في لهجة خلت من الهجوم المباشر على الرئيس الاسد على عادة التصريحات ا التي يطلقها المسؤولون السعوديون لدعم مشروع اسقاط النظام في سورية ، اعلن وزير الخارجية سعود الفيصل " أن حل الأزمة السورية ووقف نزيف الدم لا يرتبطان بالوسطاء من الجامعة العربية والأمم المتحدة أو بالمواقف الدولية " داعيا إلى تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه .
وياتي هذا الاعلان بتراجع مراهنة السعودية على الجامعة العربية والامم المتحدة ، بمثابة تراجع كبير في الموقف السعودي الذي كان يهيمن هو والموقف القطري على استخدام الجامعة العربية والامم المتحدة سيفا لقطع راس النظام في سوريا ، بمثابة اقرار ضمني بفشل مساع بذلتها الدبلوماسية السعودية لاكثر من سنة ونصف بالتنسيق مع قطر وتركيا بهدف " تعريب " و " تدويل " الازمة في سوريا وصولا الى قرار من مجلس الامن وفق البند السابع للتدخل في سوريا واسقاط نظام الاسد ، وبرر المراقبون هذا التغيير في الموقف السعودي والاقرار الضمني بالفشل في تحقيق " مشروع اسقاط نظام الاسد " باستلام السعوديين ، رسائل صريحة من الولايات المتحدة تطالبهم بتغيير هذه المواقف بعد ثبوت فشلها ، بفعل عوامل عديدة ، منها صمود النظام بوجه مئات العمليات المسلحة التي يشارك بتنفيذها اكثر 60 الف مقاتل من عناصر الحماعات المسلحة في مناطق سوريا المختلفة ، وحصول نظام الاسد على دعم دولي ثابت تمثل بوقوف روسيا والصين وبقوة لمنع اي قرار من هذا القبيل ،بالاضافة الى ان موقف ايران الداعم لنظام الرئيس الاسد في مواجهة الجماعات الوهابية المسلحة والجيش السوري الحر ، اثبت فاعليته وقوته مع تقديم دعم اقتصادي كامل لسوريا لمواجهة انهيار العملة السورية .
تصريحات الفيصل ، قابلها رد سوري سريع ، على لسان وزير الاعلام الزعبي الذي اكد على أن قيادات الشعب السوري ومصيره ومستقبله يتحدد في دمشق ومن قبل السوريين وحدهم وليس من قبل أي أحد آخر.
وقال الفيصل، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض مع وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبينديليغير، الثلاثاء،: "بحثنا الوضع في سوريا في ضوء المستجدات على الساحتين السورية والدولية، وضرورة الإيقاف الفوري لسفك دماء الشعب السوري"، مضيفاً: "ترى بلادي أن الاعتداء الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه، يتطلب تمكين الشعب من الدفاع عن نفسه"، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية."
وبالمقابل، ردت سوريا على تصريحات الفيصل على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي، قائلة إن "قيادات الشعب السوري ومصيره ومستقبله تحدد في دمشق ومن السوريين وحدهم وليس من أي أحد آخر."
وأضاف الزعبي، وبحسب وكالة سانا": "حرص الفيصل على دماء السوريين يشبه حرصه على دماء السعوديين ولا سيما في بعض مناطق المملكة وإذا كان حريصا كما يزعم فعليه مكافحة الإرهاب لا مساندته ودعمه.
انتهی.
المصدر: نهرین نت