شیعه نیوز/ وكانت القطيف الهدف التالي للإرهابيين حيث نفذوا عملية إنتحارية عند مغرب أمس الإثنين، بالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق وان الإنتحاري لم يدخل المسجد بل فجر نفسه خارج المسجد، وعثرت الشرطة على اشلاء 3 اشخاص والتحقيق في هوية الضحايا والارهابي مستمر. وما يهمنا أنه اذا دخل الارهابي المسجد لكان عدد الضحايا أكبر بكثير بسبب أن المسجد كان مكتظا بالمصلين وقد يروح ضحيتها عشرات أو مئات الضحايا.
وبالتزامن مع تفجير القطيف وقع تفجيرين انتحاريين في محيط الحرم النبوي بالمدينة المنورة ما أسفر عن مقتل 4 واصابة 5 من رجال الأمن.
فشهدت المملكة السعودية يوم أمس 4 تفجيرات إرهابية مما يعد هجمات غير مسبوقة... غير أنه ما يلفت الانتباه ليس عدد التفجيرات.. بل كونها محدودة الأثر وتنفيذها بعبوات صغيرة.
فلا نعتقد أن التنظيمات الارهابية (أهمها داعش والقاعدة) كانت وراء الهجمات هذه.. لأن عناصر "داعش" و"القاعدة" متدربون للهجمات الإنتحارية، وليس من المعقول أن لا يتمكنوا من اسقاط ضحايا في 4 هجمات إنتحارية.. واذا كانت التنظيمات الارهابية وراء الهجوم لسقط عشرات أو مئات وحتى الاف الضحايا من المدنيين.. حيث إن الارهابيين اثبتوا حذاقتهم في القتل والدمار.
اضافة الى أن جميع الضحايا من رجال الأمن فالإنتحاريون كانوا بصدد استهداف الامن السعودي فقط أو بالأحرى كانوا بصدد استعراض القوة.. أو انهم كانوا يتبعون هدفا سياسيا خاصا من هذه الهجمات. ولدينا فرضيات مختلفة ونذكر ثلاث منها تبدو أكثر عقلانية:
الأول: صراع السلطة بين المحمدين
ان التفجيرات تعتبر جانب من صراع المحمدين على السلطة.. فالجنرال الصغير المتهور ينتهز الفرصة (وسط اجواء وداع شهر رمضان الكريم والإستعداد للعيد) لتقويض أمن المملكة واحراج ولي العهد محمد بن نايف والمس من سمعة رجل يحظى بالاحترام وبثقة الغرب وخصوصا في مجال مكافحة الإرهاب.
الثاني: التمهيد لجلب الدعم الامريكي لمحمد بن سلمان
كشف موقع "ميدل ايست آي" البريطاني قبل نحو أسبوع عن تقديم الإمارات مشاورات ونصائح لمحمد بن سلمان للحصول على دعم الولايات المتحدة في تتويج بن سلمان عرش المملكة. وأفاد الموقع بأن بن زايد أخبر وزير الدفاع السعودي بأنه يتعين عليه "إنهاء الحكم الوهابي" المتشدد للفوز بثقة الولايات المتحدة وابعاد الحكومة عن الفرع المتطرف من الإسلام.
ونقل الموقع عن مصدر لم يسمه، إن بن سلمان "بدأ بالفعل خطة تدريجية لإلغاء الشرطة الدينية واعتقال الإسلاميين الأكثر نفوذاً وتأثيراً، مضيفاً أنه "سيرغب أيضا في إلغاء هيئة كبار العلماء "الهيئة الدينية الأكبر في البلاد" ووقف كافة نشاطاتها التي تخدم الوهابية.
وفي السياق ذاته، ان التفجيرات الأخيرة تخدم اهداف بن سلمان لتخفيف دعم المملكة للوهابية وتمهد للتخلص من الوهابية نهائيا.
الثالث: تزوير الرأي العام بشأن دعم الإرهاب
أن الإعلام السعودي- الخليجي اوجعنا بنغمة وا فلوجاه ولم يأل جهدا الا وبذلها للنيل من الحشد الشعبي حيث طالب السفير السعودي في العراق بتفكيك الحشد مما أثار استياء الشعب العراقي ودشنوا هاشتاقا في موقع التويتر عنوانه #السبهان_سفير_داعش.
فبعد أيام من تحرير الفلوجة استهدف "داعش" الدموي منطقة الكرادة وسط بغداد وحصد أرواح اكثر من 200 مدنيين أبرياء ليذيق العراق عيدا بطعم الحداد.. وتفجير الكرادة هو الأكثر دموية في العراق منذ 2003 ويعيد الى الاذهان دناءة الارهابين ودناءة من يغذي الفكر الإرهابي ويموله ويزودها بالعتاد.. إنما تفجيرات السعودية جاءت بعد تفجير الكرادة ومطار اسطنبول وعملية احتجاز الرهائن ببنغلاديش وغيرها بهدف إبعاد الشبهات عن الداعم الرئيسي للإرهاب في المنطقة وذر الرماد في العيون وإظهار أن السعودية هي الضحية الأولى للإرهاب.
الوکالة الشیعة للأنباء