SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: سجاد يرقد الان في المستشفى، مصابا بحروق بالغة في الثدي ومناطق اخرى حساسة من جسمه، وتظهر الكدمات على وجهه الاسمر الصغير، وتقوم عناصر من الشرطة بحمايته بعد ان هدده والده بالقتل على مرأى ومسمع من الاطباء.
قسوة صاعقة !
ويقول رئيس الاطباء في مستشفى عفك بمحافظة الديوانية، الدكتور أمير فاضل إن "مدير مدرسة عفك الابتدائية أحضر التلميذ سجاد وهو في حالة إغماء نتيجة الرضوض والكدمات بجميع أنحاء الجسم، جراء الضرب المبرح، وبعد إفاقته، أفاد بأنه يتيم الأم ووالده من قام بضربه والاعتداء عليه بسبب زوجته التي شكت له من الطفل”، مشيرا إلى أن "الاعتداء ليس الأول من نوعه فهي المرة الرابعة التي يتعرض فيها إلى مثل هذا النوع من الأذى”.
ويبيّن فاضل في حديث إلى (المدى برس) ، أن "الفحوص والتحاليل والاشعة التي أخذت لسجاد، أكدت عرضه إلى الضرب المبرح والعض والكي في أغلب أجزاء الجسد”.
ويوضح فاضل أن "مستشفى عفك قام باتخاذ الاجراءات الطبية لمعالجة الطفل، وأبلغ الأجهزة الأمنية عن الحادث لتشرع بفتح تحقيق فوري وتلق القبض على الأب”.
ويتابع بالقول إن "المضحك المبكي قيام الاب وهو برفقة رجال الشرطة، بتهديد ابنه وتوعده أمام أنظار الاطباء والممرضين والمراجعين”، مبينا أن "هذا المشهد صعق الجميع فليس هناك في الكون مثل هذه القسوة، التي أعدها تعذيبا للطفل المسكين في مثل هذا العمر، حتى بات يمر بأزمة نفسية كبيرة جداً، اذ أصبح يخاف الجميع ويخشى الكلام مع أحد خاصة بعد أن شاهد أباه وسمع تهديده”.
الشرطة: سجاد ليس الأول
ويقول الملازم أول محمد الحمزاوي وهو ضابط التحقيق المسؤول عن ملف سجاد إن "بلاغا ورد من مستشفى طوارئ عفك إلى مركز الشرطة اليوم، أكد فيه تعرض المجني عليه سجاد علاء إلى الضرب المبرح والشروع بالقتل من قبل أبيه، فالإصابات التي على جسده مميتة خاصة المحيطة بالقلب”.
ويوضح الحمزاوي في حديث إلى (المدى برس) أن "إفادة المتهم علاء جواد، وهو والد الطفل المجني عليه أكدت جريمته، وتذرع بحجة ان طفله اختلس النظر إلى زوجته، فقام بمعاقبته إرضاء للزوجة”، مبيناً "هذه الجرائم تحدث في العوائل غير المثقفة غالبا، ومع حالة سجاد يتيم الام”.
ويعاقب قانون العقوبات العراقي على جريمة الضرب في مواده ابتداءً من (313 بفقراتها /1/2/3) بالحكم لمدة تصل إلى سنتين، فيما يعاقب بالسجن لفترة تصل الى 15 سنة عن جريمة الشروع بالقتل وفق المادة (405/31).
ويشير الحمزاوي إلى أن "وزارة الداخلية استحدثت ضمن مديرياتها قسما للشرطة المجتمعية يختص بحماية الاسرة والجرائم المرتكبة تحت السقف الواحد”، داعيا "المواطنين إلى الابلاغ عن أي جريمة سواء كانت داخل الاسرة أو خارجها للعمل من أجل ضمان الحقوق والحريات”.
مطالبات بحل "أوروبي”
يؤكد الباحث الاجتماعي الدكتور علي وتوت في حديث إلى (المدى برس) أن "العنف الاسري أصبح ظاهرة مستشرية في المجتمع العراقي، والسبب معاناة الاب من ضغوط في العمل أو حياته يترجمها في منزله على الحلقتين الأضعف في الاسرة الزوجة والاطفال، ويستخدم العنف تجاههما”.
ويتابع وتوت أن "الابوين يبرران غالبا عنفهما ضد الأطفال بأنه الحرص والخوف عليهم وتأديبهم، متناسين أن الطفل لا يستطيع الدفاع عن نفسه تجاه قسوتهما عليه”، مشيراً الى ان "الحل لمثل حالة الطفل سجاد وأبيه، كما تعمل عليه بعض الدول المتقدمة، هو إنذار الأبوين بداية، فإن تكرر اعتداء احدهما على الطفل، يتم اعطائه إلى عائلة محرومة من نعمة الاطفال تتولى تربيته بدلا عنهما”.
ويلفت وتوت إلى أن "وجود الشرطة المجتمعية في العراق يمثل فقط جزءا من الحل لمواجهة العنف ضد الاطفال والأسرة وبعض الحلقات الضعيفة في المجتمع ومنها ذوي الاحتياجات الخاصة”.
ويرصد الباحث الاجتماعي وجود تبريرات غير دقيقة لمعاقبة الاطفال والزوجات تستند في كثير من الحالات الى "الاسلام”، غير ان ذلك العقاب "تخالفه جميع الاديان السماوية والقيم الانسانية”، حسب وتوت.
وكان مسؤول قسم حماية الاسرة في مديرية شرطة الديوانية العقيد الحقوقي عبد الكريم جبار قد أكد في تصرح سابق إلى (المدى برس) على أن القسم سجل خلال العام الحالي، أكثر من (500) دعوى قضائية في مجال العنف الأسري في العام 2012. كما كان قسم حماية الأسرة والطفل في محافظة واسط المجاورة للديوانية أعلن قبل أيام تسجيل 849 حالة عنف اسري في العام 2012 منها 20 حالة لنساء عنفن رجالهن.
الدين يرفض ويؤكد: الضرب من مواريث الجاهلية
من جهته، يقول رجل الدين الشيخ أسعد الخرساني في حديث إلى (المدى برس) إن "أهم الوصايا التي أبلغنا الله سبحانه عن طريق أنبيائه وأوصيائه، الإحسان في تربية أبنائنا، فجاء في حديث للنبي محمد (ص)، أن خير الناس من كان خيراً لأهله، وعلى الآباء الاحسان لعيالهم ليتقربوا الله”.
ويوضح الخرساني "من المفاهيم الخاطئة التي تعتبر من مواريث الجاهلية في مجتمعنا اليوم هي تأديب الاطفال بالضرب والسب أو الشتيمة او التخويف، وذلك لا يمت بأي صلة لا من قريب أو بعيد إلى الإسلام أو أي من الاديان السماوية الأخرى”.
ويبين الخرساني بالقول "على العكس من ذلك، أوصى الاسلام بحسن المعاملة فقد أوصى النبي محمد (ص) بتربية الطفل وفق مراحله العمرية إذ قال، في السبعة الاولى لاعبه، والسبعة الثانية علمه، وفي السبعة الثالثة صاحبه، ولا تعني علمه الضرب او الاعتداء عليه، بل نصحه وتقريبه إلى العمل الصائب من خلال التوجيه والاقناع”.
ومع هذا فالقانون لا يعاقب عادة اباء مثل ابي سجاد بعقوبات رادعة، والمصير الذي ينتظر سجاد غالبا هو مصير مجهول، خاصة وان نظام التبني في العراق معقد بشكل كبير، وهناك علامات استفهام تثار غالبا على الطريقة التي تتعامل فيها المياتم الحكومية مع نزلائها، وفي مثل حالة سجاد، فإن جهودا كبيرة ينبغي ان تبذل قبل ان يعاد تأهيله نفسيا وجسديا.
وأعلن قسم حماية الأسرة والطفل في محافظة واسط، الأحد، تسجيل 849 حالة عنف اسري في العام 2012 منها 20 حالة لنساء عنفن رجالهن، وفي حين أكد حسم النسبة الأكبر من الحالات المسجلة، عزا باحثون تزايد حالات العنف الأسري إلى العامل الاقتصادي وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين إضافة إلى الزواج المبكر.
ويتزايد تسجيل مثل هذه الحالات في عموم العراق بصورة كبيرة، ويعزوها الباحثون للتغييرات الاجتماعية والاقتصادية وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين إضافة إلى الزواج المبكر والذي ينعكس بشكل سلبي على الأولاد بالإضافة الى مفاهيم خاطئة متجذرة في بعض المجتمعات.
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=Cz_6UojarkQ
المصدر: براثا