هناك أيضا مظاهر مثيرة نراها ضمن قضية زيارة الحسين عليه السلام، منها زيارات غريبة لضريح الحسين عليه السلام يقوم بها أناس قد نعتبرهم بعيدين كل البعد عن الحسين وقضيته إلا أن مثل هذه المظاهر تؤكد لنا أن الحسين لن يتحدد في إطرنا الضيقة بل قضيته عبارة عن قضية إلهية وعالمية وأيضا إنسانية ينجذب إليها كل من يتعرف عليها.
ومن هذا المنطلق نسلط الضوء على جزء صغير من ظاهرة زيارة الأجانب إلى ضريح الحسين عليه السلام بسبب إنجذابهم إلى الحسين عليه السلام.
فلنبدأ من الزوجان الصينيان المعروفان اللذان خدما زوار الإمام الحسين عليه السلام المتجهين إلى كربلاء في السنة السابقة.
و أفادت مصادر اعلامية العام الماضي أن إمراة صينية قامت مع زوجها بتوزيع الطعام في مدينة الناصرية على زوار أربعينية الإمام الحسين (ع) المتجهين إلى كربلاء المقدسة.
و كان أحد المنظمين لموكب حسيني في هذه المدينة واسمه " ليون " أكد أنه ورغم اعتناقه الديانة البوذية الا انه يعتبر قضيه الامام الحسين (ع) بأنها هي قضية عالمية وتهم جميع البشرية.
و استطرد هذا المواطن الصيني المقيم بمدينة الناصرية الذي يعمل في احدى شركات التسوق الصينية يقول " قررنا المشاركة في خدمة زوار الامام الحسين وتقديم الطعام والشراب لهم من خلال اقامة موكب دولة الصين الشعبية ".
و تابع قائلا " سنقوم اليوم بنصب سرادق في منطقة تقاطع الثورة في الناصرية يبقى لمدة خمسة ايام نقوم بكل يوم تقديم خدمات تقدر ما بين 2000 الى 3000 دولار لزوار الامام الحسين (ع) بعدها ننتقل الى مدينة الديوانية ونبقى فيها خمسة ايام ايضا ثم ننتقل الى مدينة كربلاء حتى اربعينية الامام الحسين (ع).
و قال هذا المواطن الصيني " كان من المقرر أن نسافر اليوم الى مدينة دبي الا اننا قررنا بعد مشاهدتنا الآلاف من الزوار وهم يسيرون على اقدامهم أن نشاركهم العزاء ونلغي سفرتنا حتى ننهي مراسم زيارة الاربعين ".
هذا و زار شاب صيني مدينة كربلاء المقدسة في وقت سابق.
وصرح (شان صو) والمسمى باللغة العربية (نوح بن يوسف) لموقع نون اثناء تواجده في العتبة الحسينية المقدسة، "انني تشرفت اليوم بزيارة مرقد الامام الحسين عليه السلام بعد قدومي من مدينة الكاظمية المقدسة".
موضحا انه وصل العراق قادما من الصين الى مدينة البصرة جنوب العراق والتي مكث فيها سبعة ايام، وسيقوم بزيارة مدينة النجف الاشرف والتشرف بزيارة مرقد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) ويرجع بعدها الى بلده.
واضاف (صو) البالغ من العمر 21 عاما انه قد سمع عن شخصية الامام الحسين عليه السلام عن طريق الجامع في بلدته ذات الاغلبية المسلمة الواقعة جنوب الصين، موضحا ان 80% من سكان بلدته هم من المسلمين وقد سمع عن الامام الحسين عن طريق امام المسجد وصمم لزيارة مرقده في كربلاء.
وتابع "انه جاء على حسابه الشخصي بعد ان وفر اجور سفر التذاكر من اجل زيارة المراقد الطاهرة في العراق، موضحا انه قد علم ان لزيارة مرقد الامام الحسين عليه السلام فضل وثواب كبير وعلى هذا الاساس هو اليوم في داخل صحنه الشريف.
واوضح (شان صو) والمسمى باللغة العربية (نوح بن يوسف) ان ما وجده داخل العراق عكس ما تنقله وسائل الاعلام العالمية التي وصفها "بالكاذبة" مبينا انه احس بشعور طيب واحساس لايوصف عند وصوله المرقد الطاهر للامام الحسين عليه السلام.
ومن الصين ننتقل إلى قصة جامعي ألماني وهو ممثل جامعة هامبروغ الذي أشهر اسلامه في مرقد الامام الحسين في كربلاء.
قال الدكتور (كيرهارد مانكولد) بعد إسلامه ان هذه زيارته الثانية للعراق وهي جاءت خصيصة لاشهار اسلامه موضحا انه عندما دخل الصحن الحسيني الشريف قبل هذا اللقاء احس باحساس غريب لم يشعر به من قبل"
يذكر ان السيد (كيرهارد ما نكولد) الذي غير اسمه الى ( حسن ) هو ممثل جامعة هامبروغ الالمانية جاء الى مدينة كربلاء بدعوة من قبل الحكومة المحلية لاجل تقديم مقاعد دراسية للبعثات بمجال الطب "
واضاف شنايدر "انني عندما رايت حشودا من الزائرين يقطعون آلاف الكيلو مترات لاجل وصول هذا المقام احسست انني قريب جدا من هذا الدين وهذه العقيدة فاحببت ان ادخل الى الاسلام عن طريق هذه العقيدة التي لمست قلبي قبل تفكيري"
وأيضا اشهر مواطن دانماركي اسلامه في وقت سابق في العتبة الحسينية المقدسة
ونقل مراسل وكالة نون الخبرية ان المواطن الدانماركي قد اشهر اسلامه في العتبة الحسينية المقدسة وذلك لاعتقاده بان الاسلام من اصح الديانات السماوية التي توصل الانسان الى بر الامان "
قال الشخص الدانماركي الذي فضل عدم ذكر اسمه بانه درس كافة الديانات السماوية فوجد ان الاسلام هو الطريق الوحيد للوصول الى الله وان مذهب اهل البيت هو الاحق واصفا الامام الحسين عليه السلام واصحابه بانهم القلة الحقة التي واجهت الظلم والطغيان التي مثلها بانها كانت الكثرة في ذلك الزمان في اشارة الى جيش يزيد بن معاوية "
هذا وزار السفير الكرواتي في العراق يوركو أفوكس مرقد الإمام الحسين (ع) وأعرب عن سعادته لهذه الزيارة كونها الأولى لمدينة كربلاء المقدسة في وقت سابق.
وأضاف أفوكس خلال حديث نقلته( وكالة الانباء العراقية المستقلة) إن الزيارة جاءت بدافع التعرف بصورة أكثر على الأهداف التي خرج من أجلها الإمام الحسين (ع) وكذلك للإطلاع على معالم مدينة كربلاء وخاصةً إن الإمام الحسين (ع) رجل مهم بالنسبة لي ولشعبي".
وإختتم السفير زيارته بالدعاء لله تعالى لحفظ الإنسانية من الأشرار،وأبدى إعجابه الشديد على التطور العمراني الذي تشهده الحضرة الحسينية المقدسة. منوها بأن الشعب العراقي يستحق الثناء على تمسكه بثوابته الدينية التي حفظت المجتمع العراقي من الأنحرافات وأسهمت ببناء الشخصية العراقية.
واستقبل الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة في وقت سابق وفد من المسلمين من دول ألمانيا والبوسنة وفرنسا الذين وصلوا مدينة كربلاء المقدسة لأداء مراسيم زيارة أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام .
من جهه اشار الزائر البوسني ( امير فتج) ان هذه الزيارة الاولى له وانه اصر على زيارة العراق والتشرف بزيارة المراقد المقدسة بالرغم من الاحداث الامنية التي يشاهدها من خلال شاشة التلفاز .
في حين اشارت الزائرة الالمانية ( اوديت اميرة نيترل) انها اعتنقت الاسلام قبل عشرة اعوام وهي متلهفة لزيارة العراق وقد استقصت عن وضع العراق من خلال الاخوة الذين زاروا العراق قبل فترة وجيزة واخبروها بان الوضع مستقر الامر الذي شجعها لزيارة العراق، مبينة انها حين دخولها العتبات المقدسة شعرت بانها وسط اهلها وشعرت بالاخوة الاسلامية .
