SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
تمالك حسين نفسه وعاد ليواجهني بملامحه الذابلة وفي عينيه لمعة دمع. حكى عن تفاصيل آخر حديث جمعه مع الجندي الشهيد حميد ثم تدارك الامر، قائلا بصوت مخدوش: ان الاوامر صدرت بتوجه كتيبة النقليات الى منطقة القائم. صمت حسين قليلا مستجمعا الصورة ثم تابع " تحركنا في رتل يضم العديد من الناقلات العسكرية نوع فاون من منطقة التاجي ببغداد الى القائم لنقل مواد ومعدات لانشاء سدود ترابية تحسبا لانهيار السدود السورية القريبة من حدودنا.
كانت مهمتنا ان نصنع ساترا ترابيا يحمي محافظة الانبار من انهيارات السدود السورية وكنا نشعر بالحماسة من اجل ذلك وكان الشهيد حميد اكثرنا تشوقا لهذا الواجب وكنت اعيب عليه المبالغة لان الواجب فيه مشقة كبيرة، الا ان روح الجندي حميد المرحة كانت تهون الامر".تغيرت ملامح حسين فجأة وهو يبلغني ان الشهيد حميد تبينة عريان القرة غولي متزوج وله 4 أطفال، ابديت تأثري بهذه المعلومة وطلبت منه ان يروي لي القصة قبل ان يزدحم مجلس العزاء بالمزيد من اقرباء الشهيد وتتعذر علينا المواصلة.اشعل حسين سيجارة وقال: "اثناء توجهنا الى القائم مررنا بالقرب من ملثمين قرب ساحة الاعتصام في الرمادي فتوجهنا اليهم بالسلام ومررنا من دون حدوث اي شيء، فقد كانوا على علم بمهمتنا ويعرفون ان ما نقوم به من واجب يصب في مصلحتهم ويحميهم من مخاطر انهيار السدود السورية.
ولكننا ما ان عدنا في اليوم التالي لنسلك الطريق نفسه حتى شعرنا ان شيئا غريبا يحدث".اردف حسين وعلى وجهه ملامح الحزن" ما ان مررنا من امام ملثمين حتى تغيرت الحركة من حولنا وامام استغرابنا الشديد قام المتظاهرون برمينا بالحجارة، ولكننا واصنا المسير على اعتبار ان هذا السلوك الفردي يجب تجاوزه وعدم الركون اليه، الا ان الامر اختلف بعدها بلحظات فقد فتحت النيران علينا من اسلحة خفيفة ومتوسطة وادت الى اعطاب ناقلتين في مؤخرة الرتل العسكري. شاهدت العديد من المسلحين يتوجهون الى الناقلات وقاموا باخراج الجنود وكان الجندي حميد تبينة من بينهم. وهو جريح وعلى الفور قاموا بضربه بالسيوف والعصي ثم سحلوا جثته على الطريق السريع واخذوا يمثلون به بطريقة بشعة بعدها احرقوه وهم يكبرون ويهتفون الموت لقوات الجيش".
القصة التي رواها لنا حسين اثناء زيارة "الصباح" لمجلس عزاء الجندي الشهيد حميد تبينة عريان القرغولي وهو من ابناء الناصرية واستشهد الثلاثاء الماضي في ساحة الاعتصام بالرمادي اثارت الكثير من ردود الافعال حيث طالب الاهالي بالقصاص من الجناة ومعالجة هذه الخروقات بحزم كبير.
من جهتها، طالبت عائلة وعشيرة الجندي الشهيد عشائر الانبار بتسليم الجناة.من جانبه قال محمد جخيم العريان القرة غولي ( ابن عم الجندي الشهيد ) لـ"الصباح": "سنطالب عشائر وشيوخ الانبار بتسليم الجناة لان ولدنا لم يكن في مهمة قتالية، حتى يقوموا بالتمثيل بجثته بالسيوف ومن ثم يحرقونها، علما ان عشائر الناصرية سوف لن ترد بالمثل، وستلتزم بتوجيهات المرجعية الدينية".
انتهی
المصدر"نون