SHIA-NEWS.COMشیعة نیوز:
أبرز ما يلفت النظر في التقرير الذي يعتبر تقييما لهذا المجهود هو آراء مسؤولين عراقيين الذين وجهوا انتقادات لاذعة لما ضاع من فرص. واعترف مسؤولون اميركيون كبار ببعض شكاوى العراقيين ، ولكن بعضهم قال ان الولايات المتحدة تبدو وكأنها لم تفعل الكثير لأن حجم الطموحات كان مبالغا فيه.
وقال وكيل وزارة الداخلية العراقي عدنان الأسدي للمفتش العام الاميركي ستيوارت باون "بعد كل ما انفقته الولايات المتحدة من أموال تستطيع ان تذهب الى أي مدينة في العراق ولن ترى بناية واحدة أو مشروعا واحدا" أنجزه الاميركيون. واضاف "تستطيع ان تحلق بمروحية حول بغداد ومدن أخرى ولكنك لا تستطيع ان تشير بالاصبع الى مشروع واحد بنته وأنجزته الولايات المتحدة".
ويمثل رأي المسؤول العراقي نقدا اساسيا لتركة الاميركيين التي تبدت بشكل ساطع بعد انسحاب قواتهم القتالية في نهاية عام 2011.
وينهي التقرير ادعاءات المسؤولين الاميركيين باضطلاعهم بمهمات أكبر من طاقتهم وكانوا يتطلعون الى مساهمة عراقية غير متوفرة بالقدر الكافي ويحسبون حساب وجود عسكري اميركي مديد.!!
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعرب في لقاء مع المفتش العام الاميركي عن امتنانه لما استثمرته الولايات المتحدة في العراق ولكنه ابدى اسفه لهدر مليارات "كان من الممكن ان تحدث تغييرا كبيرا" لو أُحسنت ادارتها. وقال المالكي ان الاميركيين كانوا احيانا متحمسين بافراط لإنفاق المال مشيرا الى اصرار الحكومة الاميركية ذات مرة على صرف 70 الف دولار لتنفيذ مشروع مدرسي رغم ان مدير المدرسة كان لا يريد إلا 10 آلاف دولار.
وقال رافع العيساوي وزير المالية المستقيل الذي عمل بصورة وثيقة مع
المسؤولين الاميركيين ان الولايات المتحدة لم تنفذ مشاريع اعمارية متميزة
وفي مدينته الفلوجة ما زال جسرها على نهر الفرات رمزا للسيطرة البريطانية
في اوائل القرن العشرين. وبعد تدمير المدينة في معارك طاحنة مع المسلحين،
ترك الاميركيون وراءهم منشأة لمعالجة مياه الصرف كلفت أكثر مما رُصد لها
ولا تسد إلا نسبة ضئيلة من حاجة سكان المدينة.
وقال وزير العدل حسن
الشمري ان الاميركيين قاموا بتمويل مشاريع صغيرة قرب قواعدهم ولكن قلة منها
كانت قادرة على البقاء والاستمرار. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الشمري
قوله "لو كنتُ وزيرا في عام 2004 لأعطيتُ الاميركيين رؤية، فالرؤية كانت
مفقودة، ونظراً لعدم وجود رسالة، لم تكن هناك اولويات".
واعترف اميركيون
قابلهم معدو تقرير المفتش العام الاميركي بغياب التنسيق. وقالت عضو مجلس
الشيوخ الاميركي عن الحزب الديمقراطي كلير ماكاسكل ان التنسيق بين الوكالات
الاميركية المختلفة "كان فشلا ذريعا مطلقا" وان الأقسام الحكومية كانت
تؤدي مهمات متعارضة.
واقر وزير الدفاع الاميركي السابق ليون بانيتا الى
ان الجيش الاميركي أُقحِم في دور اعماري لم يكن مهيئا له. واضاف "ان
الجيش الاميركي كان في العراق لخوض حرب".
وقال مسؤولون اميركيون ان المخططين لم يأخذوا في الاعتبار ان العراق قد لا يسمح ببقاء قوات اميركية بعد عام 2010. واشار السفير السابق كريستوفر هيل الذي عمل في بغداد عامي 2009 و2010 الى ان المسؤولين الاميركيين كانوا مهووسين بمعدلات الانفاق كمعيار للانجاز اثناء رحيل القوات.
وقال سلفه السفير "راين كروكر " المحال الى التقاعد الان ، ان احد الأخطاء الأساسية كان عدم تأمين دعم العراقيين للمشاريع باهظة الكلفة. واضاف ان العراقيين كانوا احيانا يبدون وكأنهم يعبرون عن دعمهم "بهزة من الرأس" اثناء الاجتماعات في حين انهم في الحقيقة لم يكونوا مهمتمين بهذه المشاريع.
انتهی.
المصدر: نهرین نت