد في رقم لوحتها الذي تبيّن أنه 347527 – ج، ويعود الى سيارة أخرى من نوع "تويوتا”.
وأضافت "الأخبار” إنه "بحسب الأوراق الخاصة بالانتحاري، والتي وُجدت في مسرح الجريمة، فقد تبيّن أن صورة الانتحاري وُضعت على دفتر قيادة مزوّر يحمل اسم علي أديب طليس من بلدة بريتال البقاعية. كما عُثر على دفتر السيارة المزوّر باسم أديب محمد طليس”.
وأفادت المعلومات أن "صورة الانتحاري الموجودة على إجازة السوق قريبة جداً الى المواصفات التي أدلى بها شهود كانوا في المنطقة قبل التفجير”.
وكشفت المصادر الأمنية المعنية بالملاحقة المستمرة لمجموعات الإرهاب أن "المجموعة التي أرسلت السيارة أمس هي نفسها المجموعة التي ينتمي إليها المطلوب أحمد طه، الفلسطيني من مخيم برج البراجنة، وفرّ بعد ثبوت تورطه في إطلاق صواريخ على الضاحية الجنوبية العام الماضي. والمفارقة أن تفجيري الشارع العريض وتفجير الرويس استهدفوا أماكن قريبة من منزل طه في الحارة، وهو المنزل الذي داهمه الجيش اللبناني بعد كشف تورطه في عمليات إطلاق الصواريخ”.
وأضافت المعلومات إن "هذه المجموعة هي نفسها التي ينتمي إليها انتحاري حارة حريك الأول قتيبة الصاطم، وكذلك الانتحاري الذي فجّر نفسه في الهرمل قبل أيام، علماً بأن التحقيقات حول هوية الأخير قد تقدمت كثيراً”.
كما ذكرت صحيفة "الأخبار” أن الأجهزة الأمنية تعرف الجهات المركزية التي تقف خلف التفجيرات، ولدى الأجهزة معلومات مفصلة حول أماكن تحصّن العقل المخطّط والمفخّخ وحتّى المنفِّذ، كما تعلم جيّداً بتحركات هؤلاء وأماكن انطلاقهم ومع من يتعاملون، وما بين أيدي الأجهزة معلومات تؤكّد صلة المدعو إبراهيم الأطرش بكل ما يحصل، والأخير هو عمّ عمر الأطرش الذي قُتل في جرود عرسال نهاية العام الماضي أثناء قيادته سيارة مفخّخة كانت تستهدف الهرمل، والأطرش هذا يتّخذ من بلدتي رنكوس ويبرود داخل الأراضي السورية منطلقاً لتنفيذ هذه العمليات”.
وأضافت الصحيفة إن "الاجهزة الأمنية تعرف بأنّ المدعوين "أبو البراء” و”أبو جعفر” يتوليان تفخيخ السيارات وإعدادها قبل إرسالها إلى لبنان عبر الجرود العرسالية، وأنّ أمير "الدولة الإسلامية” في القلمون "أبو عبدالله العراقي” ومعاونه "أبو القاسم السوري” خطّطا ونفّذا هجومين انتحاريين على الأقل في الضاحية الجنوبية. أما المسؤولان عن نقل السيارات فهما أحمد الأطرش وهمام الحجيري، ناهيك عن دور الشيخ مصطفى الحجيري (أبو عبادة المعروف بـ”أبو طاقية”)، الذي بات، رسمياً، متعهّد إيواء واستضافة عناصر "جبهة النصرة” في لبنان.
وبحسب صحيفة "الأخبار”، فإنه "لدى الأجهزة الأمنية معلومات مفصّلة عن أماكن وجود هؤلاء وحتى دخولهم إلى الأراضي اللبنانية في بعض الأحيان، علماً بأنّ سامح البريدي، المتورّط في متفجرتي بئر العبد والرويس، فاخر أكثر مرّة بأنّه يمر على حاجز الجيش اللبناني في عرسال على مرأى من عناصره من دون أن يتجرأوا على توقيفه، كونه يرتدي حزامه الناسف فوق ثيابه لإرهابهم”.
النهاية