شیعه نیوز/ وعما يتداوله بعض المحللين من أن هذا الانقلاب هو من تدبير أردوغان ليبسط سيطرته بشكل أكبر ويقضي على معارضيه، قال الأستاذ النقاش: "لا أعتقد أن الانقلاب الذي حدث في تركيا هو من تدبير أردوغان، بل هو من نتائج الصراع الداخلي بين أطرافٍ تركية وبعض الضباط كانوا يتوقعون إزاحتهم بسبب ميولهم، فاستبقوا الأمر بهذه المحاولة التي فشلت وفي نظري أنها أضعفت النظام بشكل كلي" لافتاً إلى أن "المحاولة فشلت لكن صورة النظام اهتزت لأن لديه من المشاكل الداخلية ما يكفي لكي لا يفتح على نفسه مشاكل خارجية أيضاً"
وأضاف النقاش: "لا أعتقد أن هناك دعم خارجي أبداً لهذه الحركة، فلم يظهر أي شيء من سياسات الدول الكبرى ولا الدول الإقليمية".
وحول ما إذا كانت هذه المحاولة التي جرت في تركيا ستؤثر تداعياتها إيجاباً على منحى العمليات العسكرية في سوريا، قال النقاش: "أتوقع أن أردوغان لا يستطيع أن يفتح على نفسه مئة جبهة، فهو يعلم الآن أن هناك خطر داخلي وهناك انقسامات وصراعات داخلية ويجب أن يلتفت إلى ملفاته الداخلية ويقفل الملفات الخارجية من أجل أن يتعامل مع ملفات أكثر خطورة، ومن جملة الملفات التي يجب أن يغلقها هي دعم الإرهاب في الإقليم وخاصة في سوريا".
وعن رد فعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإدانتها لهذا الانقلاب بالرغم من سياسات أردوغان الذي يدعم الإرهابيين في سوريا، أوضح النقاش: "أولاً هناك مبادئ في السياسة الإيرانية، فقد تختلف في السياسات كثيراً مع بعض الأطراف ولكن كقوة إقليمية، تريد إيران أن تثبت معايير مبدئية، أهم هذه المعايير في الثورة الإسلامية في إيران هو أنها مع مبدأ الانتخاب والرأي للشعب وبالتالي هي ضد الانقلابات وضد الأعمال العنفية التي تسعى لتغيير النظم وضد الثورات الممولة من الخارج والثورات الوردية، وبالتالي لا ترضى إيران بأن تكون تركيا الدولة الجارة بهذا الحجم عرضة لانقلابات عسكرية واهتزازات أمنية بل تسعى دائماً لأن يكون أي تغيير في السلطة هو عن طريق الانتخابات وهذا لمصلحة الأمن الإقليمي ككل" .
وعن الاجتماع الأخير بين الجانبين الروسي والأمريكي في موسكو وإمكانية حدوث تنسيق على مستوى أعلى نحو إيجاد حل سياسي في سوريا، قال الخبير الإستراتيجي: "في المبدأ يسعى الطرفان إلى عملية سياسية ولكن هناك خلاف على نهاية العملية السياسية ولذلك يتعثر دائماً التنسيق فيما بينهما لأن الهدف النهائي غير مشترك وبالتالي نعم هم يريدون عملية سياسية ولكن كل طرف يريد أن يأخذها في الاتجاه الذي يريد وهذا ما يؤخر عملية التنسيق" لافتاً إلى أن كلاً من روسيا وأمريكا يريدان أن "يعلمونا أن هناك تقدم في التنسيق لا يصل إلى عمليات مشتركة عسكرية أو أمنية ولكن تحديد من هم الأعداء الذين يجب أن يُضربوا "النصرة وداعش" وتحييد باقي المنظمات لحل سياسي معين، فهل ستنجح هذه المعادلة؟".
واعتبر الخبير نقاش بأن التصاق الفصائل المسلحة المختلفة فيما بينها مع النصرة وداعش قوي جداً ولا يستطيع أي خبير عسكري أن يفصل بينها باستثناء بعض المناطق الخاصة التي لا يوجد فيها تشابه بين هذه المنظمات".
وحول رؤيته للخارطة الميدانية في المنطقة، قال نقاش:"واضح أن هناك تبدد في موازين القوى، وهناك تقدم للجيش السوري وحلفائه وواضح أن أمريكا تلهث وراء معادلات جديدة حتى تحافظ على موقعيتها، هي تخسر موقعيتها في العراق وسوريا ورأينا أن كارتر يذهب إلى العراق ويسعى للمجيء بجنود إلى الموصل كي لا تتحرر إلا بوجود أمريكي ورفضت الحكومة العراقية ذلك وكذلك الأمر في سوريا لا يريدون أن يتقدم الجيش السوري مع روسيا وحلفائه الآخرين لإنهاء الصراعات دون أن يكون هناك موطئ قدم فهناك سباق للحفاظ على وجودها ولكن لا أعتقد أنها ستوفق في ذلك".
الوکالة الشیعیة للأنباء