SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
أكد سماحة المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المُدرّسي أن:" شعبا وبلدا فيه الامام الحسين عليه السلام الذي يعلمنا كيف نعيش احرار كراما ويقول "هيهات منا الذلة"، لن يرضى بالذلة والهزيمة أمام هذه العصابات الارهابية الفاسدة التي تزعزع الأمن وتقتل الابرياء وتنسر الدمار".
واوضح سماحته في جانب من كلمته الاسبوعية وبحضور وفد كبير من وجهاء وشيوخ عشائر من محافظة البصرة، أنه لايجب وليس معقولا ومقبولا "أن يكون لدينا في العراق الامام الحسين عليه السلام ومصباحه ومنهحه وفكره ثم نعيش وضعا أمنيا او اقتصاديا من سيء الى اسوء..".
واضاف:"نحن في العراق يجب ان نجعل الامام الحسين عليه السلام نبراسا نهتدي بهداه ونستضيء بنوره لانه مصباح هدى ومتراسا نأوي الى كهفه وحصنه لإنه سفينة نجاة ، فمن الخسران أن يعاني العطش اويعيش التشرذم او الجهل والتخلف من لديه بحرا عذبا وراية كرامة ونهج عز كالأمام الحسين عليه السلام .. ولذلك نؤكد على أن العراق يجب ان ينهض نهضة حسينية عارمة ضد الإرهاب فهولاء المجرمين اليوم يتربصون الدوائر بالعراق وشعبه فكونوا حسينيين واقلعوهم من جذورهم ولا تدعوا لهم مجالا.."
واضاف سماحته في كلمته بمناسبة قرب خلول عاشوراء: "صحيح أن الامام الحسين عليه السلام يعيش في اعماق ضمائرنا ولكن المشكلة هي أننا لم نفهم ونعرف كيف نستفيد من هذا الولاء والحماس و الحب الحسيني في شعبنا لنحوله الى متراس يحفظنا من هؤلاء الذين يأتون كل يوم باسلوب لئيم جديد ويقتلون شبابنا واطفالنا ونسائنا".
هذا واشار سماحته الى أن :" الارهابيون الان يطردون من البلاد المجاورة شر طردة لكنهم مع الأسف الشديد يتسللون ويجدون المأوى في بعض الحواضن المحيطة بنا و يحاولون زعزعة الامن في العراق ..ونقول لاولئك ومن يدعمهم أن هذا الشعب صبور حكيم ولكن إخذروا فيوم ينتهي صبره و يوم تأمره قياداته سيقومون قيام رجل واحد ولن تجدوا لكم مأوى ولن تجدوا لكم نصيرا..".
وفي هذا السياق قال سماحة المرجع المُدرّسي أن :" ماتقوم به زمر الارهاب من تفجيرالاسواق ومجالس العزاء والمدارس وقتل للنساء و الاطفال لايسمى شجاعة او حربا او مواجهة إنما هي غدر وخسة و نذالة وهذه سنة الامويين وجماعة شمر وعمر بن سعد الانذال، فخسة وغدر هؤلاء الارهابيين اليوم تؤكد أنهم ابناء اولئك القوم من يزيد و عمر بن سعد وشمر.. فهم اولادهم ليس بالنسب انما بالفكر والسلوك والنذالة ليقوموا بهذا الدور القذر ويرتكبوا هذه المجازر".
واضاف: " على شعبنا أن لايسكت بل يواجه ويتحمل المسؤولية فالأمن ليس مسؤولية فلان وفلان إنما مسؤولية كل انسان ومرتبط بكل واحد منا فـ(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وهذا يعلمنا اياه النبي (صلی الله علیه و اله) وسبطه الحسين الشهيد عليه السلام ، وفي العراق طاقات هائلة وشعب شجاع متحمس ولايخشى التحديات والمواجهة و الموت والتهديد انما يحتاجون الى تعبئة روحية فينهضون وينضمون انفسهم ويتعاونون مع الاجهزة الرسمية لتخليص البلاد من هذا الارهاب الحاقد"،وأكد سماحته: " نحن ندافع عن نفسنا وليعلم جميع من يخطط من خارج الحدود لضربنا وقتل اطفالنا ونسائنا بان هذا الشعب مستعد ان يدافع عن نفسه واطفاله وحريته وقيمه ومقدساته في كل وأي مكان .. وهذا ما اثبتناه للعالم على الارض وسنثبته لاحقا .."
كما اوضح سماحته أن وباء وخطر الارهاب ومن يدعموه "لاينحصر بالتفجير والقتل فقط وانما يهدف كذلك الى تحجيم وإيقاف قدرة ودورالعراقي في اعمار البلد بحيث تتوجه الدولة والاموال كلها نحو المسائل الأمنية فيبقى البلد متخلفا في الاعمار والتنمية".
وقال سماحته أن :" العراق ارض وبلد الرحمة و بركة الانبياء والائمة وعاصمة الامام الحجة (ع) واهيب من هذه اللحظة وفي مستهل السنة الهجرية الجديدة واقول للكبارا والصغارا رجالا ونساءا ومسؤولين وغير مسؤولين: استعدوا لبناء شعبكم على هذا الاساس وليقم كل واحد منا بدوره "
وفي جانيب آخر من كلمته قال سماحة المرجع المُدرّسي، إن :" الامام الحسين سلام الله عليه يقول لنا: يا ايها الناس كونوا احرارا في دنياكم و اعبدوا اللله وحده ولا تعبدوا الطواغيت وهذه الكلمة يجب أن تهز ضمير الأمة وسائر الأمم دائما فالتاريخ الماضي هو مصباح المستقبل القادم.. فالامام الحسين سلام الله عليه علّمنا ويعلمنا كيف نعيش واقفين ونموت واقفين و كيف نعيش احرارا ونموت احرارا فالحرية محور عظيم في حياة ونهضة ابي عبد الله عليه السلام وهو علمنا وورّثنا كرامة الحرية هذه وابائنا وامهاتنا غذونا بها .. وشعبنا شعب واعي بحول الله ومتصل بمسيرة ابي عبد الله (علیه السلام) و مدرسة كربلاء وملحمة الطف ونحن بذلك نبقى كراما مستطيلين على التحديات مرفوعي الهامات وسنبقى في مواجهة الطغاة واقفين ثابتين الى ان يهزمهم الله وينصرنا بالحق عليهم"
واضاف سماحته أن :" الامام الحسين تجربة حية متميزة ومشرقة من تجارب القران الكريم بل هو تطبيق حي لكل ما في القران من قيم وتجسيد ميمون لسنن الله في الارض ومن منها أن الله بالمرصاد للظالمين والطغاة مهما امتلكوا من ترسانة وقوة ظاهرية"، موضحا أن :" من سنن الله تعالى ومن بصائر نهضة الامام الحسين عليه السلام التي يجب أن تتركز في شعبنا وبلدنا أن الناس مهما عاشوا في يوم او فترة في ظلام الفقر و الجهل والانظمة والحكومات الطاغية فلا يأس من روح الله والأمل والثقة بإنتصار العدل والحق ،فهو تعالى قائم بالقسط ولا يدع ظلم ظالم وتجبر طاغ.. ونعم ما يصنع الخطباء حينما يتخذون هذه الاية من سورة الشعراء شعارا لهم في المجالس الحسينية:( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)..".
وختم سماحته بالتأكيد على أن :" شعبا وأمة تملك رافدا عظيما مثل كربلاء وملهما وقدوة ربانية ومعلما رشيدا كابي عبد الله الحسين(علیه السلام) وكنزا كواقعة الطف لن يكون شعبا وأمة ذليلة ومقهورة ولايـُخشى عليها لإن الامام الحسين عليه السلام ليس ثورة طارئة على التاريخ وانما بركانا ونبعا الهيا يتفجر كل يوم و مسيرة الهية مباركة مستمرة مع الزمان وممتدة الى كل مكان"
النهاية
العوامية