أخطاء تركيا في العراق وسوريا وأخطار ارتدادها عليها

 

شیعةنیوز: إننا نعيش تطورات يمكن أن تسرع سقوط الرئيس الأسد، وبعد تشكيل "الائتلاف الوطني السوري", الذي يعتقد أنه سيكون أكثر فعالية من "المجلس الوطني السوري",تم بذل جهود كبيرة من أجل توحيد المعارضة المسلحة تحت سقف واحد. ففي الأسبوع الماضي اجتمع في أنطاليا‘ 260 معارضاً مسلحاً تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية, إنكلترا, فرنسا, تركيا, السعودية, والإمارات العربية المتحدة, واتفقوا فيما بينهم على اختيار مجلس عسكري أعلى مؤلف من 30 عضواً ورئيس أركان لهم.

 

إذا تمكن الجهاديون العالميون من الاستيلاء على الأسلحة التي سيزود بهاالمجلس العسكري الأعلى, بعد إخراجهم من نطاقه, فإنهم سيشكلون بنية تحتية للدول المتأزمة بالتمرد المسلح, وسيصبحون أصحاب مسؤولية اتجاه هذه الدول.و بطبيعة الحال سترتاح الدول التي قررت تزويد المعارضة المسلحة بالأسلحة المتطورة ومضادات الطائرات ومضادات الدبابات, لأنها كانت قلقةً من وصول هذه الأسلحة إلى أيدي تنظيم القاعدة.

ويعرف أن المعارضة, قبل هجومها الأخير الحاسم على دمشق وحلب, تسعى لامتلاك مثل هذه الأنواع من الأسلحة لتحقيق توازن في القوة مع سلاح الطيران وسلاح الآليات البرية الثقيلة التي تحقق الدولة عبرها تفوقاً في الميدان.

 

ذهاب الأسد فوراً هو بالطبع أمر ضروري لتركيا. أما استمرار الأسد في الحكم لمدة سنة أو سنتين, فإن هذا سيكون بمثابة الكارثة بالنسبة إليها. ولكن سقوط الأسد في الوقت القريب لن يكون من مصلحة السياسة الخارجية لتركيا أو لحزب العدالة والتنمية، وستستمر تركيا في التخبط حتى في مرحلة ما بعد الأسد (إذا سقط), وذلك بسبب النتائج السلبية للسياسة الخاطئة لحزب العدالة والتنمية اتجاه سوريا.

رؤساء السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية بدأوا باللعبة متقدمين بنتيجة واحد لصفر عندما وضعوا جميع بيضهم في سلة الإخوان المسلمين. وبالنسبة لهذا الرسم البياني فإذا سيطر الإخوان المسلمون على كامل الحكم والقيادة في سوريا ستذهب علامات اللعبة تلقائياً لصالح تركيا. ولكن يبدو ذلك مستحيلاً حالياً.

 

وإذا شنت ضدها حملة عسكرية خارجية بهدف وضع الأسلحة الكيميائية السورية في مكان آمن بالتوازي مع سقوط النظام في سوريا, فسيكون استلام الإخوان للسلطة في سوريا أمراً مخالفاً لقوانين الطبيعة.

وبالنتيجة؛ سقوط الأسد سيؤدي إلى النتائج التالية بخصوص تركيا:

1. ستصبح سوريا مثل لبنان: بسبب الحرب الأهلية والسياسة الخارجية والطائفية للأقليات الدينية في لبنان وسينظر إلى تركيا كخصم.

2. الحصة الأخلاقية والمسؤولية التي تقع على عاتق تركيا: بسبب سياستها الخارجية التي جعلت منها طرفاً في هذه الحرب, إذ أسهمت بنقل السلاح وإيصاله للمسلحين. وبالتالي ستتحمل تركيا مسؤولية كبيرة عن المجازر التي ستقع بحق المدنيين.

3. توسع رقعة القضية الكردية: ستتسع رقعة القضية الكردية لتأخذ بعداً إقليمياً بسبب لعب الأكراد في سوريا دوراً أساسياً في السياسة السورية.

4. تسلح حزب العمال الكردستاني: يحتمل أن يحصل حزب العمال الكردستاني من الدولة السورية على أسلحة متطورة.

5. استهداف التركمان: سيتم استهداف الأقلية التركمانية في سوريا كردة فعل عليهم بعد زجهم في هذه المعمعة بشكل جاهل وغير مسؤول.

6. مشكلة حزب تنظيم القاعدة.

إن لبعض هذه الأسباب علاقة مباشرة بالسياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية.
(قدري كورسيل – صحيفة: ميلييت)

وفي سياق متصل يتحدث الكاتب والمحلل السياسي والصحفي التركي ’محمد علي بيراند‘ عن مؤتمر السياسة العالمية الذي عقد في مدينة ’Cannes‘ في فرنسا, حيث حضره ’بيراند‘ ممثلاً عن بلده. ومن بين المواضيع المتناولة كان الموضوع السوري. كتب ’بيراند‘ في صحيفة ’بوستا‘ مجريات المؤتمر بما يتعلق بالملف السوري, حيث يقول:

شاركت في المؤتمر شخصيات رفيعة المستوى, وبأيديها وثائق استخباراتية قوية جداً.

ادوارد جيرجيان ’EdwardDjerejian‘ هو دبلوماسي عمل سفيراً لأميركا في سوريا حتى فترة قصيرة من الآن. وإلتقى عدة مرات مع الأسد وحضّر تقريراً بخصوص ما لمسه في الأسد. ويعتقد أن سقوط الأسد لن يكون بالأمر السهل.

 

الجميع يعلم أن واشنطن لا تنوي التدخل العسكري في سوريا لسببين: الأول أنها لا تريد تكرار السيناريو العراقي والأفغاني, فهي حتى الآن لا تعرف كيف ستعوض عن خسائرها في هذه الدولتين. والسبب الثاني هو أن الجميع كان يستهين بقوة الدولة السورية ولا يعلم أحد مدى قوة الجيش السوري الذي أذهل الجميع.

إذاً ماذا سيحصل؟

يتوقع ’دجيرجيان‘ مايلي: «لن نستطيع التحرك إلا إذا انتشرت الحرب الأهلية في البلاد وزاد عدد الضحايا, علينا أن ننتظر حتى ذلك الوقت كي نتحرك. كما أن هناك مشكلة أخرى في انتظارنا وهي أن في مرحلة ما بعد سقوط الأسد سيسيطر الإسلاميون الراديكاليون على الحكم في البلاد, وسيؤدي ذلك إلى تقسيم البلاد وإلى مزيد من الدماء والضحايا».

كما يقول ’بيراند‘: «أكثر الأسئلة التي تعرضت لها هي "هل سيرتكب أردوغان‘ حماقة محاولة التدخل العسكري في سوريا؟" وكنت أطمئن الجميع بأنه لن يحصل شيء من هذا القبيل. ولعلني استطعت أن أقنع جزءاً من الحضور المتواجدين في القاعة».

(محمد علي بيراند – صحيفة: بوستا)

 

حتى الجيش التركي لم يسلم من إرهابهم

عرضت قناة ’أولوصال‘ خبراً عن هجوم نفذه عناصر ميليشيا الجيش الحر ضد الجيش التركي عند معبر ’جيلوي كوزو‘ (باب الهوى) الحدودي. ويقول الخبر:

في مدينة ’الريحانية‘ التابعة لمحافظة ’هاتاي‘ (لواء اسكندرون), قامت مجموعة من الإرهابيين السوريين بتوجيه اللكمات إلى عناصر الجيش التركي.

الحادثة تمت عند معبر ’باب الهوى الحدودي، حيث أتت مجموعة مسلحة إلى المعبر المذكور لإرسال أحد أصدقائهم إلى تركيا. وقال المسلحون للمسؤولين على المعبر أن هذا الشخص صديقهم ويجب أن يسمحوا له بالمرور إلى الأراضي التركية. فطلب جنود الجندرمة (الدرك) التركية إبراز جواز سفر قبل السماح له بدخول البلاد.

وقد طلب الإرهابيون بإصرار السماح لصديقهم بالمرور وغض النظر عنه, وعندما لم يقبل الأتراك ادخاله، قام الإرهابيون بالشجار معهم وضربهم. وبعد الضرب الذي تعرض له  جنود الجندرمة التركية المسؤولة عن أمن معبر باب الهوى, حصل شجار بين الطرفين وقامت الجندرمة بالرد, وعليه اضطر الإرهابيون للانسحاب من موقع الحادثة.

ويذكر أن إدارة المعبر في الطرف السوري تحت سيطرة المعارضة المسلحة. كما يوجد في المنطقة الفاصلة بين البابين حوالي 300 مسلح.

(قناة: أولوصال)
 
من وكيف سيشارك بالحرب المحتملة ضد سوريا

إدعت مجلة ’Le Point‘ الفرنسية أن 2600 عسكري فرنسي وبريطاني قاموا بإجراء مناورات عسكرية في جبال وسواحل ’ألبانيا‘ في الأسبوعين الأول والثاني من شهر تشرين الثاني تحضيراً لشن عملية عسكرية على سوريا. وتم اختيار ’ألبانيا‘ لأن طبيعتها الجغرافية تشبه جغرافيا محافظتي ’اللاذقية‘ و’طرطوس‘.

وبحسب ما كشفته مصادر تابعة لوزارة الدفاع الفرنسية أن تركيا والأردن وبعض الدول العربية الأخرى إضافة للولايات المتحدة الأمريكية ستشارك في أي عملية عسكرية محتملة ضد سورية، حيث سيتم تطبيق سيناريو مشابه للسيناريو الليبي.

وسيشارك في العملية حاملة الطائرات الفرنسية Charles De Gaulle وحاملة الطائرات الأميركية USS Eisenhower و5 سفن حربية بريطانية. كما ادعت صحيفة ’Fileleftheros‘ القبرصية أنه ستستخدم الأراضي القبرصية كقاعدة انطلاق للجيش البريطاني في شن أي تدخل عسكري محتمل على سوريا.
(صحيفة: صول)
 
فضائح أخرى من التسليح والمسلحين الأجانب

رست على شاطئ ’اسكندرون‘ سفينة ليبية باسم (الانتصار) تحت بند أنها سفينة صيد, وأفرغ من السفينة صناديق تزن353 طن, كما ترجّل من السفينة 24 شخصاً ليبي الأصل بإذنٍ من الخارجية التركية, حيث غادر 23 شخصاً منهم البلاد في تواريخ مختلفة خلال شهرين.

ادعت صحيفة ’تايمز أوف لندون‘ استناداً لمصادر رسمية أميركية أن سفينة ’الانتصار‘ حملت للمسلحين 400 طن من الأسلحة المضادة للطيران وأسلحة من طراز "Manpad" و"RPG".

وقد وجه نائب حزب الشعب الجمهوري ’علي أديب أوغلو‘ طلب استجواب في المجلس وطلب تفسير على ادعاءاته التي تقول أن الأشخاص الذين نزلوا من السفينة ركبوا في باص يحمل اللوحة رقم (31 S 4262) وتوجهوا إلى فندق "أنطاكيا" ونظموا اجتماعاً للجهاديين وقاموا بتوزيع الأسلحة التي جلبوها معهم إلى الأخوان المسلمين والجيش الحر عن طريق منظمات حقوق الانسان.

أجاب وزير الداخلية التركي ’إدريس نعيم شاهين‘ على طلب الاستجواب بقوله أن السفينة التي رست في ميناء ليماكفورت‘ في 29 آب, نقلت 353 طن من الغذاء والألبسة واللوازم الطبية, حيث استلمتها منظمات حقوق الانسان لتقوم بدورها بتوزيعها إلى اللاجئين السوريين في المخيمات.

كما قال الوزير ’شاهين‘ أن السفينة غادرت في 3 أيلول وغادر 23 شخصاً من طاقمها بأوقات مخلفة

حتى تاريخ 19 تشرين الأول. أما بالنسبة لمحتوى السفينة, دافع ’شاهين‘ بقوله أن السفينة كونها سفينة صيد لا يحق للجهات التركية بتفتيشها نظراً لاتفاقيات السلامة البحرية بخصوص سفن الصيد, وخصوصاً أنها تحمل مواد انسانية.

(قناة: أولوصال)

ادعت صحيفة ’صندي تايمز‘ أن أميركا لأول مرة توافق على تزويد المعارضة السورية المسلحة بالأسلحة المتطورة, بشكل سري, لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وفي الخبر الذي أسندته الصحيفة إلى مصادر دبلوماسية أميركية أن من بين الأسلحة المرسلة للمعارضة يوجد أسلحة هاون وأسلحة مضادة للدبابات وسلاح مضاد طيران من طراز ’SAM 7‘, حيث تم إيصاله للمسلحين عن طريق حلفائها في المنطقة وخصوصاً عن طريق ليبيا. والأسلحة المرسلة تم مصادرتها من قبل الأميركيين من مستودعات الأسلحة التابعة للزعيم الليبي الراحل ’معمر القذافي‘.

(موقع: YDH)

بحسب خبر أوردته وكالة أنباء ’ABNA‘ أنه بعد فشل أميركا بإسقاط النظام السوري عن طريق إرهابيوا ما يسمون بالجيش الحر, تم إرسال 40 ضابطاً صهيونياً من المختصين في مجال قتال الشوارع  إلى سوريا, حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين لتشرف مجموعة منهم مؤلفة من 20 ضابطاً على الاشتباكات الدائرة في حلب وجوارها. وستشارك المجموعة الثانية في الاشتباك الدائر حول مطار دمشق الدولي. وبعد تكبد المجموعات الإرهابية خسائر فادحة في عمليتهم بمحاولتهم اقتحام المطار, اضطر الصهاينة للانسحاب إلى حلب.

وفي خبر آخر مستنداً على الوثائق السرية الخاصة بالخارجية السعودية, أنه تم الاتفاق بين المملكة

العربية السعودية وبين المجرمين المحكومين بالإعدام بتهم مختلفة, وينص الاتفاق على إخلاء سبيل المحكومين مقابل موافقتهم على المشاركة في الحرب الدائرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. حيث سيتم رهن عوائلهم ممن قبل الاتفاق حتى يتم تنفيذ مهمته بنجاح.

(وكالة أنباء: ABNA)

خمسة أخطاء لتركيا في العراق

كتب ’محمد علي كولير‘ في صحيفة ’أيدينليك‘ مقالاً بعنوان "5 أخطاء لأنقرة في العراق". ويستعرض الكاتب هذه النقط استناذاً للصحفي الدكتور ’إنكين سلجوك‘:

أولاً: لم تلاحظ تركيا الشيفرات الخفية في الدستور العام الذي فرضته أميركا على العراق عام 2005. هذا الدستور يتيح لأربيل صلاحيات أكبر ويتسبب في إضعاف بغداد. وبذلك تكون تركيا قد اعترفت بالدستور الذي يساعد على تقسيم العراق والقيادة الأميركية لعدم الاستقرار المستمر.

ثانياً: الخطأ الثاني هو أن تركيا رأت بنفسها أنها لاعب أساسي في الموضوع العراقي, حيث بدأت التدخل في الشأن العراقي الداخلي. وظهر هذا التدخل عندما أقام السفير التركي ’مراد أوز تشيليك‘ تحالفاً مع ’إياد العلاوي‘ ودعمه في انتخابات 2009. من جهة خسر العلاوي الانتخابات, ومن جهة أخرى لم يسامح المالكي هذا الخطأ لـ’أوز تشيليك‘, حيث رفض لقائه حتى تم سحبه من مهامه.

ثالثاً: لقد ارتكبت تركيا خطيئة فادحة بحمايتها لـ’طارق الهاشمي‘. والدكتور’سلجوق‘ تساءل عن سبب البحث عن قرينة البراءة في هذه القضية بالوقت نفسه الذي تم فيه تجاهلها في قضية "باليوز" (باليوز أو المطرقة: قضية التنظيم العسكري المتهم بالتخطيط للانقلاب على الحكومة)

رابعاً: الخطأ الرابع لتركيا هو أنها لم تفهم وتستوعب ’المالكي‘. كان ’المالكي‘ يسعى لإقامة دولة جمهورية عراقية مبنية على التنوع العرقي والديني  والمذهبي واللغوي. ولكن سرعان ما اتهم بأنه "يعقوبي" (نسبة لحركة اليعاقبة الفرنسية). ويقول الدكتور ’سلجوق‘: «أليس اليعاقبة هم من أسسوا الدولة الفرنسية».

خامساً: الخطأ الخامس لتركيا هو أن تركيا بسبب سياستها الخارجية أصبح لها أصدقاء وأعداء في العراق. وهنا الخطأ, حيث أن في السياسة الخارجية لا يجوز أن يوجد أصدقاء أو أعداء, بل يوجد مصالح قومية. لذلك حسب الدكتور ’سلجوق‘ أن ’البرزاني‘ ليس بصديق كما أن ’المالكي‘ ليس بعدو.

 

المصدر: العالم