SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي ألقاها أيام حياته حيث قال معطياً وجهاً من الاحتمالات للروايات وتحديداً الوجه الثاني حسب قوله
(رضوان الله عليه )
أنهم توهموا حين قتلوا الحسين أنهم سوف ينالون خيراً دنيوياً في المستقبل لعلهم يقضون حاجاتهم الدنيوية وشهواتهم الدنيوية لكن الله حال بين شهواتهم ونزواتهم ,وخلّص المجتمع منهم في الحقيقية
وتابع شهيدنا السعيد قوله بالوجه الثالث : انه ليس المقصود فقط كما قلت اكثر من مرة فقط الجيش المعادي الموجود في كربلاء ,بل المقصود كل اعداء الحسين وعلى ألاجيال المتعاقبة , واعداء الحسين (عليه السلام )
على الاجيال المتعاقبة من الممكن أن (يملأن منه اكراشاً جوفا وأجربة سغبا)
حصلوا كثيراً ,جيلاً بعد جيل ,وسوف يبقون يحصلون الى ظهور ألامام القائم (عج)
لانه تمتلئ ألارض ظلماً وجورا فيملئها قسطاُ وعدلا
وفيما نص الخطبة الثانية للمولى المقدس محمد الصدر
الجمعة السابعة 3 صفر 1419
الخطبة الثانية
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله باريء النسم. سبحان الله المصور. سبحان الله خالق الازواج كلها.سبحان الله جاعل الظلمات والنور. سبحان الله فالق الحب والنوى. سبحان الله خالق كل شيء. سبحان الله خالق ما يُرى وما لا يُرى. سبحان الله مداد كلماته. سبحان الله رب العالمين. سبحان الله البصير الذي ليس شيء ابصر منه، يبصر من فوق عرشه ماتحت سبع ارضيين ،ويبصر ما في ظلمات البر والبحر، لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير، لا تغشى بصره الظلمة، ولا يستتر منه بستر، ولا يواري منه جدار، ولا يغيب عنه بر ولا بحر، ولا يكن منه جبل ما في اصله ولا قلب ما فيه ولا جنب ما في قلبه، ولا يستتر منه صغير ولا كبير، ولا يستخفي منه صغير لصغره، ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم.
اللهم صل على محمد وال محمد، اللهم صل عليه وعلى اهل بيته الائمة الطيبين. السلام عليك يا رسول الله. السلام عليك يا خليل الله. السلام عليك يا نبي الله. السلام عليك ياصفي الله. السلام عليك يا رحمة الله. السلام عليك يا خيرة الله. السلام عليك حبيب الله. السلام عليك يا نجيب الله . السلام عليك يا خاتم النبيين. السلام عليك يا سيد المرسلين. السلام عليك يا قائما بالقسط. السلام عليك يافاتح الخير. السلام عليك يا معدن الوحي والتنزيل. السلام عليك يا مبلغا عن الله. السلام عليك ايها السراج المنير. السلام عليك يا مبشر. السلام عليك يا نذير. السلام عليك يا منذر. السلام عليك يا نور الله الذي يستضاء به. السلام عليك وعلى اهل بيتك الطيبين الطاهرين الهادين المهديين. السلام عليك وعلى جدك عبد المطلب وعلى ابيك عبد الله. السلام على امك آمنة بنت وهب. السلام على عمك حمزة سيد الشهداء. السلام على عمك العباس بن عبد المطلب. السلام على عمك وكفيلك ابي طالب. السلام على ابن عمك جعفر الطيار في جنان الخلد. السلام عليك يا محمد. السلام علىيك يا احمد. السلام عليك يا حجة الله على الاولين والاخرين والسابق الى طاعة رب العالمين والمهيمن على رسله والخاتم لانبيائه والشاهد على خلقه والشفيع اليه والمكين لديه والمطاع في ملكوته. الاحمد من الاوصاف، المحمد لسائر الاشراف، الكريم عند الرب والمكلم من وراء الحجب، الفائز في السباق والفائت عن اللحاق ورحمة الله وبركاته.
يقول سلام الله عليه كما في الرواية : (فيملأن مني اكراشاً جُوفا وأجرِبةً سغبا).
انا اود ان اعطي هذه الكلمات نطقها اللغوي، لان الخطباء على ما انا سامع منهم كثيرا يقرأوها بشكلين او ثلاثة لا يعلمون ما هو الصحيح : يقرأونها جُوفا وجَوفا وجِوَفا على خربطة عجيبة.
في الحقيقة هذا فيه احتمالان انا حسب فهمي لا ثالث لهما :
الاحتمال الاول: ان يكون اصلها جَوفاء ولكن حذف الهمزة من اجل نحو من السجع. لانه يقول (جوفا واجربةً سُغبا) فلاجل المماثلة بين اللفظين حذف الهمزة. فاصلها جَوفاء، فبدون الهزة تكون جَوفا ليس شيئا آخر بحسب هذا الاحتمال.
الاحتمال الاخر: الذي هو ايضا راجح، ان تكون جُوفا. جُوف جمع اجوف كعور جمع اعور (كول لا سبحان الله !). فيراد بها الجمع (فيملأن مني اكراشا جُوفا واجربةً سُغبا). والسَغِب : الجوعان، والسُغْب جمع سَغِب او ساغِب وهو الجوعان. والكرش معروف المهم انه كلتا اللفظتين او كلتا الجملتين تشيران الى المعدة وان معدهم جَوفا وجوعانة او هم جوعانون. (فيملأن مني اكراشاً جُوفا). الكرش هو المعدة. والاجرِبة ايضا جمع جُراب وهو الكيس الكبير الذي يكون من القماش او الجلد، ويعبر به هنا مجازا عن المعدة ايضا فيكون من قبيل الايضاح والتكرار بهذا المعنى.
في الحقيقة احد هذين اللفظين دال على الجوع بوضوح بالدلالة المطابقية. لان سَغِب يعني جوعان (اجربةً سُغبا) اي بطون جوعانة.
(اكراشاً جُوفا)، جُوفا بالدلالة المطابقية ليس معناها جوعانة وانما جوفا يعني خالية، وطبعا المعدة حينما تكون خالية تكون جوعانة وهذا ايضا واضح.
ويمكن لاحظوا (وان كان تلك الاحتمالات اقرب) ان يكون جُوفا من الجيفة وهي النتن، لان الاكراش الجائفة والمنتنة حيث ان اكراشهم جائفة ومنتنة لان من يأكل الحرام ويظلم الاخرين ويسطو على حقوق الغير وعلى اموال الغير تقول : انه معدته منتنة وجائفة. فهؤلاء اعداء الحسين (سلام الله عليه) هكذا طبعا ظلمةومعتدين فهم يأكلون الحرام، اذن فبطونهم جائفة ومنتنة بطبيعة الحال. وسبحان الله ينبغي ان نتذكر قول امير المؤمنين (سلام الله عليه) عن وصف الانسان الذي ماشي بـ(الكشخة) و(الفخفخة) والـ(انا انا) ماذا وصفه ؟ (اوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وما بينهما يحمل العذرة). وفي رواية اخرى اذا كنت اتذكرها انه ما مضمونه اعجبوا للانسان ينطق بلحم ويسمع بعظم وينظر بشحم ويتنفس من خرم، تبارك الله احسن الخالقين جل جلاله.
هنا سؤال يأتي ان الحسين (سلام الله عليه) قال: (فيملأن مني اكراشاً جُوفا واجرِبةً سُغْبا) ولم يحصل ذلك اي لم ينل من جسده الشريف احد شيئا، لا الوحوش الحقيقية ولا الوحوش البشرية التي هي اسوء من الوحوش الحقيقية. فكيف يقول (سلام الله عليه) (فيملأن مني اكراشاً جُوفا واجرِبةً سُغْبا) ؟
وهنا ينبغي ان نلتفت الى انه لم يقل فيملأن من اعضائي، لا، ـ وانما فيملأن مني، لم يقل فيملأن من اعضائي كما قال اولا (كأني بأوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات). كأنما فيملأن من اوصالي . لا، وانما يملأن مني فقط. يعني من وجوده ككل وليس من اوصاله واعضاء جسده، حتى يتسجل السؤال : انه لم يؤخذ من اعضاء جسده شيئا يقول ذلك. لا، وانما من كيانه المعنوي وليس من جسده المادي.
والجوع المذكور في السياق واضح انه لا يراد به الجوع حقيقة وفراغ البطون حقيقة وانما يراد به الحاجة النفسية او الدنيوية التي كانت لاعدائه ابتداءا من يزيد الخليفة الاموي الى عمر بن سعد او غيره الموجودين بازاء الحسين وامام الحسين ومواجهة الحسين في الطف. فكان الجوع هذا الجوع المعنوي الطمع بشأن الحسين وبدنيا الحسين بهذا الشكل. فكان الجوع حاجة في نظرهم لعنهم الله حاجة يكون دواؤها وشفاؤها وقضاؤها بقتل الحسين (سلام الله عليه) والسيطرة عليه بهذا الشكل، وليس بأكل الطعام وليس بأكل الاجساد طبعا.وهي طبعا حاجة ضالة ودنيوية وشيطانية وآثمة وظالمة. يكفي ان نلتفت ان حاجة يزيد وعبيد الله بن زياد هو سحق المعارضين لبني امية بما فيها المعارضة المهمة التي كان يمثلها الحسين (عليه الصلاة والسلام)، وحاجة عمر بن سعد ما هي حاجة عمر بن سعد ؟ ملك الري (وملك الري قرة عيني)، فيقتل الحسين (عليه السلام) من اجل هذا الطمع العجيب الغريب الذي (يقولون ان الله خالق جنة ونار وتعذيبٍ وغل يدين). يحتمل انه صحيح ويحتمل انه باطل، فالرجل غير مسلم، يشك في الاسلام وفي يوم القيامة. ولولا انه يشك في الاسلام ويوم القيامة ما فعل افعاله الشنيعة، (يا خيل الله اركبي ودوسي جسد الحسين) ! لا، خيل الشيطان حبيبي وليس خيل الله، لو كانت خيل الله لقبلت جسد الحسين ولخشعت على جسد الحسين (سلام الله عليه). حبيبي .. لو كان هناك جسد حيوان لما كان من الانسانية ان يوطأ الخيل وان تدوس عليه الخيل والارجل فضلا عن انسان فضلا عن امام مفترض الطاعة. جريمة نكراء لا مثيل لها في البشرية. مع ذلك هو قام بها عن طواعية وفكر بها وقتيا. يزيد وعبيد الله بن زياد لا يدرون بها هو المسؤول فقط عنها. (يا خيل الله) تشجيعا لهم من باب (شيم المعيدي وخذ عباته)، والا هم يعلمون وانا قلت قبل قليل انهم يعلمون ان الحق مع الحسين (عليه السلام) حتى انهم يعتقدون ان الرؤوس لاتنتن، معنى ذلك ان طرف الحسين ومعسكر الحسين هو المحق وهم يدرون بذلك مع ذلك يقول لهم (يا خيل الله اركبي وابشري بالجنة) !! وتوجد في الرواية انه دمعت عيناه حينما رأى الحسين مسجى، دموع التماسيح لعنه الله وقبحه.
الشيء الاخر انه بحسب النتيجة التأريخية (انا اقولها مختصر واعتقد اني قد اطلت عليكم لكنه لا بد من انهاء هذا الموضوع ولو باختصار) لم ينل الجيش الظالم في كربلاء اي شيء من اطماعه الدنيوية. فعمر بن سعد قُتل (املاء ركابي فضة وذهبا اني قتلت الفارس المحجبا قتلت خير الناس اما وابا) ، أتدري انه خير الناس وقتله ؟! اذن لا اعطيك ولا فلس فقتله. فهل نقول هنا : جزاه الله خيرا ؟ نعم ما فعل حين قتله. محل الشاهد ولا واحد منهم ، كلهم ظهر المختار وابادهم عن بكرة ابيهم جزاه الله خير جزاء المحسنين. ولم ينل احد مطمعه من قتل الحسين (سلام الله عليه) لان الله تعالى انتقم منهم وبشر انتقام وباسرع انتقام سنة واحدة او سنة ونصف فاصل بين قتل الحسين وظهور المختار.
محل الشاهد هذا جوابه اكثر من وجه:
الوجه الاول: ان اهم حاجاتهم كانت هي الانتصار العسكري الدنيوي في الطف بقتل الحسين واصحابه وقد حصل وهذا كاف جدا حاجتهم التي طمعوا بها فوريا هي تلك. وهذا ما حصل فعلا. فملؤوا بطونهم الخاوية بهذا المقدار من السيطرة الدنيوية لو صح التعبير.
الوجه الثاني: انهم توهموا حين قتال الحسين انهم سوف ينالون خيرا دنيويا في المستقبل لعلهم يقضون حاجاتهم الدنيوية وشهواتهم الدنيوية، لكن الله تعالى حال بينهم وبين شهواتهم ونزواتهم وخلص المجتمع منهم في الحقيقة.
الوجه الثالث: انه ليس المقصود فقط (كما قلت اكثر من مرة) فقط الجيش المعادي الموجود في كربلاء، بل كل المقصود كل اعداء الحسين وعلى الاجيال المتعاقبة. واعداء الحسين على الاجيال المتعاقبة من الممكن ان (يملأن منه اكراشاً جُوفا واجربةً سُغْبا) حصلوا كثيرا جيلا بعد جيل وسوف يبقون يحصلون الى ظهور الامام القائم عجل الله فرجه وسهل مخرجه، لانه ماذا ؟ (تمتليء الارض ظلما وجورا فيملؤها قسطا وعدلا) اعتيادي ومعنى ذلك ان اعداء الحسين هم الذين يأكلون ويشربون. في الرواية ان الدجال حينما يظهر يكون معه (طبعا بشكل رمزي قد قالوه) جبل من الخبز وجبل من النار. طبعا الناس ينثالون على جبل الخبز فكل من اكل من جبل الخبز، من قبيل انه تألم واندحر وتنازل وعوقب، وكل من دخل جبل النار سُحب وكانت عليه بردا وسلاما. وهذا في كل جيل موجود بحسب معناه الرمزي حقيقي مائة بالمائة.
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا زلزلت الارض زلزالها * واخرجت الارض اثقالها * وقال الانسان ما لها * يومئذ تحدث اخبارها * بان ربك اوحى لها * يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
صدق الله العلي العظيم
النهاية
مدینه نیوز