أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
لم نفهم أيها الاخ العزيز مقصودك مما كتبته لنا، ولا ندري على ماذا تعلّق، وحول أي موضوع تتكلم ؟! وما فهمناه:
هو أنك تتكلم عن انطباق نبؤة زكريا (عليه السلام) من ظهور شخص ودخوله أورشليم منتصراً عادلاً راكباً جحش بن أتان وترى بأنه المسيح (عليه السلام)، ونحن قد لا نخالفك في هذا الرأي ولا نكذبك لأن هذا الأمر ليس مهماً عندنا، ونعتقد بأنك تومئ لبعض المسلمين الذين يطبقون هذه النبوءة على أحد الخلفاء وهو عمر بن الخطاب مع أن أكثر كتب التاريخ تذكر بأن عمر ذهب إلى بيت المقدس ليصالح أهلها وهو راكب على بعير، فلما طلب منه المسلمون أن يحسن ملابسه ودابته وافق ولبس ثوباً أبيض جديد وصعد على برذون فتمايل به البرذون وأحس بالكبر وشعر بالنشوة فنزل ورجع الى ما كان عليه ولما تقدم ليراه البطرك ليتعرف على صفاته تقدم له على ذلك البعير أيضاً فلا يوجد تعارض أصلاً بين قدوم عيسى المسيح (عليه السلام) على جحش بن إتان وبين فتح المسلمين لبيت المقدس (أورشليم) بمواصفات أخرى لا علاقة لها بنبوءة زكريا (عليه السلام) فقد يكون عند ذلك البطرك خبر عن مجيء جيش آخر بقيادة رجل من دين آخر تحصل الحرب معهم ويتم الصلح بعد ذلك على أن يبقوا على دينهم بدليل عدم تغيير دينهم وبقائهم على النصرانية والمسيحية، إن هذه النبوءة (نبوءة زكريا) هي موجودة في الانجيل (رواية يوحنا) قد تنطبق على إمامنا المهدي المنتظر (عليه السلام) الذي سيفتح بيت المقدس في نهاية الأمر وينشر السلام في الارض فلا نرى هذه النبوءة تنطبق على المسيح(عليه السلام) أيضاً لأمور:
1- ورودها في العهد الجديد مع إنها تتكلم عن أمر يحصل في المستقبل.
2- إن عيسى (عليه السلام) لم يكن ملكاً يوماً ما.
3- إن عيسى (عليه السلام) لم يحارب لكي يسمى ظافراً و منتصراً ولم يحكم لكي يسمى عادلاً.
4- لم ينتشر دين عيسى ودعوته في ذلك الزمان وإلى الآن إلى أقاصي الأرض كما سنرى في النص الآتي.
5- لو نظرت إلى مزمور سليمان في المزامير لوجدت إن هذا الكلام وهذه الاوصاف لا تنطبق إلاَّ على الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) (المخلص) الذي يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً وهو إبن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) (حفيده) وهو آخر أئمة أهل بيت النبي الإمام الثاني عشر المتواترة أخبار ظهوره في آخر الزمان عند جميع المسلمين ويصلي عيسى خلفه في اورشليم القدس. فانظر إلى هذا النص وطبقه على المهدي أو عيسى (عليهما السلام): المزمور الثاني والسبعون لسليمان:
1- اللهم أعط أحكامك للملك وبرك لابن الملك.
2- يدين شعبك بالعدل ومساكينك بالحق.
3- تحمل الجبال سلاماً للشعب والأحكام بالبر.
4- يقضي لمساكين الشعب يخلص بني البائسين ويسحق الظالم.
5- يخشونك ما دامت الشمس وقدام القمر إلى دور فدور.
6- ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الذارفة على الارض.
7- يشرق في أيامه الصديق وكثرة السلام إلى أن يضمحل القمر.
8- ويملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض .
9- أمامه تجثو أهل البرية وأعداؤه يلحسون التراب.
10- ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة. ملوك شبا وسبا يقدمون هدية.
11- ويسجد له كل الملوك وكل الامم تتعبد له.
12- لأنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين إذ لا معين له.
13- يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء من الظلم والخطف.
14- يفدي أنفسهم ويكرم دمهم في عينيه.
15- يعيش ويعطيه من ذهب شبا. ويصلي لأجله دائماً اليوم كل هيباركه.
16- تكون حفنة بر في الأرض في رؤوس الجبال. تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الأرض.
17- يكون إسمه إلى الدهر. قدام الشمس يمتد اسمه. ويتباركون به كل أمم الأرض يطوبونه.
18- مبارك الرب الله إله إسرائيل الصانع العجائب وحده .
19- ومبارك إسم مجده إلى الدهر ولتمتلئ الأرض كلها من مجده 10 آمين ثم آمين. تمت صلوات داود بن عيسي.
فما في سفر زكريا هو بنفس معنى ما ذكرناه في المزامير! ابتهجي كثيراً يا بنت صهيون هو ذا ملكك سيأتي إليك عادل ومنصور. ثم اقرأ في سفر أشعيا النبي ما نصه:
1- ويحل عليه روح الرب وروح الحكمة والفهم وروح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب.
2- ولذته في مخافة الرب ولا يقضي بحسب مرأى عينيه ولا بحسب مسمع أذنيه.
3- ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه .
4- ويسكن الذئب والخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل معا، وصبي صغير يسوقها.
5- ويلعب الرضيع سرب الصل ويمد الفطيم يده على حجر الأفعوان .
6- لا يسيئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر.
7- وفي ذلك اليوم سيرفع ((القائم)) راية للشعوب والأمم التي تطلبه وتنتظره ويكون محله مجداً.
وهذه النصوص والمعاني كلها قد وردت في آحاديثنا عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته من الأئمة المعصومين في التبشير بإمامنا الثاني عشر المنتظر العادل المنتصر والذي نسميه دون غيره من الائمة (القائم) الوارد هنا باسمه الشريف، وقد ورد عندنا في القرآن والسنة أنه هو وجيشه من يفتح القدس ويحررها من اليهود ويملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً ولا يبقى فقير في زمانه ويسود الأمن والسلام حتى يكون الذئب مع الغنم ويلعب الأطفال بالأفاعي وما إلى ذلك مما هو مذكور في هذه النبوة تماماً ، فتأمل أيها الاخ وراجع.
ودمتم في رعاية الله