SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
هل يمكن أن تحديثنا عن نشأتك وظروف العائلة قبل دخولك الاسلام؟
ردت علينا محيية بالتحية الاسلامية وعرفت نفسها أن اسمها هو "برسن بوايو" وهي من أسبانيا ومن مواليد 1960 برشلونة والواقعة شمال البلاد على ساحل البحر المتوسط ومن عائلة متوسطة الدخل وكان والداي ملتزمان التزاماً عاطفياً بالمسيحية ويعتبران محافظين قياساً على ما هو في المجتمع الاسباني وحيث أن المجمتع الاسباني مثل اقرانه من المجتمعات الاروبية حيث ينظر الى الدين وكأنه من الاساطير الأولية.
وهل درست دراسة دينية؟
نعم، فقد تلقيت دروس في مدرسة للراهبات بعدها تابعت تعليمي في مدرسة خاصة وكنت منذ الصغر أعتقد بوجود الله سبحانه وتعالى ولكن اعتقادي حسب التصور المسيحي ولو أن التدين والاعتقاد بالدين أصبح شيء نادراً وغريباً بعد ما أعمت الحضارة المادية ببريقها وشهواتها عقول وقلوب أكثر الناس.
هل لك أن تحديثينا أن طبيعة العلاقات العائلية والاجتماعية في الاسرة والمجتمع الاسباني؟
ان أغلب العلاقات العائلية تتوقف عادة عند حدود الاسرة الواحدة، ولا تتعداها الى أكثر وأنا كنت أعيش مع والدي ورغم أن علاقتنا داخل العائلة كانت جيدة لكن مثلاً اذا كان احد يريد مقابلة والدي أو أي صديق له فأنه يدعوه الى المقهى لا الى البيت وفي أغلب الاحيان تتفسخ الاسر ولا تدوم بعد أن يبلغ الاولاد سن الثامنة عشر وعلى العموم فأن المجتمع الاسباني يعيش حالة وسطية حيث يجمع بين المجتمع الشرقي والمجتمع الغربي.
ما هي نظرة الاسبان الى الاسلام والمسلمين؟
هناك نظرتان مختلفتان، فالمثقفون والذين اطلعوا على تاريخ اسبانيا وكيف كانت تعيش في ظل الاسلام وما كانت تحفل به من رقي وازدهار في الوقت الذي كانت أروبا في دياجي الجهل والتأخر وهؤلاء يحترمون العرب أو الاسلام ويتمنون لو أن المسلمين لم يطردوا من أسبانيا، أما النظرة الثانية والتي هي عوام الناس فهؤلاء على أعتبار أن لا ثقافة لديهم أولا علم لهم في هذا الشأن ويعتمدون على ما يسمعون من شائعات وأقاويل، فهؤلاء لايرون الا صورة التخلف والجهل للاسلام.
كيف تعرفت على الاسلام وما الذي دعاك الى أعتناقه وسط هذا المجتمع المادي والمعادي للاسلام؟
قل أنه تخطيط الهي، ذلك قد تعرفت بطريق الصدفة وعندما كنت أحضر للدخول الى الجامعة على بعض جيراننا من الطلاب المسلمين وقد لمست فيهم الاخلاص لدينهم وأعجبت بتمسكهم بأداء الفرائض وامتناعهم طوعاً عن كل المحرمات مع أنها مبذولة أمامهم وبدون رقيب واللطيف أنني كنت أهدف الى جلبهم نحو المسيحية ولكن وبعد المناقشات الطويلة لم أتمكن من اقناعهم بل تغيرت أنا واقتنعت ببطلان الديانة المسيحية السائدة وعندما علم والدي بالامر منعني من رؤيتهم وبقيت في منزلي ستة أشهر كالمحكوم عليها بالاقامة الجبرية فوالدي لم يكن يتقبل هذا أبداً وفي هذه الاثناء كنت قد أسلمت ولكني أخفيت اسلامي وقد حدثت اختلافات كثيرة بيني وبين العائلة أدى بي الى أن أغادر المنزل والتجيء الى أحد العوائل المسلمة في اسبانيا وقررت أن ابدأ حياة الالتزام الجدي بالحكام الشرعية من مأكل وملبس وعبادات وبعد شهرين عدت الى المنزل وبطلب من أهلي ولكني في هذه المرة مسلمة ومحجبة وملتزمة بالحكام الشرعية. ولله الحمد فقد أقترنت من أخ مسلم أتاح لي فرصة العيش في جو اسلامي أفضل.
هل هناك صعوبات واجهتك عند بدء الالتزام بالاسلام؟
اضافة الى ما واجهته من صعوبات من قبل العائلة فأن المجتمع لايريد أن يرى امراة ملتزمة بالحجاب ويكاد أن ينظر اليها بنظرة الاستغراب والدهشة ومع أن أحداً لايسأل لماذا لكن هناك من يسخر ويستهزاء واذا ما قمت بالعبادات من الطهارة أو الصلاة فأن الاسئلة تكاد تكون لاحصر لها فمثلاً لماذا الركوع ولماذا السجود ولماذا لاتأكلين اللحم المحرم وعدم المصافحة وغيرها...
وأشكر الله تعالى الذي منّ علي بمعرفة الاسلام ومعرفة نبيه الاكرم محمد صلى الله عليه وآله ومعرفة الائمة الاطهار عليهم السلام وأشكركم على هذا اللقاء.
النهاية
شفقنا