SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
استباح قواد الكتائب والألوية وأعوانهم في المعارضة المسلحة السورية ممتلكات المسيحيين بفتاوي صنفتهم في عداد "الكفار" وأحلوا أرزاق الأقليات على أنهم "شبيحة" وعملاء لنظام الحكم لمجرد أنهم آثروا البقاء على الحياد وعدم الانخراط في صفوف تنظيماتهم المسلحة التي تفترق وتتنافر وتتنافى مع الشريعة الإسلامية التي يدّعون أنهم يطبقونها باسم "الثورة".
ما شهدته دوما بريف دمشق من الإعلان عن فتوى أطلقها 34 "عالماً" من الوهابيين التكفيريين أحلّت السطو على ممتلكات المسيحيين والعلويين والدروز وغيرهم من الأقليات لدعم المجهود الحربي لـ "الثورة"، سبقتهم إليه المرجعيات الدينية التكفيرية في حلب والتي أباحت سرقة معامل ومقتنيات المسيحيين بوصفهم من "الكفار" الذين يحل قتلهم ونهبهم.
والواقع أن عمليات النهب المنتظمة، وخصوصاً في المناطق الصناعية، لم تميز بين مسيحي ومسلم وبين أقلية وأكثرية، وهي ودفعت برجال الأعمال لدفع أتاوات ضخمة مقابل الحفاظ على ثرواتهم وعدم مصادرتها وبيعها إلى تركيا لصالح أشخاص من أمراء الحرب الذين غدوا بين ليلة وضحاها "ملياريديرية" في ظل مقتل وتشريد مئات الآلاف من الفقراء ومتوسطي الحال ممن لم ترحمهم آلة الحرب ومنطق الجماعات المسلحة بالاستحواذ على السلطة بغض النظر عن تكاليف أعمالهم ومشروعيتها حتى لو سارت الأمور باتجاه تخريب اقتصاد البلاد وتدميرها عن بكرة أبيها وكأنهم يعتقدون بأن داعميهم الإقليميين سيعيدون بناء ما دمروه وسيجلبون الأمن المسلوب لسنوات طويلة قادمة عدا عن تحريضهم لافتعال حرب أهلية يعجز الجميع عن تحمل أوزارها وتقود سورية إلى المجهول والنفق المظلم الذي لا مخرج منه.
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، أين هي دور "الهيئات الشرعية" التي تدعي التشكيلات المسلحة بأنها أداتها التنفيذية لتطبيق شرع الله في الأرض دون الأخذ بتعاليمه السمحة التي تحترم الديانات السماوية والأقليات العرقية التي عاشت بين ظهرانيها أكثر من 1400 سنة جعلت الناس سواسية كأسنان المشط ورفضنا خلالها مغادرة البلاد ونصرة ابن ديننا المسيحي المحتل بل وقفنا ضده وبذلنا أموالنا وأرواحنا مع الثورات لطرده من بلادنا؟.
وأين هو دور الائتلاف والمجلس الوطني المعارضين والذين لم يكلفا أحد من أعضائهما بالتنديد بأعمال السطو التي تنتهجها بعض الجماعات المسلحة مثل "لواء شهداء بدر" بقيادة خالد سراج الدين الملقب بخالد حياني و"لواء أحرار سورية" بقيادة أحمد عفش، والمؤكد أن الأعضاء المسيحيين فيهما مثل ميشيل كيلو وجورج صبرة وعبد المسيح سيفو وغيرهم ليسوا سوى واجهة إعلامية لإرضاء وخداع الرأي العام والإيحاء بعلمانية "الثورة" وتمثيلها لجميع أطياف المجتمع لكن الجميع في الداخل يعرف ويدرك يقيناً اللعبة التي لا تنطلي على أحد والتي لا تخدم سوى صناع القرار الدوليين وبعض المنتفعين والمستفيدين من استمرار أعمال العنف لسرقة العباد وتخريب البلاد!؟.
نحن كسوريين مسيحيين بغض النظر عن طوائفنا وانتماءاتنا نعلن متيقنين بأن حقوقنا لن تضيع سدى مهما حاول اللصوص طمس الحقائق والتلاعب بأقوات الشعب ونأسف ونستنكر بأن "الثورة" انحرفت عن أهدافها لتشرع للطغيان والاستبداد الديني بفكر ظلامي متحجر أطلق العنان لفتاوى تستجيب لتطلعات ومرامي "الحرامية" لسرقة المعامل والمستودعات التجارية بالإضافة إلى عمليات الخطف والقتل والإرهاب وبلا رقيب ولا حسيب وباسم الدين البريء من أهواء القادة العسكريين والسياسيين، ويكفي الاستقواء بالأجنبي التكفيري لتنصيبه أميراً على مناطق وجماعات من المسلحين السوريين الذين افتقدوا إلى الإرادة والمبادرة لإيجاد حل سلمي ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
النهاية
عربی پرس