SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: وقال الشيخ سلمان في تصريح لقناة المنار اللبنانية الاثنين ان طريقة تعاطينا مع هذا الحوار هي بمزيد من الوعي واليقظة والإدارة السياسية تراعي الوضع الداخلي والخارجي بحيث لا تبدو المعارضة من خلال بعض مكائد السلطة وكأنها ترفض الحلول الناتجة من الحوارات الجادة.
واضاف : نحن جادون كقوى سياسية معارضة في تحويل أي فرصة للتفاوض والحوار إلى مخرج حقيقي للأزمة في البحرين. ولكن سقوط الشهداء ومزيد من الضحايا للعنف الرسمي يؤكد عدم جدية النظام في الحوار، فالمؤشرات تتجه إلى منطقة تعاكس أي فرصة لنجاح الحوار وفرص الخروج بحلول مقنعة للشعب وتستجيب لتطلعاته مؤكدا ان
القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة تضع عينها على حل سياسي دائم وشامل يحقق المساواة بين المواطنين، والعدالة والديمقراطية، وليس اتفاقات شكلية هشة.
وحول زياراته الى مصر وروسيا قال الشيخ سلمان :من الطبيعي أن تقوم المعارضة تنفيذا لاستراتيجيتها بالاتصال بمختلف بلدان العالم لشرح وجهة نظرها وتقديم رؤيتها في حلحلة ملف البحرين في سياق تحقيق تطلعات الشعب ولا يعد ذلك بالطبع تدخلا في شؤوننا الداخلية والنظام يدفع أموالا طائلة ليحصل على الدعم. ويوظف العديد من شركات العلاقات العامة التي صرف عليها أكثر من 26 مليون دينار بحريني في سنة 2012 وحدها.والمعارضة الوطنية الديمقراطية تعمل على التواصل مع مختلف الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن البحريني.
وردا على سؤال حول اقوال بعض الاطراف بإن أي حل للأزمة في البحرين مرتبط بما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا قال الشيخ سلمان ان القضيتين ليستا مرتبطين، ولا نعلم إن كان أحد على المستوى الدولي قد ربط بين القضيتين، وليس من الصحيح أن ترتهن ثورتنا وانتصارها على عامل اقليمي بالكامل وعلى الخصوص ما يجري في سوريا، ونقول للنظام مبكرا لا تنتظر أن يتراجع شعب البحرين عن مطالبه لعامل اقليمي هنا أو عامل دولي هناك، نعم قضايا العالم العربي مرتبطة فيما بينها ولكن ليس بهذه الصورة التي تطرح في السؤال ، وسبق أن ربط البعض بين سقوط او انتصار القذافي بقضية البحرين ولكن ما شهدناه عدم التأثر مطلقا، نعم حرية شعب تعطي دفعا معنويا للشعب الذي يعاني وتفتح له آفاق الأمل.
وحول الاجنحة الحاكمة في البحرين وتقسيمها بين جناح متشدد وجناح معتدل قال الشيخ سلمان ان الجناح المتشدد هو الذي يعمل اليوم على إراقة الدماء بوتيرة متصاعدة ويؤزم الأوضاع أكثر فأكثر، فيقتل ويريق الدماء ويطلق ميليشياته المدنية للعبث وارتكاب الجرائم ويحرق ويعتدي على مصارف ومحلات تجارية ويقوم بإختراع تفجيرات وخلايا ويحاول أن يوحي من أن كل أعمال العنف والتخريب التي يقوم بها هي من عمل جهات شعبية وذلك من أجل إنهاء فرصة الحوار الموجودة بالرغم من عدم جديتها،وإفشال فرصة اللقاء، بل ويرفض مجرد الإقتراب من الحوار أو النقاش في الحلول... الجناح المتشدد الذي يعمل على تكريس الديكتاتورية لا يقبل بوجود أي طالب للإصلاح، ويقصي كل من يطالب بالديمقراطية. هناك من يريد إنهاء الأزمة بشكل أو بآخر من داخل النظام وهناك من يرفض مجرد اللقاء مع المعارضة. لكن الأطراف المعتدلة في النظام تتحمل مسؤولية عدم الفعل والرضوخ للمتشددين، إلى الدرجة التي ينظر الكثير من البحرينيين لهم بأنهم شركاء في القمع وأن كلامهم عن الإصلاح مجرد للإستهلاك تقدم للمجتمع الدولي فقط.
واضاف ان الدولة التي نسعى لها والتي تحرك شعب البحرين في 14 فبراير 2011 على أساسها هي دولة تحترم الناس، وثورة البحرين جاءت بمطالب انسانية مشروعة سبقتنا لها الأمم المتحضرة بأكثر من قرنينن ونصف من الزمان، ثم جاءت أمم سبقتنا منذ عقود مؤكدا ان مطلب قوى المعارضة هو إصلاح النظام وليس إسقاط النظام، وهي المعارضة المتمثلة في الجمعيات وفي شخصيات ورموز وطنية خرجت في عناوين مختلفة منذ 14 فبراير... إصلاح النظام وتطوير هذا النظام والعمل على تحويل هذا النظام إلى نظام ديمقراطي يحقق المبدأ الدستوري الثابت "الشعب مصدر السلطات جميعا".
وتابع ان النظام حاول أن يكيف مطالبة بعض رموز المعارضة بإسقاط النظام قانونياً من خلال الادعاء بانهم شكلوا مجموعة دعت إلى إسقاط النظام، بينما الجميع يعرف أنهم كانون من الداعين للسلمية، ومطالباتهم لا تعطي المبرر القانوني للاعتقال، لذلك اعتبرهم تقرير السيد بسيوني وبقية المؤسسات الدولية، بأنهم سجناء رأي، ولا يجوز اعتقال أي مواطن يعبّر عن رأيه فضلاً عن تعذيبه، فقد أكدوا في إفاداتهم تعرضهم للتعذيب، وأكد تقرير بسيوني بعد عرضهم على طبيب شرعي تعرضهم للتعذي مؤكدا ان المحاكمات التي جرت لهم هي بسبب تعبيرهم عن رأيهم المخالف للسلطة، وحرية التعبير تنص عليها المواثيق والاتفاقات الدولية ولا يقيد هذه الحرية بشيء ما لم تستخدم العنف أو تحرّض على الكراهية..أما وجهة النظر تجاه النظام سواء في بقاءًه أو غير بقاءه، أو تطويره ومخالفة سياساته فهي تدخل في حرية التعبير. ونحن ندافع عن حرية التعبير حتى لو اختلفنا مع أي طرف في رأيه السياسي.
واضاف : ان قوى المعارضة تصر على أن يكون قرار الشعب هو الحسم والفيصل في أي حل أو تسوية أو تفاوض أو نتيجة حوار، لأن قرار الشعب هو من يعطي الشرعية لأي مخرج أو حل سياسي، ودون ذلك لا يمكن أن يكتسب شرعية بأي طريقة من الطرق، لأن الشعب مصدر السلطات وهو مصدر الشرعية .
وحول تحقيق المطالب الشعبية قال الشيخ سلمان ان "الشعوب أقوى من الطغاة"، فلا يمكن لنظام أن يهزم شعباً أبداً. فالسلطة لا تملك خياراً إلا الاستجابة لمطالب الشعب والخيار الأمني ومحاولات الاسكات لن توقف المطالبات الشعبية. وإرادة الشعوب دائماً هي المنتصرة، ولم نسمع عن شعب هزم او طالب بحق ولم يحصل عليه، لذا فالمطالب الوطنية المرفوعة في البحرين هي استحقاقات لابد أن ينالها الشعب، وهي مطالب لا تختلف عن النسق الطبيعي الذي تعيشه بقية شعوب العالم. وهذا ما أكدته مظاهر إحياء الذكرى الثانية للإنتفاضة، حيث زاد عدد المشاركين في المسيرات والاعتصامات والبرامج السلمية عن الأعداد التي شاركت في ذكرى سنة 2011، وهذا يدل على أن هذا الشعب لا يعرف التراجع، وليس في قاموسه اليوم الإستسلام، ومستعد للبذل والعطاء من أجل الحرية والمساواة والديمقراطية الحقيقية.
المصدر: فارس