SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: وتحدث الحموری فی لقاء خاص بـ 'المركز الفلسطینی للإعلام' حول الأوضاع الحیاتیة للمقدسیین، وباعتقاده فإن الوضع الذی وصلت إلیه مدینة القدس لیس صدفة، بل مخطط له من قبل الاحتلال. فقد تم البدء به من خلال ما یسمي بالحواجز وإحكام إغلاق القدس، وتكلل هذا الحصار منذ عام 1993 وتوج بالجدار فی 2002، مشیرًا إلي أن القوة الشرائیة الموجودة فی مدینة القدس قوة محدودة جدًا، وأثرت بشكل كبیر ولیس علي قطاع السیاحة بل علي الكثیر من التجار، فالضغط الاقتصادی الموجود فی القدس هو بدافع التهجیر وتفریغ القدس.
وأضح الخبیر الفلسطینی أن التقاریر الصهیونیة تشیر إلي أن نسبة ممن تحت خط الفقر فی شرقی القدس تقدر بـ 80 %، بالتالی ینذر بخطورة، فمن الممكن أن تحقق بعض المخططات الصهیونیة النجاح فی ظل الحرب الدیمغرافیة المعلن عنها، والتی تتمثل فی إبقاء حوالی نسبة لا تتعدي 12% من السكان العرب شرقی القدس. بالإضافة إلي قضایا الهدم، حیث هناك 20 ألف أمر هدم، بالتالی التاجر المقدسی لا یري آفاقًا مقدسیة، حیث إن كل هذه العهود التی تقدمها السلطة الفلسطینیة من رخاء اقتصادی أو استثمارات خارجیة جمیعها شعارات ولیس لها أی شیء علي أرض الواقع.
وأشار الحموری إلي أنه خلال الفترة الأخیرة جمیع المخططات التی كان یعلن عنها بالسابق تطبق الآن علي أرض الواقع؛ فالمستوطنات التی كانت مجمدة أو مرفوضة دولیًا، ومع مجیء الرئیس الأمریكی أوباما تم السماح بتفعیل هذه المستوطنات المجمدة، بالإضافة إلي استخدام حق النقض 'الفیتو' من قبل الولایات المتحدة بخصوص المستوطنات.
من جهته؛ ذكر الحموری أن إحصائیة رصدت قبل عامین بأن هناك حوالی 250 محلا مغلقا بشكل دائم داخل البلدة القدیمة یشكلون حوالی 25 فی المائة من المحال التجاریة داخل البلدة القدیمة، فی الفترة الأخیرة تم إغلاق العدید من المحال التجاریة، بالإضافة إلي أن حفریات البني التحتیة فی الآونة الأخیرة أدت إلي تضرر عدد لا بأس به من هذه المحال إضافة إلي الأضرار المستقبلیة.
أما القطاع التجاری وعلاقته مع بلدیة الاحتلال؛ فقدر الحموری عدد التجار الذین علیهم التزامات وضرائب 'ارنونا' إضافة إلي الضرائب الأخري بـ 70 فی المائة، وقال 'إن التركیز شبه یومی من جمیع دوائر الضرائب الصهیونیة بشن مداهمات علي تجار القدس من أجل الضغط علیهم إما من أجل المصادرات أو التحصیل أو بفرض غرامات جدیدة، بالإضافة إلي أن الطریقة التی یتعاملون فیها مع التجار طریقة غیر قانونیة، أی بالقوة وهناك اعتداءات بالضرب من قبلهم علي التجار. كذلك هناك تجار علیهم آلاف من مخالفات السیارات وهذه من سیاسیة تفریغ القدس من التجار.
وحول المؤتمرات الاقتصادیة التی تعقد فی القدس؛ أكد الحموری أن جزءًا من التجار متخوف من مثل هذه المؤتمرات الاقتصادیة، 'فالقطاع الأهم للاستثمار هو فی البناء ونحن نعرف أن هناك صعوبات كبیرة من أجل الحصول علي تراخیص من قبل الاحتلال، وهذه عملیة من أجل تقلیص التواجد الفلسطینی فی القدس'.
ونبه إلي 'الخطوة التی أعلن عنها رئیس الوزراء الصهیونی نتنیاهو بإقامة 'سلام اقتصادی'، فإنه من غیر الممكن أن یكون هناك اقتصاد ناجح فی ظل وجود الاحتلال، مثلا بعد اتفاق أوسلو كان هناك انتعاش اقتصادی. لكن فی أعقاب اقتحامات قوات الاحتلال فی عام 2000 جري تدمیر كل ما تم بناؤه من المقار الأمنیة ومطار غزة وجمیع البنیة التحتیة، لأن المفتاح بید الاحتلال فهو من ینعش الاقتصاد الفلسطینی أو یهدمه.
وقال 'إن الخطط الموجودة عكسیة موجودة من أجل تدمیر الاقتصاد الفلسطینی فی القدس والقضاء علي التواجد الفلسطینی فیها، فأی استثمار یسمح فیه الاحتلال من أجل تكریس عملیة ضم القدس واعتبارها عاصمة لـ 'إسرائیل'.
وأوضح الحموری أن أهالی القدس تصدوا لهذه المخططات بقواهم الذاتیة طوال 40 سنة وبإمكانیاتهم المحدودة، لكن جمیع المبالغ التی وصلت الي القدس تعتبر تافهة بالنسبة الي المبالغ التی یضعها الاحتلال فی مدینة القدس وخاصة فی الجمعیات الاستیطانیة، ووزارة شؤون القدس، وعند إقامة أی مشروع استیطانی فی القدس فله الأولویة فی هذه المبالغ، بالتالی هناك صب للملیارات فی مدینة القدس، فی المقابل هناك تعثر فی معیشة المواطن المقدسی من تراكم الدیون وعدم قدرته علي إعالة أسرته وضغوط اقتصادیة كثیرة بالإضافة إلي البطالة، فالسلطة الفلسطینیة كانت ترصد حوالی 25 ملیون دولار للقدس وجزء منها كان دفع بدل غرامات للبناء.
وقال 'إن الوضع بالقدس سیئ، ولا یوجد أحد بالقدس ممكن أن یتخذ قرارًا سیاسیًا لدعم مدینة القدس والمقدسیین، مؤكدًا أن صمود المواطنین بحاجة إلي دعم.
وذكر الحموری أنه متفائل فی إرادة المقدسیین وعزمهم وتصمیمهم من أجل التصدی لمثل هذه المخططات والمحافظة علي هویتهم ووجودهم، لكن الهجمة أقوي من قدراتهم ومن الممكن اندلاع احتجاجات فی القدس بسبب الأوضاع الاقتصادیة وحجم الضغوطات التی علیهم.
المصدر: ارنا
