SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
أدانت القوى السياسية بمصر أحداث العنف الطائفي التي تعرض لها زعيم التيار الشيعي بمصر حسن شحاتة ومعه ثلاثة آخرون وإصابة ثمانية أفراد آخرين في قرية أبو مسلم بالجيزة مساء الأحد أثناء احتفالهم بذكري ميلاد المهدي وإقامة شعائرهم الدينية.
وذكرت التحقيقات أن جماعة متشددة قاموا بالهجوم عليهم مهللين بشعارات تكفيرية تعكس عدم احترامهم لروح الدين الإسلامي وعدم فهم تعاليمه السمحة واصفين الضحايا بالكفرة , مدعين أنهم بهذه الأعمال الإرهابية يطهرون الدين الإسلامي .
كما بادرت منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالقاهرة استيائهم الشديد من الحادث معربين في بيانات لهم إدانتهم للمتهمين.
فمن جهته أكد اللواء عادل مصطفى وكيل وزارة الإنتاج الحربي سابقا والمحلل السياسي أن الخطاب الديني المتشدد هو المسئول وراء أحداث العنف التي تجري في الشارع المصري , وقال مصر الآن تمر بأحداث عنف مذهبية وطائفية لم تشهدها من قبل وانتهاك لحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية.
ونوه أن مؤتمر "نصرة سوريا " الذي عقد مؤخرا بمصر دعي إلي نبذ الشيعة في مصر فكان نتيجة هذا ما نمر به اليوم من قتل وذبح وممارسات الدين الإسلامي بريء منها قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " ، " أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "، " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". فكل الآيات القرآنية تؤكد على الرحمة ونبذ العنف.
ونوه مصطفي أن ظهور قصة تكفير الأخر من أكبر المصائب التي تمر بها مصر حاليا وهي خروج جماعات متشددة تهدر دم الأشخاص وأتباع الديانات الأخرى وتتهمهم بالكفر وتنفذ الحكم عليهم , فالخوف أن تنجرف مصر إلي صراع طائفي دامي لا يحمد عقباه فمصر طول عمرها محتضنه كل الثقافات والديانات السماوية وبها المسلم والمسيحي والسني والشيعي لم نري هذه الدماء فاليوم يقتل الشيعة غدا من عليه الدور ؟ !
وأضاف مصطفي لابد من عقاب المتهمين حتى يكونوا عبره لغيرهم من يقدم على هذا الفعل
ومن جهته أكد سامح عاشور رئيس الحزب الناصري الديمقراطي أدانته لما حدث للشيعة بمصر مؤكدا على ضرورة وجود الخطاب العقلاني الواضح الذي يتسم بروح وتعاليم الإسلام السمحة
وحذر عاشور من تعميق الخلافات الطائفية التي يسعي لها المستفيدون وتبديد المخاوف من يوم التمرد القادم ٣٠ يونيه وأن المحاولات لإشعال فتيل الفتنة الطائفية لن تجد نفعا بين المسحيين والمسلمين المصريين فيما سبق والتي سرعان ما تفهمها المجتمع وعمل على رأب الصدع الحاصل في أحداث الكاتدرائية والخصوص
ورفض عاشور تحويل المسار إلي تعميق فكرة الطائفية داخل المجتمع وإبادة الفتنة فيه لشغله بقضية رأي عام وتخويف أصحاب الأفكار والمعتقدات المختلفة من التلويح أو إظهار معتقداتهم أو ممارسة شعائرهم الدينية
وقال من حق الجميع اعتناق ما يشاء من أفكار ومعتقدات والتعبير عنها وممارسة شعائرهم التي كفلتها كافة الدساتير والقوانين ومواثيق حقوق الإنسان والدستور المصري الذي نص في المواد ٤٠ , ٣٩ , ٤٣ على حرمة المنازل والحق في الحياة الآمنة وحرية المعتقد
ونوه عاشور إن سعي الأنظمة المتعاقبة لإشعال الأزمة لإلهاء المجتمع والرأي العام عن مشاكله الحقيقية هو أمر مكشوف ومفهوم للجميع وترفضه كل فئات النسيج الوطني ولن تقع تبعاته إلا على النظام الذي يشعل نيران الفتنة
أما نبيل معاذ الآمين العام للأكاديمية العربية لعلوم الإعلام فأكد أن أحداث العنف مرفوضة ولن يقبلها المجتمع المصري وسيلفظها سريعا.
وأكد أن محاولات الإيقاع بين الشعب المصري واستخدام الفتنة الطائفية والمذاهب المختلفة للوقيعة بين الشعب فشلت في كل الأنظمة السابقة ولن يكون لها مكان اليوم.
ونوه معاذ أن الخطاب الديني المتشدد وراء أحداث العنف وخاصة الجماعات التكفيرية الموجودة على الساحة الآن والتي تقوم بدور كبير في تخريب البلاد فلابد من الحذر منها واتخاذ معها أشد الإجراءات القانونية للحد من ارتكاب هذه الجرائم.
وأوضح معاذ أن المجتمع المصري الآن أصبح غير مستقر نفسيا ولا سياسيا ولديه أزمات كثيرة في كل جوانب الحياة ويغرق في الأزمات الاقتصادية والمذهبية والخوف من تقرار سيناريو سوريا أو أفغانستان على أرض مصر
وطالب معاذ بضرورة الحوار العاقل والخطاب الديني الوسطي الذي يحرم وينبذ العنف والفساد في الأرض والقتل والدمار لصالح جهات معينة.
أما الإعلامي سعيد نجيب فأنكر ما حدث للشيعة بمصر من مذبحة ووصفها بالهمجية وذكر المادة ١٨ من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والذي ينص على أن لكل إنسان حق في حرية الفكر والدين وهو حر في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره , وله الحرية في ممارسة شعائره الدينية ولا يجوز الحجر وتعريض أحد لإكراه من شأنه أن يخل بحريته في أن يدين بدين ما وعلى القانون المصري أن يقوم باحترام المواثيق الدولية التي صدقت عليها مصر وأصبحت ملتزمة بها.
وطالب نجيب بضرورة القبض على الجناة الذين قاموا بتعذيبهم والتمثيل بجثثهم وتقديمهم للمحاكمة
ونوه نجيب أن "مصر تفتح بابها للسياح الأجانب وكل منهم يدين بدين ما فهل يجوز إقامة الحد عليهم في مصر وتعليق المشانق لهم؟"، مؤكداً أن "حادث الجيزة ينذر بالخطر الكبير!".
أما أحد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر فأكد على إدانة الحزب الكاملة لمرتكبي حادث أبو مسلم بمصر والذي وقع ضحيتها أربعة من الشيعة مؤكدا على حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية.منوها أن مصر الآن تغرق في أحداث الفتنة الطائفية وعلى العقلاء من الأمة أن ينجرفوا بسفينة مصر إلي بر الآمان قبل وقوعها في بحر دماء ليس له أول من أخر.
عربی پرس