SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
أفاد «شیعةنیوز» نقلا عن الوکالان أن كل ما قيل وسيقال عن العلاقات السعودية الاسرائيلية سيكون الظاهر والمعلن منه أقل بكثير من المكتوم والمصنّف في خانة (confidential) وليس هذا برغبة سعودية بالضرورة، فقد كان لدى الملك فهد، على سبيل المثال، الاستعداد لأن يعلن التطبيع مع الدولة العبرية في حال وافق الأميركان على دعم إبنه عبد العزيز كمرشح لمنصب ولي عهد خلفاً له، بحسب وثيقة سريّة تتضمن تقريراً أعدّته لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس ولجنة أخرى من الخارجية الأميركية وقدّم للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في بداية عهده العام 1992. الوثيقة أوردت تفاصيل مذهلة عن علاقات استراتيجية بين الرياض وتل أبيب، بلغت حد التعاون ضد بلدان عربية مثل مصر وسوريا..
لقاءات الأمراء السعوديين مع مسؤوليين اسرائيليين بعد حرب تموز على لبنان سنة 2006، في الاردن وشرم الشيخ بمصر، ثم زيارة صحافية اسرائيلية الى الرياض إبان انعقاد القمة العربية سنة 2008، ولقاءات بين مسؤولين سعوديين واسرائليين على هامش معارض بيع السلاح في اوروبا، ومصافحة الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق مع ديفيد أيالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي في مؤتمر بميونيخ في فبراير 2010، مروراً بمجريات مؤتمرات حوار الأديان برعاية الملك عبد الله والتي حضرها مسؤولون اسرائليون كبار مثل شمعون بيريز، الرئيس الاسرائيلي الحالي، وانضمام حاخام اسرائيلي الى عضوية مجلس إدارة مركز حوار الاديان بالنمسا..بعض من نتف العلاقات المعلنة بين الرياض وتل أبيب.
وثائق ويكليليكس هي الاخرى كشفت عن تنسيق عال المستوى في موضوع الأمن والاستخبارات والحروب، وهو ما تحدّثت عنه مراراً صحيفة (صنداي تايمز) اللندنية المقربة من اسرائيل، حين كشفت عن سماح السلطات السعودية للطائرات الاسرائيلية بعبور أجواء المملكة في طريقها لضرب المنشآت النووية الايرانية..
لا ليست خافية ولا عادية هي العلاقات السعودية الاسرائيلية، وحين تقول صحيفة عن مصافحة حارة بين مسؤول سعودي وآخر اسرائيلي هي تحكي الواقع دون مواربة، ولا مخالفة للواقع..
الخبر الذي أورته صحيفة (يديعوت احرونوت) في 26 إبريل الماضي عن لقاء بين ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ووزير الدفاع الاسرائيلي السابق إيهود باراك في ألمانيا ليس مستبعداً وليس مفاجئاً، وأيضاً ليس جديداً.
يقول الخبر الذي كشف عنه المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت) أليكس فيشمان أن الإدارة الأميركية نجحت سراً في خلق تحالف جديد في المنطقة يسمى بالشيفرة الأميركية (أربع + واحداً). وقال إن هذه التسمية هي إشارة إلى كل من السعودية والأردن والإمارات والسلطة الفلسطينية، وهي دول عربية، أما الواحدة غير العربية فهي تركيا. وتعمل الولايات المتحدة على بلورة هذا التحالف من دون تسميات على أمل أن تضم لاحقاً له دولة غير عربية أخرى هي إسرائيل.
وأشار فيشمان، بحسب الصحيفة، إلى أن هذا التحالف الذي أسماه (محور ضغط) هو نتاج جهد خاص من وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين، جون كيري وتشاك هايغل. ويرمي التحالف أولاً إلى إنشاء تعاون بين هذه الدول في مجالات الأمن وتبادل المعلومات والتقديرات واللقاءات. وكتب أنه (لا يُعلم حتى الآن مثلاً عن لقاء اسرائيلي سعودي في المجال الأمني، لكن الادارة الأميركية تحاول أن تُقرب بين الدولتين. ويبدو أن كيري وهايغل، والعاملين معهما سيتجولون كثيراً بعد في المنطقة الى أن يحدث هذا اللقاء).
وكتب فيشمان أن وزير الدفاع السابق ايهود باراك حاول الترويج لخطة دفاعية إقليمية لدى الادارة الأميركية ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتحدث عن تعاون في مجال واحد فقط هو الإنذار والدفاع ضد الصواريخ البالستية. ويعني ذلك أن إسرائيل تستطيع أن تتلقى معلومات من نظم رادار موجودة على أرض البحرين والسعودية وتركيا، وتزوّد دولاً جارة كالأردن بحماية جوية من الطائرات والصواريخ، وهو ما كان ربما يجعل نشر صواريخ الباتريوت الأميركية على أرض الأردن لمواجهة سلاح الجو السوري أمراً لا حاجة اليه.
وفي نظر فيشمان تم نقل أفكار باراك الى الاردن والسعودية. ولم تُسجل حماسة هناك ولا في تل أبيب أيضاً. ويعدد فيشمان أخباراً عن التعاون الإسرائيلي الأردني، وعن قيام عمان بتدريب معارضين سوريين، فضلاً عن مصلحة إسرائيل في التعاون مع الأردن، وزيارات نتنياهو السرية إلى عمان.
ويلاحظ أن التعاون الإسرائيلي مع السعودية أصعب، ولكن (يبدو أن شيئاً ما عميقاً وراء الستار قد بدأ يتحرك في ظاهر الامر. وقد يكون هذا هو التفسير للقاء غير العادي الذي تم في شباط العام الحالي في مؤتمر وزراء الدفاع في برلين، فقد كان ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود يسير في رواق ومن خلفه مجموعة مستشارين ومساعدين وحُراس. ووقف فجأة منفصلاً عن المجموعة ليصافح بحرارة وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك ايهود باراك الذي مر بجانبه. ووقف الحُراس من الطرفين حائرين حينما كان ربّا العمل يتحادثان كمن يبدوان على معرفة قديمة. وبعد دقائق معدودة ومصافحة وتسليم انفصلت الحاشيتان بعضهما عن بعض).
ويعتبر فيشمان أن الإدارة الأميركية تدرك أن إمكانية الحوار السعودي الاسرائيلي تسحر نتنياهو، لأن لإطار العمل مع مجموعة دول عربية في مركزها السعودية أهمية كبيرة لأمن اسرائيل. كما أن التعاون مع الاردن والعلاقات المتبادلة مع دولة الامارات ستمنح إسرائيل أيضاً العمق الاستراتيجي الذي لا تملكه، وتُمكّنها من المخاطرة الامنية.
ويرى الكاتب أن المشكلة مع تركيا أسهل لأن العلاقات الامنية والاقتصادية والديبلوماسية بين الدولتين كانت في الماضي قريبة جداً، وكما أفضت المصلحة الاقتصادية في الدولتين إلى الحفاظ على العلاقات الاقتصادية بينهما وتطويرها، تفضي التهديدات المشتركة أيضاً من سوريا وايران الى تبادل آراء من غير وسيط.
وبديهي أن هذا التحالف يستثني حتى الآن الدولة العربية الأكبر وهي مصر، التي باتت تحت حكم (الإخوان المسلمين). وهي تختلف عن دول (الأربع + واحدة) التي لديها هموم مشتركة ضد إيران وضد التطرف الإسلامي. غير أن الأميركيين يأملون أن يجتذبوا المصريين ولو بتجاهل الرئاسة، وعبر تأكيد العلاقة مع الجيش الذي يملك استقلالية في مجال الاتفاقيات الأمنية. ويقر الأميركيون بوجود تناقضات داخل هذا التحالف، ولكنهم يؤمنون بقدرتهم على تجاوزها، ويرون فيه ضرورة لحماية مصالحهم في المنطقة، كما أنّه قد يعزز فرص التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين.
هذا التقريرالمثير للاهتمام من الطبيعي أن يولّد ردود فعل صادمة لبعض الجمهور الغافل، وأخرى مريحة لأن مثل هذه الأنباء تضع حداً حاسماً لكل المدّعيات حول التزام النظام السعودي بالقضايا العربية وهموم الأمة.
وفي ظل اختلاط الأوراق، وحملات الاتهام المتبادلة، لم تتحمّل الحكومة السعودية أن ينشر خبر لقاء سلمان ـ إيهود في ألمانيا في صحيفة لبنانية أو أي صحيفة عربية، ولو كان الخبر مقتصراً على الصحف الاسرائيلية لما جاء الرد السعودي سريعاً. حيث نفت السفارة السعودية في لبنان ما أوردته صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية، وجاء في البيان: تناقلت بعض الصحف اللبنانية الصادرة يومي السبت 27/4/2013 والاثنين 29/4/2013 اخبارا منسوبة الى «صحيفة يديعوت احرونوت» الاسرائيلية تتناول المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد. يود المكتب الإعلامي في السفارة السعودية في بيروت ان يؤكد ان ما اوردته الصحف لا أساس له من الصحة وأن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد لم يقم بأي زيارة الى المانيا في التاريخ الذي أوردته الصحيفة ولم يشارك في أي مؤتمر وان كل ما تم حياكته حول هذه الزيارة هو من باب التضليل.
النفي السعودي كان اعتيادياً، ومتوقعاً، وليس فيه ما يلفت الانتباه، ومن يتأمل في العبارات سوف يجد أن النفي مرتبط بحادثة دون الموقف الاستراتيجي من أصل اللقاء وأصل العلاقة. فالبيان ينفي وجود الأمير سلمان في المانيا في التاريخ المذكور في الصحيفة وكذلك مشاركته في مؤتمر، ولكن في المقابل لم يتعرّض البيان الى أصل اللقاء بين مسؤولين سعوديين واسرائيليين بخلاف البيانات السابقة التي كانت تؤكد على المواقف المبدئية وليس المواقف السياسية اللحظوية.
ما تزامن مع خبر لقاء الأمير سلمان ووزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق ايهود باراك كان هو الآخر مثيراً للإهتمام. وبخلاف ما تناقلته وثائق ويكيليكس عن تنسيق اسرائيلي سعودي بخصوص الضغط على الادارة الأميركية لقبول خيار الحرب على ايران، ودعمه، واستعداد السعودية لتمويل حرب تؤدّي الى ما وصفه الملك عبد الله (قطع رأس الأفعى) بحسب وثائق ويكليكس..
أقول بخلاف كل ما نشر طيلة السنوات الماضية ولم تنف الحكومة السعودية أي منها حول التنسيق السعودي الاسرائيلي في الحرب على ايران، نشر خبر مؤخراً في 27 نيسان (إبريل) الماضي، يفيد بأن السعودية ستسقط الطائرات الاسرائيلية المتوجّهة عبر اجوائها الى ايران. يقول الخبر الذي نشرته صحيفة (ايديعوت احرونوت) الاسرائيلية: أبلغت حكومة المملكة العربية السعودية إسرائيل عن عزمها لإسقاط طائرات القوات الجوية الإسرائيلية إذا اتجهت إلى الأراضي الإيرانية عبر أجواء المملكة.
وتضيف الصحيفة فإن رسالة العربية السعودية قد أوصلت عبر العاملين في الديوان الرئاسي الأمريكي خلال المحادثات التي أجروها مؤخرا مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، والتي جرت في القدس. وتفيد الصحيفة أن رسالة العربية السعودية الموجهة إلى تل أبيب عبر واشنطن يمكن أن تعني أن لأميركا موقفا سلبيا تجاه خطة إسرائيل الممكنة لشن حرب أحادية الجانب ضد إيران وأنها تحاول رد الحكومة الإسرائيلية عن هذه الخطوة.
خبر الصحيفة يخضع للمناقشة المفتوحة، لأنه يأتي خارج سياق الوقائع التي جرت خلال السنوات الست الماضية التي كانت حافلة بأخبار وتقارير حول تنسيق أمني وسياسي اسرائيلي سعودي في مواجهة المحور الايراني..وإن أقصى ما يمكن فهمه من تقريرالصحيفة الاسرائيلية هو أن ثمة محاولة لكسر الانطباعات المتنامية حول العلاقات الاسرائيلية السعودية وتبديدها خصوصاً فيما يتعلق بسماح النظام السعودي للاسرائيليين باستخدام أجواء المملكة في الحرب على المشروع النووي الايراني.
نلفت هنا الى ما نشر حول أحد أوجه التعاون الامني السعودي الاسرائيلي، حيث نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي في 5 إبريل الماضي عن مسئولين غربيين قولهم إن المخابرات الإسرائيلية أمدت نظيرتها المصرية بمعلومات ساهمت فى احتجاز السفينة المحملة بشحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر. وكشفت القناة عن المسئولين الغربيين الذين لم تسمهّم عن تعاون أمنى مصرى سعودى إسرائيلي، لمكافحة تهريب السلاح فى البحر الأحمر.
وكانت مصر قد احتجزت السفينة التوجولية (توجو بغرب أفريقيا) على بعد 12 ميلا بحريا من محمية رأس محمد في 3 إبريل الماضي. وكانت الخارجية الإسرائيلية نفت أمس على لسان الناطق باسمها يجال بالمور لوكالة الصحافة الفرنسية، أى علاقة لها بالسفينة، أو أنها انطلقت من ميناء إيلات بالبحر الأحمر. وقال بالمور: )لا أحد فى إسرائيل يعرف أى شىء عن هذه السفينة، من الواضح أنها لم تكن آتية من إيلات ولا من أى مرفأ إسرائيلى آخر(. وقالت القناة العاشرة بأن الأسلحة المضبوطة من النوع الذى تستخدمه حماس وحزب الله، لكنها رجحت أن تكون الأسلحة متجهة إلى سوريا لدعم الرئيس السورى بشار الأسد فى حربه ضد معارضيه.
ما يكشف عنه الخبر أن ثمة تعاوناً أمنياً واستخبارياً بين الرياض وتل أبيب والمؤسسة العسكرية المصرية التي لا تزال تحتفظ بقدر من الاستقلالية عن الحكم الجديد في مصر بعد أن تولى الاخوان إدارة شؤون البلاد.
ناهض حتر، الكاتب الأردني أثار سؤالاً حول الأسباب التي دفعت المملكة السعودية نحو الخيار الاسرائيلي. وكتب في مقالة نشرت في صحيفة (الأخبار) اللبنانية في 29 نيسان (إبريل) الماضي، جاء فيه:
لا يوجد ما يجعلنا ندهش من الأخبار المتتالية عن التنسيق السعودي ــ الإسرائيلي ضد إيران وسوريا؛ فلقد أصبح معروفاً أن الرياض كانت من بين الطهاة الرئيسيين للحرب الإسرائيلية على مصر عبدالناصر في حزيران الـ1967. ينبغي القول، للإنصاف، إن السعوديين أرادوها حرب تأديب وتحجيم لجمال عبدالناصر، لا حرب احتلال دائم. ولكن هذه هي إسرائيل التي تفيد، كالعادة، من السياق العام المتولّد عن الأهداف المشتركة مع الحلفاء، ثم تمضي، وحدها، حتى نهاية الشوط.
وحدّد حتر أهدافاً ثلاثة سعودية اسرائيلية مشتركة وراء هذا التعاون وهي: لجم إيران وإسقاط النظام السوري ومحاصرة حزب الله، لكن، لدى النجاح في تحقيق هذه الأهداف، سوف تذهب إسرائيل نحو تحقيق أهدافها الخاصة: تصفية القضية الفلسطينية في صيغة الكونفدرالية ــ الوطن البديل في الأردن، وابتلاع الجولان، وتجديد احتلال أجزاء من الجنوب اللبناني، وفرض شروطها في مجال استثمارات النفط والغاز في هذا البلد.
واستند حتر الى ما نقلته صحيفة يديعوت احرونوت عن جهود وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين كيري وهاغل لتكوين محور يضم إسرائيل وتركيا والسعودية والإمارات والأردن والسلطة الفلسطينية، في مواجهة إيران. وينقل حتر عن المستشار العسكري لخامنئي، اللواء يحيى رحيم صفوي قوله، (وجود مخطط أميركي إسرائيلي تركي سعودي قَطري لإسقاط الأسد، قبل الانتخابات الإيرانية، في 14 حزيران المقبل). ولم يسمّ صفوي الإمارات بالاسم، كما أنه اكتفى بالقول إن الرياض تسعى (لاستدراج) الأردن إلى المشاركة في ذلك المخطط.
ويبني حتر على هذه المعطيات كيما يستنتج بأن انتخابات إيرانية تجرى بعد سقوط النظام السوري ومحاصرة حزب الله، سوف تؤدي إلى فوز القوى «الأكثر اعتدالا» في إيران، وتمهّد أمامها السبيل للتعاون مع الغرب، ومهادنة إسرائيل.
ويخلص الكاتب بأن للأتراك وعرب الخليج وتركيا وإسرائيل، مصلحة مشتركة في قص الأجنحة الإيرانية وتركيع طهران، من خلال عملية حربية لإسقاط الأسد، وعزل حزب الله، وإشعال الحرب المذهبية لإغراق العراق، مجددا، في مستنقع الفوضى والتمزّق. وهو ما سيحقق هدفا أكبر هو منع روسيا من التحوّل قطباً عالميا، ومن ثم مهاجمتها، بالإرهاب، في عقر دارها.
الخطة المعادية تتكون من عمليتين، إحداهما قائمة ويجري تطويرها. وهي تدريب عصابات المسلحين، وتزويدها بالرجال والمال والأسلحة النوعية. وجرى توسيعها، مؤخرا، لتشمل الجبهة الأردنية، كما جرى العمل على تفجير الوضع الداخلي في العراق، وصولا إلى الانهيار الأمني في المحافظات المحاذية لسوريا، وتمكين الإرهابيين من التواصل عبر الحدود. وبينما يجري، منذ سنتين، تزويد العصابات بأسلحة مختلفة، فإن القرار بشأن السلاح النوعي، لم يُتّخَذ بعد، ربما بانتظار تكوين قوة موالية ومنضبطة، لتسلّمه. العملية الأخرى التي تنتظر ساعة الصفر، تتمثل في تدمير سلاح الجو والدفاعات الجوية في سوريا. ولن يذهب الحلف المعادي إلى مجلس الأمن، حيث يستحيل الحصول على قرار بفرض منطقة حظر جوي في البلد الحليف لموسكو، بل ستوكل المهمة إلى دولة إقليمية مارقة، إسرائيل.
الولايات المتحدة التي لا تزال غارقة في عقدة الحرب العراقية، لا تستطيع أن تتجاهل، أيضا، موازين القوى الجديدة على المستوى الدولي، مما أعاد الاعتبار للقوة الإقليمية الإسرائيلية التي تتميز بقدراتها العسكرية وتقاليدها في عدم الامتثال للشرعية الدولية، بالإضافة إلى حاجتها الذاتية إلى استعادة الردع والهيمنة، اللتين دمّرهما حزب الله في 2006.
يرى حتر بأن هذا هو السرّ في التقارب السعودي الإسرائيلي الحاصل الآن على غير مستوى؛ فلقد فهمت الرياض ثلاثة أمور، أولها أن فاعلية الدوحة تتأتى، رئيسياً، من تحالفها الوثيق مع تل أبيب، وثانيها أن اسقاط النظام السوري بالإرهاب وحده، لم يعد ممكناً من دون تدخل عسكري خارجي، وثالثها أن الولايات المتحدة أوكلت مهمة الحرب على سوريا إلى إسرائيل.
بالنسبة للإسرائيليين، فإنها فرصة العمر التي تستأهل المغامرة؛ سوف يخوضون حربا تحقق أهدافهم الأمنية والاستراتيجية الخاصة، ولكنها تشكل، في الوقت نفسه، خدمة جليلة للولايات المتحدة وللمملكة السعودية ودول الخليج. وهم سيقدمون فواتير هذه الخدمة للجميع، ويفرضون تصوّرهم الخاص حول الحل النهائي للقضية الفلسطينية، عبر بيع غزة لقَطر لإنشاء إمارة إسلامية مسالمة، وضم أكثر من نصف الضفة الغربية، وتصدير مشروع الدولة الفلسطينية إلى الأردن، عبر الكونفدرالية.
ويستدرك حتر من كل ما يثار حول التعاون الاسرائيلي السعودي بل والمحور الذي يسعى وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين بأنه يصطدم مع المصالح الوطنية الأساسية لفلسطين والأردن، مما يجعلنا نَصِف انخراط قيادات البلدين في الحملة على سوريا، بكلمة واحدة: الانتحار. يختم حتر: هناك بشائر لتجديد وانطلاق الحركة الوطنية الأردنية لمقاومة المسار الانتحاري، ونحن ننتظر شيئا ما من التيارات الوطنية الفلسطينية، لكن سيصعب على حماس وجماهيرها الخروج من قمقم الطائفية.
النهاية