شیعه نیوز/ وزعمت عكاظ ان تنفيذ الطقوس الإيرانية يهدف إلى "الحشد والتهييج والإضرار بسلامة الحجاج"، مضيفة ان المبعوث الإيراني أصر على إحياء طقوس خاصة بالإيرانيين ومن أهمها «دعاء كميل» (دعاء منسوب لكميل بن زياد النخعي، علمه اياه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فواظب عليه الشيعة، خاصة في ليالي الجمعة، وفي ليلة النصف من شعبان) و«نشرة زائر» ومراسم «البراءة»، على حد زعم كاتب الصحيفة.
ولم يتعب نفسه كاتب المقال في الصحيفة السعودية حتى بالقاء نظرة على نص هذا الطقس الايراني الذي يدعيه.. فهل الدعاء والطلب من الله عند حضرة رسوله وفي ثاني اشرف بقاع الارض وقرب الروضة المطهرة يشكل خطرا على الزائرين واي خطر؟!
وهذه مقدمة الدعاء لكاتب الصحيفة: (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقوتك التي قهرت بها كل شيء، وخضع لها كل شيء وذل لها كل شيء، وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء، وبعظمتك التي ملأت كل شيء، وبسلطانك الذي علا كل شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شـيء، وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكل شيء، وبنور وجهـك الذي أضاء له كل شـيء، يا نور يا قـدوس، يا أول الأوليـن، ويا آخر الآخـرين، اللهم اغفر لي الذنـوب التي تهتك العصم، اللهم اغفر لي الذنـوب التـي تنزل النـقم، اللـهم اغـفر لي الذنوب التي تغيـر النعم، اللهم اغـفر لي الذنـوب التي تحبس الدعاء، اللـهم اغفر لي الذنـوب التي تنـزل البلاء،... الى آخر الدعاء)
واعتبرت الصحيفة ان قراءة دعاء كميل "يخرج من إطار الممارسة الخاصة التعبدية إلى إطار الإخلال بالأمن من خلال التجمهر وعرقلة سير الحجاج، بالإضافة إلى الخروج عن النص والمظهر الأصلي والدخول في مظهر سياسي وهتافات وشعارات أصبحت تشكل خطرا ومضرة وشذوذا عن عامة المسلمين في الحج باختلاف مذاهبهم".. فهل الدعاء يقام في موسم الحج ومن قال انه من ضمن اعمال الحج التي هي مدار 5 ايام فقط في حين ان الحاج يبقى في رحلته المعنوية زهاء 30 يوما؟!
وكذلك الحال في ما يسمى "نشرة زائر"، وهي مجلة تحليلية إخبارية لبعثة قائد الثورة الإسلامية للحج بعنوان «زائر» وتوزع هذه المجلة بين وفود الحجاج الإيرانيين، لرفع مستوى التوعية الدينية بين الحجاج الايرانيين.
وبحسب قول الصحيفة السعودية فإن مراسم البراءة هي شعار ألزم به الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية الراحل الحجاج الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، للتبرء من المشركين عبر هتافات "لا تخلو من التأجيج، وهو ما يعني أن يتحول الحج من فريضة دينية عبادية، إلى فريضة سياسية يملؤها الصراخ والعويل" على حد تعبيرها.
والشعارات التي تطلق في مراسم البراءة التي تقام داخل المخيمات الايرانية بصعيد عرفة صباح يوم التاسع من ذي الحجة هي: الموت لامريكا، الموت لاسرائيل، ويا ايها المسلمون اتحدوا اتحدوا.. فمن اين ياتي التأجيج وضد من؟!
واضافت الصحيفة السعودية: ان هذا التصور يراه القسم الشرعي في حملة السكينة لمكافحة الإرهاب، أنه "انحراف منهجي عن معاني الحج، بجانب فوضوية وعبثية التطبيق وأن هذا المسلك مخالف للفقه الإسلامي".
علما ان بعثة الحجاج الايرانيين من اكثر البعثات انتظاما وترتيبا ونظافة والتزاما باعتراف السلطات السعودية نفسها.
وقد أصدرت منظمة الحج والزيارة الايرانية، اليوم الاحد، بياناً شرحت فيه اسباب إلغاء الحج بالنسبة للحجاج الايرانيين لعام 1437 هـ واتهمت السلطات السعودية بالصد عن سبيل الله.
وأكد البيان، ان ايران كانت ومازالت تنظر الى الحج والعمرة نظرة معنوية ووحدوية ومنمية للأخوة الدينية والاسلامية مصحوبة بتجنب التفرقة والطائفية، وان مشاركة الحجاج الايرانيين في صلوات الجماعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والاهتمام الجاد بتلاوة القرآن الكريم والاهتمام بالدعاء والمناجاة مع الواحد الأحد، خير شاهد على ان ايران كانت ومازالت تنظر الى مراسم الحج نظر شاملة تتجاوز الحدود.
ورغم ادعاء الجانب السعودي في حل القضايا القنصلية، فإنه لم يتم التوصل الى اي اتفاق مدون بهذا الشأن بين مسؤولي وزارة الخارجية السعودية ووزارة الخارجية السويسرية وفق المواثيق الدولية (باعتبار السفارة السويسرية راعية للمصالح السعودية في ايران).
وأضافت منظمة الحج والزيارة الايرانية في بيانها: ان السعودية وفضلا عن الدعايات المغرضة لإعلامها، ربطت القضايا السياسية بالحج متأثرة بالاجواء السياسية بين البلدين، وانطلاقا من ذلك قامت بتغيير النص المعتاد لمذكرة التفاهم (بين البلدين) في كل عام.
لذلك فإن السلطات السعودية وضمن تسييسها للحج والحرمين الشريفين، منعت حق الشعب الايراني المشروع لأداء مناسك الحج، وصدت بشكل عملي عن سبيل الله.
واختتمت منظمة الحج والزيارة بيانها بأنه نظرا لتضييع الوقت للتخطيط والقيام بالشؤون اللوجستية للحجاج الايرانيين وعدم تلبية المطالب المشروعة للجمهورية الاسلامية، نعلن انه بسبب استمرار الحكومة السعودية بوضع العراقيل، فإن الحجاج الايرانيين سيحرمون هذا العام من أداء حج التمتع، وان مسؤولية ذلك تقع على عاتق الحكومة السعودية.
الوکالة الشیعية للأنباء