SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعةنیوز: هؤلاء الأطفال الذين يشكلون أكثر من نصف سكان المخيمات الأربعة عشر في تركيا وفق ما يقول أولياء أمورهم، هم أول من يستقبلون زورا المخيمات في ساحاتها وأمام خيمها، يحاصرون زائريهم بأسئلتهم البريئة، يرقبون تحركاتهم وأحاديثهم، ويتحدثون بعفوية عن أحلامهم الصغيرة وامنياتهم بالعودة إلى بيوتهم في بلادهم ذات يوم.
الحاجة خولة وهي لاجئة سورية مسنة نزحت إلى تركيا من قريتها في محافظة اللاذقية قبل تسعة اشهر، تسكن مع أفراد اسرتها البالغ عددهم سبعة عشر شخصا بينهم ستة أطفال في خيمتين صغيرتين متجاورتين في مخيم يايلاداغي في محافظة هاطاي على بعد نحو كيلو مترين من الحدود التركية السورية.
وتقول الحاجة خولة إنها وأسرتها ستقضي أول شتاء لهم في المخيم الذي يسكنه نحو ثلاثة آلاف لاجئ سوري في مئات الخيم المتراصة داخل أسوار مصنع قديم للتبغ في بلدة يايلاداغي.
وأكثر ما يقلق الحاجة خولة هو فصل الشتاء، المعروف بقسوته وبرودته وأمطاره الغزيرة في المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، وتعمل الأسرة جاهدة على توفير الملابس السميكة وبعض وسائل التدفئة لوقاية أفرادها من زمهرير الشتاء.
ولا يحمل فصل الشتاء إلى المخيمات البرد والأمطار والوحول فحسب، بل يحمل معه بعض الأمراض الموسمية، وهو ما يزيد من معاناة اللاجئين لاسيما الأطفال منهم.
وعلى الرغم من توفر العيادات الطبية في جميع مخيمات اللاجئين السوريين الأربعة عشر في تركيا، فإن عدم وجود أطباء يتحدثون اللغة العربية والاعتماد على المترجمين لوصف حالاتهم الصحية يشكل صعوبة وحرجا خصوصا للسيدات، كشيرين التي قابلتها وطفلتها الصغيرة التي تحملها أمام العيادة الطبية في مخيم اصلاحية في محافظة غازي عنتاب، والتي تابعت حوارها مع الطبيب من خلال مترجم من عرب تركيا.
وتقول شيرين إنها تزور الطبيب بين الحين والآخر، لكنها تجد صعوبة في التواصل معه، ولا تستطيع الافصاح عن كثير مما تعانيه من أمراض، كون المترجم رجلا.
وما يقلق اللاجئين السوريين أكثر من غيره في فصل الشتاء هو التدفئة.
فكثير منهم يقولون إن الحكومة التركية قدمت لهم وسائل تدفئة غير كافية، وتحظر عليهم شراء وسائل تدفئة أخرى غير التي وفرتها، للحفاظ على أمن وسلامة المخيمات من أي حريق محتمل.
وعلى الرغم من شكاوى اللاجئين وقلقهم من برد الشتاء على أطفالهم، فإن الأطفال الصغار يواصلون لهوهم ولعبهم، ولا يلقون بالا للصيف ولا للشتاء.
المصدر: الشروق