SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
بعدَ أن فقد الكثير من الشباب والأكبر عمراً من شرائح المجتمع العراقي الأمل في إكمال تعليمهم والدخول إلى الجامعات العراقية للتخصص في المجالات العلمية والإنسانية التي يرغبون بها نتيجة للظروف الصعبة التي مرّ بها العراق في السنوات الماضية، جاء ديوان الوقف الشيعي في العراق مثل شراع الأمان لإيصال سفن أحلام هؤلاء الأفراد ومواصلة حياتهم العلمية، بعد أن أطلق عام 2012 مبادرة الامتحانات الخارجية استناداً لقانون المدارس الدينية لسنة 1993 وتم قبول أكثر من 300 طالب في العام السابق لمرحلة السادس الإعدادي الإسلامي في كربلاء وباقي المحافظات الأخرى، وأمكن للطلبة الناجحين في الامتحان الالتحاق بالكليات الدينية المختلفة. ووضع اللجان المختصة بالامتحانات والتابعة للديوان منهجاً دراسياً اشتمل على 9 مواد دراسية يمكن للشخص الذي يجتازها من الحصول على شهادة ثانوية تؤهله لإكمال دراسته الجامعية في الكليات الإنسانية مثل العلوم الإسلامية واللغة العربية والتاريخ فضلاً عن كليات الشريعة في الجامعات الأهلية بالعراق.
ولاقت هذه المبادرة التعليمية ترحاباً كبيراً من قبل أهالي مدينة كربلاء المقدسة الذين أعربوا عن سعادتهم بالآلية العلمية التي اتخذها الديوان لإجراء مثل هذه الامتحانات.
وعمل ديوان الوقف الشيعي وبالتعاون مع مديريات التربية في المحافظات العراقية خلال العام الحالي على تسهيل كافة الإجراءات اللازمة لقبول الطلبة المتقدمين وترتيب كافة الإمكانيات المتاحة وذلك من خلال تعليق اللافتات والإعلانات ووضع الاستمارة الالكترونية الخاصة بالتقديم للامتحانات الخارجية للمرحلة الإعدادية والمتوسطة في الموقع الإلكتروني الخاص بالديوان على شبكة الانترنيت(www.alwaqfalsheai.gov.iq) لمدة من 5 ـ 20/2013 وتم بالتنسيق على آلية خاصة مع مديريات التربية في تسيير المعاملات والإجراءات اللازمة في واقع حال المتقدمين للامتحانات، وذلك باستلام كتب طلب الوثائق عن طريق معتمد رسمي تابع للديوان إلى مديرية التربية ويتم تسليم الوثائق للمواطنين عن طريق المعتمد دون حاجة الذهاب إلى مديرية التربية.
ويوضح مسئول التعليم الديني في مديرية الوقف الشيعي بكربلاء السيد مرتضى جليل إبراهيم لوكالة نون الخبرية ان "محافظة كربلاء شهدت مشاركة أكثر من 300 طالب من فئات عمرية مختلفة في الامتحانات التي أقامها ديوان الوقف الشيعي في العراق خلال العام السابق، وقد تمّ تشكيل لجان إمتحانية من الكوادر التدريسية التابعة للوقف الشيعي، فيما شهدت السنة الحالية مشاركة أكثر من 6000 متقدّم في إجراء الامتحانات والحصول على الشهادة المتوسطة والإعدادية".
ويضيف ان "دائرة التعليم الديني ومكتب النائب الأول لرئيس الديوان أصدرا عدة تعليمات يجب أن يلتزم بها المتقدمون ومن بينها ان لا تقل سنوات الترك للطالب عن ثلاث سنوات لشموله بالامتحان الخارجي للسادس الإعدادي وكذلك للثالث المتوسط، وان لا يكون من خريجي مدارس الحزب الملغاة سابقاً، مع عدم مراعاة عدد المتقدمين وأعمارهم".
ويتابع ان "هنالك عدد كبير من الناجحين في الحصول على شهادة الثالث المتوسط ولكن لم يردنا حتّى الآن حول إمكانية تقديمهم لنيل شهادة السادس الإسلامي لنفس السنة أو يتم ترك مدة ثلاث سنوات أخرى للمشاركة في الامتحان".
فيما يبين مسئول العلاقات والإعلام في مديرية الوقف الشيعي فاضل الخزعلي لوكالة نون الخبرية ان "كل من رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد صالح الحيدري ووكيله سماحة الشيخ علي الخطيب استطاعا خلال هذا العام الحصول على الموافقات الرسمية والتنسيق مع وزارة التربية بخصوص الامتحانات الخارجية للطلبة لغرض الحصول على شهادة السادس الإعدادي والثالث المتوسط الإسلامي".
ويضيف الخزعلي ان "نسبة النجاح للطلبة المتقدمين في العام السابق وصلت إلى 85 % من الطلبة من الذين اشتركوا فعلياً وهم بحدود 350 طالباً، فيما وصل عدد المتقدمين لعام 2013 في أول يوم من الإعلان حوالي 1350 متقدماً من كلا الجنسين والعدد في تزايد"، مبيناً ان "هذه الامتحانات قد أقيمت بدقة وتنظيم وتعاون مع مديريات التربية وان اللجان المختصة بتصحيح دفاتر الامتحان هي لجان مركزية من محافظة بغداد وتضم نخبة من الأساتذة المختصين، ويتم الإعلان عن النتائج بعد الخضوع للتدقيق المركزي".
أما عن مدى شرعية وقانونية هذه الامتحانات التي خدمت شريحة كبيرة من العراقيين، فيشير مدير إعلام مديرية تربية كربلاء جلال محمد علي من خلال وكالة نون الخبرية إلى ان "الشروط التي وضعها ديوان الوقف الشيعي هي نفس الشروط الموضوعة في الامتحان الخارجي لوزارة التربية العراقية وهي امتحانات منظمة وستلبي طموحات الكثير من الشباب العراقي في إكمال تعليمهم".
وبالنسبة للشروط الرئيسية لإجراء الامتحان كما يوضح محمد علي هي أن "يكون المتقدم قد أنهى ثلاث سنوات بعد حصوله على الشهادة الابتدائية ليدخل امتحان المتوسطة وكذلك يكون المتقدم قد أنهى ثلاث سنوات على حصوله الشهادة المتوسطة ليدخل الامتحان الإعدادي، ويحرم من الامتحان كل من سجّل في المدارس النهارية أو المسائية لهذا العام ولو ليوم واحد".
ويكمل حديثه ان "هنالك "استعدادات كافية لإجراء الامتحانات وتم توفير مدارس خاصة ومدرسين يشرفون على الامتحانات وهم تابعون لديوان للوقف الشيعي وتجرى الامتحانات دون تدخل التربية فيها، إلا إذا كان عدد المتقدمين كبيراً جداً".
ويلفت محمد علي إلى ان "مديرية التربية قامت بتهيئة موظفين خاصين لغرض استلام المعاملات من الاستعلامات والدخول إلى قسم الامتحانات لإصدار وتصديق الشهادات ومن ثم العودة بها لصاحب العلاقة في القاعة الخاصة التي وضعت لغرض استقبال المشاركين بالتعاون مع أحد معتمدي ديوان الوقف الشيعي لتسهيل عملية تصديق الشهادات".
من جهته افاد معاون عميد كلية العلوم الإسلامية في جامعة كربلاء الدكتور فاضل متعب بان "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق وافقت على استقبال حملة شهادات السادس الإعدادي الإسلامي في كلية العلوم الإسلامية للدراسات المسائية حصراً، وقد تم فتح قسم الدراسات القرآنية نزولاً لرغبة الطلبة المتقدمين وكذلك للذين لم تسنح لهم الفرصة للدراسة في الكليات الصباحية".
ويضيف ان "المناهج الدراسية قد وضعت من قبل أساتذة مختصين أكفاء وموحدة للدراسة الصباحية والمسائية وسوف تكون الامتحانات والأسئلة موحدة في الامتحان النهائي"، مبيناً أن "هنالك فرصة أمام الطلبة الأوائل في المرحلة الأولى للانتقال إلى الدراسة الصباحية في السنوات الثلاث المتبقية من الدراسة الجامعية".
بينما يؤكّد مقرّر قسم الدراسات القرآنية بكلية العلوم الإسلامية الدكتور ميثم الشافعي لوكالة نون الخبرية انّ "هنالك عدد كبير من الناجحين في امتحانات الوقف الشيعي هم من المتميزين الذين يرغبون بإكمال مسيرتهم العلمية"، مبيناً ان "باستطاعة الخريجين من الكليات مواصلة دراساتهم العليا وقد تم مفاتحة وزارة التعليم العراقية على افتتاح الدراسات العليا لطلبة الدراسات القرآنية ونتمنى الحصول على الموافقة وافتتاحها خلال العام المقبل".
ووصولاً إلى مشاعر وطموحات الطلبة المشاركين في امتحانات الوقف الشيعي والحاصلين على شهادة السادس الإعدادي الإسلامي فقد أعربوا عن سعادتهم بهذه المبادرة العلمية وأكدوا بأنها فرصة لإكمال تعليمهم وتطوير إمكانياتهم الشخصية.
وتحدثت الطالبة لبنى عباس من كلية العلوم الإسلامية عن تجربة ديوان الوقف الشيعي بافتتاح هذه الامتحانات وقالت بأنها "تفوق التصورات وقد أوجدت الدافع العلمي لدى الكثير من الشباب الذين دفعتهم الظروف الصعبة في السنوات الماضية لإكمال دراستهم والحصول على الشهادات العليا"، مضيفةً ان "هذه المبادرة قد أخذت بأيديهم وساعدتهم على العبور إلى بر العلم والتعلّم".
أما زميلها في الدراسة مهدي السعدي فقد أبدا شكره وتقديره للمسؤولين في ديوان الوقف الشيعي على إتاحة هذه الفرصة التي يقول: أنها "رعاية أبوية أوجدت الأمل لدى شريحة من المواطنين الذين ظلمهم النظام السابق وأجبروا على ترك دراستهم".
فيما أعربت الطالبة لقاء كاظم عن أملها باستمرار مثل هذه الفرصة في استحصال الشهادات العلمية وشمل أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع العراقي، من أجل "النهوض بالعلم والثقافة في البلاد التي هي اليوم بأمسّ الحاجة إلى تطوير قطاع التعليم فيها".
انتهی
المصدر:نون