SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
مر على الأزمة السورية عامان ونيف وما زالت شوارعها تغرق بالدماء وارصفتها تئن بصيحات الخوف والموت من مصير مازال مجهولا للكثيرين من ابنائهاهنا قصة شاب بمقتبل العمر يعمل كطبيب في أحد المشافي الحكومية يروي لنا حكاية الخطف التي تعرض لها مع أحد اصدقائه و بالتفصيل :
يقول أمجد وهو ابن الطائفة العلوية الكريمة ( لقد كنا نرى تداعيات الوضع في سوريا وانجرافه نحو الطائفية البغيضة .. لكن كنا وما زلنا نؤمن بتربيتنا كشعب سوري فلا فرق بين علوي وسني او مسيحي ودرزي ولم أكن اتوقع يوما أن أرى هذا الحقد متمثلا بوجوه تقتل وتذبح باسم الدين وهم أبعد ما يكونون عنه ، بعد أن انهيت عملي ليلا في المشفى خرجت أنا وصديقي الطبيب (حسن ع ) فركبنا سيارته الخاصة كما هي عادتنا يوميا وأثناء عودتنا ضللنا الطريق ودخلنا بمنطقة جوبر التي لم ندخلها سابقا ومن بعيد شاهدنا حاجزا للمسلحين فتراجعنا بالسيارة وهربنا ولكنهم لحقوا بنا وأمطروا السيارة بالرصاص فأصيب صديقي الذي كان يقود والقي القبض علينا وأخذنا الى أحد الأقبية معصوبي العينين حيث كان هناك عشرات المخطوفين غيرنا ففي غرفتنا وحدها كنا ثمان أشخاص وكل بدوره يؤخذ لوجبة التعذيب اليومية بانتظار إحالته فيما بعد لما يسمونه المحكمة الشرعية ، تم استجوابي عن هويتي وطائفتي فأنكرتها وطلب مني تلاوة بعض الآيات القرآنية ليتأكدوا أني مسلم كل هذا طبعا مع الضرب المبرح ..
وبعد ساعات من الاستجواب تشاوروا فيما بينهم وقرروا الاستفادة مني وطلب فديه لجيوبهم بدل عرضي على محكمتهم الشرعية وفعلا تم ذلك فطلبوا رقم عائلتي وحدثوا والدتي التي انهارت باكية لمعرفتها بالخبر وأسمعوها صوتي وأنا اضرب فتوسلت لهم أن يتوقفوا فقالو لها غدا الساعة التاسعة مساء نريد ثلاثة ملايين ليرة عندنا والا سنرسله لكم اجزاء مقطعة .. لكن ولوضع عائلتي المتواضع وعدم امتلاكهم المال طلبوا وتوسلوا أن يتم تخفيف المبلغ فمن المستحيل تأمينه ولا بأي طريقة وبعد مماحكات ومفاوضات طويلة تمت الموافقة على مليون ونصف على أن يتم التسليم مساء الغد واقفلوا الهاتف ..
كنت أنا العلوي الوحيد وما تبقى من درعا والشام ومع ذلك لم يميزوا بإرهابهم بين علوي وسني ومسيحي كانوا يضعون سواطيرهم أمامنا ويهددونا ببتر أطرافنا بالإضافة للجلد والضرب كلما دخل عنصر جديد .. كان الموت في تلك اللحظات ارحم بكثير من الألم النفسي بسماعنا صرخات شبان في الغرف الأخرى .. وخاصة عندما تم تنفيذ الإعدام بأحد الرجال الطاعنين بالسن رميا بالرصاص على مسمع ومرأى الجميع وتهديدهم لنا بنفس المصير .
باعت والدتي مصاغها ورهن والدي البيت كما استدان باقي المبلغ من اصدقائه واتفقوا على موعد التسليم بأن تأتي بالمبلغ امرأة تلبس مانطو اسود وحجاب أسود ثم تضعها قرب حاوية معينة للقمامة تم تحديدها مسبقا مع تهديدهم بعدم اعلام السلطات الامنية ابدا والا سيكون مصيري القتل حتما .. فعلا تم استلام المبلغ كما هو متفق عليه فسمعت تهليلهم وغنائهم عند ذلك وحديثهم بان يتم التخلص مني وارسالي فورا قبل أن تكتشف محكمتهم قصة وجودي فيحاسبونهم ويأخذون المبلغ منهم وضعوني في صندوق سيارة مكبل اليدين وقطعة قماش سوداء تغطي وجهي .. سارت السيارة مسافة من الزمن قدرتها بحوالي العشر دقائق ثم توقفت وتم انزالي منها ونزع العصابة عن وجهي كانت الساعة حوالي منتصف الليل والشارع الفرعي خاو من أي أثر للحركة والناس .. فطلبوا مني المسير دون النظر للخلف والا سيطلقون النار .. هناك وبعد مسافة وجدت والدي بانتظاري ..
لكن حتى هذه اللحظة وبعد مرور كل هذا الوقت مازلت غير مصدق بأني نجوت من الموت فقد سمعت الكثير عن أناس دفعوا الفدية ورغم ذلك تم قتل مخطوفهم وإرساله لأهله جثة مقطعة وكما ترين مازال الجبس على يدي بعد علاجي من الكسر الذي أصبت به ومازال جسدي يحتفظ ببعض الكدمات كذكرى لن تمحى من ذاكرتي ابدا .
النهاية
عربی پرس