شیعه نیوز/ الصراخ على قدر الألم، واذا تعالى الصراخ فمعنى هذا أن الألم أصبح مبرحا ولم يعد يطاق، لهذا يمكن درك حدة الألم الذي تعانيه الجهات التي تقف وراء "داعش”، تسليحا وتمويلا وإعلاما، من حدة الصراخ الصادر منهم والذي وصل الى عنان السماء، بالتزامن مع اقتراب ساعة تطهير الفلوجة من "داعش”، وبالتالي فشل المخطط الجهنمي الأمريكي الصهيوني العربي الرجعي التركي، ضد العراق والمنطقة.
ان الهدف الرئيسي من صناعة "داعش” من بقايا أيتام النظام الصدامي وحلفائهم من التكفيريين، في المختبرات الأمريكية والصهيونية، واطلاق يد”الدواعش” لغزو العراق، هو تفتيت العراق والمنطقة، وإشغال شعوبها في حروب طائفية لا تبقي ولاتذر، يكون الرابح الأول والاخر والوحيد فيها هو الكيان الصهيوني، لذا من السخف والعبط، ان نصدق الرواية الامريكية الصهيونية العربية الرجعية التركية، من ان ما يحدث في منطقتنا هو صراع "شيعي سني” والصهيونية منه براء، فمثل هذه الرواية السخيفة لا يمكن تمريرها على العقلاء من ابناء الأمة.
حدة الصراخ يمكن قياسه من الطريقة الغريزية التي تتناول بها قنوات خليجية اصبحت الناطق الرسمي باسم "داعش” كقناة "العربية” السعودية وقناة "الجزيرة” القطرية، معركة تحرير الفلوجة من "الدواعش” على يد ابناء العراق "شيعة وسنة”، حتى وصل الأمر بمذيعي هذه القنوات العمل كجيش الكتروني في خدمة الاجندة "الداعشية”، دون أدنى حياء او خجل، فهذا مذيع قناة "الجزيرة” القطرية، فيصل القاسم، لا تكفيه شاشة "الجزيرة” لبث سمومه الطائفية، يقوم بنشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر”، على شكل سؤال، لا يترشح الا عن عقلية حاقدة مريضة مثل عقلية هذا المذيع "المدعشن”، فهو يتساءل وبشكل في غاية الغباء: "من تؤيد في معركة الفلوجة العراقية، بين الحشد الشعبي وتنظيم داعش؟”!!، فحدة هذا الصراخ، يكشف حجم الألم، وحجم هذا الألم يكشف أن العراقيين على الطريق الصحيح، وأن تحرير الفلوجة سيكون بمثابة الضربة القاضية للمخطط الامريكي الصهيوني العربي الرجعي التركي ضد العراق.
ليس من السهل على قنوات مثل "الجزيرة”، تكلف الخزينة القطرية اموالا طائلة، وتزعم الحيادية والرأي الاخر، ان تتعامل بهذا الغباء والسذاجة مع قضايا العراق، الا أن ما يحصل في العراق افقدهم الرشد، ففي "الجزيرة” يتحول الضحية الى قاتل والقاتل الى ضحية، والمظلوم الى ظالم والظالم الى مظلوم، وفي هذه القناة ايضا لا يستهدف الجيش العراقي والحشد الشعبي "داعش” بل كل همهم قتل النساء والاطفال في الفلوجة، ولا اثر في هذه القناة للشيشان والطاجيك والافغان والسعوديين والاردنيين وو.. في الفلوجة، بل هي تعلن عداءها فقط للحشد الشعبي، وهم ابناء العراق الاصلاء، ليس مهما ل”الجزيرة”، وجود كل شذاذ الافاق من التكفيريين المجرمين والبعثيين القتلة في الفلوجة وسبيهم حرائر العراق، المهم لديها الا يكون من ابناء العراق الشرفاء احد هناك.
العراقيون وغم كل الذي أصابهم من مآسي لن يسمحوا ان تتحول بلادهم الى ليبيا ثانية، فكلنا اطلع على تصريحات وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم لصحيفة "فاينانشال تايمز” البريطانية قبل فترة عندما اعلن وبشكل واضح وصريح ما نصه: "سأقول شيئا ربما أقوله للمرة الأولى.. عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا…في النهاية كان هناك كثير من الطباخين ولذا فسدت الطبخة”، العراقيون يعرفون جيدا من يقف الى جانبهم ومن يقف مع اعدائهم، ويعرفون جيدا من هي "داعش” الوهابية، ومن اهم ابطال الحشد الشعبي الذين سيمرغون انف "داعش” وانف اسياد "داعش” في تراب الفلوجة.
العراقيون ردوا بتلاحمهم الوطني على الهجمة "الداعشية” التي يشنها "دواعش” الاعلام العربي، بصور جميلة تناقلتها وسائل الاعلام الحيادية والتي تتحرى الحقيقة لا تزييفها، ومن هذه الصور صورة هادي العامري القيادي بالحشد الشعبي والامين العام لمنظمة بدر (الشيعي بلغة الجزيرة) وهو يجلس مع الشيخ حميد الهايس رئيس مجلس انقاذ الانبار (السني بلغة الجزيرة) في غرفة عمليات تحرير الفلوجة من أذناب التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي التركي، فنزلت هذه الصورة كالصفعة المدوية على وجه وسائل الإعلام العربية التي تحاول حماية "داعش” والحيلولة دون استكمال تحرير الفلوجة.
على العراقيين، شيعة وسنة، ان لا يعيروا ادنى اهتمام لصراخ وعويل ونعيق قنوات الفتنة وشيوخ الفتنة وسياسي الفتنة، فهؤلاء يضمرون الشر للعراق والعراقيين، وعليهم ان يواصلوا السير على نهج المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني، وان يقفوا جنبا الى جنب لتحرير ارضهم من دنس عصابات "داعش”، فهذه العصابات ليست سوى معول لتفتيت العراق، فجميع العراقيين سيخسرون اذا ما تركت "داعش” لا سمح الله تعشعش في الفلوجة، وتحرير الفلوجة هو بداية نهاية "داعش” وإفشال لمخطط تقسيم العراق.
الوکالة الشیعية للأنباء