SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
اتهم شيوخ ووجهاء من الأنبار، اليوم الاثنين، قيادتي عمليات الأنبار والجزيرة والبادية بـ"الفشل" في ملاحقة المطلوبين وكشف أوكارهم وبأنهم لا يستطيعون حتى حماية نقاط تفتيشهم لأنهم يخافون مواجهة القاعدة ويعتقلون الأبرياء بدلا منهم"، وفيما لفت أحد ضباط الجيش السابق الى أن "القاعدة تمتلك عيونا وعملاء في جميع المؤسسات الحكومية وتدفع لهم مبالغ مالية، في وقت لا تستطيع الشرطة شراء كارت موبايل بسيط لمن يعطيهم معلومة مؤكدة"، أكد أحد قادة الصحوات السابقة أن "عاصفة ستحل بالأنبار بسبب خلافات ساسة المحافظة".
وقال الشيخ عبد الله تركي الدليمي وهو أحد شيوخ عشائر مدينة القائم غربي الأنبار في حديث إلى (المدى برس)، إن "الهجمات التي استهدفت المدنيين والقوات الأمنية لم تستطع عمليات الأنبار والجزيرة ومروحيات الجيش كشف المتورطين فيها، بل لم يستطيعوا حتى حماية نقاط تفتيشهم الممتدة على طول الطريق الدولي الذي يشق صحراء المنطقة الغربية".
وأضاف الدليمي أن "جميع الحملات الأمنية والعسكرية التي نفذت في الأنبار لم تدحر القاعدة وتكشف أوكارهم والسبب يعود إلى ضعف التدريب وقلة التجهيز وقلة الخبرة والخوف من المواجهة، فضلا عن فقدان ثقة العشائر بالجيش الذي بات يطارد البدو الرحل ويعتقل الأبرياء ويحرق الخيم ويدمر أبار الصحراء".
وأشار الدليمي إلى أن "شيوخ العشائر لديهم تحفظ وامتعاض من تصرفات الجيش الذي يعمل على اعتقال الأبرياء ومداهمة المنازل بعد تعرضه لهجمات مسلحة وكأنهم يأخذون الثأر من المدنيين بدلا من القاعدة".
من جانبه قال احد وجهاء قضاء الرطبة غرب الأنبار حمود الشمري في حديث إلى (المدى برس)، إن "عمليات الأنبار والجزيرة لا يمكن لها تطهير الصحراء لعدة أسباب منها المسافات الواسعة بين كل قضاء وناحية في الأنبار والاعتماد على ضباط وجنود بسطاء لا يستطيعون حماية نقاط تفتيشهم على عكس من القاعدة التي تجوب الطريق السريع وتقطع الشوارع وتفجر وتهاجم أمام أنظار الدوريات التي تبتعد عنهم من دون مواجهة".
وأوضح الشمري أن "الخلايا المسلحة تمتلك طرقا وخططا متجددة في كل ظرف وزمان حتى اصبحوا يمتلكون دوريات حديثة وأسلحة تفوق بكثير ما يمتلكه الجيش والشرطة، إذ لديهم أسلحة متوسطة وثقيلة مثل البكته والديمتروف والأحاديات وقاذفات الصواريخ والهاونات مختلفة الأحجام"، لافتا إلى أن "هذه الأسلحة متطورة وتبعد مسافات طويلة، في حين قوات الأمن لديها الرشاش الكلاشنكوف والبي كي سي القديمة".
وأشار الشمري إلى أن "الخلايا المسلحة تتخذ من صحراء المنطقة الغربية مقرات إدارة لها، وتمتلك مجاميعا أخرى في المدن والمناطق الزراعية مع دوريات راجلة ومسلحة تجوب المناطق بحذر، وترقب لتنفيذ الهجمات بدقة مع امتلاك عناصرها الخبرة في التنفيذ والانسحاب".
بدوره قال المحلل الأمني والضابط في الجيش السابق العقيد عبد الجبار المحمدي في حديث إلى (المدى برس)، إن "التنظيمات المسلحة في الأنبار بمختلف مسمياتها، بعضها اندمج مع الأخر فهناك من دخل مع تنظيم القاعدة ودولة العراق الإسلامية، وقسم أخر قليل يعمل منفردا في الساحة لكن الجميع يمتلك قدرة على إعادة النشاط وتنفيذ الهجمات".
وأضاف المحمدي أن "الكثير من قادة القاعدة في الأنبار وصحرائها من يديرون الهجمات ويضعون الخطط لها هم من الهاربين من سجن أبو غريب والتاجي، ولهم ولاء لجبهة النصرة في سوريا ولديهم علاقات بالمجاميع المسلحة في دول أخرى".
وبين المحمدي أن "القاعدة والخلايا المسلحة العاملة في الأنبار ومناطقها الغربية يمتلكون جهاز مخابرات وعيونا وعملاء في كل مؤسسة حكومية وتنقل المعلومات لهم بدقة، بشكل أسرع وأفضل من جهاز الأمن في الجيش والشرطة، والسبب هو أن القاعدة تدفع مبالغ مالية لعيونها والشرطة لا تستطيع شراء كارت موبايل بسيط لمن يعطيهم معلومة مؤكدة".
من جانبه قال أحد قادة الصحوات السابقة في راوه غرب الأنبار عادل الخليفاوي في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوضع أمن في الأنبار، لكن هذا الهدوء سيسبقه عاصفة بعد أيام بحسب المعلومات التي ترد إلينا من الصحراء والوديان، ومن خلال خلافات ساسة الأنبار التي ترتبط بكل ما يحدث من إرباك أمني وسياسي".
وأضاف الخليفاوي أن "أغلب قادة القاعدة والمجاميع المسلحة في الأنبار هم من الشباب الجدد وأغلبهم من حملة الشهادات ومن عشائر معروفة وانتموا للقاعدة وغيرها بعد اعتقالهم وزجهم في السجون في بغداد وخصوصا من قبل الاحتلال الأمريكي الذي نقل عدد من المعتقلين إلى معتقل بوكا مدرسة تنظيم القاعدة في العراق، ليخرجهم قادة وأمراء للتنظيم المتجدد".
وتابع الخليفاوي أن "الجيش والشرطة العراقية هما من أبرز أسباب اندفاع الشباب وأهل الشهادات للقاعدة، إذ أن أغلبهم اعتقلوا من دون ذنب وسجنوا لسنوات، مما ولد لديهم حقدا دفينا ضد أجهزة الأمن، وعندما خرجوا أو هربوا عملوا على الانتقام والثأر لمستقبلهم الذي ضاع ليصبحوا أمراء في القتل والتخريب".
يذكر أن محافظة الأنبار ومركزها مدينة الرمادي، كانت تعد الملاذ لعناصر تنظيم القاعدة منذ العام (2003) وحتى أواخر (2006) عند تشكيل الصحوات، وشهدت أخيرا خروقا أمنية، تمثلت بهجمات مسلحة وعمليات تفجير استهدفت العناصر الأمنية والمدنيين.
النهاية
المدی پرس