شیعه نیوز/ من المدهش حقا ان يتعرض الحشد الشعبي العراقي الى هجوم اعلامي كبير من قبل مسؤولين خليجيين، منهم وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد الذي دعا الى القضاء على قوات الحشد الشعبي.. ولاقت تصريحات وزير الخارجية الاماراتي استنكارا واسعا في الاوساط الرسمية والشعبية العراقية.
وعبرت وزارة الخارجية العراقية، عن شجبها لتصريحات بن زايد واعتبرتها اساءة للمؤسسة الامنية والعسكرية.. واكدت الوزارة انه "لولا الحشد الشعبي لاجتاحت داعش والقاعدة الكثير من بلدان المنطقة".
واستنكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تصريحات وزير الخارجية الاماراتي بخصوص الحشد الشعبي، فيما اعتبر ان تلك التصريحات تعتبر تدخلا بالشؤون الداخلية العراقية.
وكان السفير السعودي لدى بغداد ثامر السبهان هو الاخر قد شن هجوما ضد الحشد الشعبي العراقي وزعم ان الاكراد واهالي محافظة الانبار يرفضون دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطقهم، مدعياً ان هذا يبين عدم مقبولية الحشد من قبل المجتمع العراقي.
وقد أثارت تصريحات السفير السعودي ردود فعل غاضبة داخل العراق وطالبت قيادة الحشد الشعبي بطرد السفير السعودي من العراق ومعاقبته، وقال المتحدث باسم الحشد احمد الاسدي: ان هذه التصريحات تكشف عن النوايا المبيتة سلفاً لسفير دولة تدعم الارهاب.. واعتبر وزير النقل العراقي باقر جبر الزبيدي، اعتبر تصريحات السبهان مخالفة للاعراف الدبلوماسية وتدخلا سافرا في الشان العراقي، واكد ان الحشد الشعبي هو شرف هذه الامة.
وكان نائب الرئيس العراقي نوري كامل المالكي قد قال عن الحشد الشعبي "أن الحشد الشعبي أوقف تقدم الإرهابيين ومنع إنهيار الجيش وسقوط بغداد".
الحقد ضد الحشد الشعبي لم يقف عند هذا الحد، بل ان وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خلیفة وصف الحشد الشعبي بـ"الإرهابي". واثارت تصريحات ال خليفة ردود افعال غاضبة أيضا.
وكان وزير الخارجية البحريني هو نفسه الذي وصف حزب الله بانه أخطر من القاعدة والنصرة، وقال في تصريحات له: ان القاعدة وداعش ليستا الخطر الأكبر، ولكن الخطر الأكبر يكمن في "حزب الله" الذي يحظى بدعم من دول ضالعة بحد ذاتها في تمويل الإرهاب.
وردت النائبة في البرلمان العراقي حنان الفتلاوي على تصريحات وزير الخارجية البحريني، بالقول: أن تصريح الوزير البحريني يمثل "تدخلاً في شؤون العراق"، مضيفة: "لولا الحشد الشعبي لما بقي شيء اسمه العراق، ولولا الحشد لوصلت داعش لبيوتكم.. هذا ما أزعجكم، كنتم تتمنون أن يسقط العراق بيد داعش".. وتابعت: "إنني أوجه له نصيحة بأن يهتم بشؤون بلده الذي تنتهك حقوق الإنسان فيه وتقمع الحريات بشكل واضح بدل التدخل بشؤون العراق".
العداء الخليجي تجاه الحشد الشعبي سببه الانتصارات التي يحققها ضد الجماعات الارهابية الممولة من جانب الدول الخليجية، وخاصة تنظيمي داعش والنصرة (القاعدة)، وها هي صحيفة الشرق القطرية التي شاركت حكومة الدوحة القوات الامريكية في اسقاط الرئيس العراقي المعدوم، تصف رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين بـ"الشهيد القائد".
وهاجم الكاتب في صحيفة الشرق القطرية ربيعة بن صباح الكواري في مقال له ايران واتهمها بانها تتدخل في الشان العراقي وتريد فرض ارادتها على الشعب العراقي، حسب زعمه.
وكان وزراء خليجيون ومن بينهم وزير الخارجية السعودي عادل جبير قد شنوا هجوما عنيفا على الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني الذي يتواجد حاليا في الفلوجة للمشاركة في للتصدي لتنظيم داعش.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حول المستشارين الإيرانيين في العراق، قائلا: إن تواجدهم بقيادة اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" بالحرس الثوري الإيراني، جاء بناء على طلب من الحكومة العراقية.
وقال أنصاري: إن "الشعب العراقي ليس بحاجة إلى تصريحات وزير خارجية بلد كان السبب والداعم الأكبر للتوتر والإرهاب في العراق والمنطقة والعالم، كي يميز مصالحه وأصدقائه وأعدائه".
وأضاف: أن "تواجد المستشارين العسكريين الإيرانيين في العراق بقيادة اللواء قاسم سليماني تم بناء على طلب الحكومة العراقية الشرعية ولمكافحة الإرهاب والمتطرفين الذين يزعزعون أمن العراق والمنطقة"، وتابع: أن على الجبير "ألا ينسى أن بلاده تعرف حاليا وعلى المستوى العالمي بالداعم الأول والأخطر للإرهاب ونشر التوتر الأمني في العالم، وأن يكف عن السعي لخداع الرأي العام وتحريف الحقائق".
من جهته انتقد امين مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد الأسبق لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محسن رضايي تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وضد الجنرال قاسم سليماني، مقترحا عليه السفرالى ايران للمشاركة في دورة تدريبية في مجال اداب السياسة والدبلوماسية!
وقال رضائي: يقول وزير الخارجية السعودي الجديد ان الحكومة العراقية لا يحق لها طلب المساعدة من ايران للدفاع عن بلادها.. ولكنه يرى من حق بلاده احتلال اليمن.. او انهم يقتحمون البحرين بدباباتهم، ولكنهم من جهة اخرى غير مستعدين لوفادة حجاج الدول الاخرى ويضعون العراقيل امام منح التاشيرات لهم.
ويضيف رضائي: على الجبير ان يحضر الى ايران لعدة اسابيع لكي ندربه سياسيا ودبلوماسيا!
ان الدول الخليجية التي شاركت الولايات المتحدة في تدمير العراق ومولت داعش لاحتلال الانبار والموصل، ها هي تتباكي على أهالي الفلوجة وتوجه سهامها الى قوات الحشد الشعبي التي تحارب ببسالة تنظيم داعش في الفلوجة.
ان الشعب العراقي يعرف صديقة من عدوه، ويدرك جيدا ان الدول الخليجية التي تتباكى اليوم علي أهالي الفلوجة هي التي ساهمت في تدمير العراق وتوتر الاوضاع فيه واستمرار عمليات التفخيخ والتفجير في مختلف مدنهن وهي تستخدم أموال النفط لدعم الارهابيين في العراق وتزويدهم بالمفخخات والاحزمة الناسفة لقتل العراقيين وتوجية الضربة القاتلة للعملية السياسية في هذا البلد.. وهي في نفس الوقت لا تريد انهيار جبهة تنظيم داعش في العراق على يد قوات الحشد الشعبي الباسلة.
الوکالة الشیعية للأنباء