SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: أفادت مصادر أهلية في حي "الصالحين الشعبي" بحلب أن عناصر من "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي وزعت أخيراً ربطات خبز مجانية في الشوارع مكتوب عليها "سنغادركم... سامحونا"، وهو ما أثار أقاويل متضاربة حول فحوى وتفسير الحادثة الأولى من نوعها.
وفيما رأى بعض سكان الحي أن النصرة صادقة بوعدها بمغادرة حلب أو سورية لأسباب عديدة ولا مصلحة لها بإلصاق تهمة الكذب بها من دون مبرر، ذهب آخرون إلى أن القصة مفبركة وأن المسلحين الذين وزعوا الخبز ولفوا على رأسهم الشارة السوداء المميزة للجبهة على خلاف معها ولا ينتمون إليها وإنما يريدون إحراجها وتشويه صورتها وسمعتها بين السكان.
ورجحوا مراقبون أن الحادثة تحمل في طياتها مدلولات عديدة أولها معرفة رد فعل السكان المحليين حول فكرة مغادرة جبهة النصرة لحلب وهي ردود فعل إيجابية بالتأكيد بدليل خروج مظاهرات عديدة مطالبة برحيلهم على خلفية تجاوزاتهم بحق السكان وترهيبهم لهم عبر عمليات انتحارية حصدت أرواح المدنيين الأبرياء وتبنتها الجبهة، عدا عن الحنق الذي يعتمل في نفوس عناصر التشكيلات المسلحة الأخرى المقاتلة في حلب وعلى رأسها "لواء التوحيد" شريكها المهم في توجهاتها وتطلعاتها المستقبلية نحو إقامة إمارة إسلامية بعدما أمهلت مقاتليه في أحياء شمال شرق مركز المدينة لإخلائها بغية بسط سيطرة أحادية عليها، وفق قول أحدهم.
وأكد آخر بأن معظم أفراد الكتائب والألوية المسلحة لا يرغبون برؤية عناصر جبهة النصرة بين صفوفهم "وهم الذين عانوا الأمرين من اضطهادهم واعتقالهم على يد مقاتليها في أحياء عديدة بتهمة ارتكاب مخالفات وتجاوزات، ونشبت اشتباكات عديدة بين الطرفين في مناطق مختلفة أبرزها حيا قاضي عسكر وطريق الباب الذي شهد عمليات خطف متبادلة ومقتل مسلحين عديدين من الجانبين"، لافتاً إلى أن "وفرة تمويل النصرة وعتادها العسكري المتطور وخبرتها القتالية التي اكتسبتها في دول أخرى كالعراق وأفغانستان والشيشان وليبيا لا يروق للمسلحين المحليين الذين يعتبرون أنفسهم أكثر كفاءة من مقاتلي النصرة وراحوا مؤخراً ينافسونها على مراكز القتال المتقدمة في الهجمات وفي الجبهات المفتوحة لإقناع قادتهم بانتفاء الحاجة إليها، وهي التي تنفرد بعملياتها من دون التنسيق مع باقي المجموعات المرابطة في مكان تنفيذ العمليات".
ويربط محللون بين ما يتردد عن بدء عملية تجفيف منابع تمويل النصرة من أطراف ودول إقليمية في مقدمتها قطر والسعودية وتركيا على خلفية إدراج الجبهة على قائمة الإرهاب الأميركية وخشية الولايات المتحدة من امتداد نفوذها وذراعها إلى الدول المجاورة وبين ما يحدث في حلب التي تعتبر بمثابة مرآة لحال جبهة النصرة إقليمياً على اعتبارها المكان المنتخب والمرشح لتطور الأحداث وفق أجندتها الخاصة لإقامة إمارتها النسخة طبق الأصل عن الطالبانية والمرفوضة إقليمياً ودولياً.
ويعتقد أن الكثير من مقاتلي جبهة النصرة ملوا القتال في حلب وأرادوا العودة إلى بلادهم وديارهم بعد نحو سبعة أشهر من بدء معركتها التي لم يحققوا فيها مكاسب مهمة خذلت روحهم المعنوية المنهارة إضافة إلى مقتل المئات منهم في ساحات المواجهة وعلى تخوم الثكنات العسكرية والمطارات والمقار الأمنية، وكان يظن بعضهم أن معركة حلب نزهة قصيرة واقتنعوا أخيراً أن لا طاقة لهم بحملها وتكاليفها الباهظة وبأن أمدها طويل وقد استنزفت طاقاتهم وقدراتهم.
الجدير ذكره أن معظم السكان الحلبيين بمن فيهم سكان الريف رفضوا معتقدات وأفكار جبهة النصرة التكفيرية لأن معظم المجتمع المحلي سمح ويمتاز بتدينه وإسلامه الوسطي البعيد من التطرف والغلواء.
المصدر: ابنا