SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
أصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تقرير تقصى الحقائق الأول بشأن أحداث الفتنة الطائفية التى حدثت فى قرية زاوية أبومسلم التابعة لمركز أبوالنمرس فى الجيزة أمس الأول، وراح ضحيتها 4 مصريين، وقالوا إنها نتيجة ثمار التحريض وخطاب الكراهية وتواطؤ الشرطة.
احد الضحايا اثناء سحله
وذكر التقرير أن قرية زاوية أبومسلم ويبلغ إجمالى السكان فيها 17 ألف مواطن، وهى قرية هادئة معظم سكانها من المسلمين السنة وبينهم حوالى 200 من المسلمين الشيعة، ولم تحدث أية أحداث بين الأهالى بسبب معتقداتهم، حسب روايتهم، وبعد التحريض ضدهم فى المساجد ونعتهم بالكفار، بدأ الأهالى ينبذون المسلمين الشيعة الموجودين بالقرية.
وقالت بعثة تقصى الحقائق إن جميع شهادات الشهود من أهالى القرية أو من المسئولين الحكوميين أفادت أن الأزمة بدأت منذ أكثر من شهر، حين بدأ بعض أئمة المساجد بالقرية ببث خطاب كراهية وتحريض من فوق منابر المساجد ضد المسلمين الشيعة القاطنين بالقرية، ووصل بهم الأمر إلى إصدار الفتاوى التى تنعتهم بالكفار، ما أدى لتطور الأمر لخروج مظاهرة بشوارع القرية من قبل المنتمين لبعض الجماعات الإسلامية منذ 3 أسابيع ضد المسلمين الشيعة وتحديداً ضد عائلة «أبومشرى» ووقفت المظاهرة أمام منزل تلك العائلة وهتفت بهتافات مناوئة لهم تصفهم بالكفار الذين يسبون الصحابة.
الأهالى: شيوخ مساجد القرية حرّضوا ضد الشيعة منذ خطبة الجمعة.. ووصفوهم بـ«الكفرة»
ودعا «شحتة أبومشرى»، أحد أهالى القرية من المسلمين الشيعة، «حسن شحاتة»، أحد أئمة الشيعة الكبار فى مصر، إلى منزله، وفى إفادة لأعضاء اللجنة ذكر البعض أن أهالى القرية طلبوا من «شحتة» عدم استقبال «شحاتة» إلى قريتهم، ولكن «شحتة» رفض وأصر على استضافة «حسن» ما أغضب الأهالى وحاصروا المنزل حوالى الساعة 3.30 عصراً وهاجموا المنزل وألقوا الطوب والزجاج والمولوتوف ولكنه لم يحترق.
وهرب «شحتة» هو وضيفه وآخرون من الدور الأرضى إلى الدور الثانى بالمنزل، فاقتحم الأهالى المنزل وكسروه سطحه بالمطارق الحديدية، حتى تمكنوا من القبض عليهم وفتكوا بهم وقتلوا 4 مواطنين منهم وسحلوهم بشوارع القرية فى حضور قوات الأمن المركزى وعمدة القرية الذين رفضوا التدخل بسبب عدم وجود تعليمات -حسب قول أحد الجنود - وشاهدت اللجنة الفيديوهات التى صورت الواقعة.
وأفاد أحد جنود الأمن المركزى للجنة أن المباحث طلبت من «شحتة» أن يسلم «شحاتة» إليهم، إلا أنه رفض وقال نصاً: «مش هسلّمه ولو على جثتى».
وتوجهت اللجنة إلى قسم مركز أبوالنمرس للتواصل مع ضباط شرطة ولكنهم رفضوا، فتمكنت اللجنة من التواصل مع فرد شرطة بمركز أبوالنمرس وهو من سكان القرية، وقال: 4 أشخاص توفوا نتيجة الأحداث وموجودون بمستشفى الحوامدية وسبب الواقعة يرجع إلى أن شيوخ المساجد فى خطبة الجمعة الماضية قالوا إن الشيعة كفرة وإننا لازم نمشّيهم من القرية وإن قائد الشيعة بالمكان ده هو «شحتة». ولم يدل فرد الشرطة بأية معلومات إضافية، مبرراً ذلك بعدم تحرير محاضر حتى تلك اللحظة.
وانتقلت اللجنة إلى القرية فوجدت أن القرية شبه محاصرة من قوات الأمن المركزى وأن هناك 8 عربات أمن مركزى منتشرة بها، وقال ضابط أمن مركزى: «هناك اشتباكات حدثت حوالى الساعة الثالثة بين الأهالى وهناك قتلى»، مضيفاً أنهم «لم يشتركوا فى الاشتباكات بأى شكل».
وبسؤال الشخص المدنى اكتشفت اللجنة أنه من أهل القرية، وقال: السبب الأساسى للمشكلة إن «شحتة» استدعى «شحاتة» وده من أكبر شخصيات الشيعة، وإن الناس مش طايقين بيت أبومشرى لأنهم «شيعة وكفرة» وإن مجموعة الشيعة الموجودين فى البلد يدعون الناس إلى الانضمام إلى المذهب الشيعى وبالفعل فىه أشخاص من القرية انضموا إليهم، وأنه رأى أحد أصحابه فى مقطع فيديو منضماً إليهم ويؤدى شعائرهم الشيعية، والناس قالت لشحاتة ميجبش حسن شحاتة وميعزموش، لكنه قال إنه هيجيبه، وكمان مباحث مركز أبوالنمرس أخبرته إن الراجل ده لو جه هنا سلّمه لنا، لكنه قال «على جثتى، ومحدش يقدر يتعرّض لى» وصمم على دعوته فالناس فى البلد كلهم طلعت على بيت أبومشرى الساعة 3٫30 وألقوا الطوب والزجاج حتى تمكنوا من القبض على شحتة وشحاتة وآخرين وفضلوا يضربوهم حتى سقطوا على الأرض ومنهم 4 ماتوا وواحد فى حالة خطرة وإن السبب فى كده إن شيوخ الجوامع قالت عليهم كفرة.
من جانبه، قال حازم بركات، مصور صحفى، من أهالى القرية، ويسكن جوار منزل أبومشرى: هناك مشكلة منذ 3 أسابيع وهناك مظاهرة من بعض السلفيين وبعض المنتمين للتيارات الدينية المختلفة خرجت ضد بيت أبومشرى وأفراد الشيعة الموجودين بالقرية ووقفت أمام البيت وكانت تردد أن الشيعة كفرة وكانوا رافضين وجود الشيعة بالقرية، وقال إن شحتة وجه دعوة لحسن شحاتة لزيارة القرية والناس رفضت ذلك، وإن اليومين الماضيين خصوصاً الجمعة الماضية كان شيخ الجامع المجاور يخطب ضد الشيعة وبيقول إنهم كفرة وحرّض الناس ضدهم، وحوالى الساعة 3 فوجئت أن هناك تجمهراً من القرية كلها وأنا نزلت عشان أحاول أعرف الموضوع لقيت الناس هجمت على بيت أبومشرى وألقت الطوب والزجاج والمولوتوف ولكن المنزل لم يحترق، وهرب شحتة وضيفه وآخرون من الدور الأرضى إلى الدور الثانى بمنزله فاقتحم الأهالى المنزل وكسروا سطح المنزل بالمطارق الحديدية حتى استطاعوا القبض عليهم والفتك بهم وسحلهم بشوارع القرية وقتلهم، والشرطة كانت موجودة وطلبتُ منها أن تتدخل عشان الناس تنفض ولكن الشرطة لم تتحرك، وأهل القرية اعتدوا على شحتة وضيوفه ومثلوا بجثثهم ودور الشرطة اقتصر على إنهم شالوا الجثث من الأرض».
التقرير يطالب «الأوقاف» باتخاذ إجراءات صارمة تجاه الأئمة المسئولين عن المساجد بالقرية
وأشارت اللجنة إلى أن مقاطع الفيديو التى حصلت عليها اللجنة من بعض الأهالى، أفادت بصحة أقوال شهود العيان وما تناقلته وسائل الإعلام وهى فيديوهات تصور سحل المواطنين فى الشوارع بعد قتلهم فى ظل وقوف أفراد الأمن المركزى مشاهدين دون أى حراك إلا بعد أن ألقى الأهالى الجثث على الأرض وحملوها ونقلوها لسيارات الشرطة.
وكشفت نتائج البعثة عن أن هناك 4 وفيات هم شعبان أبومشرى وحسن شحاتة وعبدالمنجى أبومشرى، ولم نتوصل إلى اسم الرابع، وشددت اللجنة على علم الشرطة المسبق بالأحداث ووجودها أثناء وقوعها، وعدم اتخاذ أية إجراءات احترازية لأية اعتداءات محتملة، وهو ما حدث مع وجود خطاب كراهية موجه ضد المسلمين الشيعة بالقرية من بعض المشايخ، وعدم قيام وزارة الأوقاف بدورها الإشرافى على أئمتها ومساجدها.
وطالب التقرير بسرعة فتح تحقيق جنائى عادل وشفاف ومنجز ضد المحرضين على كراهية الشيعة منذ شهور، وسرعة ضبط الجناة والمحرضين على اقتحام منزل الضحايا وقتلهم وسحلهم، واتخاذ إجراءات صارمة من وزارة الأوقاف تجاه الأئمة المسئولين عن المساجد بالقرية واتخاذ إجراءات قانونية رادعة تجاههم، وسرعة اتخاذ اللازم قانوناً ومساءلة مباحث مركز أبوالنمرس وتشكيلات الأمن المركزى لتخاذلها وعدم التحرك لمنع أو الحد من أعمال القتل بالقرية مع العلم المسبق بتلك المشاحنات.
واختتمت اللجنة تقريرها: «لا يمكن أن نفصل بين تفشى خطاب الكراهية ضد الأقليات الدينية فى مصر، التى وصلت لحد إطلاقها فى مؤتمر رئيس الجمهورية وفى حضوره، دون أن يردع صاحب الخطاب أو يوقفه، وكذلك انتشار الملصقات التى تحمل تحريضاً واضحاً ضد الشيعة دون تدخل من السلطات، الأمر الذى يجعل رئيس الجمهورية ضمن المسئولين، سواء بغضه البصر عن هذا الخطاب التحريضى أو عدم وقف سياسة الإفلات من العقاب».
النهاية
الوطن