يقال أن إموازي يخشى أن تكون قيمته كعضو في داعش قد انخفضت الآن بحيث يستطيع الناس أن يتعرفوا إلى هويته.
رمز الخبر: 12931
22:20 - 04 August 2015
شیعة نیوز/ ذكرت التقارير مؤخراً أن الإرهابي البريطاني المعروف باسم "الجهادي جون" قد غادر تنظيم داعش، خوفاً على حياته بعد أن تم التعرف عليه قبل ستة أشهر من الآن على أنه الابن كويتي المولد لعائلة حسنة الأحوال في لندن.
غادر الجهادي جون داعش لأن المنظمة الإرهابية ربما تلقي به "مثل حجر أو أسوأ إذا شعرت بأنه لم يعد يفيدها بعد الآن"، وفقاً لأحد مصادر الصحيفة الإخبارية البريطانية "ديلي إكسبرس". ولم يتأكد تقرير الديلي إكسبرس من أي مصادر حكومية أو أي مصادر إخبارية أخرى.
حصل الرجل المولود باسم محمد إموازي في البداية على سمعة دولية سيئة، سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى المنظمة الإرهابية التي ينتمي إليها، بعد صدور شريط فيديو عن داعش في آب 2014، والذي يظهر فيه وهو يقطع رأس الصحفي الأميركي جيمس فولي.
في ذلك الوقت، كتبت ديان فولي على صفحة الفيسبوك الخاصة بابنها الذي قتل بعد أن أمضى عامين في الأسر: "لم نكن فخورين بابننا جيم أكثر مما نحن الآن. لقد ضحى بحياته وهو يحاول أن يكشف للعالم معاناة الشعب السوري".
إموازي مطلوب الآن بتهم ارتكاب جرائم قتل لكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بسبب قتله الصحفيين وعمال الإغاثة فولي، وستيفن ساتلوف، وديفيد هاينز، وألان هينينغ، وبيتر كاسيغ، من بين آخرين. وكان آخر شريط ظهر فيه الإرهابي كويتي المولد البالغ من العمر 26 عاماً هو الذي قطع فيه رأس الصحفي الياباني كينغي غوتو قبل أكثر من ستة أشهر. وتعتقد صحيفة "ديلي إكسبرس" أن إموازي ربما يعمل الآن مع "مجموعة جهادية أقل شهرة في مكان ما في سورية، في محاولة لإبقاء نفسه بعيداً عن الأنظار".
في شباط الماضي، أماطت صحيفة "واشنطن بوست" اللثام عن شخصية الإرهابي المقنع، وقالت إن إموازي نشأ في غرب لندن في أسرة ثرية، وحصل على شهادة في علوم الكمبيوتر من جامعة ويستمنستر. وقد ظهرت روايات متضاربة حول سلوك إموازي في المدرسة الثانوية والجامعة، وتراوحت بين أوصاف لطالب حسن السلوك للإسلام، وبين وصف واحد تجاهل السلطة والقواعد السلوكية الإسلامية بشربه الخمر وتعاطيه المخدرات.
متى ذهب "الجهادي جون" إلى التطرف؟
حاول الشاب السفر إلى تنزانيا في أعقاب تخرجه من ويستمنستر، لكنه اعتقل على الطريق. وتساءل ضباط الأمن عما إذا كان الشاب مهتماً بالوصول إلى الصومال للعثور على المجموعات الإرهابية في الشمال. وبعد سنوات من ذلك، انتقل إموازي إلى الكويت، وتم اعتقاله في عدة مناسبات عندما عاد إلى لندن؛ وعند إحدى النقاط، قامت السلطات البريطانية بمنعه مباشرة من العودة إلى بلده الأم، الكويت.
كتب إموازي في رسالة بالبريد الإلكتروني لصديق: "أشعر في لندن وكأنني سجين، وإنما ليس في قفص فقط. إنني شخص مسجون يتحكم به رجال أجهزة الأمن، الذين يحولون بيني وبين عيشي حياتي الجديدة في مسقط رأسي وبلدي، الكويت". ومن غير الواضح كيف غادر إموازي لندن وعاد إلى الشرق الأوسط.
إذا كان قد ترك المنظمة، ماذا تقول مغادرة إموازي عن "داعش"؟
يقال أن إموازي يخشى أن تكون قيمته كعضو في داعش قد انخفضت الآن بحيث يستطيع الناس أن يتعرفوا إلى هويته. وعلى الرغم من كسبه اهتماماً كبيراً استثنائية من وسائل الإعلام، فإن داعش ما يزال يعمل في الظل إلى حد كبير. وحتى زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، هو "شخص غير معروف وملغز نسبياً"، وذو تاريخ غير مؤكد، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست".
"تتفوق" الجماعة الإرهابية في تجنيد الشباب من خلال مناشدة الشعور بالهوية، والدعاية المتطورة على الإنترنت، واللعب على الحس بالالتزام الديني، وتجنيد المستهدفات الإناث، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "كرستيان سينس مونيتور".
في العام الماضي، قدرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عدد أعضاء داعش من المجندين الأجانب بما يصل إلى 20.000. وبينما قد لا تشكل مغادرة عضو واحد الكثير من التأثير في المجموعة عددياً، فإن خسارة "الجهادي جون"، الذي يشكل واحداً من أكثر الأعضاء شهرة في المنظمة بالنسبة للعالم الخارجي، ربما تشير إلى بعض الاضطراب في داخل المجموعة.
يُذكر أن البغدادي أعلن مؤخراً أن داعش لن يعرض بعد الآن مشاهد الإعدام الفعلية في فيديوهات عمليات قطع الرؤوس الدموية التي تنتجها المجموعة، والتي كان "الجهادي جون" قد أصبح معروفاً بها.