SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
استورد الحكم في البحرين شرائح المرتزقة الأردنيين في العقود الأخيرة من الألفية السابقة، وأوطنهم وجنّسهم، ووفّر لهم وظائف شتى في وزارتي الداخلية والدفاع، والمخابرات والأمن، يعمل بعضهم معذبين ويشارك بعضهم في الهجوم على بيوت الآمنين بعد منتصف الليل للاعتقالات، وتوسع استيرادهم في الألفية الجديدة ابتداء من سنة 2000، وهم عنصر بارز من عناصر الإبادة للشعب البحريني في جنبتها الإعلامية، فاستوردت السلطات كميات بشرية منهم للصحافة وتبييض وجه النظام، وآخرين في الوزارات والدوائر الرسمية، وعمال، وأطباء وأساتذة جامعات، لكن الثقل الأكبر لهم هو في المواقع العسكرية التي تشارك في قمع المواطن البحريني.
ومن أولئك المرتزقة «عيسى عواد طلاق المجالي»، وهو مرتزق أردني متجنس بالجنسية البحرينية، ويعمل في مكتب التحقيقات الجنائية، وله نصيب في استلال الاعترافات من المعتقلين ونشطاء اللجان الشعبية، اشتهر باستعماله للغة السب والشتم والكلام البذيء مع المعتقلين بالتعرض لشرف أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم إضافة للسخرية والاستهزاء المتكرر بمعتقداتهم الدينية، أوعز وشهد تعذيب العديد من النشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان، ولا زال يمارس نفس الدور في مكتب التحقيقات الجنائية.
وذكر تقرير مركز الخليج الفارسي للتنمية الديمقراطية مجموعة استخباراتية أردنية وظيفتها جمع وتحليل المعلومات عن نشاط الحركة السياسية بتركيز خاص عن المنظمات الشيعية وهم المقدم عمر الرداد والمقدم عدلي اسحاقات و«المقدم حسين السرحان» و«الرائد سامي المدان»، وذكر التقرير تفاصيل تتعلق بهذه المجموعة.
والعلاقات الأردنية البحرينية قديمة فالاثنان لديهما صفات سلبية وقمعية مشتركة وبينهما تعاون عسكري ولجنة تسمى اللجنة البحرينية الأردنية المشتركة للتعاون العسكري، اجتمعت لأول مرة في عمّان سنة 2003، وفي لقاء بين الحاكم الأردني «عبد الله الثاني» و(رئيس أركان الجيش البحريني) «راشد بن عبد الله» تباحثوا في العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون بين القوات المسلحة في البلدين خصوصا في مجال ( تبادل الخبرات المشتركة)، ومع رئيس هيئة الأركان الأردنية تباحثوا في سبل تعزيز العلاقات وتطويرها في المجالات العسكرية المختلفة.
وكان الاجتماع بعد غزو العراق بخمسين يوما تقريبا وهذه الألقاب العسكرية تذكرنا بضباط الجيش العراقي وتهديدهم ووعيدهم للقوات الأجنبية الغازية لمدة أشهر ومن ورائهم فرق ومجاميع تهتف بالروح بالدم لرئيسها الدكتاتور، ولم يأت الفداء حتى إذا وصل العدوأسوار بغداد تلاشت تلك القيادات ولجأت كالفئران إلى جحور أخرجت منها بالقوة ولم يرها الشعب العراقي إلا في أقفاص الاتهام وبجرجرة المحاكم.
وفي نفس اليوم سافر وفد عسكري يرأسه رئيس الحرس الوطني «محمد بن عيسى آل خليفة» إلى باكستان لتتناول المباحثات شتى المجالات والميادين لاسيما المجالات العسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها، وأشاد آل خليفة بما يقدمه أفراد الجالية الباكستانية في مملكة البحرين من (خدمات) في مختلف الميادين، كما أشاد بالتقدم المضطرد الذى تشهده باكستان!!!.
أما (الخدمات الجليلة) فهي قمع المواطن البحريني وتعذيبه، لكننا لا نعلم ما هو هذا التقدم المضطرد فأكثر الذي ينتشر من أخبار باكستان هوالمفخخات التي تقطّع أشلاء الأبرياء!!!.
وفي مقال لصحيفة "منبر الرأي" الأردنية ليوم 12/9/2009 ذكرت أنّ الجالية الأردنية تحظى بمعاملة ممتازة، وأنّ الجنسية متاحة لها، وهم يحتلون مواقع متقدمة في الدولة في البحرين، وقد عين الرئيس التنفيذي لشركة طيران الخليج أردني الجنسية وهو «سامر المجالي».
أما المواطنون البحرينيون ومسؤولون كبار في الدولة فيقولون أنّ رؤوس في الدولة البحرينية تضع على رئاسة هذه الشركة سرّاقا ولصوصا يقتسمون معهم غنائم أرباح شركة طيران الخليج منذ أن كانت مشتركة بين دول الخليج الأربع وهي عمان والإمارات وقطر والبحرين، وهي وإن كانت شركة رابحة أرباحا كبيرة في الواقع ولكن آل خليفة يخرجونها خاسرة في كل عام بعد اقتسام الغنائم والأرباح مع مسؤوليها، وكانوا استراليين ثم استبدلوا، وخرجت الدول الثلاث من الشركة وعملوا لهم شركات طيران خاصة باسم دولهم، وبقت البحرين تسرق من شعبها بعد أن كانت السرقة منه ومن دول الخليج الثلاث الأخرى، والمراقبون الخليجيون يعرفون ذلك جيدا.
ويرأس رجل أعمال أردني مجلس إدارة شركة "بنيان انترنشونال"، الذي مدح في البحرين كونها تتمتع بفرصة المساواة بين المواطنين والمقيمين في البحرين، وقد انتقل هذا من الإمارات ذلك أن دول الخليج الأخرى لها غيرة وكرامة ولا تبيع وتشتري جنسيتها كما يفعل حكام البحرين.
إنّ التنسيق الأردني البحريني مثير لبلدان أخرى في الخليج الفارسي، ولا زال الكويتيون يذكرون الحكم الأردني ومرتزقته ودعمه لطاغية العراق صدام في غزو الكويت، مع كل ما قدم الكويت للأردن والأردنيين من مشاريع ومنح وأموال وفرص عمل إلا أنّ الجزاء كان نكرانا وجحودا، وطبقا لمعلومات كويتية برلمانية فإنّ المخابرات الأردنية بقيادة الأسرة الحاكمة دخلت الكويت في غزوالجيش العراقي للكويت في 2/8/1990 لتبيّض وجه النظام العراقي ومحاولة ترتيب حكومة وطنية عميلة داخل الكويت، وأنّ أسلحة أردنية ضبطت داخل الكويت خلال فترة الاحتلال، وأنّ فلسطينيين وأردنيين ساهموا بشكل مباشر في تسهيل مهمة الاحتلال لمعرفتهم الدقيقة بشوارع الكويت وضواحيها ومعرفتهم بالقيادات العسكرية الكويتية ومحاولة الاستدلال عليهم، ومعرفتهم بالمواقع النفطية الحساسة والإستراتيجية في الكويت، كما أنهم قاموا بأكبر من ذلك عندما شغلوا هذه المؤسسات بحكم خبرتهم وعملهم داخل هذه المؤسسات، وردّ نائب كويتي على مقولة نائب أردني قوله: (إن نفط العرب للعرب وان نفط الخليج يجب أن ينعم به الأردن) بكلام قاسي.
وارتفعت منابر مساجد أردنية ضد الكويت والدعاء بـ "اللهم لا تطفئ نيران آبارهم"، وخرجت المظاهرات في محافظات الأردن مردده "بالكيماوي يا صدام من الكويت للدمام"، وكأنّما الكويت هي المعتدية والغازية لا الطاغية صدام، فلما انهزم الطاغية وخرج من الكويت قلب الأردنيون حيّلهم.
وللأردن تاريخ من العمالة والعلاقات مع الأمريكيين ومخابراتهم لدرجة أنّ الحاكم السابق «الملك حسين بن طلال» كان عميلا للمخابرات المركزية الأمريكية، و«باسم نوبيف»، منذ أن كان في الحادية والعشرين من عمره غير الشريف ولمدة عشرين سنة، أي من عام1957 وحتى عام 1977، بوظيفة جاسوس مقابل مليون دولار شهريا، ولم يكن المبلغ له علاقة بالمساعدات العسكرية الاقتصادية للأردن، وكان (الملك) يقدم معلومات هامة وخطيرة للمخابرات المركزية.
وقد نشرت القصة صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر 18/2/1977، التي ذكرت أنّ هذا المبلغ هوالذي وفر للملك حياة البذخ التي عرف بها بحيث أصبح "بلاي بوي برنس"، وأنّ المخابرات أحاطت الملك بمرافقات جميلات، وعاد رئيس التحرير والصحفي الشهير «بن برادلي» بنشرها في مذكراته التي صدرت مؤخرا في أمريكا بعنوان "كود لايف"، ولم يعد هذا خبرا سريا وقد ذكره برنامج لفضائية الجزيرة القطرية (مع هيكل).
وفي تفاصيل الخبر فضائح لا نأتي عليها فهي وإن كانت مهمة جدا للقارئ العربي إلا أنها خارجة عن موضوع كتابنا، وأنما ذكرنا هذا لتوضيح الصورة للرأي العام البحريني عن الذين يتعامل النظام معهم فهم في الحقيقة (باعة وطن)، فـ (الملك) أوصل للإسرائيليين تحذيره من الهجوم المصري السوري، ولم يدخل الحرب في حزيران 67 وإنما انسحب وسلم الضفة لإسرائيل وكان عدد القتلى من الجيش الأردني 16 جنديا وخسر نصف المملكة!!!. فهوعميل خارق، ملك وجاسوس، يقبل فتات المال ليخسر نصف مملكته !!!.
هؤلاء يضحكون على الشعوب المسكينة ويسخرون، ويضخون فيها ثقافة أنّ الحاكم ولي الأمر وإن كان فاسقا وفاجرا وشاربا للخمور وقاتلا للأنفس المحرمة، وهذه الأيام بعد التحالف العربي الإسرائيلي أصبحوا من دعاة الحماية للدين وهم الفسقة العهرة الفجرة، والتحذير من (الهلال الشيعي)، في الوقت الذي يتآمرون على الشعوب، ويضعون مخابراتهم في خدمة الأمريكيين، وتفجير عناصر المخابرات الأمريكية قرب مدينة "خوست" بأفغانستان يوم 30/12/2009 عن طريق أحد العناصر الذي جندتها المخابرات الأردنية للأمريكيين دليل التعامل كما هو دليل السخرية من الشعوب، وكانت مهمة «همام أبوملال البلوي» محاولة اختراق القاعدة وطالبان، وإذا به يفجر عناصر الاستخبارات الأمريكية بعملية نوعية.
وذهب «حسين بن طلال» إلى ربه مثقلا بذنوب بحق نفسه ووطنه ودينه وأمته ولكن كم «مستر بيف» في أوطاننا يعبثون؟ وكم هم في حكام البحرين وحاشيتهم ممن يتآمرون؟.
والشعب الأردني مسكين ومستضعف وهوضحية للجلاد والطاغية، شرفائه مغيبون ومحاصرون، وعامة الناس لا يعلمون ماذا يجري في بلدهم والبحرين، وفي أي موقع يقفون، وحينما نشر في الصحافة الكويتية والخليجية عن الإمساك بمجموعة سميت بـ "خلية عريفجان"، قرأنا التعليقات وردود الفعل الأردنية يوم 13/8/2009 على الخبر في صحيفة "السوسنة"، وشعارها حرة مستقلة، وهذه التعليقات لا تمثل كل الأردنيين قطعا ولكنها تمثل شريحة من الأردنيين من الطبقة المتوسطة فما فوق وهم رواد الانترنت، وهي تعليقات عشوائية على خبر يهم المواطن الأردني عامة، والمغترب الأردني خاصة، ولاحظت في التعليقات الأردنية على الخبر عنوان التبرئ من الأردني فهو بحريني مجرم وليس أردنيا مادام تخلى عن جنسيته، وبنظرة معيبة للأردني الذي يتخلى عن جنسيته وانتمائه، وأنكر البعض أن يتجنس الأردني بالجنسية البحرينية فذلك مثل الذين يستبدلون الذي هوخير بالذي هو أدنى، والدني والرخيص في نظرهم هي الجنسية البحرينية و(البحرين)، وقال آخر أنّ الأردني الأصيل هو الذي يعيش في بلده بجنسيته الأردنية، وإلا لا نريد أردني يحمل جنسية أخرى يبيعنا وطنية، وكثرت هذه الفئة في الأردن وضاعت الهوية الأردنية.
وقال آخر إنّ هذا ليس أردنيا وأنّ الأردني لا يتخلى عن جنسيته حتى لومات من الجوع، وقال آخر: ليس من شيم الأردنيين أن يفعلوا شيئا كهذا، يعني التخريب واللعب بأمن الكويت!!!.
هذه نماذج وعيّنات شبه عشوائية علقت بصورة عفوية وبالتالي فإنّ نسبة الصدق فيها قد تكون مقبولة، وبها روح الوطنية وهذا جيد ليته يكون في المرتزقة الذين يجنّسون في البحرين أيضا، ولكني توقفت قليلا حينما رأيت هذه التعليقات فهؤلاء وغيرهم يجهلون الجغرافيا والتاريخ والحاضر الأردني، يجهلون الجغرافيا لأنه لم يكن يوما دولة بهذا الاسم حتى جاء المحتل البريطاني وقسّم المنطقة واقتطع أرضا شرقا وغربا وسمّاها الأردن نسبة إلى نهر الأردن الذي يمر على الحدود الغربية.
ويجهلون التاريخ ومنه أنّ عائلة الهاشميين ليست من الأردن وأنما أصلها من مكة وجئ بها للعراق والأردن بتفاصيل موجودة في كتب التاريخ الحديث، وليس لهم حق في حكم هذه الأرض.
ويجهلون الحاضر المتمثل بمواطنيهم حيث يستنكرون أن يتجنس أحدهم بجنسية غير أردنية أويرتكب جرما وكأنّما المحاكم الأردنية مقفلة إلا من الفلسطينيين والمقيمين غير الأردنيين في الأردن، لا يعلمون أنّ لحوم وأجساد البحرينيين واقعة تحت أقدام المعذبين الأردنيين، وأنّ لوائح الجرائم ضد الإنسانية تذكرهم واحدا واحد بالاسم واللقب، وأنّ المرتزقة الأردنيين يعملون كمرتزقة للنظام البحريني وظيفتهم ضربه بالرصاص والمطاطي ومسيل الدموع واعتقاله وإهانته وتعذيبه!!! لا يعلمون كل ذلك ونحن في عصر المعلومة المتنقلة للعالم بأسره في لحظة وقوعها!!.
المصدر : ابنا