اكد امام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير ان ما يجري في قضاء طوز خور ماتو يعكس طبيعة فشل السياسات الامنية وعدم ارتقائها للخطر المحدق ، داعيا الى " المشاركة بالانتخابات التشريعية المقبلة بالقدر الذي يبرئ الذمة امام الله سبحانه وتعالى" .
وقال الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في جامع براثا ببغداد ان " الاسبوع الماضي شهد الكثير من الاحداث ولا زلنا امام عقدة الملف الامني وطبيعة تنامي الاعمال الارهابية والفشل في السياسات المعتمدة من قبل الحكومة لمعالجة هذا الخرق ، فضلا عن طبيعة الفساد والاختراق لهذه الاجهزة الامنية ، الامر الذي سمح للارهاب ان ينفذ مخططاته ويمرر اجندته ، متوقعا تزايد هذه الضربات الارهابية مع الايام " .
واضاف " لم يعد خفيا ان تكون هناك حربا طائفية مشنة ضد منهج اهل البيت (ع) واتباعهم من كل دعاة الطائفية في الداخل والخارج " ، موضحا ان " الاداء السياسي والاعلامي للشيعة للاسف لا يتناسب مع حجم المصيبة التي يتعرضون لها ولم يرق الى مستوى الاخطار المحدقة وهم ينظرون الى العدو بعين واحدة " .
وتابع الشيخ الصغير ان " من دخل الحكومة من هؤلاء انشغل بامتيازاته ومن هو معارض لها لاه بطبيعة هذه المعارضة والعدو لا ينظر الى هذا ولا الى ذاك وجل همه تنفيذ مخططاته والفتك بالجميع " .
ومضى قائلا " لا يوجد هناك في الافق ما يشعرنا بان صحوة ستصيب الذين يتولون زمام الامور كي يتعاملوا مع هذا الملف بما يليق والازمات بالقدر الذي يعالجها معالجات جدية "، مطالبا الحكومة " بوقفة صارمة ضد الارهاب والارهابيين " .
وبين ان " الشيعة بوجوداتهم الشعبية الحقيقية قادرون بمنتهى القوة والشدة ان يخضعوا الارهاب واسياده لو فسح لهم المجال واعترف المسؤولون انهم لم يتمكنوا من الوقوف بوجه هؤلاء ولعل صورة ما يجري في الطوز عن طبيعة الفشل والعقم في السياسات لمعالجة ملف صغير قياسا ببقية مناطق البلاد " ، مبينا ان " الاسباب كثيرة جدا لكن ما يهمنا اليوم التعامل معها بشكل مباشر في ايامنا هذه ، لاشك ولا ريب ان بعض دول المنطقة منيت بهزائم سياسية وامنية كبرى خلال هذه الفترة وقطارها بات في نسق النزول بل الاندثار ، وحاولوا خلال هذه الفترة ان يؤججوا كل احقاد الغل الطائفي وجهدوا انفسهم كي يجيشوا كل ما استطاعوا من افراد لهم ميزة الهبل والغل والحقد جاءوا بهم من اقاصي الدنيا ومن اشتات دولها ، وجمعوهم داخل العراق وسوريا وارادوا من خلالهم ان يفرضوا المعادلة والسطوة لهم ولكن كلمة شيعة اهل البيت عليه السلام هي الاعلى سواء في لبنان او سوريا او العراق او ايران او اي مكان اخر ابتلينا بطبيعة نيران قذارة هؤلاء " .
ونبه الى انه " بعد النكسة التي منيت بها اسرائيل ومعها دول الخذلان الاعرابي دول النفاق فيما عرف بالمباحثات النووية بين الجمهورية الاسلامية في ايران ومجموعة الدول الغربية والاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي ، والتي خرجت من خلالها ايران باتم ظفرها وعزها وجاء مع هذا التقدم تحديد موعد استحقاق سياسي كبير جدا اسمه جنيف 2 ، وهذا الاستحقاق الذي قلب المعادلة كلها ، بعد شهرين سيكون هناك سعي كبير من قبل اسرائيل وحلفائها في ان يعبثوا بامن المنطقة باكبر قدر يستطيعون ، فلن يجلسوا على مائدة المفاوضات وهم خاسرون ، وسيحاولون بكل جهدهم في سوريا او العراق في ان يتقدموا ، واستحقاقات هذين الشهرين يريدوها فواتير كي يقبضوها من جنيف 2 ، ونحن مطمئنون من انهم لن ينالوا ماربهم هذه ، لان الوعي كبير لطبيعة الاستحقاقات ، والخلل في البلاد عدم رقي السياسات الامنية الى هذا المستوى من الخطر وعدم النظر الى خطورة ما هو مقبل علينا " .
واستطرد " لكن في بقية المناطق هناك استعدادات كبيرة جدا كي يذيقوا الخذلان والخسران مرة اخرى .
وقال امام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير مخاطبا الحكومة وجميع المسؤولين الحكوميين " فتحتم مخيمات على الحدود من اجل اللاجئين السوريين وهو امر مطلوب ومقبول لكن ماذا يعني ان تفتح ابواب هذه المخيمات كي ينهال السوريون ليكونوا في كافة محافظتنا وهم يجاهرون بالولاء للمجاميع الارهابية ويتواجدون من دون اي غطاء قانوني ولا اي استعداد امني بعنوان متسولين او عمال وهم في غالبيتهم لن يكون الا ارضا مزروعة بشكل خصب جدا لكافة هذه العصابات في جميع محافظات البلاد وبغداد بعنوانهم متسولين ،ولكن غالبية عصابات التسول في احسن حالاتها هي عصابات بغاء ودعارة ، فما بالك اننا نعاني من مشكلة امنية كبيرة تتطور وتتقدم وتتسرطن يوميا ، وليس لغة اعتيادية ان نرى مباني الحكومة في تكريت وكركوك تهاجم بهذه الشراسة خلال يومين فقط ، ولا من البساطة ان نرى عمل هذه العصابات بتدمير الجسور ونسفها في محافظة الانبار ، وهذه الامور لا تحصل صدفة ، بل هي عمل ممنهج وهذا العمل في المقابل يحتاج الى اجهزة تجيد التعامل مع هذه المناهج لكن للاسف الشديد الامور لا تجري على هذه الشاكلة " .
واضاف "الخشية الكبيرة هي ان مسيرة البصريين باتجاه الزيارة الاربعينية وستعقبها كافة المحافظات ستجعل الحشود البشرية الكبيرة جدا اهدافا سهلة لكواسر وعملاء ونظراء بندر ، لذا اناشد جميع المسؤولين الحكوميين ان يتخذوا اجراء سريعا لاعادة هولاء الى المخيمات ، فهؤلاء استضافهم العراق بكرم ولكن يجب ان يلتزموا بقوانين البلاد والضوابط التي توضع والا يرحلون ، فمن يسئ الادب مع من يستضيفه لا يوجد هناك مجال ان نتغافل عنه او نقول بان امرا لا يحصل ، مشيرا الى تعامل العراقيين مع هذه القضايا بطيبة " .
والمح الى ان " حالة التسيب الموجودة حاليا هي جزء من الوضع العام الذي سمح للكثير من التفجيرات ان تحدث ، اذ فهمنا ان التسيب في الاجهزة الامنية هو نتيجة الفساد والاختراق وضعف النفوس لكن ما لا نفهمه هو ان الاخوة في طوز خور ماتو بعدما تاكدوا ان الحكومة لا تستجيب لهم جاءوا الى منطقة مابين الحرمين الشريفين في كربلاء المقدسة ، وجاءوا ليعبروا عن طبيعة ظلامتهم ، وما لا افهمه ان لا تبادر الحكومة بارسال وفد للاطلاع على شكواهم او على الاقل مواساة كلامية اين يذهب هؤلاء هل يتحولوا الى ميليشيات وهم قادرون على ذلك لكن لديهم امل ان تنجدهم الحكومة ، ومضى متسائلا ..؟ اين المشكلة ان يجند 500 عنصر من هؤلاء لحماية مناطقهم ، لكن الحكومة لا تلبي ، حتى انه ليس هناك تعزية لهؤلاء ولكن في وقت الانتخابات الجميع يريد المكون التركماني " .
وفي محور الانتخابات قال امام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير " لقد حصل تقدم لا باس به في عملية تحديث سجل الناخبين ، ونحن نقول ان تحديث هذا السجل هو اداء مسؤول "، مشددا على " ضرورة المشاركة في الانتخابات وان كان ذلك بتسقيط وشطب الاسم لان بقاءه سيعطي المجال للفاسدين والفاشلين ان يستغلوا هذا الاسم خلال الدقائق الخمس الاخيرة من عمر الانتخابات او وقت الاقتراع والتصويت " .
وزاد " نحن مع ما تريده المرجعية الدينية الرشيدة باختيار الانزه والاصلح والكفوء ، ومع ما اكدته ان تجريب المجرب لن يؤدي الا الى الندامة ، وختم قائلا .. شاركوا في الانتخابات بالمقدار الذي يبرئ الذمة امام الله سبحانه وتعالى ، واملنا ان لا نفاجا بفقدان اي اسم لموطن او ناخب " .
النهاية