السؤال:
ما الأصل في تعبد الشيعة واحتفالهم في يوم التاسع من ربيع الأول؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك.
وفيه
رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين
ولم يصل الينا سندها الواحد متصلاً كاملاً ، والكتب المنقولة منها بالأصل
مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية, وعلى ذلك فالرواية
غير معتبرة ولا نقدم بها حجة, هذا.
ولكن السيد ابن طاووس (ره) أشار الى
هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم
التاسع من ربيع الأول، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب, وذلك لاجماع
المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا
رده ابن إدريس أيضاً.
وفي المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان
معروفاً لدى الشيعة, كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري (عليه
السلام) كان يوم الثامن من ربيع الأول, فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب
الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان (عج) لمنصب الإمامة
والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب،
ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة (عج) من مقام وانه صاحب
الدولة الكريمة. وقال في مكان آخر ان التقيد فيه قد يكون لسر مكنون لا
نعلمه.
وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة
السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على
هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.
مع ملاحظة ورود فقرة في هذه
الرواية تخالف الاصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع
القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام, ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام
بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم.