SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: وقال راديو "اوستن " في تحليل سياسي للازمة الاقتصادية التي تتعرض لها ايران في الوقت الحاضر ، : ان من اسرار هذه الحرب الخفية التي شنت على ايران تحت عنوان " العقوبات الاقتصادية " تقف اسرائيل ودول الخليج ولولاهما لما توسع نطاق هذه العقوبات الاقتصادية وتزايد حج تاثيرها على ايران بهذا الشكل الذي هي عليه الان .
واضاف : لقد كان الاتحاد الاوروي حذرا في الاستجابة للضغوط الامريكية والاسرائيلية لفرض مزيد من العقوبات على ايران ، وخاصة ان بعض الدول الاعضاء في الاتحاد ، يشكل ما تستورده من النفط الايراني نسبة هامة مما تحتاجه من الوقود ، ولكن الاجتماع الذي تم في الخامس والعشرين من حزيران – يونيو – الماضي ، بين الوفد الوزاري لمجلس التعاون الخليج برئاسة سعود الفيصل برفقة وزراء خارجية دول المجلس ، وبين المنسقة العليا لشؤون السياسة في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ، وضع النقاط على الحروف ، حيث ابلغ الوزراء الخليجيون وعلى راسهم سعود الفيصل وابلغت وفد مجلس التعاون استعداد دول المجلس للتنسيق وبشكل كامل والتفاهم على اتفاقات لتعويض اية دول اوروبية ما تحتاجه من الوقود وتعويض اية دولة تعرض لخسائر جراء تنفيذ عقوبات صارمة على ايران .
وحسب راديو " اوستن " فان " الوفد الوزاري الخليجي هو من اقترح تشديد العقوبات على البنوك الايرانية التي بداتها واشنطن والاتحاد الاوروبي ضد بنوك ايرانية ومنها بنك "ملت " الذي يملك عشرات الفروع في الدول الاوروبية ، واقترح توسعتها لتشمل فرض عقوبات على البنك المركزي الايراني ".
وكشف راديو " اوستن " : " ان الامر الذي كان تستغرب له الوفود الاوروبية ، هو ان ما مسمعوه من وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي من تحريض ضد ايران واقتراح للعقوبات عليها ، هو ما يسمعونه من الوفود الاسرائيلية التي تزور العواصم الاوروبية لمتابعة الضغوط على الاتحاد الاوروبي لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على ايران ، مما يدعو للشك بوجود قنوات اتصال بين بعض دول مجلس التعاون واسرائيل".
وكشف راديو " اوستن " ان الاتحاد الاوروبي يراقب بحذر ردود فعل ايران على تدني عملتها وهي تعلم بانها تتعرض لهذه الخسائر الكبير في قيمة عملتها ، نتيجة حرب اوروربية وامريكية مباشرة عليها ، وذلك خشية قيام ايران بتوجيه ضربات انتقامية هي او من ينوب عنها للرد على هذه الحرب السرية ضدها ، سواء بحصول عرقلة للملاحة في مضيق هرمز او تعرض احدى ناقلات النفط الى الغام مجهولة ، لان اثار من هذه الحوادث ستجعل من السهل على ايران تعويض خسائرها من ايرادات النفط بارتفاع اسعارخ ، وربما ردود الافعال تتطور ليصل الامر بمبارة مجموعات شيعية موالية لايران باستهداف منشئات نفطية في دول الخليج دونما تكون هناك حاجة لانتظار اوامر من طهران ، وذلك انتقاما من حرب اقتصادية تتعرض لها الجمهورية الاسلامية دونما تكون قادرة على استخدام اسلحتها المتطورة ضد من يشنون هذه الحرب ضدها.
وقال راديو " اوستن " ان نتنياهو سيقوم قريبا بزيارة لدول اوروبية لحث الاتحاد الاوروبي على ممارسة مزيد من العقوبات الاقتصادية على ايران و" ذبح عملتها " لاعتقاده وقادة اسرائيليين ، بان ذلك يشجع على حدوث احتجاجات واسعة ضد الحكومة بسبب تدني سعر الصرف للريال الايراني مما يدفع ايران للرضوخ لشروطها وشروط الاتحاد الاوروبي والاستجابة لطلبات " تطويق مشروعها النووي " وفرض الاجراءات التي تحول هذا المشروع الى مشروع يدار ويراقب بشكل يومي من قبل الغربيين ، حسب تصور الاسرائييليين .
وقال راديو " اوستن " ان على الغرب ودول الخليج العربية يجب ان تدرك ان ايران ليست هدفا سهلا لمشروعات سياسية واقتصادية وعسكرية معادية لها ، ويخطئ من يظن ان سرعة رضوخ هذه الدول للاستجابة للضغوط الاسرائيلية ، والتحريض ضد ايران وشن حرب اقتصادية عالمية عليها ، من شانه ان يدفع بالايرانيين الى الاستسلام والقبول بحلول للملف النووي على الطريقة الاسرائيلية والغربية، لقد عود الايرانيون العالم على ان لديهم في اوقات الازمات ، عشرات الخيارات للدفاع عن انفسهم ، واليوم سيسعون بنفس الاتجاه للدفاع عن اقتصادهم ، ويخطئ من يظن ان ايران ستدع اشتون ونتنياهو وسعود الفيضل مجرد متفرجين على الامها وهي تواجه حربا سرية وعلنية ظالمة ، فالرد الايراني حتى وان لم يكن مدويا فانه لاشك سيكون كافيا ليجعل هؤلاء ومعهم الادارة الامريكية ان الرد الايراني لن يكون اقل الما لهذا الجمع ، مما تعانيه هي من الم في هذه الحرب الاقتصادية .
ومضى راديو " اوستن " يقول : " ان التاريخ حافل بمواقف اثبت القيادة الايرانية والشعب الايراني عانهما قادران على الخروج من ازمات امنية وسياسية واقتصادية عاصفة ، منتصرين فيها وذلك من خلال خطوات سرية وعلينة تشكل للغرب ولدول الخليج المفرطة في عدائها لايران ، مفاجئات لم يحسب اعداؤها حسابا له ، وهنا مكمن الخشية والخوف من رد الفعل الايراني القادم ".
وكانت صحيفة الغاردين قد نشرت لـ " بيتر بومونت " مقالا حمل العنوان " ابتهاج الكثيرين في الغرب بسبب انخفاض قيمة الريال الإيراني ".
قال فيه " يرى المبتهجون ان مرجع تدني قيمة العملة الإيرانية هو العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران بسبب برنامجها النووي، مما يعني أن العقوبات بدأت تؤتي أكلها.
ويحذر كاتب المقال من البهجة والاستنتاجات على حد سواء، فيقول ان ذلك سابق لأوانه، ويذكر تحليلا قام به ثلاثة من الأكاديميين لحالات العقوبات الاقتصادية التي فرضت على دول ما بين عامي 1914 و 1990 ويبلغ عددها 115 حالة، واستنتجوا ان مقدارا من النجاح قد تحقق في ثلث الحالات فقط.
ثم يذهب الكاتب أبعد من ذلك فيقول إن أكاديميا آخر درس بتعمق تلك الحالات التي افترض أن العقوبات الاقتصادية حققت فيها نجاحات واستنتج أنه في خمس حالات فقط تحقق نجاح أكيد.
ويقول الكاتب في نهاية المقال ان العقوبات على إيران قد تضر بالمواطن الإيراني العادي وتذكي شعوره الوطني وانتماءه للنظام بدل أن تفعل العكس، مما سيجعل الوضع أكثر تعقيدا.
ويوجه الكاتب في نهاية المقال تحذيرا الى أولئك المبتهجين والمتفائلين بنجاح عقوباتهم فيقول ان القليلين يستطيعون التنبؤ بعواقب تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، لذلك فهذا الابتهاج سابق لأوانه.
المصدر : نهرین نت