SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
كتب توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالاً تناول فيه سياسات الرئيس باراك أوباما حيال الأزمة السورية، حيث قال:”أعتقد أن القلق بشأن سوريا هو ضريبة يدفعها المرء لكونه أميركياً أو رئيساً أميركياً، وقادماً من أقوى قوة في العالم..”، على حد تعبير الكاتب.
"وباراك أوباما كان شعره أسوداً ذات يوم، وأصبح رمادياً الآن.. وهذه أيضاً ضريبة يدفعها لقاء التفكير ملياً بمنطقة الشرق الأوسط: فهذا يؤدي إما إلى الشيب أو إلى تساقط الشعر تماماً..”. ويتابع الكاتب قائلاً: "إن أكثر ما استنتجته من وضع سوريا المعقد كله، هو أنه كي يستطيع الرئيس الأميركي الاستمرار في القيادة”. "سوف يملي عليه ذلك المزيد من المساعدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن رئيسنا سوف يحصل على مساعدة أقل من أي شخص آخر، بما في ذلك الشعب الأميركي”.
"إذ اكان تركيز الجميع ينصب على قيادة أوباما المتواضعة في هذه الأزمة، لكن اللاعبين الرئيسيين اللذين شكّلا النتيجة كانا بوتين والشعب الأميركي. وأوباما أصابته الصدمة من كليهما”.
ويلاحظ الكاتب "أن الكثير من الأميركيين أدركوا أن سجلّنا مع العالم العربي/ الإسلامي منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، قد بلغ صفراً مقابل ثلاثة”. "حيث تبدو أفغانستان متجهةً إلى الفشل. ومهما كان ما سيحدث في العراق، فقد تجاوزت تكاليفه المطلوب. فيما تشهد ليبيا حروباً قبلية حلّت محلّ الطاغية (معمر القذافي)”. ويشير فريدمان إلى أنه بالنسبة لتعامل واشنطن مع الأزمة السورية، "كان سؤال (هل تمزح؟) كامناً وراء كل شيئ،”
"بمعنى أنه مع دخول الطبقة المتوسطة الأميركية في الركود، واتجاه الفجوات الاجتماعية نحو الاتساع، واستمرار تفشي البطالة في صفوف عمال جميع القطاعات، كان الكثير من الأميركيين يسألون:”"هل هذا هو الوضع الطارئ الذي يضعه أوباما أمام الكونغرس؟ هل هو سوريا حقاً؟ هل هذا هو الخط الأحمر الذي يريد أن يرسمه بينما نخسر نحن وظائفنا؟” ثم يسأل الكاتب: "لماذا أنقذ بوتين أوباما من المأزق؟ (ليجيب بأن) السبب جزئياً بلا شك يعود إلى شعوره بأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ حليفه الرئيس السوري، تمر عبر إنقاذ الرئيس الأميركي أيضاً”.
"غير أن الدافع الأكبر (برأيه) هو أن بوتين يريد حقاً أن يُنظر إليه على أنه زعيم عالمي كبير. فهذا ما يغذي تطلعاته ويمكّنه من اللعب مع قاعدته بشكل جيد”. ثم يسأل الكاتب أيضاً: "في الوقت الذي تنحى فيه الشعب الأميركي جانباً وتقدّم فيه بوتين، هل يمكننا الاستفادة من تدخل بوتين أيضاً في صوغ وقف لإطلاق النار في سوريا، وربما حتى في الانتقال إلى محاولة مشتركة لإنهاء المسألة النووية الإيرانية؟”.
أخيراً، ينتهي الكاتب إلى القول: "أنا أتفق مع أوباما على أنه ليس من المهم كيف وصلنا إلى هذه المرحلة، فمن المحتمل أننا الآن في مكان أفضل”. "لذلك دعونا نمضي قُدُماً. دعونا نختبر حقاً إلى أي مدى سوف يذهب معنا بوتين. أنا يساورني الشك (يقول الكاتب)، لكن الأمر يستحق المحاولة”. "وبخلاف ذلك، لن يتحول شعر أوباما فقط إلى رمادي بسبب أزمة الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث المقبلة، بل سيصبح الرئيس الأميركي أصلع بالكامل”.
النهاية
عربی پرس