عندما تتجردُ صحيفة ما يُسمى "المستقبل” من الموضوعية في تعليقها على عملية إغتيال حسان اللقيس وتبرئ إسرائيل بقولها (تصفياتٌ داخلية) يعني عملياً أن هذا التيار يغطي القاتل الحقيقي، ويذكرنا بعبارة النائب وليد جنبلاط بعد إغتيال عماد مغنية في دمشق (إنهم ينهشون لحم بعضهم) يوم إختار البيك الطلاق مع حزب الله، ونسي أن العصمة في يد حارة حريك، ويدل أيضاً أن المشروع الذي بدأ بإغتيال رفيق الحريري مع تصفيق المطالبين بالحقيقة لأجل لبنان مستمر تحت نظر هذا الفريق وابتهاجه عند كل خسارة مقاوم.
كُلُّ ملفات الأمن اللبناني سُلمت إلى المحكمة الدولية، آلاف الوثائق أعطاها فريق الرابع عشر من أذار إلى لجان التحقيق، وإذا كان ثمة إنكشافٌ في منظومة العمل المقاوم مردهُ إلى "الإنفلاش” الذي أصر عليه "أبطال الحرية والسيادة والاستقلال” ووصلت إلى إسرائيل.
لو عدنا قليلا إلى الوراء عندما كانت إيران تسمح لفرق التفتيش الدولية أن تدخل إلى منشآتها النووية، هذا الامرُ سهل الحصول على أسماء العلماء النوويين الإيرانيين مما كشفهم لإسرائيل من خلال عملائها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هنا نجد عملياً نفس أسلوب الرصد والتعقب والقتل وهي عمليةٌ تكادُ تلامس عملية إغتيال "محمود المبحوح” في دبي قبل سنوات.
ولو سلمنا جدلا أن اللقيس كان مُراقباً، فعملية بهذا الحجم تستلزمُ أشهرا من التخطيط والمتابعة اللصيقه لإنجاح الرصد والتعقب والتنفيذ والانسحاب الآمن.
وإذا كان يترددُ إياماً قليلة إلى تلك الشقه التي إغتيل قربها، والايام المتبقية من الأسبوع يمضيها في بعلبك يعني من البديهية بمكان أن تُرصدَ حركتُه عبر فرقٍ متعدده لأن طريقة الإغتيال لا تشير إلى هواة بل إلى تدريبٍ عالٍ خضع له المنفذون.
أولاً: ما هي المحطة الاخيرة التي كان يتواجد فيها قبل عودته إلى المنزل ومن هم الأشخاص الذين تواصل معهم هاتفيا أو وجها لوجه؟
ثانياً: إذا كان الشخص أو الأشخاص الذين كان معهم هم محل ثقه مطلقه! فلنخرج إلى الشارع ونرى كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة التي سلك عبرها الطريق إلى بيته مع إحتمالٍ كبير أن يكون مُراقَباً عبر سيارةٍ تتبعهُ لأن هذا الامر البدائي يمنع إستعمال وسائل إتصالٍ متطورة للإبلاغ عن تحركه لفريق التنفيذ، لذا ليذهب فريق التحقيق إلى وجود أكثر من سيارة ومرشد للوصول إلى عملية تنفيذٍ نظيفة في ظل وجود ما سميَّ الأمن الذاتي، وهذه فرضية قوية نظراً لوجود متتبع إستشعاري يُزود الإسرائيليين بحركة السيارة دون وجود مرشدٍ خاص وهذا إحتمالٌ وارد وسبق لقادة المقاومة أن كشفوا أُموراً كهذه.
إن محققي المحكمة الدولية حصلوا على كل الملفات المتعلقة باللبنانيين بحجة التحقيقات التي وصلت لرقم حذاء كل لبناني، لذا على أذناب الرابع عشر من شباط أن يستيقظوا وليعتذر فؤاد السنيورة ومن خلفه على ما فعلوه بلبنان.
النهاية