هذه الممارسات اللانسانية للانظمة الدكتاتورية ومن بينها النظام الخليفي ، تؤكد صوابية الشعب البحريني في مواصلة نضاله ضد هذه الطغمة الحاكمة التي لا تتورع عن استخدام ابشع الاساليب من اجل التشبث بالسلطة .
رمز الخبر: 12849
09:17 - 30 July 2015
شیعة نیوز/ كما تتشابه الانظمة الديمقراطية ، التي تضطلع الشعوب فيها بدور رئيسي في ادارة شؤون البلاد مع اختلافات بسيطة لا تمس القاعدة الاساسية لهذه الانظمة ، تتشابه الانظمة الدكتاتورية ، التي تكتم على انفاس الشعوب ، وتقمع بالحديد والنار كل تحرك شعبي يطالب حتى بالمستويات الدنيا من الكرامة الانسانية والمشاركة في ادارة البلاد.
من اكثر وجوه التشابه بين الانظمة الدكتاتورية ، هي طريقة التعاطي مع المعارضة ، وخاصة تلك التي لها قاعدة شعبية لا يمكن للانظمة الدكتاتورية انكارها ، لذلك تلجأ هذه الانظمة الى وسيلة متعددة ، تتمثل بتخوين المعارضة ،واتهامها بالارتباط بالخارج ، وتنفيذ اجندات اجنبية هدفها ضرب امن واستقرار البلدان والشعوب.
ولما كانت المعارضة للانظمة الدكتاتورية ، وخاصة تلك التي تمتلك قاعدة شعبية عريضة وواسعة ، لا تجد نفسها بحاجة الى استخدام العنف للتعبير عن رفضها للانظمة الدكتاتورية ، ويكفي حراكها السلمي الطاغي ، دليلا على الرفض الشعبي للانظمة الدكتاتورية ، والملفت ان الانظمة الدكتاتورية لا تطيق ابدا الحراك السلمي ، فترى فيه الخطر الاكبر الذي يتهددها على المدى المتوسط والطويل ، لذلك تحاول ان تدفع بالجماهير الى استخدام العنف ليكون لديها من الاسباب التي نجعلها ان تقمع كل تحرك جماهيري تحت يافطة اعمال الشغب والفوضى وما الى ذلك.
عندما تعجز الانظمة الدكتاتورية عن استفزاز الجماهير ، رغم كل قسوتها وقمعها وظلمها واستبدادها ، نراها تلجأ الى قتل عناصرها الامنية وجنودها وحتى قتل الناس في الاسواق والمدارس والمستشفيات ، عبر تفجيرات واغتيالات ، ومن ثم القاء المسؤولية على المعارضة ، لضرب مجموعة من العصافير بحجر واحد ، فهي تتهم بذلك المعارضة بالارهاب ، وتبرر كل قمعها واستبدادها ضد المعارضة ، وارهاب المعارضة ودفعها الى التراجع عن مطالبها ، خلق حالة من انعدام الامن في المجتمع لدفع الشعب الى احضان النظام بوصفه الملجأ الاخير الذي يمكن ان يحفظ الامن والاستقرار للوطن والمواطن.
اكثر من استخدم هذه السياسة اللاخلاقية هو نظام الدكتاتور صدام حسين في العراق ، الذي تفنن في قتل الابرياء من الشعب العراقي ، بهدف تشويه سمعة المعارضة العراقية عبر تخوينها وربطها بالخارج . واليوم يمارس النظام السعودي هذه السياسة المجرمة ضد الشعب اليمني المظلوم ، فهو الذي يقوم بقتل الابرياء منذ اربعة اشهر حتى وصل عدد الشهداء في اليمن الى نحو 4000 شهيد ، بينما النظام السعودي المستبد والظالم ، يعلن وبكل صلف ووقاحة ان الجيش اليمني وحركة انصارالله هي التي قتلت هؤلاء الشهداء.
وبحسب ماكتبه جمال كامل في مقال اطلعت عليه "المسلة"، يؤكد بأن السعودية التي تسفك بالدم اليمني منذ اربعة اشهر ، وتمد التكفيريين امثال "داعش" والقاعدة وعصابات الاصلاح بكميات هائلة من الاسلحة والعتاد والمال ، فيما نرى هذا النظام القاتل ينعق ليل نهار ، ان الجيش اليمني وانصارالله تدعمهم ايران وتقدم لهم الاسلحة ، فيما البلاد ومنذ اكثر من اربعة اشهر محاصرة من البر والبحر والجو.
وفي يوم 28 تموز ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في البحرين ،خبرا جاء فيه ان شرطيين قتلى واصيب ستة آخرون في انفجار قنبلة أمام مدرسة للفتيات في قرية سترة ، وأحدث الانفجار ثقبا ضخما في جدار بالمدرسة وهي مغلقة للعطلة الدراسية الصيفية .
ويضيف جمال كامل في مقاله "قال وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة في رسالة نشرها بحسابه على موقع تويتر ، وضع المعارضة البحرينية في كفة واحدة مع "داعش وقال "لا فرق لدي بين داعشي سني وآخر شيعي. فهم من طينة واحدة وهدفهم واحد وإسنادهم إيراني".
واصدرت جمعية الوفاق وهي كبرى المجموعات المعارضة في البحرين بيانا على موقعها على الإنترنت نددت فيه بالهجوم قائلة إن "هذه الحوادث لا تمت للحراك السلمي بصلة إطلاقا وهي حوادث معزولة وغريبة وشاذة عن الحراك الشعبي السلمي الواسع المطالب بالتحول الديمقراطي في البحرين".
هذه الممارسات اللانسانية للانظمة الدكتاتورية ومن بينها النظام الخليفي ، تؤكد صوابية الشعب البحريني في مواصلة نضاله ضد هذه الطغمة الحاكمة التي لا تتورع عن استخدام ابشع الاساليب من اجل التشبث بالسلطة .
ومن سوء حظ النظام الخليفي ان سياسة اتهام المعارضة وتخوينها ، باتت سياسة عقيمة ، تكشف من بين ما تكشفه ، ان النظام الذي يعتمدها يكون عادة يمر باخر مراحل حياته ، فمثل هذه الاوراق تكون آخر ما في جعبة الانظمة الفاسدة ، وهذا الامر اكدته التجربة التاريخية للشعوب الاخرى مع دكتاتورياتها التي انقرضت.