كان مسؤولون في الشركة المكلفة بعرض الخدمات لقمر" إنتل سات " الصناعي التي تتخذ من " لوكزامبورغ " مقراً لها، قد بعثوا بخطاب لمكتب وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون للجمهورية الإسلامية في إيران، أوضحوا فيه أن الحظر الأميركي ضد إيران هو السبب الرئيس وراء إيقاف بث القنوات الإيرانية على هذا القمر.وأضافوا أنه سيتم إيقاف القنوات الإيرانية "العالم" الناطقة باللغة العربية و"برس تي في" الناطقة باللغة الانجليزية و" هيسبان تي في " الناطقة باللغة الاسبانية اعتباراً من اليوم الأول من شهر يوليو/تموز 2013.
وادعى المسؤولون بهذه الشركة أنه يجب عليهم "تنفيذ" الحظر الأميركي المفروض ضد جمهورية إيران الإسلامية، إلا أن "مايكل مان" المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية الأوروبية "كاترين أشتون" قال في هذا الصدد خلال مقابلة أجرته معه قناة "برس تي في" الفضائية الإيرانية، إن الحظر الذي تم فرضه ضد الجمهورية الإسلامية في إيران لايشمل القطاع الإعلامي.يذكر أن الدول الأوروبية مارست ضغوطاً شديدة على قناة "برس تي في" والقنوات الإيرانية الأخرى منذ يناير/كانون الثاني الماضي حيث طلبت من الشركات التي تقوم بعرض الخدمات للفضائيات، إيقاف بث القنوات الإيرانية وذلك استمراراً لنهجها العدائي ضد إيران.
اعتراف بوجود ضغوط امريكية
وقالت شركة "إنتل ست" إنها ستمتنع، بضغط من الحكومة الأميركية، عن تمديد رخصة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وستقوم بوقف بث القنوات الإيرانية إبتداءً من 1 يوليو، وذلك في خطوة جديدة ضمن سياسة محاربة الأصوات المناصرة للمظلومين والمعادية للاستكبار العالمي والكيان الإسرائيلي، من قبل مدعي حرية التعبير.وأعلنت "إنتل ست" في التاسع عشر من يونيو أن الإدارة الأميركية أمرتها بعدم تمديد رخصة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، ولذلك فإنها وانطلاقاً من 1 يوليو ستوقف بث القنوات الإيرانية.واعتبر المحلل السياسي رالف شوينمان في تصريح لقناة "برس تي في" أن مكتب الأمن القومي الفدرالي في أميركا ضغط على الشركة المشغلة للأقمار الاصناعية "إنتل ست" لقطع بث القنوات الإيرانية من على قمرها.
وأضاف شوينمان أن حجب القنوات الإيرانية مرتبط بشكل مباشر بالنشاطات التجسسية لوكالة الأمن القومي الأميركية.ويرى شوينمان أن الهدف من هذه الخطوة الأميركية هو حجب الحقيقة عن الناس في خصوص نشاطات وعمليات هذا البلد.يشار إلى أن شركة "يوتل سات"(Eutelsat) المشغلة للأقمار الصناعية قررت حجب ترددات باقة القنوات الإيرانية مبررة ذلك بأنها خطوة تأتي في إطار تطبيق الحظر الأوروبي ضد رئيس جهاز الإعلام الوطني عزت الله ضرغامي، ومن بين القنوات التي تم حجبها، قناة "العالم" الناطقة بالعربية، وقناة "برس تي في" الناطقة بالإنجليزية، وقناة "هيسبان تي في" الناطقة باللغة الاسبانية، وقناة "آي فيلم" للدراما الإيرانية الناطقة بالعربية، إضافة إلى عدد من القنوات الدينية مثل "الكوثر" و "سحر".
هذا وتعتبر شركة يوتل سات الفرنسية إحدى ثلاث شركات عملاقة مهيمنة على مجال تشغيل الأقمار الصناعية في العالم، وتغطي خدماتها كافة القارة الأوربية وافريقيا والشرق الأوسط والهند، إضافة إلى أجزاء كبيرة من آسيا والأميركتين.يشار إلى أن وكالة الأمن القومي الأميركية وإثر الكشف عن النشاطات السرية لها تواجه فضيحة على الصعيدين الداخلي والخارجي.هذا وتتعرض القنوات الإيرانية منذ بداية عام 2012 إلى هجمة شعواء من قبل الحكومات والشركات الأوروبية المشغلة للأقمار الاصطناعية حيث تممنع بثها في العديد من الدول الغربية ومنها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا.وفيما تبرر الشركات الأوروبية خطوتها بأنها تأتي في إطار تطبيق الحظر المفروض على إيران ، يقول المتحدث باسم رئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن هذا الحظر لا يشمل الاتحادات الإعلامية الإيرانية.
يشار إلى أن الناشطين الإعلاميين يصفون الهجمة التي يتعرض لها القطاع الإعلامي الإيراني بأنها هجوم على حرية التعبير، وقد بدأت هذه الخطوة من قبل دول أوروبية تتشدق بحرية التعبير.يذكر أن بث "قناة العالم" الإخبارية مازال متواصلاً على قمر "هوتبيرد" وكذلك عبر البث الحي على الإنترنت.
مشروع امريكي اوروبي صهيوني
ووصف السياسي والاعلامي ازهر الخفاجي قرار الشركات الاوروبية والامريكية بحظر بث القنوات الايرانية ، بانها اجراء يدلل من جديد على تعرض الاعلام الايراني الى مشروع ارووبي مشترك برعاية صهيونية تهدف الى تحقيق بعدين اثنين ، الاول حجب المعلومات الصحيحية عن تطورات الاحداث في المنطقة والانجازات التي تحققها الثورة الاسلامية في ايران كل يوم ، والثاني ، افساح المجال لماكنة اعلامية شرسة تزور الحقائق والوقائع المتعلقة بايران وتطورات الثوراتالصحوة الاسلامية في المنطقة عن شعوب المنطقة والعالم .
واضاف الاستاذ الخفاجي في تصريح لراديو " اوستن " النرويج ان الانجاز الذي حققته ايران في اتمام عملية انتخابات الرئاسة الايرانية بمشاركة شعبية اذهلت المراقبين رادت على 72 بالمائة ، كشف كثيرا من خفايا المشروع السياسي والاعلامي المعادي لايران ، والتي سعى خلالها ان يصور لشعوب المنطقة وبقية شعوب العالم وخاصة في العالم العربي ودول امريكا الجنوبية وفي الولايات المتحدة ذاتها ، بان لاوجود لديمقراطية حقيقية في ايران ، وحاول تصوير الانتخابات بانه " مجرد عملية شكلية وان اسم الرئيس الجديد لايران معد سلفا كما جاء ذلك ايضا في وسائل اعلام خليجية مثل قناة العربية التي اعلنت ليلة انتخابات الرئاسة الايرانية ان اسم الرئيس المقبل لايران معد سلفا وهو واحد من هؤلاء اما قاليباف او ولايتي او جليلي ، واذا بنتائج الانتخابات تظهر فوز الرئيس الشيح روحاني ، وهو ما كانت جميع وسائل الاعلام الغربية وفي مقدمتها البي بي سي وصوت امريكا وراديو اسرائيل تعتبره من " المستحيلات " في محاولة للتدليل على ان انتخابات الرئاسة الايرانية غير شافة وتخضع للتزوير حسب تلك الوسائل وهو ما ثبت عدم صحته ، وظهرت تحليللات وسائل الاعلام الغربية والعربية في المنطقة بانها مجرد " معلومات خاطئة " لاتمتلك المصداقية .
واكد الخفاجي ان مشروع الحظر على القنوات الفضائية الايرانية ، يهدف ايضا الى حجب المعلومات عن الايرانيين المقيمين خارج ايران ، الذين ساهمت قنوات التلفزة الايرانية في تصحيح كثير من معلوماتهم التي كان مصدر اغلبها من المعارضة الايرانية المرتبطة باجهزة المخابرات الامريكية والبريطانية والفرنسية والتي تمول ايضا من دول خليجية ومنها الامارات وقطر والسعودية ومصدرها ايضا وسائل اعلام امريكية وبريطانية وفرنسية .
النهاية
نهرین نت