SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
اكد الرئيس السوري بشار الأسد في حديث لصحيفة "تشرين” السورية في الذكرى الأربعين لحرب تشرين التحريرية، أن "الشعب السوري هو الذي صنع حرب تشرين بصموده وباحتضانه للقوات المسلحة التي تعد صانعة تاريخ سوريا منذ الاستقلال بكل التفاصيل العسكرية منها والسياسية”. واوضح انه "في ذلك الوقت كان الجيشان السوري والمصري يخوضان معركة واحدة ضد عدوّ واحد هو العدو الإسرائيلي. اليوم للمصادفة في هذه الأسابيع الأخيرة، الجيشان يخوضان أيضاً معركة ضد عدوّ واحد ولكن لم يعد العدو هذه المرة هو العدو الإسرائيلي، بل أصبح العدوّ الذي يقاتل الجيش السوري والجيش المصري هو عربي ومسلم”.
اضاف الأسد: "اليوم ينظر الشعب السوري إلى هذه القوات المسلحة أيضاً النظرة نفسها التي نظر إليها عبر تاريخه بعد الاستقلال، هي نظرة الأمل في أن تتمكن من دحر الإرهابيين وإعادة الأمن والأمان إلى سوريا، كلنا ثقة بتاريخنا. كلنا إيمان باللـه وبالوطن وبهذا التاريخ. وكلنا إيمان بأننا سننتصر بصمود ووعي الشعب، وببسالة وشجاعة قواتنا المسلحة”.
وإذ أشار الأسد إلى أن أشياء كثيرة تغيرت خلال الأربعين عاماً الماضية، فإنه أوضح أنه من أربعين عاماً كانت ممارسة الخيانة والعمالة مستترة، أما اليوم فأصبحت ظاهرة ومعلنة لا تناقش من منطلق المحرمات لأنها لم تعد من المحرمات، مؤكداً في الوقت ذاته أن أول انتصار وأكبر انتصار اليوم هو أن نقضي على الإرهابيين والإرهاب والفكر التكفيري وبالتالي أن نقضي على المخطط الذي وضعته بعض دول الخارج وساهمت فيه دول أخرى من منطقتنا من أجل تدمير سوريا.
وأكد الرئيس الأسد أن موافقة سوريا على المبادرة الروسية بشأن السلاح الكيميائي لا علاقة لها بالتهديدات الأميركية ولم تكن تنازلاً لمطلب أميركي وهذا المطلب لم يكن موجوداً أساساً، مشدداً على أن سلاح التدمير الشامل الحقيقي المستخدم ضد سوريا الآن والذي يجب ردعه هو سلاح التطرف والإرهاب. وكشف ان "السلاح الكيميائي السوري تم البدء بإنتاجه في الثمانينيات لردم الفجوة التقنية في الأسلحة التقليدية ما بين سوريا و”إسرائيل”، وقلّة من الناس يعرفون أن سوريا توقّفت عن إنتاج هذه الأسلحة في النصف الثاني من التسعينيات، لأنه في ذلك الوقت كان قد تمّ ردم جزء أساسي من تلك الفجوة بالرغم من تقدّم "إسرائيل” المستمر في الجانب العسكري من خلال الدعم الأميركي لها.
وفي بداية الألفية الثانية كانت سوريا ما تزال تتقدّم وبتسارع كبير في هذا المجال، المجال التقليدي، ولم يعد هناك حاجة كبيرة لهذا السلاح، فقمنا بناءً على هذا الشيء بطرح مبادرة في مجلس الأمن عام 2003 لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومن عرقل هذا المشروع هو الولايات المتحدة، لأنها لا تريد أن تحرج "إسرائيل” بهذا النوع من الاتفاقيات على اعتبار أن هذا المشروع يشمل كل الدول بما فيها الكيان الإسرائيلي”.
وفي ما يتعلق بمؤتمر "جنيف 2″، أوضح الأسد أن "المواعيد التي طُرحت سابقاً لمؤتمر "جنيف 2″ هي مواعيد افتراضية وغالباً طُرحت من الإعلام، يعني عملياً لا يوجد طرح محدد من أي دولة لعدة أسباب:
السبب الأول أن الإدارة الأميركية لم تتمكّن من شيئين، لم تتمكّن من تحقيق انتصارات كبرى على الأرض في سوريا كانت تعتقد أنها ضرورية للوصول إلى "جنيف2″ وبالتالي تقديم تنازلات من الدولة للمجموعات التابعة لأميركا وللغرب وللسعودية ولتركيا>
السبب الثاني لأنهم لم يتمكنوا من إيجاد ما يسمّونه المعارضة الموحّدة، والتي كانت تنتقل من تفكك إلى تفكك أكبر والمزيد من الانفراط.
السبب الثالث لأنهم لم يتمكنوا من خلق قاعدة شعبية لهذه المجموعات على الأرض. هذه الأسباب التي أدت لأن يماطل الأميركيون في انعقاد مؤتمر "جنيف2″ وأنا أعتقد بأنهم سيستمرون بهذه المماطلة، لذلك نحن بالنسبة لنا في سوريا نقول دائماً إن كل يوم هو مناسب لمؤتمر جنيف ، فسوريا جاهزة دائماً منذ أن طُرح الموضوع ووافقنا عليه، ولكن الكرة في الملعب الأميركي والدول التابعة لأميركا في منطقتنا”.
واكد ان "سوريا فهي جاهزة دائماً منذ أن طرح موضوع المؤتمر، وليس لها شروط سوى عدم التفاوض مع الإرهابيين، وإلقاء السلاح، وعدم الدعوة للتدخل الأجنبي، الشرط الأساسي أن يكون الحلّ سورياً وأن يكون الحوار سياسياً، أما إذا كان الحوار هو حوار بالسلاح فلماذا نذهب إلى جنيف؟!”.
وتابع الاسد "إذا أراد الغرب أن يقوم بحل فهو قادر على المساعدة في هذا الحل، لكن هذا العمل يبدأ من إيقاف دعم المجموعات الإرهابية في سوريا سواء الموجودة داخل سوريا أو التي تأتي من الخارج بشكل مستمر، أن يتوقّف عن مدّها بالسلاح ودعمها معنوياً، سياسيا،ً إعلامياً، ومالياً، طبعاً ليس بالضرورة أن يكون هذا الغرب هو الذي يقوم بهذه الأعمال وإنما من خلال أدواته في المنطقة وفي مقدمتها السعودية وتركيا. إذا كان هناك حل سياسي ينطلق من هذه الفكرة فعندها نستطيع أن نقول إن هناك حلاً سريعاً للأزمة في سوريا”.
واوضح ان "السعودية وتركيا وقطر، كما هو معروف، تابعة للأجندة الأميركية، إذا أردتِ أن تعرفي أين تذهب أو أين تتجه فعليك أن تنظري إلى السياسة الأميركية، فهي تسير بالاتجاه نفسه، وهذا أمر مفروغ منه، وبشكل أساسي اليوم السعودية وتركيا بعدما تخلت قطر عن دورها لمصلحة السعودية. لذلك إذا أردنا أن نعرف هذا الموضوع انطلاقاً من الاتجاهات الأميركية، يجب أن نسأل هل أميركا فعلاً اليوم صادقة في موضوع التوافق الروسي – الأميركي؟ أم إنها تلعب لعبة وقت؟ أم إن لديها أجندة مخفية أخرى؟”.
ولفت الى انه "من معرفتنا بالجانب الأميركي، لا يمكن الوثوق به. لا يمكن لأقرب حلفاء أميركا أن يقدّموا ضمانات لأي شيء تعلنه أميركا، فالولايات المتحدة ليس من تاريخها الالتزام بأي شيء تقوله، ويمكن أن تقول شيئاً في الصباح وتفعل عكسه في المساء. لذلك ما أراه هو أن الولايات المتحدة غير صادقة بموضوع التوافق مع روسيا، ولم ينعكس هذا التوافق على الأقل حتى اليوم على أداء هذه الدول، فمازالت السعودية تقوم بإرسال الإرهابيين وبدعمهم بالمال وبالسلاح، ومازالت تركيا تقدّم لهم الدعم اللوجستي وتسهّل لهم الحركة والدخول إلى سوريا”.
النهاية
الحدث نیوز