SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
تَحول كميات من الذخيرة، بين الجيش السوري الحر والسيطرة على مطار دير الزور العسكري، فبينما وُزع السلاح الذي استقدم إلى المعارضة على الجبهات التي تصنف الأكثر أهمية، حرمت دير الزور منه لحسابات عسكرية، قد تندم عليها المعارضة المسلحة لاحقاً.
التقدم الذي أحرزه "الحر" مساء السبت والذي استمر لفجر الأحد على جبهة المطار العسكري في ريف المدينة، لم يدم لساعات، حتى اضطر مقاتلوه للانسحاب تحت ضغط القصف النظامي الجوي والمدفعي، لتبدأ جولة جديدة من معارك الكر والفر بين الطرفين، ولكن بمستوى أعنف هذه المرة. مؤشرات كثيرة تدلل على اقتراب حسم معركة المطار، خصوصاً أن "الحر" اليوم في موقع الهجوم، لذلك اتخذ مرابطو الجبهات في دير الزور قراراً بالمخاطرة وعدم انتظار الدعم لحسم مصير المدينة، ما أدى خلال اليومين الماضيين، إلى فقدان العديد من قيادي "الحر" ومقاتليه، خلال استكمال معركة شمس الفرات.
يجري ذلك في وقت يؤكد فيه مصدر عسكري في الجيش الحر لـ"آسيا"، أن جبهة دير الزور تعاني من نقص حاد في الأسلحة والعتاد، في ظل سوء الأوضاع الإنسانية للمدينة، واستمرار الحصار عليها.
عقبات "التحرير"
بعيداً عن الصخب الإعلامي الذي يترافق مع كل معركة عسكرية، تشهدها الأراضي السورية، خاض مقاتلو "الحر" ليل السبت، هجوماً عنيفاً ضد القوات الحكومية المرابطة داخل المطار العسكري، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من العناصر النظامية، وسيطرة "الحر" على عدة جبهات محاذية لسور المطار، أعنفها كان على الجبهة الشرقية حيث سيطر مقاتلي المعارضة على ما يسمى بـ(قطاع المسمكة)، بالتزامن مع سيطرته على قطاع المدرسة من الجبهة الشمالية، إلا أنهم اضطروا للانسحاب نتيجة نفاذ كميات الذخيرة، والضغط النظامي الجوي، لتشتعل بعد ذلك اشتباكات متقطعة عند هذه النقاط، التي يؤكد عمر أبوليلى الناطق باسم هيئة الأركان في الجيش الحر- الجبهة الشرقية، لوكالة أنباء آسيا، أن هذه النقاط بإمكان "الحر" حسمها خلال ساعات قليلة في حال وجود أسلحة كافية.
وأدت هذه المعارك حتى اليوم إلى مقتل العقيد أحمد جدعان النجرس، والملازم أول عمر السفراني "أبو البراء"، والمقاتل أحمد المحيميد من لواء درع الصحابة- كتيبة شهداء الجرذي، إضافة إلى القيادي أكرم العسكري قائد كتيبة أبو دجانة في لواء التوحيد، بالتوازي مع إصابة عدد من الضباط والمقاتلين.
بالتوازي مع معركة المطار، تدور اشتباكات في أحياء داخل المدينة، تحاول القوات الحكومية اقتحامها منذ مدة، الجبيلة والرصافة، حيث تتعرض هذه الأحياء إلى تمهيد ناري مكثف من قبل الجيش النظامي، ولكن دون جدوى، لأن المعارضة تحكم سيطرتها على الأحياء المحيطة، فيما شهد حي الجورة التي تسيطر عليه القوات الحكومية حملة مداهمات واسعة طالت العديد من الشبان والناشطين.
أما الأسلحة التي يستخدمها "الحر" في المعرك، إلى جانب الرشاش والخفيف، فهو يعتمد على قذائف الهاون وصواريخ سجيل ١ وسجيل ٢ محلية الصنع، التي أصابت أمس إصابات مباشرة داخل المطار العسكري، فيما تعتمد القوات النظامية على السلاح الجوي والقصف المدفعي، خصوصاً من المدفعية المتمركة على الجبل المطل على أحياء المدينة التي تسيطر عليها المعارضة، بحسب ما أكد أبو ليلى.
شمس الفرات
في حال سيطرة المعارضة على مطار دير الزور العسكري، لا يعود للقوات الحكومية في المدينة وريفها سوى بعض النقاط ومنها الطلائع واللواء ١٣٧، حيث يعد المطار أهم نقطة للنظام في دير الزور، ولا يزال يسيطر على قرية الجفرا المتاخمة له، فالإحكام على الجفرا يؤدي تلقائياً إلى الإحكام على المطار العسكري، لذلك تقوم القوات الحكومية بإمداها بشكل يومي بالذخيرة والمقاتلين، فيما بدأ الجيش الحر وفي إطار عملية شمس الفرات، هجوماً منظماً على جهات المطار كافة، حيث تشتد الاشتباكات في أطراف قرية المريعية التي يقوم المطار على أراضيها، حيث يشكل اجتياز هذه المعركة الوصول للجفرا مباشرة.
أهمية دير الزور
وحول أهمية المدينة العسكرية والاقتصادية، يؤكد الناشط الميداني والناطق باسم شبكة شام في دير الزور أبو الطيب النعيمي، بأن "دير الزور تعد ثاني أكبر مدينة سورية، من حيث المساحة، هذا إلى جانب وقوعها على حدود طويلة مع العراق، فيما يتوزع الكثير من أبنائها للقتال في عدة محافظات أخرى، كالرقة والحسكة وحمص ودمشق.
كما تعتبر أغنى المحافظات السورية بالقمح والقطن والشوندر السكري، هذا إلى جانب كونها مدينة نفطية، وهذا الأمر أساسي جداً".
وحول مقومات صمود "الحر" أكثر في وجه القوات الحكومية في ظل نقص الذخيرة يقول العبدالله: "لقد انتقل مقاتلو "الحر" إلى الهجوم من دون أن تصلهم قطعة سلاح واحدة، نحن نعتمد على صواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون، وعدم وصول أسلحة لن يكسر المعارضة في دير الزور، ولكنه سيؤخر نصرها النهائي كثيراً، فتحرير المطار العسكري لا شك أنه سينعكس ايجاباً على سير المعارك في المحافظات المجاورة، ومن الضروري أن يتم التنبه لهذه المسألة".
اذاً، تبقى مسألة إمداد جبهة دير الزور بالأسلحة هي العامل الحاسم في تحقيق السيطرة الكاملة من جهة المعارضة على المدينة، أو تأخير هذا الأمر، أو ربما خسارة هذه المعركة وانطفاء "شمس الفرات".
النهاية
عربی پرس