SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
فيما تتدفّق حشود مليونية نحو كربلاء، جنوبي العراق لأداء الزيارة الاربعينية، يسعى انتحاريون الى التسلل بين صفوف الزوار، لقتل اكبر عدد كبير منهم مدفوعين بفتاوى تكفيرية، وغسيل أدمغة، يصور لهم القتل كإحدى سبل الدخول الى "الجنة".
ويروي الزائر الى كربلاء، سعيد الحسيني ل"المسلة" انه كان حاضرا في انفجار في منطقة اللطيفية جنوبي بغداد، حين هتف انتحاري بين الزوار "الله أكبر " ليتحول في ثوان الى اشلاء متناثرة، ما ادى الى مقتل العشرات.
وعلى رغم ان الاجراءات الامنية نجحت في تأمين الطرق التي يسلكها الزائرون،غير ان الانتحاريين ينجحون في الكثير من الاحيان الى خداع رجال الامن والتسلل الى الاهداف.
وذكرت مصادر بالشرطة العراقية الخميس، ان ثلاثة تفجيرات انتحارية في العراق أودت بحياة 36 شخصا على الأقل في هجمات استهدفت الزوار.
وفي الهجوم الأول الكبير فجر انتحاري نفسه قرب سرادق عزاء ما أدى الى مقتل 16 زائرا على الأقل وإصابة 31 آخرين في حي الدورة في جنوب بغداد.
ويقول ضابط الشرطة، وليد الخفاجي ل"المسلة" ، جنوبي بابل، ان الانتحاريين يأتون متنكرين في ازياء يرتديها الزوار ويحملون الامتعة والرايات للتمويه ثم يفجرون انفسهم في اللحظة المناسبة.
ويعترف الخفاجي ان "اشد الاجراءات الامنية لن تحول دون تدفق بعض الانتحاريين بين الزوار".
وعلى عكس الهدف الذي يسعى اليه الانتحاريون في تقليل عزيمة "الراجلين" الى كربلاء، تزداد اعدادهم كل عام من داخل العراق وخارجه.
ويقول السائر الى كربلاء، مصطفى حسين ل"المسلة" ان "كل الزوار حين يبدؤون المسير يتوقعون الموت في اي لحظة ما يدل على ايمان راسخ بقضية الامام الحسين".
ويعتقد رجل الدين، سعد الياسري ل"المسلة"، ان "تدفق الملايين الى كربلاء، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، وسيلة من وسائل القضاء على الارهاب لأنه يزرع اليأس في نفوس افراد الجماعات التكفيرية"، فيما يدعو الكاتب العراقي المقيم في الولايات المتحدة نزار حيدر الى ان " نتذكر ان الطريق الى كربلاء يحتم علينا معاهدة انفسنا على ان نكون من انصار الحسين، وهو امر جدير بدحض التكفير والارهاب".
وفي الطريق من بغداد الى كربلاء، جنوبي العاصمة، يحمل المئات من الزوار الرايات والأمتعة الخفيفة، مشياً على الاقدام الى المدينة المقدسة.
ومن بين الجموع، يتميز الفتى احمد الخفاحي (11 سنة) بوضعه قطعة قماش خضراء على رأسه كتب عليها (ياحسين)، فيما رفع رفيق له (12 سنة) راية خضراء خط عليها شعار "ياحسين".
وعلى موقع التواصل الاجتماعي نشر أيوب حشمت، الجمعة، صورة لبقايا اشلاء انتحاري حاول تفجير حسينية، عمرها مئات السنين في خانقين.
وأظهرت الصورة اشلاء متناثرة للانتحاري يتحلق حولها رجال الامن والشرطة.
ويتزاحم المئات من الزائرين من مختلف محافظات العراق، ومن خارج البلاد، يسيرون أفراداً وجماعات، يكابدون المخاطر واحتمال القتل على يد الجماعات التكفيرية.
وتقول ام حيدر ( 55 سنة ) ل"المسلة" انها اعتادت عالى المسيرة السنوية الى كربلاء على رغم مرضها، مؤكدة ان "الالم والتعب ومخاطر الطريقة، يزيد من عزيمتها على الوصول الى كربلاء".
وتتابع ام حيدر "مسيري الى كربلاء سيكون سهلاً لإيماني بعدالة قضية الحسين".
وتذكر كتب التاريخ ان تقليد المسير الى المدينة المقدسة، بدأ مع وصول الصحابي جابر الانصاري لزيارة مدفن الأمام.
وطيلة عقود من الزمن، حاصر نظام صدام حسين المباد، المسلمين الشيعة من اداء شعائرهم الدينية، وضيّق على تظاهراتهم التي تظهر ولائهم لأهل البيت.
ويقول ابو اكرم الذي يسكن في قرية على طريق حلة - كربلاء، ل"المسلة" ان "المسير الى كربلاء قبل العام 2003 يتم عبر البساتين وبخفية شديدة، كما ان الناس يستقبلونهم بطريقة حذرة خوفا من القتل أو السجن".
ولا يتدافع الرجال والشباب سيراً الى كربلاء، بل تضم المواكب الراجلة النساء والأطفال وحتى المعاقين.
ويقول محمد حسين الذي يستقل عربة معوقين في طريقة الى كربلاء ل"المسلة" أن ا"لمواكب الحسينية على طول الطريق ضمنت لهم المأكل والمشرب والمبيت".
وتحرص المواكب بالمئات، طوال الطرق المؤدية الى كربلاء على تأمين الراحة والأكل والمبيت والخدمات الطبية للزائرين فيما يحمل الزائرون المشاة، الرايات الخضراء والسوداء.
واستشهد الامام الحسين بن علي في العاشر من محرم السنة 61 للهجرة ودفن في كربلاء.
ويقول احمد الجبوري (صاحب موكب) ل"المسلة" ان "التعاون والتبرعات هي السمة الابرز للمسيرة الاربعينية".
وفي اغلب الطرقات المؤدية الى كربلاء نصب متطوعون الخيم وأقاموا المسقّفات و القاعات وهيئوا بيوتهم لمبيت الزوار.
النهاية