SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: بعد أن وصف رئيس الوزراء القطري الأمة العربیة بـ"النعاج" رد علیه «السيد حسن نصرالله» قائلاً: من يرى نفسه نعجة فليتكلم عن نفسه، لكن لا يحق له القول ان اغلب العرب أصبحوا نعاجاً ولكن هناك ليوث وأسود سيصنعون مستقبل هذه الامة، كما صنعوها في لبنان وغزة.
بدأت القصة یوم الأحد الماضي حینما اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة العدوان الإسرائيلي علی غزة ، فحاول «حمد بن جاسم» رئيس وزراء قطر الذي يحتفظ بعلاقات عالية المستوى لبلده مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، أن يبدي تعاطفه مع شعب غزة.
وفي خطابه و خلال اظهار عبارات التعاطف مع الشعب الفلسطیني المظلوم قال حمد بن جاسم: إن الإسرائيليين ليسوا ذئاباً لكن أغلبنا أصبح نعاجاً !
واستخدم المسؤول القطري لهجة توحي من حيث الظاهر بالتعاطف مع غزة وعملية السلام، لكنها في الحقيقة محاولة للالتفاف على أهداف الشعب الفلسطيني والايحاء لهم بأنه لا يمكن أن يحققوا اي شئ، وأن من الافضل لهم ان يركنوا الى الاستسلام امام الاسرائيليين، ولا يتطلعوا الى اهداف كبيرة بحسب وصفه.
في رد فعل مثیر للغایة خاطبه «السید حسن نصرالله» ـ وقال له: "لا حبيبي! أنتم أصبحتم نعاجاً، ولكن هناك ليوث وأسود" وأشار إلی أهداف کبیرة یتطلع إلیها أسود الأمة الذین سيصنعون مستقبل المسلمین في العالم.
فاستمر نصرالله في کلمته بالأمس ـ الإثنین ـ قائلاً: "نعم؛ يوجد في العالم العربي نعاج، صحيح، معه حق، لكن ليس أغلب العرب نعاج.هناك حكومات نعاج، هناك قيادات سياسية نعاج، هناك إعلاميون نعاج. يوجد هؤلاء الذي يتكلم عنهم... تخلي أغلب الحكومات العربية عن فلسطين وعن لبنان وعن الأراضي العربية المحتلة، ولکن بقيت شعوبها تقاوم وتضحي وتصنع الانتصارات وتصنع الانجازات وتقدم الدماء، وبقيت فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية في قلبها وفي وعيها وفي وجدانها، في ضمائرها، في حياتها وستبقى. أما النعاج فسيذهبون إلى حيث يذهب النعاج، وأما الليوث والأبطال فهم الذين سيصنعون مستقبل هذه الأمة...".
وفیما یلي نص کلام السيد حسن نصرالله الأمين العام لـ"حزب الله" في الرد على رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، الذي قاله خلال احياء الليلة العاشورائية الخامسة من ذكرى استشهاد الامام الحسین(ع) في الاثنين 19-11-2012 في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس:
الدول العربية في لبنان وسوريا وفي المنطقة يتأمرون يتواطأون، مثل ما تآمروا على فلسطين وعلى غزة، والشاهد وزير خارجية إحدى الدول العربية وإحدى الدول الخليجية. أنا لا يناسبني أن أدخل في الأسماء. نقل عنه في وسائل الإعلام الكلام التالي:
يقول: لا يجب إعطاء الفلسطينين أكثر مما نستطيع عمله. هو منصف وواقعي. يعني (ما تكبروا الحجر) على الفلسطينين، ما تكبّروا آمالهم، لأنه في آخر المطاف سوف يُحبطون.
الذي نقدر بأن نفعله نعدهم به، وأن المساعدات التي تعهد بها العرب لتقديمها إلى الإخوة الفلسطينين لن يتم تقديمها، مشيراً إلى أن بعض العرب قد ساهموا في الحصار الذي وقع بحق إخواننا في قطاع غزة، هذا اعتراف جيد.
عندي سؤال، سؤال كبير اليوم يطرح نفسه، رغم الحصار الذي قام به بعض العرب ـ ومفهوم من هم بعض العرب ـ كيف وصل هذا السلاح إلى غزة؟ كيف وصل فجر 5 إلى غزة؟ كيف وصلت صواريخ غراد إلى غزة؟ كيف وصلت صواريخ ضد الدروع إلى غزة؟ من كورنت وغيرها؟ كيف وصلت صواريخ ضد الطائرات إلى غزة؟ ومن أرسلها ومن أوصلها؟
هذا اليوم يحتاج لتوقف، هذا اليوم يحتاج لسؤال كبير. قبل أن نتكلم عن الدول التي تصدّر لنا الادوية وتقدّم لنا المال، دعنا نرَ من الذي مكّن غزة اليوم أن تقف على قدميها وأن تثق ـ بعد الله ـ بنفسها وتقاتل وتصنع المفاجآت وتقصف تل ابيب وتقصف القدس، وتطلق النار على الطائرات وعلى البوارج وتدمّر الآليات الإسرائيلية؟
إن العرب معترفون بأنهم حاصروا غزة. وهنا يجب أن يحضر من جديد ومن دون مجاملات دور الجمهورية الإسلامية في إيران ودور سوريا في هذا الموضوع.
وأنا أقول للجميع من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، وبالشكر تدوم النعم، ولئن شكرتم لأزيدنكم. ولكن الله سبحانه وتعالى في القرآن يقول إن القليل من العباد هم الذين يشكرون.
العرب اليوم يعترفون بهذا الحصار، وبأنهم حاصروا غزة، بل أكثر من هذا، هو نفسه يقول إن الدول العربية ساهمت بشكل كبير بحصار غزة على المستويات كافة، سواء براً بحراً وجواً، مشيراً إلى أن الوضع يتطلب قراراً سياسياً حكيماً بإجراءات سليمة، أموال، ودواء، القليل من المواقف السياسية.
التحدي الحقيقي، العروبة الحقيقية، الإسلام الحقيقي، هو أن تملك كل الدول العربية جرأة أن ترسل السلاح اليوم وقبل غد إلى غزة.
الإسرائيلي يراهن على أن صواريخ غزة تقف لوحدها وتنتهي. إن تذكرون ـ أيها الإخوان والأخوات ـ خلال عناقيد الغضب 1996، طبعاً في تلك الأيام كان لدينا كاتيوشا ولم يكن لدينا أكثر من ذلك، وكان في ذلك الوقت بدايات "فجر ـ ثلاثة" و"فجر ـ خمسة" ولم نستخدمها في ذلك الوقت. وكان لدينا عدد من صواريخ الكاتيوشا وبقيت الحرب لمدة ستة عشر يوماً، وأنا أذكر أنه في آخر أيام الحرب ماذا كان يقول شيمون بيريز، وكان في وقتها رئيساً لحكومة العدو.
كان يقول: نحن نراهن على انتهاء مخزون الصواريخ لدى المقاومة اللبنانية.
اليوم، الإسرائيلي يراهن على انتهاء مخزون الصواريخ عند المقاومة الفلسطينية، ومن أوجب الواجبات فتح الحدود وإيصال المزيد من الصورايخ إلى المقاومة الفلسطينية في غزة، لأن هذا رهان إسرائيل.
أين العرب الذين يدفعون الأموال ويرسلون السلاح ويشترون السلاح ويرسلون السفن المليئة بالسلاح للمقاتلين المعارضين في سوريا، ولكنهم لا يجرؤون أن يرسلوا طلقة ـ طلقة واحدة ـ إلى غزة. لماذا؟ لأنه هناك توجد إسرائيل، لأنه توجد الإدارة الأمريكية، لأن الCIA سوف تطالبهم. هذا هو التحدي.
ثم ورد في كلام هذا الوزير عبارة لا يحسن السكوت عليها ـ وهو يعتبر نفسه يستطيع أن يتكلم بما يشاء، ولا أحد يعلق لأنه لديه الكثير من المال ـ وهي أن أغلب العرب أصبحوا نعاجا.
لا حبيبي...! إذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود وأبطال. كل شخص يتكلم عن نفسه، والذي يرى نفسه نعجة ليقل عن نفسه إنه نعجة، لكن لا يحق له أن يخرج ليقول أن أغلب العرب أصبحوا نعاجا، أبدا.
نعم يوجد في العالم العربي نعاج، صحيح، معه حق، لكن ليس أغلب العرب نعاج.هناك حكومات نعاج، هناك قيادات سياسية نعاج، هناك إعلاميون نعاج. يوجد هؤلاء الذي يتكلم عنهم.
لكن أكثر من 62 سنة من الصراع العربي – الإسرائيلي ومن التآمر الدولي والتآمر العربي الرسمي وتخلي الحكومات العربية، أغلب الحكومات العربية، عن فلسطين وعن لبنان وعن الأراضي العربية المحتلة، بقيت شعوبها تقاوم وتضحي وتصنع الانتصارات وتصنع الانجازات وتقدم الدماء، وبقيت فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية في قلبها وفي وعيها وفي وجدانها، في ضمائرها، في حياتها وستبقى.
أما النعاج فسيذهبون إلى حيث يذهب النعاج، وأما الليوث والأبطال فهم الذين سيصنعون مستقبل هذه الأمة، كما صنعوها في مقاومة لبنان فصنعوا انتصاراً تاريخيا عام 2000 وعام 2006، وكما صنعوها في غزة وأخرجوا المحتل من غزة ودافعوا عنها في 2009، واليوم يدافعون عنها.
هذا هو مستقبل المنطقة، مستقبل منطقتنا هو مستقبل الأطفال الصامدين المقاومين وليس مستقبل النعاج، وليس مستقبل النعاج.
المصدر: الانباء