SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
طلق وزير الخارجية الامريكي جون كيري حملة لاقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد سوريا وقال ان واشنطن لديها ادلة على ان النظام السوري استخدم غاز السارين في هجوم 21 اب (اغسطس) قرب دمشق، فيما قال مسؤول في الائتلاف الوطني السوري المعارض إن خطط الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لسورية تركز على أمن حلفائها وليس إراقة الدماء في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
جاء ذلك فيما دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الاحد في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الى اتخاذ ‘قرار حاسم’ بدعم التدخل الدولي في سورية، معتبرا ان معارضة هذا التدخل لا تعني الا ‘تشجيعا للنظام السوري للمضي قدما في جرائمه.’
وشهدت الجلسة خلافات حول دعم التدخل العسكري، ففيما تصدر الوزير السعودي لدعم التدخل، أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في كلمته، مجدَّداً رفض بلاده للتدخل العسكري، موضحا أن رفض القاهرة للتدخل في شؤون سورية ‘ليس دفاعاً عن النظام ولكن لأن ذلك من ثوابت الأمم المتحدة، والتي تجرم التدخل العسكري ضد أي دولة، إلا في حالتين الأولى أن يكون دفاعاً عن النفس، أو تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة’.
ورد الوزير السعودي في كلمته مؤكدا ان الشعب السوري ‘عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي’. وتابع ‘اننا امام هذا الواقع الاليم مطالبون بأكثر من بيانات الادانة والشجب والاستنكار’. واشار الفيصل الى استخدام النظام السوري ‘للاسلحة الكيمياوية’ معتبرا ان ‘هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة الى مجلس الامن الدولي المكبل بالفيتو الروسي-الصيني’.
واعتبر الوزير السعودي انه ‘لم يعد مقبولا القول بأن اي تدخل دولي يعد تدخلا في الشأن الداخلي السوري، فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الايراني وقوات حزب الله حتى اصبحت سورية ارضا يجب ان يقال انها محتلة’. وتساءل الفيصل ‘هل المطلوب منا الانتظار حتى يبيد (النظام السوري) شعبه بأكمله’، مضيفا ‘ان اجتماعنا مطالب بان تصدر عنه قرارات صارمة وآن لنا ان نتخذ قرارا حاسما ينتشل الشعب السوري من محنته’.
وختم موجها حديثه الى نظرائه العرب وفيما يبدو ردا على نظيره المصري نبيل فهمي ‘دعونا مرة واحدة نقف مع الحق دون مواربة’. واشار في كلمته الافتتاحية إلى أن”سورية تقترب من مخاطر التفكك والتقسيم’، لكنه أضاف’أن”السبيل الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هي الحل السياسي’. ونفى فهمي وجود أية مبادرة مصرية لحل الأزمة سورية، موضحا أن ‘عمر الحكومة الجديدة 6 أسابيع فقط وهذا وقت لا يكفي لبلورة فكرة حول أزمة عمرها أكثر من سنتين’. وسجل فهمي أن ‘الموقف المصري تغير بتغير الوضع في مصر، والتعامل مع مصر يجب أن ينطلق من مصالح أمننا القومي، وليس وفق أيديولوجية معينة’.
ودافع وزير خارجية مصر عن الحل السياسي في سورية، وقال إن ‘العملية يجب أن تبدأ مع مؤتمر جنيف 2′. ‘ومن جهته دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا مساء الاحد في كلمة وجهها الى وزراء الخارجية العرب خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعهم الطارئ في القاهرة الى دعم ضربات دولية ضد النظام السوري. وقال الجربا ‘اقف اليوم بينكم لاطالبكم بكل الحمية الاخوية والانسانية ان تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار’ التي يستخدمها النظام السوري.
ورحبت سورية ‘بالانكفاء الأمريكي التاريخي’ الاحد واتهمت الرئيس الأمريكي بالتردد والارتباك بعد أن أرجأ ضربة عسكرية للتشاور مع الكونغرس. وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الرئيس الامريكي بدا عليه ‘الارتباك والتردد’ خلال كلامه عن تريث في اتخاذ القرار حول الضربة العسكرية لسورية. ودعا المقداد الكونغرس الامريكي الى اظهار ‘حكمة’ في التعامل مع الوضع السوري. من جهته، دعا الائتلاف السوري المعارض الاحد الكونغرس الامريكي الى اتخاذ ‘القرار الصحيح’ الذي يدعم توجهات الحكومة الامريكية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري.
وقال عضو الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لوكالة فرانس برس ‘نشأ عندنا شعور بخيبة الامل. كنا نتوقع ان تكون الامور اسرع، وان تكون الضربة بين ساعة واخرى’، مضيفا ‘لكننا نعتقد ان الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الامريكية حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي’ في 21 اب/اغسطس. وعزز قرار اوباما المفاجىء موقف فلاديمير بوتين مع اقتراب قمة مجموعة العشرين التي تامل موسكو في استغلالها لايجاد تسوية سياسية للنزاع السوري.
ورفض بوتين السبت بشدة الاتهامات الامريكية الموجهة للنظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية، معتبرا انها ‘محض هراء’ ومطالبا بتقديم ادلة. وقال بوتين للصحافيين في فلاديفوستوك ردا على سؤال حول اتهام النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ‘القوات السورية تشن هجوما وحاصرت المعارضة في مناطق عدة. في هذه الظروف فإن اعطاء ورقة رابحة الى اولئك الذين يطالبون بتدخل عسكري هو محض هراء’. كما هدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الايراني’ الاحد بـ ‘رد حاسم’ في حال قيام الولايات المتحدة”بأي ‘حماقة’ في المنطقة، مجددا دعم بلاده للنظام السوري.
وقال علاء الدين بروغردي في مؤتمر صحافي، عقد في السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، إنه ‘إذا قام الأمريكيون بأي حماقة في المنطقة فإن ردنا سيكون حاسما، وسنجابه بقوة أي عدوان وسندافع عن مصالحنا الوطنية’. ومن جهته دعا كيري الكونغرس الى الموافقة على تلك الضربة العقابية، مؤكدا ان العالم لا يمكنه ان يتغاضى عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية. وقال كيري ان عينات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا الى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق والتي تم تقديمها بشكل مستقل الى الولايات المتحدة، تظهر اثارا لغاز السارين القوي.
وفي تطور وصفه كيري بانه مهم جدا، قال لشبكتي ‘ان بي سي نيوز′ و ‘سي ان ان’ ‘اطلعنا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من اول الواصلين الى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى اخضاعها للفحص’ . وقال ان فحص ‘اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا’. واضاف ‘مع كل يوم يمر تزداد قوة الادلة. نحن نعلم بان النظام امر بشن هذا الهجوم ونعلم بانه استعد له ونعلم من اي اطلقت الصواريخ’. واطل كيري عبر العديد من القوات التلفزيونية صباح الاحد لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية امريكية على سورية.
من ناحية اخرى قال كيري، إن قرار الرئيس أوباما بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية، يمثل في الوقت نفسه، رسالة إلى إيران وكوريا الجنوبية، إضافة إلى أهميتها للأمن القومي الأمريكي. وأوضح كيري، أن البرنامجين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، يشكلان تهديدا كبيرا لإسرائيل وتركيا والأردن والمنطقة أجمع، في حال لم تسفر الجهود الدبلوماسية عن أي نتائج إيجابية. وأضاف كيري أن اتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، ليس مسؤولية الرئيس أوباما فقط، بل مسؤولية الكونغرس الأمريكي أيضا.
واصاب قرار اوباما انتظار موافقة الكونغرس المعارضة السورية ‘بخيبة امل’ وطلب الائتلاف السوري المعارض من الكونغرس ان يتخذ القرار الصحيح. وقال الائتلاف في بيان ‘تنظر كل من إيران وكوريا الشمالية لما ستفعل دول العالم الحر في مواجهة نظام الاستبداد بدمشق بعد استخدامه للسلاحِ المحرمِ دولياً ضد الشعب السوري. فإذا ما نأى العالم بنفسه هذه المرة عن معاقبة النظام كرسالة واضحة لمن انتهج نهجه وحذا حذوه، فليترقب ديكتاتوريات تصنع هذا السلاح وتصدره وتُشرّع استخدامه’.
ومن عمان اعلن رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور الاحد ان بلاده ‘لن تكون جزءا من أي حرب متوقعة على سورية’، مؤكدا استعداد اجهزة الدولة الاردنية للتعامل مع أي تطورات قد تحدث في الجارة الشمالية. وقال النسور خلال ترؤسه اجتماعا للمجلس الاعلى للدفاع المدني ان ‘الاردن ليس جزءا من أي حرب متوقعة على سورية’.
وأعلن 77 برلمانياً أردنياً من أصل 150، امس الأحد، معارضتهم الشديدة لأي هجوم عسكري أمريكي محتمل على سورية. وطالب النواب في مذكرة تبناها النائب الأول لرئيس مجلس النواب خليل عطية، الحكومة بـ’عقد جلسة عاجلة وبالسرعة الممكنة مع الحكومة لمناقشة امكانات واستعدادات الدولة لتطور الأوضاع في سوريا ومناقشة الموقف الرسمي من الضربة العسكرية التي يعد لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأدان الموقعون على المذكرة ‘كل عمليات التقتيل والتهجير القصري الذي يتعرّض له الشعب السوري’، داعين كل الأطراف السياسية في سورية الى الحوار السياسي للخروج من الأزمة. ميدانيا، تشهد منطقة الرحيبة شمال شرق دمشق منذ صباح الاحد معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية تخللها قصف عنيف من قوات النظام وغارات جوية، ما تسبب بمقتل 14 شخصا حتى الآن. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني ‘استشهد 12 شخصاً في محيط بلدة الرحيبة في ريف دمشق بينهم تسعة مقاتلين من الكتائب وطفلان وسيدة، جراء قصف من القوات النظامية والطيران الحربي’، مشيرا الى مقتل مقاتلين آخرين في المعارك.
في درعا، انفجرت سيارة مفخخة في مدينة الصنمين تسببت بمقتل سيدة وطفلتين، بحسب المرصد. فيما ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان السيارة انفجرت خلال قيام ‘ارهابيين بتفخيخها’ ما ادى الى مقتل عدد كبير منهم.
النهاية
الوعی