SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
ترفض الولايات المتحدة الاعتراف بفشل مشروعها في الشرق الأوسط، وتتمسك بالخيارات العسكرية والارهاب والفوضى لتحقيق هدفها المتمثل بتجزئة الوطن العربي الى دويلات متناحرة.
وذكر مصدر دبلوماسي روسي رفيع المستوى لـ (المنــار) أن الولايات المتحدة تواصل عنادها، وترفض اتباع الأساليب السياسية لحل الأزمات التي افتعلتها بمشاركة وكلائها وأدواتها وحلفائها في المنطقة، وفي مقدمة هذه الجهات اسرائيل وقطر والسعودية وتركيا وجماعة الاخوان، وهي سياسة تسببت في ادخال المنطقة الى دوامة من العنف والدم.
وأشار الدبلوماسي الروسي الى أن واشنطن ما زالت تماطل في عقد مؤتمر "جنيف2" حول الازمة السورية، مفضلة التركيز على أمور ثانوية وهامشية في محادثاتها مع موسكو مبتعدة بذلك عن أي نقاش جاد يتعلق بتحديد موعد لعقد هذا المؤتمر، كما يماطل الجانب الأمريكي في تقديم الاجابات على التساؤلات الروسية بهدف اضاعة الوقت، فالولايات المتحدة ما زالت تؤمن بأن الخيار العسكري لحل الأزمة السورية لم يسقط بعد، وبأن هناك فرصة في قلب الصورة في الميدان، حيث يواصل الجيش السوري انتصاراته على الارهابيين، ولهذا السبب تعمل امريكا وحلفاؤها على ضخ المزيد من السلاح والارهابيين لمجابهة الحملات الواسعة التي يقوم بها الجيش السوري في مناطق مختلفة من الأراضي السورية.
ويرى الدبلوماسي الروسي والخبير في شؤون الشرق الاوسط أن الولايات المتحدة تلقت ضربة كبيرة ومؤلمة بسقوط نظام الاخوان في مصر، الا أنها ما زالت ترفض التسليم بهذا الواقع والتغيير الذي حصل في مصر، وهي تسعى عبر أدوات مختلفة الى فرض خارطة طريق أمريكية للمشهد السياسي المصري تحت عنوان "خطة الانقاذ" بهدف تطبيقها خلال الأشهر القادمة، وتنص هذه الخطة على اجراءات انتخابية، لكنها، تهدف في الاساس الى اعادة جماعة الاخوان من جديد الى الحكم، فواشنطن حسب الدبلوماسي الروسي ما زالت ترى في جماعة الاخوان جسما قادرا على تقديم المزيد والمساهمة بشكل أوسع في المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، ويضيف الدبلوماسي الروسي أن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى حقيقة الخروج الشعبي الواسع في الميادين المصرية لاسقاط نظام الاخوان، وهي تسعى لكسر الارادة الشعبية والقضاء على قوة الشارع التي يمكن أن تشكل مستقبلا عامل مجابهة وقوة يواجه أية تدخلات أمريكية في الساحة المصرية، وفي ساحات أخرى مستمدة الهامها من الحدث المصري، ففي حالة اعادة الأخوان من جديد الى الحكم في مصر، فان حالة من الاحباط سوف تسيطر على هذا الحشد الكبير من المواطنين الذين نزلوا الى الشارع، وساهموا في طرد نظام الاخوان واسقاطه، وقلب المشهد السياسي المصري، وهذا ما تسعى اليه امريكا، فواشنطن لا ترغب في لعبة ديمقراطية مستمرة في المنطقة، بل لعبة ديمقراطية لمرة واحدة، تسمح للاخوان الحصول على شرعية ما تفتح لهم أبواب المقرات الرسمية والقصور للبقاء فيها حتى تصل أمريكا الى نتيجة بأن دور الجماعة قد إنتهى.
ولم يستبعد الدبلوماسي الروسي أن يتعاظم الفشل الأمريكي في الشرق الاوسط، وأن تتأثر سلبا المصالح الأمريكية ومصالح الحلفاء وبصورة خطيرة جراء هذا الفشل، خاصة وأن هذا الفشل ليس الأول للسياسة الأمريكية، منذ أن بدأت اللعبة المسماة بـ "الربيع العربي"، فهناك فشل مستمر في ما يتعلق بالازمة السورية، وعدم القدرة على اسقاط الدولة السورية وفتح طريق أمام صعود الأخوان.
وتوقع المصدر الدبلوماسي الروسي سقوط الرهان الأمريكي على الاخوان تباعا في الساحة العربية رغم أن واشنطن ستواصل تمسكها بسلاح الفوضى التي تعتبره سلاحا فعالا لتمرير ما ترغب به في الشرق الاوسط، وهي تحاول استخدام هذا السلاح املا في اعادة مرسي الى كرسي الحكم في مصر، أو على الاقل عدم السماح بغياب جماعة الاخوان عن المشهد السياسي المصري.
النهاية
صحيفة المنار